وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أصدر نواب مجس الشورى الاسلامي الايراني بيان بشأن استئناف المفاوضات جاء فيه: استخدمت أمريكا المفاوضات كأداة لخداع إيران والتستر على الهجوم العسكري المفاجئ للكيان الصهيوني، فيجب وضع شروط مسبقة لأي مفاوضات معها.
وتلا النائب أحمد نادري البيان التحليلي لنواب البرلمان حول بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة والظروف الجديدة جراء اعتداءات الامريكي والاسرائيلية على البلاد، وجاء فيه:
«ان ینصرکم الله فلا غالب لکم»
نحمد الله تعالى أن جعل الشعب البطل إيران الإسلامية يفتخر مرة أخرى في اختبار آخر، وهذه المرة في معركة شاملة ضد جبهة الباطل والكفر. إن عجز العدو عن تحقيق أهدافه الاستراتيجية المرسومة كان بفضل نعمة الوحدة الوطنية للحفاظ على إيران الحبيبة، المتمحورة حول مفهوم الوصاية. في الوقت الذي نعزي فيه بذكرى ايام استشهاد الامام الحسين (عليه السلام)، ونُحيي ذكرى الإمام الخميني وشهداء الدفاع المقدس امام صدام وشهداء الدفاع المقدس امام العدوان الصهيوني، نرى من الضروري الإشارة إلى بعض النقاط الرئيسية:
1- نحمد الله تعالى على امداداته، ونشكره على نعمة ولاية الفقيه والقيادة الحكيمة لسماحة الإمام الخامنئي (حفظه الله)، الذي قاد القوات المسلحة مباشرةً، منذ الساعات الأولى لعدوان العدو والحرب المفروضة، بهدوء إلهي وباتخاذ إجراءات عسكرية دقيقة وسريعة، وتولى القيادة، وسد الثغرات، وعوض القادة، وحقق تدريجيًا نصرًا عمليًا وتكتيكيًا على العدو الصهيوني والقوات الأمريكية الإرهابية في المنطقة. نسأل الله تعالى طول العمر والعزة لقائدنا الحبيب حتى ظهور إمام الزمان (عليه السلام).
٢- كان أهم سبب لهزيمة العدو في هذه المرحلة التاريخية الهامة هو الوعي العميق، والتماسك التام، والحضور الجماهيري السريع والكاسح للعدو، وهو ما خالف تمامًا توقعات العدو، فانهم على رغم المخاطر المتوقعة على الأرواح والممتلكات من قِبل الكيان الصهيوني الغاشم، نزل الشعب إلى الميدان من تلقاء نفسه منذ البداية، دون أي دعوة أو إعلان أو تخطيط مسبق، لحماية إيران الإسلامية، وهتف "الموت لأمريكا"، و"الموت لإسرائيل"، و"أضحي بحياتي فداءً لإيران".
٣- إن المسؤول الرئيسي عن هذا الغزو الجبان والعدوان العسكري السافر على بلدنا الحبيب واستشهاد مجموعة من الأطفال الإيرانيين هو حتمًا حكومة الولايات المتحدة الإرهابية، التي، بتعاون حكومات ودعم وموافقة حكومات أوروبية تدّعي حقوق الإنسان، كلّفت النظام الصهيوني بارتكاب عمل قذر وجريمة كبرى، سعيًا منها، بخيالها الساذج، إلى تقسيم إيران والقضاء على نظام الجمهورية الإسلامية المقدس. إن تقسيم إيران هدفٌ دأبت القوى الاستعمارية على السعي إليه ضد وحدة أراضي إيران منذ مئة عام على الأقل، وكانت الجمهورية الإسلامية سدًا منيعًا في وجهها على مدى العقود الخمسة الماضية.
٤- لقد استخدمت حكومة الولايات المتحدة المعتدية، وخاصة رئيسها القاتل، منذ البداية بتنسيق كامل، وبصفتها آمرا ومرخصًا لرئيس الوزراء الصهيوني سيئ السمعة وقاتل الأطفال، استخدمت التفاوض كأداة لـ"خداع إيران" وتغطية العدوان العسكري الإسرائيلي المفاجئ ولم تتردد في تقديم أي معلومات استخباراتية أو أسلحة، أو حتى دعم عملياتي ودفاعي. وأخيرًا، بمهاجمتها الرمزية ضد المنشآت النووية لبلادنا، وقّعت وثيقة العدوان على وطننا الحبيب، وتحمّلت مسؤوليتها.
