وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
السبت

٣ سبتمبر ٢٠٢٢

١:٠٦:٥٩ م
1302892

آية الله رضا رمضاني: تحتاج المجتمعات الشيعية إلى العقلانية والعدالة والكرامة الإنسانية للتغلب على الأزمات

أشار آية الله رمضاني إلى أن المؤتمر السابع للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) ستعقد تحت شعار "أهل البيت (عليهم السلام) محور العقل والعدل والكرامة" وقال: اختيار هذا الشعار على اساس الاوضاع الراهنة للمنطقة والعالم ".

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ صرح آية الله "رضا رمضاني"، في حفل افتتاح المؤتمر السابع للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) ، أن هذا المجمع كان من ثمار انتصار الثورة الاسلامية بقيادة آية الله العظمى الإمام الخميني (رضي الله عنها) والتي تشكلت باقتراح من مجموعة من العلماء والمفكرين من العالم الشيعي وبموافقة قائد الثورة الإسلامية آية الله الإمام الخامنئي .

وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في غضون 32 عام من نشاطاته القيمة من العمل، قائلا: "في هذا الصدد، أثمن جهود جميع الأمناء العامين وأعضاء المجلس الأعلى والمتصدين في هذه المؤسسة بالماضي والحاضر.

وصرّح : إن الفترة الجديدة لنشاط المجمع، وفقا لطلب وأمر قائد الثورة الاسلامية، هي عصر التحول في نهج وهياكل وأساليب وأداء اتباع أهل البيت (ع) في العالم .
وأشار آية الله رمضاني في لحظة انعقاد المؤتمر الى مشددا : للأسف بسبب انتشار فيروس كورونا المروع، انعقد المؤتمر السابع للجمعية العامة بتأخير ثلاث سنوات بحسب البروتوكولات المعلنة والمعمول بها من قبل السلطات المسؤولة .

وصرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): بجهود الزملاء في اللجنة لعدة شهور بهدف عقد المؤتمر وتوجيه دعوة لأعضاء الجمعية العامة، لحسن الحظ نشاهد اليوم في ظل الظروف القائمة، مشاركة وحضور عدد كبير من أعضاء الجمعية من 117 دولة في العالم.

وأضاف: إلى جانب المدعوين، افتتح المؤتمر السابع رسميًا اليوم بحضور شخصيات دينية وعلمية وثقافية مهمة ونشطاء اقتصاديين من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) ، بمن فيهم مجموعة من الأخوات المحترمات، مع مشاركة فخامة رئيس جمهورية إيران الإسلامية .

وذكر آية الله رمضان تجديد العهد مع مبادئ الإمام الراحل (رضي الله عنه)، ولقاء قائد الثورة الاسلامية والمشاركة في صلاة جمعة طهران بانها ضمن برامج المؤتمر السابع، ومؤكدا على عقد لجان إقليمية في الثلاث المناطق "آسيا وأوقيانوسيا" و"إفريقيا والدول العربية" و"أوروبا وأمريكا" واللجنة الاقتصادية لأتباع أهل البيت (ع) وهي من أقسام المؤتمر .

وأشار آية الله رمضاني إلى المؤتمر السابع للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) قائلا : " سيعقد تحت شعار "أهل البيت (عليهم السلام) محور العقل والعدل والكرامة" وقال آية الله رمضاني : "انتقاء هذا الشعار جاء على اساس الاوضاع الراهنة للمنطقة والعالم ".

صرح الأمين العام للجمعية العالمية لأهل البيت (ع) بخصوص أن العالم اليوم، وخاصة الأمة الإسلامية والمجتمعات الشيعية، تحتاج إلى العقلانية والعدالة والكرامة الإنسانية أكثر من أي وقت مضى للتغلب على الأزمات والتحديات الحالية، قال: "هذا نهج هو لمواجهة الجهود لنظام هيمنة العالم الذي يريد مواصلة هيمنته أحادية الجانب من خلال الهجمات العسكرية والاحتلال أو دعم الاحتلال، ونهب ثروات الأمم ومصادرة إرادتها المستقلة ".

ولفت إلى أن العدو يريد خلق الانقسام بين المسلمين والمضطهدين الراغبين في الحرية، لمنع تقدم الأمم بما في ذلك في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتعميق فجوة واسعة في العالم، لتعميم الجهل والانحراف من الاسس الاخلاقية، وتعزيز الرذائل ضد الفطرة البشرية وفرض المتعة المطلقة على عالمنا .

