وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ استشهد 25 فلسطينيا بينهم أب وأم وطفلاهما، فجر الثلاثاء، في هجمات إسرائيلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة بالقصف وإطلاق النيران.
يأتي ذلك ضمن الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي منذ 21 شهرا بحق الفلسطينيين، وفق ما أفاد للأناضول مصادر طبية وشهود.
وحسب المصادر، شملت استهدافات الجيش الإسرائيلي منذ الفجر، منزلا وخياما تؤوي نازحين وتجمعات لمواطنين ومركز إيواء.
وفي أحدث الهجمات، استشهد 9 فلسطينيين بينهم طفل وأصيب العشرات في قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
كما استشهد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في شارع الطينة غربي خان يونس.
وقبل ذلك، استشهد 15 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متفرقة على القطاع.
في مدينة غزة، استشهد 4 فلسطينيين بينهم طفل رضيع في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي تل الهوا جنوب غربي المدينة.
جاء ذلك وسط استمرار عمليات نسف المنازل والمباني السكنية في مناطق شرق مدينة غزة وشرق مخيم جباليا بمحافظة الشمال.
وفي وسط القطاع، استشهد فلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف غرف في منزل يعود لعائلة أبو عمرة في مدينة دير البلح.
وأصيب عدد المدنيين في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة أبو حلو الشرقية التي تؤوي نازحين في مخيم البريج.
في خان يونس، استشهد أب وأم وطفلاهما في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب المدينة.
استشهد 3 فلسطينيين باستهداف لخيمة تؤوي نازحين بجوار مستشفى ناصر بمدينة خانيونس.
كما استشهد فلسطيني في منطقة مسجد الشهداء في خان يوني، فيما أصيب عدد آخر في قصف على خيمة ثانية تؤوي نازحين في منطقة المواصي.
وقرب موقع الـ17 على طريق خان يونس، استشهد فلسطينيان في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لمواطنين.
هذا وواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الترويج لحملة تهجير الشعب الفلسطيني ضمن حرب الإبادة بغزة، زاعما أنه “لا ينبغي أن تكون غزة سجنًا، يجب منح الناس حق الاختيار الحر في البقاء أو المغادرة”.
جاء ذلك في تصريح للصحفيين في البيت الأبيض حيث استضافه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الاثنين، تعليقًا على المناقشات حول تهجير الفلسطينيين بالقطاع إلى أماكن أخرى.
وقال نتنياهو: “إذا أرادوا البقاء (في القطاع)، فبإمكانهم ذلك، ولكن إذا أرادوا المغادرة، فيجب أن يتمكنوا من المغادرة. لا ينبغي أن تكون غزة سجنًا، يجب منح الناس حق الاختيار الحر”.
كما حرّض الوزيران الإسرائيليان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الثلاثاء، على وقف إدخال مساعدات إغاثية (الشحيحة) إلى قطاع غزة و”سحق” الفلسطينيين وتجويعهم حتى الموت وتهجيرهم ووقف مفاوضات وقف إطلاق النار.
ومعروف أن بن غفير (وزير الأمن القومي) وسموتريتش (وزير المالية) يعارضان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ويطالبان بشكل متكرر باحتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين منه وإقامة مستوطنات يهودية على أراضيه.
وغداة مقتل 5 جنود إسرائيليين بكمين شمال قطاع غزة، دعا بن غفير بمنشور على منصة “إكس”، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى “إعادة الوفد الذي ذهب للتفاوض مع حماس في الدوحة فورًا”.
واعتبر أنه “لا داعي للتفاوض” مع من يقتلون الجنود الإسرائيليين، وأنه “يجب سحقهم حتى العظم، وتجويعهم حتى الموت، لا خنقهم بالمساعدات الإنسانية التي تمدهم بالأكسجين”، وفق تعبيره.
ورأى بن غفير أن “الحصار الشامل والسحق العسكري وتشجيع الهجرة والاستيطان، هي مفاتيح النصر الكامل”، وفق تعبيره، وليس “صفقة متهورة” تُطلق سراح آلاف الفلسطينيين وتسحب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها في القطاع.
من جهته، طالب سموتريتش على “إكس” نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير إلى “التوقف فورًا” عن السماح بدخول مساعدات إلى غزة حيث يقتل عسكريون إسرائيليون، وحرّض على “محاصرة مناطق القتال واستنزاف العدو الموجود فيها قبل أن يواجه جنودنا”.
كما طالب بـ “الإعلان أن أي أرض تُحتل لن تُهجر”، وأضاف: “من غير المنطقي، حتى في سياق صفقة رهائن، السماح للعدو بإعادة ترسيخ وجوده في المنطقة وتعريض جنودنا للخطر مجددًا باضطراره إلى غزوها مرارًا وتكرارًا. ليس هكذا ننتصر بالحرب”، وفق تعبيره.
وصباح الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 جنود وإصابة 14، بينهم 2 بجروح خطيرة، بانفجار عبوات ناسفة وإطلاق نار في بيت حانون شمال قطاع غزة.
بدورها، نشرت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، صورة عبر منصة “تلغرام” توعدت فيها بمزيد من الكمائن النوعية.
وكتبت: “سندك هيبة جيشكم، جنائز وجثث جنود العدو (الإسرائيلي) ستصبح حدثا دائما ومستمرا بإذن الله طالما استمر عدوان الاحتلال وحربه المجرمة ضد شعبنا”.
ويأتي الكمين النوعي لـ”كتائب القسام” رغم استمرار الإبادة الإسرائيلية في القطاع بدعم أمريكي مطلق، فضلا عن الرقابة المشددة التي تفرضها تل أبيب على خسائرها، ما يرشح عدد القتلى والمصابين للارتفاع.
كما يتزامن الكمين مع استئناف المفاوضات غير المباشرة بين “حماس” وإسرائيل في الدوحة بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مع مماطلة نتنياهو وإصراره على مواصلة الإبادة، بينما وافقت الحركة الفلسطينية على مقترحات سابقة.
هذا واستؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين وفدي حركة حماس وإسرائيل الثلاثاء في الدوحة بشأن وقف إطلاق نار في قطاع غزة، على ما أفاد مصدر فلسطيني مطلع على سيرها.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن “المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بوجود الوسطاء المصريين والقطريين، تتواصل صباح اليوم في الدوحة حول آليات تنفيذ المقترح”.
وأضاف أن “لا اختراق حتى الآن” مشيرا إلى أن المفاوضات “تركز على بحث آليات الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وإدخال المساعدات ووقف النار”.
ووصف المفاوضات بـ”الصعبة” وتابع أن “حماس جادة في التوصل لاتفاق، والمأمول أن يضغط الجانب الأمريكي على إسرائيل للوصول لاتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى (والرهائن)”.
وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في قطر مساء الأحد بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أن سلم الوسطاء مقترحا جديدا للطرفين يستند، بحسب مصادر مطلعة، إلى مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
تعليقك