7 يونيو 2025 - 09:20
مصدر: خاص أبنا
لقاء تاريخي للأمين العام لمجمع أهل البيت (ع) مع رئيس قسيس كنيسة ساحل العاج/ آية الله رمضاني: على القادة الدينيين أن يكونوا رواداً في تحقيق السلام العا

أكد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) آية الله الشيخ "رضا رمضاني" والكاردينال إغناطيوس دوغبو بيسي، البطريرك الأعلى للكنيسة الكاثوليكية وممثل الفاتيكان في دولة ساحل العاج، أثناء اللقاء، على ضرورة الحوار بين الأديان، واحترام الكرامة الإنسانية، والسعي لتحقيق سلام عالمي دائم.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ التقى الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله الشيخ رضا رمضاني، الذي يزور دولة ساحل العاج الافريقية بدعوة من شخصيات دينية، بالكاردينال "إجناس دوغبو باسي"، رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في ساحل العاج وممثل الفاتيكان في البلاد.

في هذا اللقاء، أشار آية الله رمضاني إلى منصب الكاردينال إجناس دوغبو باسي في ساحل العاج، قائلا: سعادتكم، بصفتكم شخصية مهمة في الديانة الكاثوليكية في ساحل العاج، يمكنكم بلا شك لعب دور مهم في التفاعل والحوار بين الإسلام والمسيحية ومواصلة نفس المسار الذي سلكه البابا فرنسيس في مجال الحوار. 

وقال: أعتقد أن هذا النوع من الحوار يجب أن يستمر ومتابعته، من خلال زيارتكم لإيران، يمكنكم سماع من ممثلي الأقليات الدينية مباشرة انها كيف تُحترم في جمهورية إيران الاسلامية".

وتابع: "اليوم، يكثر في العالم الفقر والتمييز والظلم والمشاكل التي تمس كرامة الإنسان"، لا ينبغي أن نكتفي بإطلاق شعارات الكرامة، بل يمكن للقادة الدينيين أن يلعبوا دورًا كبيرًا في تحقيق سلام عادل، إن معاملة البابا فرنسيس للفقراء وتواضعه واحترامه لهم تعني أن على قادة اليوم بذل المزيد من الجهود لتحقيق الكرامة.

وأعرب الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) عن قلقه إزاء الظلم والاضطهاد في العالم والمجتمع البشري، مضيفًا: "نشهد مقتل نساء وأطفال عزل، يجب أن نتخذ خطوات لإحلال السلام، ودور علماء الدين، بمن فيهم الكاردينالون في المسيحية والحاخامات في اليهودية، وعلماء المسلمين على مختلف المستويات، مهم للغاية في بناء سلام دائم وعادل.

وقال: نحن مستعدون لإرساء هذا السلام بكل الطرق، وبصفتنا ممثلين للحوزة العلمية، فإننا ندعم وندافع عن الحفاظ على الكرامة والعدالة والعقلانية، ونحن مستعدون للتفاعل بشكل أكبر مع نخب علمية وعلماء الأديان الكبار".

واعتبر آية الله رمضاني الاهتمام بكرامة الإنسان وشخصيته، بالإضافة إلى العدالة، من مبادئ التعاليم الإسلامية، موضحا: هناك مبدئان سلبيان في الإسلام نوليهما اهتمامًا خاصًا، الأول هو عدم جواز ظلم أي إنسان، والثاني هو: عدم جواز قبول الظلم، لقد رأيتُ أوجه تشابه كثيرة بين الإسلام والمسيحية في هذا الصدد، وعندما كنتُ في المركز الإسلامي في فيينا، درستُ الرسالة العقائدية المتعلقة بالمسيحيين الكاثوليك، ونظرًا لارتباطي بالشخصيات المسيحية، فقد كنتُ أدرس مجال التفاعل والحوار بين الأديان لسنوات.

وقال آية الله رمضاني في إشارة إلى ضرورة احترام الأديان: يجب احترام جميع الأديان وحامليها، ويجب عدم إهانة المقدسات الإنسانية، إن التدنيس من أكبر الآفات والآفات التي تصيب المجتمع البشري اليوم.

وأكد الشيخ رمضاني إن قضية حرية التعبير وإهانة المقدسات قضيتان منفصلتان، ويجب عدم إهانة المقدسات الإنسانية بحجة حرية التعبير، وقال: خلال فترة وجودي في المركز الإسلامي بهامبورغ، شكرتُ البابا بنديكتوس السادس عشر في رسالة على موقفه الحازم من التجديف، وكان قد قال آنذاك في إحدى خطبه إنه إذا أهان أحدٌ والدتي، فسأتعامل معه.

وفي معرض حديثه عن وضع الأقليات الدينية بجمهورية إيران الاسلامية، صرّح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) قائلاً: على الرغم من أن غالبية سكان إيران مسلمون، إلا أن دستور جمهورية إيران الإسلامية يكفل حقوق المواطنة الكاملة لأتباع الأقليات الدينية، ويتواجد ممثلو الأقليات الدينية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، وتؤدي الأقليات الدينية في إيران شعائرها الدينية على أكمل وجه، وتتمتع بتفاعل جيد للغاية مع الشعب الإيراني المسلم ومسؤولي البلاد.

واعتبر النمو العلمي في إيران بالغ الأهمية، مشيرًا إلى أنه قبل 46 عامًا، كانت إيران في المرتبة 57 عالميًا في التصنيف العلمي، أما الآن، فقد أصبحت في المرتبة 17 عالميًا، ويوجد في الجامعات الإيرانية أكثر من ثلاثة ملايين طالب ومئة ألف عضو هيئة تدريس، وتحتل البلاد المرتبة الخامسة عالميًا في بعض المجالات العلمية، أما من حيث المعرفة الدينية، فتوجد أكبر حوزة شيعية في العالم بمدينة قم الإيرانية، وتُدرّس فيها حوالي 400 تخصص ودورة دراسية متعددة التخصصات المختلفة، وتقع جامعة الأديان والمذاهب أيضًا في مدينة قم، وقد تُرجمت العديد من الكتب عن المسيحية في إيران.

وقال من جانبه الكاردينال إغناطيوس دوغبو بيسي، أسقف الكنيسة الكاثوليكية في ساحل العاج وممثل الفاتيكان في البلاد: كنتُ أحد الكارديناليين الذين لعبوا دورًا في انتخاب البابا، وكانت فرصةً للقاء الكارديناليين من مختلف البلدان على هامش مراسم الانتخاب، في اجتماعنا مع الكارديناليين، أكدنا على أن البابا المُنتخب يجب أن يتبع نهج البابا فرنسيس في احترام الآخرين، في السنوات الأخيرة، اتجه الباباوات أكثر نحو الحوار، ولم يقتصروا على التحدث والتفاعل مع المسيحيين فحسب، بل أيضًا مع الديانات الأخرى.

وأشار إلى أن البابا فرنسيس اتخذ سلسلة خطوات لتعزيز التضامن والأخوة بين الأديان، بل كتب رسائل مطولة حول الأخوة بين الأديان والطوائف المختلفة، دفع البابا فرنسيس الكنيسة نحو الحوار بين الأديان، وأزال العقبات التي كانت قائمة في ساحل العاج، نسعى إلى بناء علاقات جيدة مع المسلمين، وهذا أمرٌ بالغ الأهمية للتعايش في العالم، يجب ألا نُقدّر فقط حقوق الإنسان، بل يجب احترام معتقداتهم وكرامتهم أيضًا.

.....................

انتهى  /  323 

تعليقك

You are replying to: .
captcha