وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ ألقى آية الله رضا رمضاني محاضرة خلال مشاركته في برنامج "الشمس الشرقية" والذي بث في القناة الأولى لإذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شهر رمضان المبارك، مبينا أن وقت الأفطار هو أفضل لحظة للصائم، وصرح: إنّ دعاء الصائم في وقت الإفطار مستجاب، وإن شاء الله جميع الصائمين يدعون في هذا الوقت، وهناك من مؤمنين مرضى ولا يستطيعون أن يصوموا، لكن للصوم آثار عديدة، وهؤلاء أيضا يمكنهم أن يثابوا كالصائمين.
واعتبر سماحته حكمة 279 في نهج البلاغة من الكلمات القصار لأمير المؤمنين (ع) حول الأخ في الدين، وصرح: قد تطرقنا في ما مضى عن القسم الأول من هذه الحكمة، فالإمام أمير المؤمنين (ع) يقول في القسم الثاني من هذه الحكمة: "وَکَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ، فَلَا يَشْتَهِي مَا لَا يَجِدُ وَلَا يُکْثِرُ إِذَا وَجَدَ" فالإمام علي (ع) يقول عن هذا الأخ في الدين أنه يتحكم ببطنه، فهذه من الملاحظات المهمة التي يجب على الإنسان أن يلتفت إليها.
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى تعريف الإنسان القرآني بناء على معارف نهج البلاغة، وصرح: على الإنسان أن يهتم بجميع شؤونه، علينا أن نراقب جميع جوارحنا كاللسان، والعين، والأذن، واليد، والرجل، والبطن ونقوم بإدارتها. فالإمام أمير المؤمنين (ع) في حكمة 279 من نهج البلاغة يعرّف أخاه الديني وهو إنسان قرآني، ويتحلى بسمات قرآنية، وله مظاهر من المعارف القرآنية، وهذا الأمر في غاية الأهمية.
بيّن آية الله رمضاني أنّ شهر رمضان المبارك فرصة حتى يعرف الإنسان ما فيه من الفراغ كي يمكنه أن يقوم بتربية نفسه، وأكد: الإنسان يستطيع أن يحصل على أشياء عديدة في شهر رمضان المبارك. ورد في حديث عن النبي الأكرم (ص) أنّه قال: " صُومُوا تَصِحُّوا". للصيام آثار كثيرة سواء في الدنيا أو في الآخرة وسواء على المستوى الفردي أو على المستوي الاجتماعي، وقد أشير إلى هذه الآثار في الآيات والروايات، فالإنسان يمكنه من خلال الصيام أن يصل إلى المعرفة والمحبة الخاصة، وهذه القضية لها انعكاساتها في نوع علاقة الإنسان مع نفسه، ومع ربه ومع الآخرين في المجالات الاجتماعية.
وأوضح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن الإمام أمير المؤمنين في حكمة 289 من نهج البلاغة يؤكد أن أخاه الديني لا يعبد بطنها في مطعم والمأكل، أي: أنه يستخدم نعم الله للقيام بعبوديته، وورد في دعاء كميل أيضا: "قوّ على خدمتك جوارحي، واشدد على العزيمة جوانحي"، بمعنى أن الإنسان عليه أن يتمالك نفسه، وأن يستفيد من هذه النعمة بمقدار أن يتمكن من مضي في مسار عبودية الله تعالى، لبلوغ القرب الإلهي وهذا هو المطلوب الأعلى للإنسان.
...........
انتهى/ 278
تعليقك