وأشار آية الله رمضاني إلى نهج وخطوات الاستعمار للشعوب المسلمة، لا سيما أتباع أهل البيت (ع)، موضحا: "هذا النهج مستوحى من سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، وهو الرائد الرئيسي المنادي للحرية والوقوف ضد الغطرسة والظلم في العالم المعاصر".

وأظهر ان أتباع أهل البيت (ع) مع غيرهم من المؤمنين بالإسلام الخالص المحمدي الأصيل، بالإضافة إلى الدفاع عن الأرض المغتصبة والشعب الفلسطيني المظلوم والقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للعالم والأمة الإسلامية، شهدت أزمات كبيرة في المنطقة والعالم، وهي أزمات تخريبية للاستعمار الهدف منها عدم قيام الأمة الإسلامية وتحقق وحدتها.
وأشار آية الله رمضاني إلى أن أحد الأمثلة الواضحة على هذا الاستعمار هو أكثر من عقد من الصراع بين قوى المقاومة والتيارات المتطرفة والتكفيرية والإرهابية، أضاف: ان هذه التيارات، من خلال اشعال الحرب وسفك الدماء بصورة وحشية والقتل على أساس الهوية والدين والتي دائما تصب في صالح خطوات المشروع الصهيوني الأمريكي .

وقال الأمين العام للمجمع العالمي لاهل البيت (ع) : "إن تكلفة الحرب وإراقة الدماء قد تحملها أيتام آل محمد (ص) في دول المنطقة، وخاصة لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن وحتى كشمير وأفغانستان وباكستان ".

وشدد على أن أرض العراق التي تستضيف العتبات المقدسة لأهل البيت (ع) وعدد كبير من أتباعها، تعيش اليوم حمى الفتنة والفوضى وتجاهل آليات القانون والحقوق الدستورية، ونتيجة ان العدو يحترق طعما في العودة إلى الماضي وعصر الديكتاتورية .

وذكر أن الشعب المظلوم واطفال اليمن الأبرياء يعانون من الفقر والجوع وفقدان أرواح أعزائهم نتيجة الحرب والقصف المستمرة، مصرحا: أن مواطني البحرين وأفغانستان ما زالوا يحاولون للحصول حقوق المواطنة وتحقيق العدل والكرامة الإنسانية لهم .

وذكر آية الله رمضاني أن الشيعة في كشمير وباكستان ما زالوا يتعرضون للعنف واستخدام القوة والأعمال التخريبية من قبل الجماعات التكفيرية وقال: إيران الإسلامية هي أيضا السباقة في حركة المقاومة ضد القمع والغطرسة والاحتلال، والتفاني في مواجهة اعداء الأمة، وهي تكافح أشد حصار اقتصادي قسوة في التاريخ .

وأضاف أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع): إذا لم تكن هناك جهود مبذولة لبناء القوة والاتفاقات الإقليمية ومقاومة التهديدات من خلال خلق قوة ردع، فلا شك، لم يكون لإيران الإسلامية مصير أفضل من البلدان الأخرى في المنطقة .

وأشار كذلك إلى الهجوم المنظم والحرب العالمية الناعمة، مؤكداً على استهداف العالم الإسلامي والتشيع لتدمير وإضعاف إيمان جيل اليوم وخاصة الشباب، وقال: الاستعمار الغربي بقيادة أمريكا التي تعرف جيداً أن مع انهيار الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة ومحاولة إنشاء عالم أحادي القطب من خلال فرض حكم أمريكي أحادي الجانب، فإن العالم الإسلامي هو الوحيد الذي يقف ضد التوسع والاستبداد واستمرار نهب ثروات الأمم .

وأشار آية الله رمضاني إلى إفشال مؤامرة العدو وعملياته في الميدان بسبب نجاحات محور المقاومة وقال: اليوم تشويه الهوية الدينية والوطنية، وترويج اللذة والفوضى، والمثلية، والمخدرات، والشذوذ الجنسي، واستهداف المعتقدات والمبادئ والاسس الدينية، ونشر الإلحاد من أهم أهداف الحرب الناعمة .

وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أن استخدام جميع وسائل الإعلام التقليدية والحديثة من الفضاء الافتراضي والشبكات الاجتماعية وإنشاء مراكز البحوث والجيوش الإلكترونية لتعميق الفجوة بين الناس وأضاف :"أن الأسس الدينية جارية على نطاق واسع: هذا العمل يتم بهدف غرس القيم الغربية والاستعمارية وبالتالي منع أي حركة تعرض مصالح الغرب الرأسمالية للخطر".

وقال: إن مواجهة هذه التهديدات بعد الانتصارات الميدانية وهزيمة مؤامرات العدو التي خرجت من أكمام الصهيونية العالمية والجماعات التكفيرية وتيارات التسوية وتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني لا يمكن مواجهتها إلا بتعميق والوعي وتقبل المسؤولية لدى كل المسلمين الذين اتبعوا طريق أهل البيت (ع) والرسول الكريم صلى الله عليه وآله .
مشيرًا إلى أن العدو يحاول فرض الجهل، وهو أكبر بلاء وخطر على المجتمع البشري والإسلامي اليوم، وأوضح آية الله رمضاني: "إن سياسة الأعداء هذه تضاعف واجبنا، لأن رب الأحرار ضحى بنفسه قبال استئصال هذا الجهل الخطير، لإحياء طريق الحق والحقيقة".

ولفت أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أن تطورات العالم المعاصر لا تقتصر على المجالين السياسي والميداني، بل انها ناظرة للدين انها مقصورة على ساحة الطقوس والواجبات الفردية فقط، وان لا يكون في المناسبات الدولية والساحة الاجتماعية .
وذكر التشكيك وإثارة الشُبهات في الأبعاد الحضارية والاجتماعية للدين كهدف آخر للأعداء مؤكدا: لهذا السبب فإن زيادة البصيرة اليوم هي أفضل طريقة لإحياء عظمة الإسلام ومجده وتحقيق إرادة الله وإعلاء كلمة الله تعالى.

وقال آية الله رمضاني: إن هدف جهاد التفسير بيان قائد الثورة الاسلامية، هو التنمية الشاملة لنطاق البصيرة الدينية لجميع المسلمين.

وتابع حديثه مشيراً إلى أن إحياء عظمة الإسلام والأمة الإسلامية بعزيمة حازمة كلنا مسلمين وأتباع مدرسة أهل البيت (ع) في تعميق الوعي بالنمو العلمي وزيادة البصيرة في المجتمع، لمواجهة الحرب الناعمة، قال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اخذ يتطور في إنتاج العلم والتكنولوجيا، والتوجه نحو الاكتفاء الذاتي والاستقلال وبناء القوة، تمكنت من منع تقدم العدو في العديد من المجالات .

وقال آية الله رمضاني : "إن المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بدأ خططه لإحداث تحول في جميع المجالات، الأمر الذي ينبغي أن يؤدي في نهاية المطاف إلى التحول في المجتمعات الشيعية .
وتابع مشيرًا إلى أننا نمد أيدينا لجميع العلماء والنخب والناشطين الملتزمين لعرض آرائهم من أجل تحقيق أهداف المجمع العالمي لأهل البيت (ع) وقال : "نستفيد من هذه الآراء لإحداث التحول والقفزة النوعية التعاون المشاركة في المسار الذي أمامنا .

وأكد آية الله رمضاني قائلا : "لا شك أن هذا التعاون والتآزر والمشاركة من قبل الجميع يمكن أن يمهد طريقنا نحو تحقيق الحضارة الإسلامية الجديدة، وهي حضارة إلهية وإنسانية وشاملة، تهيئ لظهور منقذ البشرية في العالم".
وأضاف أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع): "إن ادوات وبرمجيات هذه الحركة هي البحث في أسلوب الحياة الإسلامي القائم على معارف وتعاليم أئمة الآطهار (ع) .

مشيراً إلى أن نشر أسلوب الحياة الإسلامي والعلوي وتعاون وتمكين مسلمي اتباع أهل البيت (ع) واليقظة في مواجهة التحديات والتهديدات، في ظل العقلانية والعدلة والكرامة، قائلا : "أولياء هذه القيم هم أهل البيت عليهم السلام.".
وفي الختام اقر قائلا: آمل من كل العلماء والمفكرين وضيوف المؤتمر أن يشاركوا باستمرار ويحققوا انجازات بحضورهم المستمر والفعال في هذا المؤتمر .
..................
انتهى / 232