11 ديسمبر 2025 - 16:03
قائد الثورة: الجمهورية الإسلامية تحقق التقدم وانتشار مفهوم المقاومة من إيران إلى دول أخرى هي حقيقة واقعة

أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة الامام السيد علي الخامنئي أن الجمهورية الاسلامية تحقق التقدم رغم انها تواجه العديد من النواقص، كما شدد سماحته بأن انتشار مفهوم وأدب المقاومة من إيران إلى دول المنطقة وبعض الدول الأخرى هي حقيقة واقعة.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ أبنا ــ استقبل سماحة الامام الخامنئي اليوم الخميس بمناسبة حلول الذكرى العطرة لميلاد السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها آلاف من محبي أهل البيت (عليهم السلام) و المنشدين الدينيين في حفل حماسي تضمن إنشاد المدائح وترديد الشعر وذكر مناقب سيدة نساء العالمين سلام الله عليها.

وخلال هذا الحفل الذي استمر قرابة ثلاث ساعات، هنأ سماحة الامام الخامنئي بالمولد المبارك للسيدة الصديقة الطاهرة (سلام الله عليها)، قائلاً: "بمقاومتهم الوطنية، أحبط الشعب الإيراني الجهود المتواصلة للعدو لتغيير «الهوية الدينية والتاريخية والثقافية» لهذه الأمة. واليوم، وفي الوقت الذي يجب أن يكون هناك استعداد دفاعي وهجومي صحيح لمواجهة النشاط الدعائي والإعلامي للعدو الذي يستهدف «العقول والقلوب والمعتقدات»، فإن إيران العزيزة تواصل مسيرتها إلى الأمام رغم المشاكل والنواقص الموجودة في أنحاء البلاد".

وبمناسبة تقارن ميلاد الإمام الخميني (رض) مع ميلاد السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، أشاد قائد الثورة بفضائل ومناقب سيدة نساء العالمين سلام الله عليها، واصفاً إياها بما يفوق إدراك البشر، وأضاف: "مع كل هذا، يجب أن نكون فاطميين ونقتدي بتلك السيدة القدوة في جميع الجوانب، بما في ذلك التدين والعدالة والجهاد في التبيين وحسن العشرة مع الزوج وتربية الأولاد وغيرها من المجالات".

وأشار سماحته إلى أن "الإنشاد الديني" ظاهرة مؤثرة للغاية، مضيفاً: "من الضروري من خلال البحث والدراسة التعمق في هذه الظاهرة المدهشة وتشخيص نقاط ضعفها وطرق تعزيز وتطوير أبعادها المختلفة".

وأكد آية الله العظمى الخامنئي على التقدم الذي أحرزه الإنشاد الديني مقارنة بالماضي، واصفاً إياه بأنه أحد روافد "أدب المقاومة"، قائلاً: "أي فكر أو أمر إذا لم يمتلك أدباً مناسباً، فسوف يضمحل تدريجياً. والإنشاد الديني والمجالس الحسينية، من خلال وضع وتوسيع ونقل أدب المقاومة، يعزز هذا المطلب الأساسي للغاية".

وعرّف سماحته "المقاومة الوطنية" بأنها "المرونة والصمود في مواجهة أنواع الضغوط المختلفة من قبل القوى المستبدة"، مضيفاً: "أحياناً يكون الضغط عسكرياً - كما رآه الشعب خلال الدفاع المقدس وكما شاهده المراهقون والشباب في الأشهر الماضية - وأحياناً أخرى يكون الضغط اقتصادياً أو إعلامياً أو ثقافياً أو سياسياً".

واعتبر قائد الثورة الضجة الإعلامية التي يثيرها العاملون الإعلاميون والمسؤولون السياسيون والعسكريون الغربيون مؤشراً على الضغط الدعائي للعدو، قائلاً: "الهدف من الضغوط المختلفة للنظام الاستكباري على الشعوب، وعلى رأسها الشعب الإيراني، هو أحياناً التوسع الإقليمي، كما تفعله اليوم حكومة الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية".

وأضاف سماحته: "وأحياناً يكون الهدف السيطرة على الموارد تحت الأرضية، وفي بعض الأحيان يكون تغيير نمط الحياة، والأهم من ذلك كله، «تغيير الهوية» هو الهدف الرئيسي للضغوط الاستكبارية".

