وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ شارك آية الله "رضا رمضاني" في مراسيم تكريم الشهيد جعفر غلامي الذي انعقد في مسجد ولي العصر (ع) في قرية نوخالة التابعة لقضاء صومعةسرا في محافظة جيلان، والقى محاضرة بالمناسبة قائلا: انعقاد مثل هذه المجالس في تاسوعاء وعاشوراء تحيى ذكرى الشهداء الأبرار الذين دافعوا عن الوطن الذين مضوا في سبيل الله، وهم شهداء العزة وكرامة إيران الإسلامية.
وأكد سماحته أن مدرسة عاشوراء هو الروح السائدة على جميع تطورات الثورة الإسلامية، وقال: إن عاشوراء معجزة، لا بمعناها اللفظي فحسب، بل هي معجزة في صميم تاريخ البشرية، فلم يشهد أي حدث على مدى أكثر من ألف وثلاثمائة عام تأثيرًا وعمقًا في القلوب كما كان لعاشوراء.
وفيما يتعلق بأن اسم الإمام الحسين (ع) كان دائما موجودا على مدى التاريخ أضاف آية الله رمضاني: ورد في المصادر أن جميع الأنبياء كان يعرفون اسم الإمام الحسين (ع)، وفي رواية أن النبي (ص) بعد العودة من المعارج جلب معه من تراب كربلاء وأودعه عند أم سلمة حتى ستكون علامة ليوم استشهاد الإمام الحسين (ع).
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى دور الملائكة في كربلا، وأوضح: هناك أربعة آلاف ملك استأذنوا الله لأخذ ثأر الإمام الحسين (ع)، فأُمِروا بالصبر، وهم لا يزالون حاضرين في كربلاء، ويستغفرون لزوار سيد الشهداء (ع).
وشدد سماحته أن اليوم أصبحت لكربلاء مكانة في قلب العالم، وقال: لم ينشط في بداية انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، سوى خمسين إلى ستين مركزًا إسلاميًّا في ألمانيا ، لكن اليوم فقد ارتفع هذا العدد إلى أكثر من ٢٧٠٠ مركز. وفي أيام عاشوراء، تُقام في أوروبا وخاصة في ألمانيا والدنمارك وإنجلترا مسيرات حاشدة يشارك فيها عشرات الآلاف من أصحاب العزاء، حيث أصبح اسم الإمام الحسين (ع) يدوّي الآن في قلب أوروبا وأمريكا، الأمر الذي يعدّ تمهيدًا لتحقيق الثورة العالمية.
وأكد آية الله رمضاني أن الإمام الراحل (ره) قال: يجب أن تحظى مجالس عزاء الإمام الحسين (ع) باتجاه، ولا تكون لذرف الدموع ولطم الصدور فحسب، بل يجب أن تكون محلا للتحول والبصيرة، فهي ثورة باطنية وثورة اجتماعية.
وقال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن هذه الثورة حصيلة مدرسية عاشوراء، وقد علمنا الإمام الخميني (ره) التفكير الغديري، فالغدير لم يكن احتفالا فحسب، بل الغدير هو استمرار قيادة الأنبياء في صورة الولاية، فيجب أن يكون المسؤول في النظام الإسلام هو الأفضل وذو كفاءات، فالغدير يعني حوكمة الكفاءات، وليس أهل الدنيا.
وأشار آية الله رمضاني إلى مؤامرات الأعداء في الأيام الأولى بعد انتصار الثورة الإسلامية وقال: إن الأعداء سعوا أن يقمعوا الثورة بالانقلاب، وبعد فشلهم شنوا الحرب المفروضة كما أنهم اغتالوا بعض الشخصيات ولجؤوا إلى الحظر والعقوبات، واليوم أيضا جاؤوا يواجهون الشعب الإيراني بالحرب التركيبة، والحرب المعرفية، و والتهديدات المختلفة.
وأضاف هذا الأستاذ الحوزة والجامعة: اليوم أيضا فإن الشعب الإيراني صامدا أمام جميع التهديدات مستلهمًا من مدرسة الإمام الحسين (ع)، وقد حاول ترامب من خلال الحظر والتهديدات وحتى العدوان العسكري أن يخضع هذا الشعب، ولكن هذا الشعب لم يستسلم؛ لأنّه شعب الحسين، شعب متمسّك بالولاية، شعبٌ يتبع قائده السيد علي الخامنئي.
وفي الختام قال سماحته: إن الأعداء أخطؤوا في حساباتهم حين ظنوا أنهم يستطيعون أن يخضعوا الشعب الإيراني بالتهديد، لكن خطأهم الأكبر كان متزامنا مع بدء عملياتهم مع أيام الغدير ومحرم؛ إذ إن هذين اليومين هما يعدان من أيام العزة لشعبنا ووعيهم، كما اننا وبفضل دماء الشهداء وعاشوراء، أصبحت إيران الإسلامية اليوم تتمتع بمكانة العزة على المستوى الدولي.
..............
انتهى/ 278
تعليقك