وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ حاورت وكالة "أبنا" للأنباء الدولية ممثل النجباء في جمهورية إيران الاسلامية "السید عباس الموسوي" حول الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الاسلامية في إيران بقيادة آية الله العظمى الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه
ابنا: ما هي تأثيرات انتصار الثورة الإسلامية في بلدكم (العراق) في الفئات المؤثرة والثقافية في المجتمع وعامة الناس ؟ يرجى إعطاء بعض الأمثلة.
لا شك أن هناك تأثيرات إيجابية كثيرة وكبيرة في بلدنا العراق الحبيب اثر انتصار الثورة الإسلامية الكبرى على الطبقة الثقافية والطليعة الواعية حيث انارت بصيرتهم ورسمت لهم أفق واسعة واخرجتهم من دائرة التنظير الخالي من العمل، وبعثت في قلوبهم الهمة العالية والعزيمة الراسخة على إمكان التغيير في المجتمع نحو الكمال والتحرر من أغلال عبودية الظالمين. واخراجه من بوتقة الخنوع والاستلام للسلطة الظالمة والرضوخ للحاكم الظالم، وأكد لهم انتصار الثورة على أن الشعب أقوى من الطغاة مهما تجبروا وعلوا في الأرض. مثلا كانت الطبقة المثقفة تعتمد منهج التقية المكثفة والسكوت عن السلطة الحاكمة الظالمة والاكتفاء بالتثقيف على العبادات الخاصة كالصلاة والصيام ونحو ذلك. لكن بعد رؤيتهم نجاح الثورة الإسلامية المباركة ارتقت نظرتهم ونهجهم على السعي لاضعاف النظام الحاكم بمختلف الاساليب وأصبح هدفهم إسقاط نظام البعث الكافر الظالم وأثر هذا التثقيف على شريحة من المجتمع تأثيرا ايجابيا فأصبح عدد من الشباب لديه الاستعداد للتضحية من أجل نصرة الدين والدفاع عن المظلومين والوقوف بوجه الظالمين وأصبحوا ينفذون عمليات جهادية ضد ازلام البعث والسلطة الحاكمة. وقتلوا بعض رجال السلطة وفجروا وحرقوا بعض مقراتهم ، واعتقلت السلطة وعدمت آلاف الشباب واثمرت هذه الدماء الطاهرة وسقيت بذرة هذا النهج الجهادي.
حتى سنة ١٩٩١م التي ثار فيها الشعب ضد السلطة الطاغية وسقطت محافظات جنوب ووسط العراق كلها في الانتفاضة الشعبانية وأصبح نظام الطاغية صدام لع محصور في العاصمة بغداد وأوشك على السقوط لولا تدخل الشيطان الاكبر أمريكا وانقاذه. فالانتفاضة الشعبانية سنة ٩١م كانت من ثمار الثورة الإسلامية المباركة
حتى أن الشعارات كانت وقت الانتفاضة الشعبانية هي نفس الشعارات التي أُطلقت في الثورة الإسلامية الإيرانية ومنها : ( لا شرقية ولا غربية جمهورية إسلامية)
ابنا: لو لم تنتصر الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (رض)، ماذا ستكون وضع قضیة الفلسطينیة الآن؟
في الحقيقة وحسب الاسباب لو لم تنتصر الثورة الإسلامية لماتت القضية الفلسطينية، واصبحت في طي النسيان ، وانتهى أمرها، لماذا ؟ لأن الدعم الرئيسي المادي والمعنوي هو من بركات نجاح هذه الثورة ومنه أن قائد هذه الثورة السيد الإمام روح الله الخميني (قدس سره) اهتم اهتماما بالغا بالقضية الفلسطينية بل جعلها من أولويات أهداف الثورة وجعل يوما عالميا وهو آخر جمعة من شهر رمضان المبارك اسماه يوم القدس، ليؤكد للعالم أن القضية الفلسيطنة قضية الإسلامية ومن مبادئنا وقيمنا التي لم ولن نتخل عنها وأسس لواءً عسكريا خاصا وأسماه لواء القدس. وضمّ الفصائل الفلسطينية إلى محور المقاومة وجعلها جزءاً لا يتجزء من المحور ودعمها بكل ما أوتي من قوة واستمر هذا الدعم وعلى كافة المستويات إلى يومنا هذا حتى أصبحت القضية الفلسطينة قضية عالمية ومحورية وثابتة في ضمائر المسلمين وأصبحت الفصائل الفلسطينة فصائل عصية على قوى الشر وتطورت بشكل كبير وملحوظ. جدا من الجهاد في الحجارة إلى الجهاد في الصواريخ المتطورة الحديثة، وحققت الانتصارات تلو الانتصارات الكبيرة آخرها طوفان الأقصى . وهذا كله من ثمار انتصار الثورة الإسلامية.