وأشار الامام الخامنئي إلى أن جهود القوى العالمية المتغطرسة لتغيير الهوية "الدينية والتاريخية والثقافية" للأمة الإيرانية تعود لأكثر من مائة عام، قائلاً: "جعلت الثورة الإسلامية كل تلك الجهود بلا جدوى، وفي العقود الأخيرة، من خلال عدم الاستسلام والصمود والثبات في مواجهة استمرار الضغوط الواسعة من أعدائها، أحبطتهم الأمة".

واعتبر سماحته انتشار مفهوم وأدب المقاومة من إيران إلى دول المنطقة وبعض الدول الأخرى حقيقة واقعة، مضيفاً: "بعض الإجراءات التي اتخذها العدو ضد إيران والشعب الإيراني، لو اتخذها ضد أي دولة أخرى، لكانت تلك الأمة والدولة قد زالتا واندثرتا".

وأشار قائد الثورة إلى تأثير الإنشاد الديني الحسيني(ع) في ترسيخ ذكرى الشهداء وتعزيز وانتشار مفهوم المقاومة في البلاد، قائلاً: "اليوم، نحن نواجه، بما يتجاوز المواجهة العسكرية التي شهدناها، «بؤرة حرب دعائية وإعلامية» ضد جبهة العدو الواسعة؛ لأن العدو قد أدرك أن هذه البلاد والأرض والتربة الإلهية والمعنوية لا تستسلم ولا تُقهر بالضغط العسكري".

وأضاف سماحته: "بالطبع، هناك من يطرح باستمرار احتمال تكرار المواجهة العسكرية، والبعض الآخر يضخم عمداً في هذا الموضوع لإبقاء الناس في حالة شك وخلق القلق، ولن ينجحوا بإذن الله".

واعتبر الامام الخامنئي أن "خط وهدف وخطر العدو" هو محو "آثار وأهداف ومفاهيم الثورة ونسيان ذكرى الإمام الخميني (رض)"، مضيفاً: "الولايات المتحدة تقع في مركز هذه الجبهة الواسعة والنشطة، وتحيط بها بعض الدول الأوروبية، وفي أطراف هذه الجبهة يقف المرتزقة والخونة وعديمو الوطن الذين يسعون في أوروبا للوصول إلى لقمة العيش".

وشدد سماحته على ضرورة معرفة أهداف و"تشكيلات العدو"، قائلاً: "كما هو الحال في الجبهة العسكرية، في هذه المواجهة الدعائية والإعلامية أيضاً يجب أن نحدد تشكيلاتنا بما يتناسب مع نظام وخطة وهدف العدو، وأن نركز على النقاط التي يستهدفها، وهي «المعارف الإسلامية والشيعية والثورية»".

واعتبر قائد الثورة أن الصمود في وجه الحرب الدعائية والإعلامية الغربية صعب ولكنه ممكن تماماً، قائلاً: "في هذا المسار، على المنشدين الدينيين تحويل المجالس الحسينية إلى مراكز للالتزام بقيم الثورة، وأن يحموا هذا الجيل العزيز من أهداف العدو العنيد والخبيث ، مع تقدير إقبال الشباب على الإنشاد الديني والمجالس الحسينية".

واختتم سماحته كلمته بعدة توجيهات للمنشدين الدينيين، كان من أهمها: "تبيين المعارف الدينية والمعارف الجهادية بالاعتماد على حياة جميع أئمة الهدى (عليهم السلام)، ومهاجمة نقاط ضعف العدو بالتزامن مع الدفاع الفعال ضد شبهاته، وشرح المفاهيم القرآنية في مختلف المجالات «الشخصية والاجتماعية والسياسية وكيفية مواجهة العدو»".

واعتبر سماحته تأثير النوح المنسجم جيداً والمحتوى الجيد أحياناً أكثر من عدة خطب ومحاضرات، قائلاً: "على المنشدين الدينيين الحرص على عدم تسلل الألحان وثقافة عصر الطاغوت إلى مجالسهم ومحافلهم".

وفي ختام كلمته، أشار الامام الخامنئي إلى كلام أحد المنشدين الدينيين حول مشكلة الغبار في محافظة خوزستان، قائلاً: "هذه من أصغر المشاكل، والنواقص والمشاكل منتشرة في جميع أنحاء البلاد، لكن شعبنا يخلق يومياً من خلال صموده وصدقه وإخلاصه وحسن نيته وطلبه للعدالة، هيبة وقوة للإسلام وإيران، وبتوفيق الله تعالى، فإن البلاد في حالة حركة وكدّ وتقدم."
......
انتهى/278

تعليقك

You are replying to: .
captcha