وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ سافر الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رضا رمضاني" إلى دولة السنغال بدعوة من الشخصيات الدينية في هذا البلد، والتقى فيه بنائب الرئيس السنغالي في الشؤون الدينية الدكتور "جيم دراما".
إيران والسنغال؛ قواسم عريقة في الدين، والثقافة، والمقاومة
في بداية هذا اللقاء، صرح آية الله رمضاني عن العلاقات والقواسم المشتركة بين إيران والسنغال: إن السنغال تعد من أهم دول غرب أفريقيا. ولها مع إيران علاقات عريقة، وأن للسنغال دور مؤثر في مجال الدفاع عن فلسطين، ومن أهم القواسم المشتركة بين البلدين في الشؤون الدينية، أن السنغال والجمهورية الإسلامية الإيرانية هما دولتان مسلمتان".
وعن مكانة العلم في الإسلام، قال سماحته: كان المسلمون في زمان ما مركزا للعلوم ومصدرا لأهم العلوم كالفيزياء والكيمياء. وفي الواقع، إن قسما من العلوم الموجودة في الغرب، حتى الطب، أقتبست من الشرق ومن المسلمين. كتاب القانون لابن سينا يحتوي على أربعة فروع طبية. وهو من أعظم علماء الرياضيات والفلاسفة الإيرانيين. حتى في ألمانيا، أُنشئت عياداتٌ باسم ابن سينا، كما أن بعض علماء ألمان علقوا على كتابه القانون. وعليه، فإنّ للسلطة العلمية للمسلمين تاريخًا عريقًا وطويل جدا.
وعن أسس التقدم في أي بلد قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): يعد الإيمان وتوسيع المعتقدات الإنسانية المبدأ الأول للتقدم نحو حضارة إسلامية جديدة، وهناك العديد من القواسم المشتركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسنغال في هذا الخصوص. ومن المبادئ الأخرى تقدم العلم؛ إذ إنّ العلم يجلب السيادة والقوة.
وأشار إلى تقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف المجالات، وقال: "قبل 47 عامًا، كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المرتبة 57 عالميًا، أما الآن، فقد أصبح متوسط رتبة إيران هو 15 بين الدول. وفي بعض العلوم، كتقنية النانو، أحرزنا المرتبة الخامسة عالميا.
الحضارة الإسلامية الحديثة في ضوء العلم والأخلاق والعدالة
وتابع آية الله رمضاني: قدم قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية سبع توجيهات لمستقبل البشرية، الأول التقدم في العلم، والثاني الأخلاق والبعد المعنوي، وثالث تحقيق العدالة في العالم، والرابع مكافحة الفساد. أما التوجيه السابع فهو بالغ الأهمية؛ وهو التعريف بنمط الحياة الإسلامية إلى العالم؛ لأنه برمجة الحضارة الإسلامية الجديدة، وأن الجمهورية الإسلامية يمكنها أن تقدم العلم والمعرفة للسنغال؛ لأن تقدم السنغال كدولة إسلامية يعد تقدما للمسلمين في العالم.
وأشار سماحته إلى الفرص المتوفرة في العالم للتعريف بالإسلام، وأوضح: لدينا اليوم جملة من الفرص الذهبية في العالم، وهذه الفرصة الذهبية لم تنجز حتى الآن. وبما أن هناك تطورات حدثت خلال هذه الأربعين أو الخمسين عامًا الماضية، أصبح الإسلام حاضرًا في داخل المجتمع. كان يعتقدون قبل انتصار الثورة الإسلامية لا يمكن أن تحدث أي ثورة دينية في العالم، فالثورات إما علمانية أو علمانية، لكن ثورة الإمام الخميني كانت قائمة على الدين. طبعا، لا يجب أن نعتبرالدين قضية فردية فحسب، بل للدين دور مؤثر وفعال على المستوى الفردي والاجتماعي، وأيضا الحوكمة.
وصرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) عن مختلف الاتجاهات حول الدين: يرى بعض المفكرين أن للدين اتجاه ضعيف وعليه توظيفه يبيت ضعيفا، لكن الإمام الخميني علمنا أن للدين اتجاه عظيم وعليه يصبح توظيفه كبيرا ومؤثرا، وبناء عليه نرى أن الدين تمكن أن يقف أمام نظام الهيمنة.
وأكد سماحته: إنّ أفريقيا تعد قارة غنية وثرية، ويجب إنفاق هذه الثروة في القارة نفسها ولصالح شعوبها. ولكن للأسف الذريع، كانت معظم بلدانها مستعمرة. وأن لفرنسا تاريخ طويل استعماري في أفريقيا، وبالأخص في غرب هذه القارةن لكن اليوم، نشاهد من السنغال دولة مستقلة، وهي تتقدم يوما بعد يوم.
وأشار آية الله رمضاني إلى الوحدة والتكاتف، وقال: إن ما يهم مسؤولي الدول الإسلامية والسنغال هو أن تزداد وحدتنا وتكاتفنا يومًا بعد يوم. وأن الجمهورية الإسلامية إلإيرانية لها هذه النظرة تجاه أفريقيا كلهان كما يمكننا أن نقدم التعليم للطلاب الجامعيين من نخب هذه القارة في جميع المجالات.
والجدير بالذكر، شارك في هذا اللقاء سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في السنغال حسن عسكري ، و المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في السنغال علي رضا وزين، و ممثل جامعة المصطفى في السنغال حجة الإسلام والمسلمين حسين أسدي، ومستشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) وأستاذ في جامعة طهران الدكتور كلانتري.
...........
انتهى/ 278
تعليقك