ابنا: لماذا أصبحت إيران هدفاً للتهديدات الإعلامية (250 وسيلة إعلام عربية وغربية وإنجليزية وعبرية) و298 قناة باللغة الفارسية وعشرات القنوات الكردية والتركية التي تنتج وتبث برامج معادية للجمهوریة الاسلامیة وتنشر الأكاذيب ضد الجمهورية الإسلامية، بعد انتصار الثورة الإسلامية حتی الان ؟
لا شك أن كل هذه القنوات الخبيثة هي قنوات صهيوامريكية مغرضة مهما كانت اسمائها وعنواينها وقومياتها ودعم هذه القنوات من الشيطان الاكبر بل هي ربيبة أمريكا واضح جدا أن نجاح الثورة الإسلامية هو ليس بصالح قوى الشر لأن من مبادئ وقيم الثورة المباركة هي الدفاع عن المظلومين في ارجاء المعمورة ومساندة المستضعفين. والوقوف بوجه الظالمين ، ونشر الوعي والثقافة الإسلامية المحمدية الأصيلة وأن السيد الإمام الخميني قدس سره كان دائما يؤكد على الرجوع إلى الإسلام المحمدي الأصيل ويحذر من الإسلام الأمريكي الدخيل، ولا شك أن النظرية الإسلامية المحمدية الأصيلة لا تنسجم مع النظرية الفرعونية المتغطرسة التي تهدف إلى استعباد المسلمين ونهب خيراتهم وسحق قيمهم ومبادئهم الدينية والثقافية والعرفية وإفشاء الجهل والتخلف في أوساطهم .
لذا لو قمنا مثلا بمقارنة بين زمن الشاه لعنه الله . وهو ما قبل الثورةوزمن الإمام الخميني وما بعد الثورة لوجدنا أن هناك فروقات كبيرة وكثيرة وشاسعة ، وعلى كافة الاصعدة. لو أجريت مقارنة بين قوة الجمهورية الإسلامية العسكرية بين ما قبل وبعد الثورة لوجدت الفرق واضح بل لا يوجد قياس. وعلى مستوى الثقافة وعلى مستوى الطب وعلى مستوى الخدمات وعلى مستوى الأعمار وعلى مستوى الخدمات وعلى مستوى التطور في جميع المجالات وهذا قطعا لا يروق لامريكا والدول المستعمرة الخبيثة.
ابنا: برأیکم، ما هي تأثيرات انتصار الثورة الإسلامية في صحوة شعوب المنطقة وحتى خارجها مثل الشعوب الدول الغربية والأوروبية والإفريقية لاسیما الشباب في العالم؟
كل منصف بغض النظر عن قوميته ودينه يدرك أن ثمار الثورة الإسلامية المباركة أثرت بشكل ملحوظ على شعوب الدول الغربية والأروبية واحدث صحوة في اوساطها رغم التظليل الإعلامية من خلال القنوات الصهيو امريكية ورغم التعتيم على إنجازات الثورة المباركة سمعنا وراينا الكثير ممن اسلم نتيجة نجاح هذه الثورة بعد أن اطلع على مقدمات وأهداف الثورة وحجم الشجاعة والاستعداد للتضحية من أجل اهدافها.
هذه الثورة جعلت الكثير من الاوربيين والغربيين يسألون ويفحصون ويدرسون اسباب هذه الثورة وعوامل نجاحها واهدافها ونحو ذلك ووصل بعضهم إلى نتيجة مفادها أن هذه الثورة حقة وانسانية وتستحق أن تنصر وتتبع.
ونتيجة هذه الدراسة والبحث والنتائج اسلم الكثير منهم واقبل بعضهم إلى الدراسة في الجامعات الإيرانية والحوزات العلمية وأصبحت صحوة نسبية في هذه الدول ببركة هذه الثورة الإسلامية. لو لم تقم الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني (رض)، فكيف سيكون وضع دول المنطقة مع وجود القوى العظمى الاستکباریة كأمريكا والدول الغربية وعدوان النظام الصهيوني؟
باختصار شديد وحسب الأسباب والواقع الخارجي لو لا بركات هذه الثورة ونجاحها لأصبح وضع الدول مصداقا لهذه الآية : ( يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ) لعمدت قوى الاستكبار والشر إلى شعوب المنطقة ولساموهم سوء العذاب ولذبحوا رجالهم واستحيوا نسائهم ، ووضعوا حكومة تابعة لهم وكمثال حيوي على ذلك عندما أرادت أمريكا أن تدخل صنيعتها داعش إلى العراق.
فلولا الدعم الإيرانية الذي هو من بركات الثورة الإسلامية، لذبحت داعش الأطفال واستحيت النساء وقتلت الرجال وهدمت المقدسات وعاثت في أرض العراق فسادا وشكلت حكومة داعشية مجرمة كما حصل للأسف مؤخرا في سوريا نتيجة عدم سماع إرشادات السيد القائد الامام الخامنئي ( دام نصره)
ابنا: بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تشكلت جماعات المقاومة الإسلامية في اليمن والعراق ولبنان وسوريا، وحركات الصحوة في دول مثل نيجيريا، وما هو تأثير إنشاء هذه الجماعات في مستقبل شعوب المنطقة ؟
بات وأضحا للعالم كلّه وللعدو والصديق والكبير والصغير والعالم والجاهل أن فصائل المقاومة الإسلامية في اليمن والعراق ولبنان وفلسطين وسوريا وغيرها من حركات الصحوة لها تأثير كبير ببركة هذه الثورة العظمى وأصبحت بعض هذه الفصائل دولة كبرى وقوة عظمى كانصار الله في اليمن التي سطرت أروع الانتصارات وقارعت دول الاستكبار بكل بسالة واحرقت سفن قوى الشر في البحر الأحمر وقطعت عليهم الطريق ودكت تل أبيب بصورايخها اما حزب الله لبنان فأصبح قوة عجز تحالف قوى الشر أن يسيطر على جزء صغير من لبنان ، اما الفصائل الفلسطينية البطلة فقد أعطت دوس كبرى في الصمود والثبات والشجاعة وكبدت اسرائيل خسائر كبرى واعجزت قوى الشر على السيطرة عليها واخضاعها بل حصل العكس في المفاوضات الأخيرة في معركة طوفان الاقصى أما الفصائل العراقية فصواريخها وطائرتها المسيرة واصاباتها الدقيقة في أهداف العدو في داخل العراق وفي الأراضي الفلسطينة المحتلة أوضح برهان على قوتها وتطورها وغير ذلك من فصائل محور المقاومة والحديث بعمليات وانتصارات فصائل المقاومة التي تشكلت ببركة نجاح الثورة الإسلامية تحتاج إلى مجلدات ولا يسع واحد بالمئة منها هذا اللقاء المختصر.
..................
انتهى / 232
تعليقك