5- إن عداء حكومة الولايات المتحدة للأمة الإيرانية ليس للأمس أو لليوم. من الواضح أننا لا نريد أن نخلق لأنفسنا مشاكل لا داعي لها؛ قد يقول البعض إنكم تُجبرون أمريكا وتُستفزونها باستمرار؛ كلا، أمريكا لا تريد الاستفزاز، أمريكا هي العدو، كانت ايران يوما ما ملكا لأمريكا وقد انتزعت الثورة الإسلامية للشعب الإيراني هذا البلد من أيديها؛ ولن يهدأ لأمريكا بال حتى تستعيد سيطرتها على إيران. والآن، ورغم عقود من الحقد على إيران، هل يتوقعون من أمتنا أن العطوفة؟ لم يُلقّن أحد الأمة الإيرانية شعار "الموت لأمريكا". من أعماق قلوب كل فرد، خرج شعار "الموت لأمريكا"، ولذلك نحن، نواب مجلس الشورى الإسلامي، نرفع صوتنا عاليًا "الموت لأمريكا"، مُتبعين خطى الأمة الإيرانية العظيمة. هذا الشعار المهم، الذي يُمثل سياسة الأمة الإيرانية، له أولاً أساس قوي ومنطقي وعقلاني. من الواضح أن "الموت لأمريكا" لا يعني الموت للأمة الأمريكية؛ لا علاقة لها بالشعب الأمريكي؛ "الموت لأمريكا" يعني الموت للاستكبار، أي "الموت لترامب"، الموت للقادة والجماعات التي تحكم أمريكا. ثانياً، لم يعد شعار "الموت لأمريكا" اليوم شعاراً خاصاً بالشعب الإيراني فحسب؛ بل يُقال في كثير من الدول إن السبب هو أن حكومة الولايات المتحدة تدعم الظلم والحرب وتكديس الأسلحة والهيمنة على الشعوب والبلطجة والتدخل في كل مكان. إن محاربة أمريكا تأتي لأن النظام الأمريكي هو اليوم تجسيد للاستكبار في العالم. لو لم تكن أمريكا كحكومة ذات أساليب وأهداف استكبارية، لكانت مثلنا مثل الحكومات الأخرى، لكن حكومة الولايات المتحدة ونظامها اليوم تجسيد للاستكبار بكل معنى الكلمة.
٦- إن مجلس الشورى الإسلامي، تقديرًا للجهود الطيبة والقيّمة التي تبذلها الحكومة الموقرة، وخاصة رئيس الجمهورية العزيز، وتضحيات القوات المسلحة، على أهبة الاستعداد لمواصلة التواجد الميداني بكل جدية وحزم لتلبية الاحتياجات التشريعية الأساسية للبلاد، وبذل جهود حثيثة بالتعاون مع برلمانات العالم الأخرى لإدانة جرائم الكيان الصهيوني القاتل للأطفال، والحكومة والقوات العسكرية الأمريكية الإرهابية. إن الجرائم التي تشهدها المنطقة، وخاصة في غزة ولبنان واليمن، وفي أرضنا الحبيبة إيران، وخاصةً التآمر على قادة السلطة، قد بلغت أعلى مستويات الوحشية والخروج على القانون.
يعتبر مجلس الشورى الإسلامي قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان الأمن الكامل جزءًا من رد إيران المنطقي والحازم على العدوان غير القانوني والمخالف للالتزامات الدولية على مراكزها وعلمائها النوويين. يجب على حكومة الولايات المتحدة المعتدية، وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي شرّعت هذا العدوان، أن تعلم أنه إلى أن تثق إيران تمامًا بأنها لن تعاود الاعتداء، فلن تُقدّم أي معلومات للجواسيس والمعتدين.
7- في الحرب الهجينة، لا يقتصر الأمر على البعد العسكري. يقول القرآن الكريم: "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة". قد تبدو هذه القوة عسكرية للوهلة الأولى، لكنها في الظاهر أوسع بكثير من نطاق القوة العسكرية. فأبعاد القوة واسعة؛ فهي تشمل أبعادًا اقتصادية، وقوة علمية، وقوة ثقافية، وقوة سياسية، وقوة دعائية. ومن أهم أمثلة القوة السياسية والدعائية القوة في الدبلوماسية والتفاوض. فساحة الدبلوماسية أشبه بساحة معركة. الحقيقة هي أن المجال الدبلوماسي مجالٌ للتحريض والضغط، ومن الطبيعي أنه عندما استخدمت أمريكا التفاوض كأداة لخداع إيران والتغطية على هجوم عسكري مفاجئ من قبل النظام الصهيوني، لم يعد التفاوض ممكنًا كما كان من قبل؛ يجب وضع شروط مسبقة، ولا يمكن إجراء أي مفاوضات جديدة قبل استيفائها بالكامل.
8- نؤمن إيمانًا راسخًا بأن الخطوط التي رسمها قائد الثورة الحكيم هي دائمًا، وخاصة في الظروف الراهنة، مفتاح استراتيجيات البلاد وقضاياها الرئيسية، وأن توجيهاته وأوامره يجب أن تكون محور الوحدة والتماسك الوطني للجميع، وأن أي سلوك أو خطاب خارج هذا الإطار يُرضي العدو ويتعارض مع المصالح الوطنية. إن التحرك المتماسك على طريق الولاية سيضمن الحفاظ على التفوق الاستراتيجي والنصر النهائي على العدو، إن شاء الله.
.....................
انتهى / 323
تعليقك