وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ ینتقل الإنسان بعد حیاة سریعة في الدنیا إلی حیاة جدیدة في الآخرة وهذا الإنتقال کان محوراً للعدید من النظریات ولکن ما هي حقیقة الإنتقال وما هي طبیعة العلاقة بین الحیاة الدنیویة والأخرویة؟
ما هي طبیعة العلاقة بین الدنیا والآخرة؟
کیف ستکون الحیاة بعد الممات؟ هل ستکون هناك حیاة مادیة کما کانت في الدنیا؟ أو أن الآخرة تختلف في کل شيء؟
وصفت حیاة الآخرة بالخالدة وحیاة الدنیا بالفانیة.
وصف الإمام علي (ع) الحياة الدنيوية بأنها حياة عابرة والآخرة بأنها حياة أبدية وخالدة في مواقف مختلفة كما قال في الخطبة الـ28 من نهج البلاغة "فَإِنَّ الدُّنْيَا [قَدْ] أَدْبَرَتْ وَ آذَنَتْ بِوَدَاعٍ".
كما قال الإمام علی (ع) في وصف الآخرة "فَكَفَى وَاعِظاً بِمَوْتَى عَايَنْتُمُوهُمْ، حُمِلُوا إِلَى قُبُورِهِمْ غَيْرَ رَاكِبينَ وَ أُنْزِلُوا فِيهَا غَيْرَ نَازِلِينَ، فَكَأَنَّهُمْ [كَأَنَّهُمْ] لَمْ يَكُونُوا لِلدُّنْيَا عُمَّاراً".
ویحذر الإمام علي بن أبی طالب (ع) الناس بأنهم سیفارقون الحیاة طال الزمان أم قصر وعلیهم أن یحضروا زاداً لآخرتهم قبل الممات.
وعن العلاقة بين الحياة الدنيوية والأخروية، قال الامام علي(ع) في الخطبة الـ28 من نهج البلاغة "أَلَا وَ إِنَّ الْيَوْمَ الْمِضْمَارَ وَ غَداً السِّبَاقَ وَ السَّبَقَةُ الْجَنَّةُ وَ الْغَايَةُ النَّارُ".
كما یصف(علیه السلام) الدنیا بأنها دار أمل وعمل وإستعداد للآخرة قائلاً: "أَلَا وَإِنَّكُمْ فِي أَيَّامِ أَمَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ، فَمَنْ عَمِلَ فِي أَيَّامِ أَمَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَدْ نَفَعَهُ عَمَلُهُ وَ لَمْ يَضْرُرْهُ أَجَلُهُ؛ وَ مَنْ قَصَّرَ فِي أَيَّامِ أَمَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَدْ خَسِرَ عَمَلُهُ وَ ضَرَّهُ أَجَلُهُ".
ورغم ذمّ الإمام للدنیا إلا أنه یعظم أهمیتها عندما تکون جسراً وسبیلاً إلی الآخرة ویطالب الناس بالعمل والجهد فیها من أجل الحیاة الباقیة.
وبالتالي فإن دار الدنیا ما هي الا فرصة للأعمال الحسنة ولبلوغ السعادة والحیاة الخالدة إن إستغلها الإنسان لن یندم وإن غفل عنها سیتضرر کثیراً وسیندم.
*مقتطفات من كتاب "رسالة الإمام أمير المؤمنين (ع)" للمرجع الديني والأستاذ في الحوزة العلمية بقم المقدسة آية الله العظمى ناصر مكارم الشيرازي.
.........
انتهى/ 278
المصدر : وكالة اكنا
الأربعاء
٢٧ أبريل ٢٠٢٢
٤:٠٨:٥٤ ص
1252113
یحذر الإمام علي بن أبی طالب (ع) الناس بأنهم سیفارقون الحیاة طال الزمان أم قصر وعلیهم أن یحضروا زاداً لآخرتهم قبل الممات.