14 ديسمبر 2025 - 13:20
مصدر: أبنا
العلامة فضل الله: قتلتنا العصبيات فتعالوا للتواصل والحوار

قال السيد فضل الله: "نلتقي اليوم لنقدّم إلى هذا الوطن العزيز زهراتٍ يحملن المسؤولية بجدارة وقوّة، بعد أن تهيّأن لها من خلال ما اكتسبنه من قيم ومعارف يعبّرن عنها في حياتهنّ الخاصة والعامة".

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ رعى العلامة السيد علي فضل الله الاحتفال التكريمي الحاشد الذي أقامته ثانوية الجواد(ع)، في بلدة علي النهري البقاعية لزهراتها اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي في حضور مديرة الثانوية سعاد مراح الموسوي، رئيس بلدية علي النهري الحاج ملحم المكحل، مفتي بعلبك الهرمل الدكتور الشيخ بكر الرفاعي ممثلاً بفضيلة الشيخ محمد النابوش، راعي ابرشية زحلة وبعلبك وتوابعها للروم الارثوذكس سيادة المتروبوليت أنطونيوس الصوري ممثلاً بالأرشمندريت جورج معلوف، سماحة الشيخ فؤاد خريس، سماحة الشيخ علي العفي، فضيلة الشيخ غسان الكيال، رئيس جمعية متخرّجي المبرات ونائب نقيب أطباء الأسنان في لبنان الدكتور محمد المصري، وعدد من أعضاء المجلس البلدي في علي النهري، رؤساء لجنتي الأهل في ثانوية الامام الجواد(ع) ومدرسة الامام الكاظم(ع) وشخصيات تربوية واجتماعية وثقافية وذوي المكلفات. 

استهل الحفل بآيات بينات من القرآن الكريم أداها الطلاب بكورال جماعي فالنشيد الوطني، ثم دخلت الزهرات وسط جو من البهجة والسرور حيث قدمن فقرات ولوحات فنية من وحي المناسبة وأدين قسم الولاء والعهد بالحفاظ على الحجاب تبعه كورال إنشادي من وحي ذكرى ولادة السيدة الزهراء(ع).

ثم القى العلامة فضل الله كلمته عبر في بدايتها عن سعادته بهذا اللقاء، الذي نحتفي فيه بـ"زهراتنا الأعزاء" اللواتي اتّخذن قرارهنّ الحر بارتداء الحجاب، مرحِّبًا بالحضور الكريم المتنوّع الذي يعتزّ به.

وأضاف: "نلتقي اليوم لنقدّم إلى هذا الوطن العزيز زهراتٍ يحملن المسؤولية بجدارة وقوّة، بعد أن تهيّأن لها من خلال ما اكتسبنه من قيم ومعارف يعبّرن عنها في حياتهنّ الخاصة والعامة".

وتابع سماحته: "نحن اليوم عندما نحتفل بهذه الكوكبة من طالباتنا، فليس الأمر مجرّد احتفال ببلوغهنّ التكليف الشرعي، بل يتجاوز ذلك إلى تحمّلهنّ مسؤولية الارتباط بربّهنّ، من خلال إخلاصهنّ في عبادته والتعبير عن حبّه عبر سلوكهنّ وحركتهنّ ومحبتهنّ لجميع الناس. فلا يمكن لإنسان يرتبط بالله إلّا أن يكون معطاءً وصادقًا وخيّرًا للجميع. ولا يمكن لنا نحن الذين نهتدي برسول الله، إلّا أن نحبّ جميع الأنبياء الذين سبقوه، فهو جاء امتدادًا لكلّ الرسالات السماوية".

وأشار سماحته إلى أنّ الإنسان الملتزم لا بدّ أن يعيش روحية الانفتاح والمحبة والتسامح وقبول الآخر، لأنّ جميع الأديان تنطلق من القيم الأخلاقية والإنسانية نفسها.

وأكد أنّ فتياتنا العزيزات سيعبّرن عن محبتهنّ لوطنهنّ بكل إخلاص، لأن هذا الوطن يعيش في أعماقهنّ، وسيحرصن على أن يبقى عزيزًا حرًّا قويًا قادرًا على مواجهة التحديات. وهنّ سيحملن العلم والإيمان معًا، ويعبّرن عن محبتهم لكل أبناء الوطن، فلا يؤمنّ بالانغلاق أو التقوقع، ولا يفكّرن بالانتماءات الضيقة، بل بالدوائر الرحبة المنفتحة.

وقال سماحته: "نحن على ثقة بأن هذا الجيل، وبهذه التربية القائمة على القيم والمفاهيم الأصيلة، قادر على بناء وطن للجميع، يعيش فيه الإنسان إنسانيته. فهنّ لن يخلصن لعائلتهن أو عشيرتهن أو مذهبهن أو طائفتهن فحسب، بل سيكون إخلاصهنّ لوطنهنّ من أجل النهوض به".

وأردف: "نلتقي اليوم في ذكرى ولادة السيّدة الزهراء (ع)، التي أردن أن تكون هذه المناسبة محطة لتحمّل المسؤولية، وأن تكون الزهراء قدوتهنّ في عبادتها وصبرها وعلمها وجهادها" مضيفا "مشكلتنا في هذا الوطن أن الأنانيات والعصبيات والانغلاق والتقوقع قتلت فينا التواصل والحوار وروح التفكير الرسالي والمحبة وقبول الاخر، فيما كانت السيّدة الزهراء(ع) والسيّدة مريم (ع) تفكّران بالآخر، وتتحركان بروحية العطاء".

ثم توجّه سماحته بالشكر إلى الأهالي على دورهم في هذه التربية الصالحة، قائلاً: "أنتم لم توفّروا لبناتكم الحاجات المادية فحسب، بل عملتم على زرع روح الإيمان والمحبة في نفوسهن". 
كما هنّأ إدارة الثانوية ومعلميها ومعلماتها على دورهم في بناء هذا الجيل وغرس هذه القيم فيه.

وفي الختام، تقدّم سماحته بالشكر إلى هذا الحضور المتنوع الذي قدّم صورة جميلة يعتزّ بها الجميع، "ومن خلالها نستطيع أن نبني وطنًا يواجه الضغوط والتحديات على مختلف الصعد، من خلال التعاون والتضافر والحوار بين جميع مكوّناته". واختتم بالقول: "لكننا لا نريد لهذه الصورة أن تبقى شكلًا، بل أن تتحوّل إلى مضمونٍ وسلوك .

وفي ختام الحفل تم تكريم الزهرات وتوزيع الهدايا الرمزية عليهن والتقاط الصور التذكارية.

....................

انتهى / 323 

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha