28 أغسطس 2025 - 09:00
النداء إلى الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية

المطلوب كثير، لكنه أيضًا فرصة: أن تتحول الجاليات إلى محرّك للوعي وصوت صلب يساند المقاومة في غزة والضفة والقدس. ألا تكتفي بالمشاهدة، بل أن تكون سفيرة لشعب لم يتوقف عن الوجود ولا عن النضال.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ على مدى القرن الماضي، أثبتت الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية أنها ركيزة أساسية في الدفاع عن الهوية والذاكرة والقضية الوطنية الفلسطينية. فمن تشيلي إلى هندوراس، مرورًا بكولومبيا والبرازيل والأرجنتين، حافظت هذه الجاليات على صلة تاريخية حية مع الأرض الأم، وأسهمت في تعزيز الوعي الدولي بالاحتلال وبجريمة سلب الوطن. 
 
لكن التحدي اليوم بات أكبر وأصعب. فالمطلوب من الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية ليس فقط الحفاظ على التقاليد أو الاكتفاء بالحنين إلى الوطن المفقود، بل المطلوب هو وحدة سياسية وثقافية قادرة على مواجهة الرواية الصهيونية، وتنظيم فعّال يمكّن من التأثير في الحياة السياسية والإعلامية في بلدان الإقامة، والأهم من ذلك التزام عملي بالمقاومة بكل أبعادها: الثقافية والدبلوماسية والاجتماعية والأكاديمية. 
 
النداء واضح: لم يعد يكفي الاقتصار على فعاليات إحياء الذكرى أو الأنشطة الرمزية، بل يتطلب الأمر رفع الصوت داخل البرلمانات، وبناء شبكات للتأثير في الجامعات ووسائل الإعلام والمنظمات الاجتماعية. كما يتطلب مدّ الجسور مع قضايا التحرر في أمريكا اللاتينية لنسج أجندة مشتركة تفضح الاستعمار وتدافع عن حق الشعوب في الحرية والسيادة. 
 
إن المشروع الصهيوني لا يتمدد في فلسطين وحدها، بل يعمل على ترسيخ قوته الإعلامية والسياسية على مستوى العالم. وأمام ذلك، تتحمل الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية مسؤولية إنقاذ الحقيقة التاريخية، وتذكير الجميع بأن فلسطين ليست قضية بعيدة أو أجنبية، بل هي معركة كونية من أجل العدالة. 
 
المطلوب كثير، لكنه أيضًا فرصة: أن تتحول الجاليات إلى محرّك للوعي وصوت صلب يساند المقاومة في غزة والضفة والقدس. ألا تكتفي بالمشاهدة، بل أن تكون سفيرة لشعب لم يتوقف عن الوجود ولا عن النضال. 
 

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha