10 يونيو 2025 - 14:45
المسؤولية الثقيلة للمبلغين في عصر الشبهات والعالم الافتراضي

أشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى ضرورة أن يعرف المبلغون ظروف التبليغ والمجتمع، وقال: على المبلغين أن يعرفوا ظروف التبليغ الديني ومخاطبيهم. فكان في زمن ما المخاطبون لم يحظوا بمكانة علمية، ولكن اليوم أصبح للعالم الافتراضي دور في إدارة المجالات التعليمية.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ زار جمع من المبلغين العراقيين المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بمدينة قم، والتقوا بالأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رضا رمضاني".

و أشار آية الله "رضا رمضاني" في هذا اللقاء، أن المبلغ يتمتع بمرتبة إلهية، وصرح: أن يصبح المبلغ كالنبي (ص) فهو بمكانة المدرس والمعلم في المجتمع، وقد قال النبي (ص): "إنما بعثت معلما"، ومن جهة أخرى يعد التبليغ مقدمة للتربية.

وأشار سماحته إلى ضرورة أن يعرف المبلغون ظروف التبليغ والمجمع، وقال: على المبلغين أن يعرفوا ظروف التبليغ الديني ومخاطبيهم. فكان في زمن ما المخاطبون لم يحظوا بمكانة علمية، ولكن اليوم أصبح للعالم الافتراضي دور في إدارة المجالات التعليمية. قد يمكن في ذهن المخاطب شبهات وتساؤلات لم يجد لها ردا، وأنتم تريدون أن تصبحوا مبلغين لمثل هؤلاء، فمن الضرورة أن تدرس جميع أبعاد هذه القضية كي يتمكنوا من تقديم تبيين صحيح عن تعاليم أهل البيت (ع).

وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) أشار إلى بعض المصاديق عن الشبهات المثارة في الوقت الراهن، وقال: لدينا ثلاثة أنواع من كربلاء: كربلاء التي حدثت عام 61، كربلاء التاريخ، وكربلاء التي هي الآن بين أيدينا. اليوم قلما تدرس أسباب واقعة كربلاء لسنة 61 للهجرة، وهناك الإفراط والتفريط عن كربلاء التاريخ. على سبيل المثال: الغزالي يعد نقل ما حدث في كربلاء محرمًا ولا يجوز؛ لأنهم من المحتمل قد تاب يزيد! أو أن يزيد اجتهد فأخطأ في حادثة عاشوراء! والرأي الآخر وهو لبعض علماء الشيعة إن كربلاء كانت استثناءً ولا يمكن الاقتداء بها، في حين أن الإمام الحسين (ع) هو قدوة وأسوة للشيعة، والمسلمين، وجميع أتباع الديانة الإبراهيمة، وحتى كل البشر.

وأضاف سماحته: ما إذا تم البحث على الإنترنت عن كلمة عاشوراء باللغة اللاتينية (Ashura) ، فهناك يظهر مشاهد من التطبير وإراقة الدماء، حتى أن بعض القنوات في لندن في صباح يوم عاشوراء تعلّم التطبير، وكأن هذا العمل من أهم أعمال الشيعة حيث يقومون بضرب رؤوسهم بالسيوف!

وأكد آية الله رمضاني ضرورة التبيين الدقيق والعلمي لأحداث واقعة الطف من قبل علماء الدين، وقال: على العلماء الإجابة على السؤالات والشبهات المثارة ، ومهمتهم الثقلية ليس إيصال الفاظ المفاهيم للمخاطب فحسب، بل يجب أن يلهموهم بالحقائق.

وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): في الغرب، كان نيتشه يقول يجب قتْل الله ومحوه من أذهان الناس وعقولهم! ولكن اليوم، يجب على المبلغين أن يحيوا الله في أرواح الناس بتعريفهم إياه تعالى؛ إذ إن الله وأهل البيت (ع) قد فوّض هذه المهمة إلى المبلغين، وبناء عليه، يجب إرشاد الناس إلى الله وأهل البيت (ع) وإيصالهم إليهم.

وأكد سماحته أن اليوم لم يعد التبليغ أمرا سهلاً، وأضاف: على المبلغ أن يُكثر من الدراسة، وأن يحضّر ويطالع لكل محاضرة يريد أن يلقيها. ولا ينبغي للمبلغ أن يقدم محاضرات مكررة، وذلك لثراء المصادر لدينا كالقرآن ونهج البلاغة في الوقت الراهن.

وفي الختام صرح آية الله رمضاني: لنقل الخبرات التبلغية يجب أن تكون هناك قنوات وصفحات تواصل بينكم للتشاور وتباحثوا فيما بينكم.

..........

انتهى/ 278

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha