وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال الشیخ فادي ماضي (أبو الدرداء) والذي سبق وزار مرقد الإمام امير المؤمنين (ع) في النجف الأشرف والإمام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة عند زيارته للعراق .
في حوار أجرته وكالة ابنا للأنباء بمناسبة تزامن انطلاق الزيارة الأربعينية للإمام الحسين(ع) مع الشيخ فادي ماضي "أبو الدرداء" أحد علماء أهل السنة في فلسطين، عن طريق برنامج اسكايب، حيث استهل كلامه بعد صلاة على محمد وآل محمد بذكر الآية المباركة : «وما تقدموا لأنفسکم من خیر تجدوه عند الله هو خیر واعظم اجرا».
وأعرب الشيخ ماضي عن شعوره بان الاجر من الله عندما یقوم الانسان لیقدمه هذا الاجر یبتغي مرضات الله فکیف اذا کان هذا الاجر یذهب به الی ابن بنت رسول الله (ص) و هو الامام الحسین (ع).
وقال ان " الامام الحسین هو فاجعة کبری لکل المسلمین بما حدث معه عند استشهاده ولما مثل به من قبل هولاء الظالمین الخاصة الملعون ابن ذي الجوشن و من نهی نحوهم "، مضيفا ان الامام الحسین(ع) عندما قام المسلمون جمیعا علی مر السنین بزیارته لیحیوا ما حدث له من هذه الفاجعة الکبیرة وهي اربعین الامام الحسین(ع).
ويعتقد الشيخ "أبو الدرداء" ان اربعین الامام الحسین(ع) تجمع المسلمین، قائلا :" انك تری الوحدة وتری المحبة وتری الافق وتری الوفاق بین الناس بعضمها للبعض، عندما تری وجوه عجیبة غریبة تأتي بالمشایة إلی مرقد الامام الحسین(ع) هذا الشیء یدلج القلب ویدلج قلب المسلمین، ونرى ان هناك الخیر ونحن کمسلمین ننظر إلی الظلم الذي وقع علی کل المسلمین قاطبة وخاصة نحن الفلسطینيون عندما ننظر إلی هذه المشایة نشعر شعورا أن هذه المشایة ستأتي في یوم من الایام وتمشي لتحریر القدس ان شاء الله".
ولفت الشيخ فادي الى الجمالیات في زيارة الأربعين الإمام الحسين عليه السلام، وان فيها ظاهرة وباطنة فیها أسرار، وأردف يقول : "الجمالیات الباطنة التي فیها اسرار لا نستطیع أن نعبر عنها بالمشاهدة وان کانت بعض الامور التي ننظر الیها تریح النفس. مثلا من الجمالیات هؤلاء الناس الذین یأتون من اقصاء الارض من أمصار الارض . تری العُجّز تری الشاب تری المرأة تری الصغیر تری الکبیر کله یمشي، هذا الشي ظاهر غیر الباطن. الظاهر انت تراه تشاهده تری المرأة العجوز التي تمشي مسافات کبیرة تقول في نفسك ما الذي یحث هذه الامراة علی فعل هذا الشيء؟ هذا الظاهر. أما الباطن هو عشق النبي (ص) محمد وآله وعشق الحسین(ع)، لما صار فینا العشق نصبح نعرف من هو النبي محمد(ص) من هو سیدنا الحسین(ع) ماذا حدث لآل النبي (ص) في کربلاء" .
وأضاف : "هذا الانسان یشعر انه لن یفعل شیئا للحسین(ع) لن یقدم شیئا للحسین(ع) ماذا یفعل تری انه یمشي لعله یأخذ اجرا من الاجر الذي حصل في حادثة الحسین(ع) انه لم یدافع عنه".
وذكر الشيخ ابو الدرداء ظاهرة الزيارة الأربعينية لدى المشاية الذين يقطعون مسافات طويلة حيث قال : "فالدفاع المستمیت عن الامام الحسین(ع) تأتي لهولاء الناس وتجعل شیئا من الظاهر لنا ان المشي هذه المسافة الطويلة والشاقة مع التعب والإرهاق وتراهم یحملون أولادهم والأمتعتهم والبسمة والفرحة علی وجوههم، تری هذه الظاهرة عجیبة. کیف هولاء یأتون في الحر الشدید و هم یمشون ويبتسمون ومع ذلك يذكرون الله ویسبحونه ویقولون لبیك يا حسين".
وفي رد العرفان والإمتنان لما يقوم به العراقيون بالزيارة الأربعينية للإمام الحسين (ع) من تقديم الخدمات الكافة للزوار قال : "أولاً نشکر أهلنا في العراق قاطبة علی ما یقومون به من ضیافة كريمة للأعداد الکبیرة، وهذه الظاهرة تعطي الطابع أن کل هؤلاء الذین یأتون إلی العراق یجدوا شیئا من الضیافة والکرم التي لم أشهد مثله في الأدیان الأخری، أنا ذهبت إلی کثیر من البلدان ولكن بالعراق الامر يختلف تماما أولاً تری الناس یقدمون الماء. هذا الماء الذي یحتاج إلیه کل شخص فالذي یقدم الماء هو الذي یندفع إلی الناس اندفاعا غریبا فهو یندفع یعطي الماء قبل رجوع الناس إلیه فهذه المبادرة شيء جمیل جدا". وأضاف :" دخلنا إلی بعض الاماکن التي تخدم الناس هناك بعض الجمعیات والموسسات. دخلنا بعض المؤسسات تجمع الآلاف وتطعمهم وتجهز لهم المنام تسقیهم ویهيء لهم المکیف رغم حرارة الشمس هؤلاء کانوا یقدمون أشیاء یعجز اللسان عن وصفه".
وتابع في كلامه الشيخ : "دخلنا في مؤسسة مع بعض العلماء الذين كنا معا في تلك الزيارة، رأيت شيئا مذهلا حقا، وجدت المطابخ الجاهزة فيها للأکل وهذه المطابخ کانت تعمل لیلا ونهارا ولا توزع وجبات واحدة بل ثلاث وجبات وبانتظام فهده النفسیة التي موجودة لدی أهلنا في العراق لم أرها بالصراحة عند أي شخص آخر فهم یردون کل هذا فداء للإمام الحسین(ع).
وفي معرض إجابته عن زيارته للمراقد المقدسة في العراقة قال : "نحن ذهبنا إلی عدة مراقد بما فیها مرقد الامام الحسین(ع) و إلی العتبة العلویة. ثم ذهبنا إلی بغداد وأیضا شارکنا في مجلس العلماء المحمدي. الشيء الذي حصل أن الاخوة في الرباط المحمدي عندما ذهبنا الیهم فبدأوا بالمدایح النبویة والصلوات النبویة لآل النبي(ص) وشارکنا معهم وکانوا یجهّزون أنفسم للذهاب إلی موکب نداء الاقصی کي یمدحوا النبي (ص) والامام الحسین(ع) في الموکب فهذا شیء مذهل جدا ".
وعبّر الشيخ ماضي عن شعوره عند لقاءه بالعلماء الشيعة قائلا : " کانت الفرحة كبيرة، کیف تلتقي العمائم السنیة مع العمائم الشیعیة في مرقد الامام الحسین ونصلي جنبا إلی جنب صلاة واحدة . هذا مما یوجع ویؤلم أعداءنا الصهاینة . قال المتحدث باسم الجيش الصهیوني افیخاي ادرعي ان التقاء المسلمین مع بعضهم البعض في مرقد الامام الحسین(ع) مؤشر خطیر . نعم لقاء المسلمین بعضهم مع البعض سنة وشیعة موشر خطیر وحبنا یجمعنا لأن الامام الحسین ابن بنت النبي(ص) یجمعنا علی کلمة واحدة وکلمة الحق ونحن مع الحق اینما کان".
وفي ختام كلامه قال : "إن شاء الله سبحانه وتعالی نلتقي لیس في مرقد الامام الحسین(ع) فقط بل سنلتقي في مسجد الأقصی مصلین إن شاء الله تعالی وکما نمشي للإمام الحسین(ع) نمشي للأقصی محررین فاتحین إن شاء الله .
..................
انتهى / 232