18 يونيو 2025 - 00:23
آية الله رمضاني: الدين هو الإجابة على الأزمات الفكرية للبشر

بين الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) أنّ شمولية الأديان الإلهية تؤكد ضرورة تقديم صورة دقيقة، وكاملة ومعنوية عن الدين معتبرا أن الكرامة الإنسانية هي أساس بعثة الأنبياء.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ التقى عدد من شباب الشيعة من أمريكا وكندا وبريطانيا بالأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رضا رمضاني"، وذلك في قاعة الاجتماعات في المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بمدينة قم المقدسة.

 وصرح آية الله رمضاني في هذا اللقاء: إننا نعتقد بأن جميع الشرائع والأديان السماوية جاءت للحفاظ على الكرامة الإنسانية. ومن المهم أن تكون لدينا رؤية شاملة وعميقة ودقيقة للدين.

 وعن ضرورة التعريف بالدين بشكل جامع ، قال سماحته: هناك من لم يعرّف الدين بشكل جامع على مدى التاريخ، وعندما لم نعرّف الدين بشكل جامع حينئذ يبيت توظيفه ضعيفا.

وتابع الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن شمولية الدين هي بمعنى أن الاهتمام بالبعدين الفردي والاجتماعي، والبعدين الظاهري والباطني، أي: الاهتمام بالبعد المعنوي للدين. طبعا تلك المعنوية التي تجلب معها المسؤولية؛ إذ إن في أمريكا والغرب هناك معنويات زائفة ومزيفة كثيرة، ويسعى مروّجوها إلى توجيهها دون الالتفات إلى المصدر السامي لها.

وأكد سماحته أن الدين جاء للحفاظ على كرامة الإنسان، وأضاف: من منظور الدين، فإن الكرامة تشمل الدنيا والآخرة، في حين إن الكرامة تعد رد فعل في الغرب، بمعنى: أن الكرامة في الغرب انتشرت في الرد على الظلم. في السنغال وغانا، هناك جزر جمعت الأفارقة السود لثلاثمائة عام حيث يتم بيعهم كالرق في أمريكا وأروبا، أو تظلم المرأة والنساء في الغرب، وعليه تطرح قضية كرامة النساء وحقوقهن، ويطالب بالحقوق الإنسان.

وعن الفارق بين الفضائل والكرامة قال آية الله رمضاني: إن الفضائل الأخلاقية تظهر في العلاقة مع الآخرين، وأما الكرامة فليست في العلاقة والارتباط بالآخرين، بل هي تتعلق بحقيقة كيان الإنسان، وجوهر الوجود الإنساني، والارتباط بين الله ونفس الإنسان.

وأشار سماحته إلى الركائز العقائدية للإسلام، وصرح: بناء على الآيات والروايات، لدينا مبدأان إيجابيان، وهما الكرامة والعدالة. إن للكرامة جانب شخصي، وفي هذا الجانب يبلغ الإنسان مكانة ومنزلة وكرامة، وترتفع درجة عبوديته. أما العدالة فهي تظهر في العلاقة مع الآخرين، وتتعلق بنوع العلاقة الاشخاص بالآخر، ومن جهة أخرى، لدينا مبدأان سلبيان هما الظلم والخضوع للظلم، وكلاهما مرفوضان في الإسلام لا ظلم ولا قبول للظلم، فيقول أمير المؤمنين (عليه السلام): " کونا للظّالم خصماً و للمظلوم عوناً ".

 واستنتج الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) من هذا القسم من كلامه قائلا: ما إذا قدمنا الدين بهذه الصورة فلن يصبح لدينا طريق مسدود ولا أزمة فكرية، وفي تقديم المفاهيم المتعلقة بالإنسان سنكون المنتصرين في هذا المجال.

وفي قسم آخر من حديثه، تكلم سماحته عن كيفية المواجهة مع الدين في مختلف العصور التاريخية، وقال: في فترة ما من التاريخ، سعى الاتحاد السوفيتي إلى القضاء على الدين، في حين يرى ويليام جيمس أن للدين مئة نفْس، ولا يمكن القضاء عليه. ومن جهة أخرى هناك من سعى إلى تقييد الدين وتشويهه بفكرة العلمانية. على سبيل المثال، في ألمانيا، أُطلق على أحد المساجد اسم المسجد الليبرالي.

وأضاف سماحته: ما إذا ظهرت نظرة ليبرالية للدين، فإنها تقيد الدين وتعطل الشريعة وتُستبدل بها أمورا أخرى، الأمر الذي يعد تهديدا خطيرا للغاية، وبناء عليه، فإن الإسلام الليبرالي هو إسلام داعش وعنيف، والإسلام الرحماني، كالإسلام الأموي والعباسي، هو تحريف للدين ومعارض لإسلام أهل البيت (ع).

وأشار آية الله رمضاني إلى الأحداث الأخيرة في البلاد، وقال: إننا هادؤون، والإمام (ره) ربّانا هكذا، أن لا نخسر كرامتنا.

وفي ختام الاجتماع وجه عدد من الحاضرين أسئلة إلى الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وأجاب سماحته عليها.

.......

انتهى/ 278

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha