وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الثلاثاء

١ نوفمبر ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
276091

في ذکری استشهاده(ع)

نبذة عن حیاة الامام الباقر(ع)

نعزی الامة الاسلامیة بمناسبة ذکری استشهاد الامام الباقر (ع) و نقدم لکم نبذة عن سیرة باقر العلوم؛ الامام الخامس من الائمة الاطهار(علیهم السلام).

 في بيان ولادته واسمه وكنيته ولقبه

ولد الامام الباقر (ع) يوم الاثنين في الثالث من صفر أو غرة رجب سنة (57 هـ) بالمدينة المنورة وكان (عليه السلام) حاضرا في وقعة الطف وعمره اربع سنين، امه الماجدة فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام) وقيل لها أ ُم عبدالله، فأصبح (عليه السلام) ابن الخيرتين وعلويا بين العلويين.

روي في دعوات الراوندي عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) انه قال: كانت أ ُمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار وسمعنا هدة شديدة فقالت بيدها: لا وحق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط، فبقي معلقا حتي جازته، فتصدق عنها أبي (عليه السلام) بمائة دينار.

وذكرها الصادق عليه السلام يوما فقال: كانت صديقة لم يدرك في آل الحسن (عليه السلام) امرأة مثلها.

و روى عن الإمام الصادق (عليه السلام) باسانيد معتبرة انه قال:

«الاوصياء اذا حملت بهم امهاتهم اصابها فترة شبه الغشية، فأقامت في ذلك يومها ذلك... ثم ترى في منامها رجلا يبشرها بغلام، عليم، حليم، فتفرح لذلك، ثم تنتبه من نومها فتسمع من جانبها الايمن في جانب البيت صوتا يقول: حملت بخير وتصيرين إلى خير وجئت بخير، أبشري بغلام حليم عليم.

وتجد خفة في بدنها ثم لم تجد بعد ذلك امتناع من جنبيها وبطنها فاذا كان لتسع من شهرها سمعت في البيت حسا شديدا فاذا كانت الليلة التي تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه لا يراه غيرها إلا أبوه، فاذا ولدته ولدته قاعدا وتفتحت له حتى يخرج متربعا يستدير بعد وقوعه إلى االأرض، فلا يخطىء القبلة حيث كانت بوجهه ثم يعطس ثلاثا يشير باصبعه بالتحميد ويقع مسرورا مختونا ورباعيتاه من فوق واسفل وناباه وضاحكاه، ومن بين يديه مثل سبيكة الذهب نور ويقيم يومه وليلته تسيل يداه ذهبا (نورا أصفرا مثل الذهب)...».

اسمه الشريف محمد، وكنيته أبوجعفر، والقابه الشريفة الباقر والشاكر والهادي، وأشهر القابه الباقر، وقد لقبه رسول الله (عليه السلام) به كما ورد في رواية سفينة عن جابر بن عبدالله انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يوشك ان تبقى حتى تلقى ولدا لي من الحسين (عليه السلام) يقال له: محمد، يبقر علم الدين بقرا فاذا ليقته فاقرأه مني السلام.

و روى الشيخ الصدوق رحمه الله عن عمرو بن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له: ولم سمي الباقر باقرا؟ قال: لانه بقر العلم بقرا أي شقه شقا وأظهره إظهارا.

ولقد حدثني جابر بن عبدالله الانصاري انه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يا جابر انك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بباقر، فاذا لقيته فاقرأه مني السلام، فليقيه جابر بن عبدالله الانصاري في بعض سكك المدينة، فقال له: يا غلام من أنت؟ قال: أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

قال له جابر: يا بني أقبل فأقبل، ثم قال: أدبر فأدبر، فقال: شمائل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورب الكعبة، ثم قال: يا بني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرئك السلام، فقال: على رسول الله السلام ما دامت السماوات والارض وعليك يا جابر بما بلغت السلام، فقال له جابر: يا باقر، يا باقر، انت الباقر حقا أنت الذي تبقر العلم بقرا.

ثم كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه، فربما غلط جابر فيما يحدث به عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرد عليه ويذكره، فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله، وكان يقول: يا باقر، يا باقر، يا باقر، اشهد بالله إنك قد اوتيت الحكم صبيا.

وفي تذكرة سبط ابن الجوزي: انما سمي الباقر من كثرة سجوده، بقر السجود جبهته، اي فتحها ووسعها، وقيل لغزارة علمه.

وقال ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة مع كثرة عناده ونصبه: «أبو جعفر محمد الباقر سمي بذلك من بقر الارض اي شقها وأثار مخباتها ومكامنها فلذلك هو أظهر من مخبئات كنوز المعارف وحقائق الاحكام واللطائف ما لا يخفى إلا علي منطمس البصيرة او فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه الخ».

وكان نقش خاتمه (العزة لله) أو (العزة لله جميعا) وعلى رواية انه كان يلبس خاتم جده الحسين (عليه السلام) وكان نقشه (ان الله بالغ امره) وروي غير هذا ايضا ولا منافاة بينها لامكان تعدد خواتيمه ولكل نقش مستقل.

 

في مكارم اخلاقه ونبذة من فضائله ومناقبه عليه السلام

لا يخفى على كل متأمل منصف كثرة ما روي عنه عليه السلام من الاخبار والآثار والعلوم والتفسير والفنون والآداب والأحكام بحيث يصعب على العقل احصاؤها، وقد اقتبس الصحابة والوجوه والاعيان والرؤساء والفقهاء من علمه، وكانوا يضربون المثل بكثرة علمه:

يا باقر العلم لاهل التقى

 وخير من لبى على الاجبل

روى الشيخ المفيد مسندا عن عبدالله بن عطاء المكي انه قال: ما رأيت العلماء عند احد قط أصغر منهم عند ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كانه صبي بين يدي معلمه، وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي عليه السلام شيئا قال: حدثني وصي الاوصياء ووراث علوم الانبياء محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام.

وروي عن حبابة الوالبية انها قالت: رأيت رجلا بمكة اصيلا (وقت العصر) بالملتزم أو بين الباب والحجر على صعدة من الارض وقد حزم وسطه على المئزر بعمامة خز والغزالة تخال على ذلك الجبل كالعمايم على قمم الرجال وقد صاعد كفه وطرفه نحو السماء ويدعو، فلما انثال الناس عليه يستفتونه عن المعضلات ويستفتحون ابواب المشكلات فلم يرم حتى أفتاهم في الف مسألة.

ثم نهض يريد رحله ومناد ينادي بصوت صهل (عال): ألا انه هذا النور الأبلج المسرج والنسيم الأرج والحق المرج.

وقد اخبرني جدي شهر آشوب والمنتهى ابن كيابكي الحسيني بطرق كثيرة عن سعيد بن المسيب وسليمان الاعمش، وابان بن تغلب، ومحمد بن مسلم، وزرارة بن اعين، وأبي خالد الكابلي: ان جابر بن عبدالله الانصاري كان يقعد في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينادي: يا باقر: يا باقر العلم، فكان اهل المدينة يقولون: جابر يهجر.

وكان يقول: والله ما اهجر ولكنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: انك ستدرك رجلا من اهل بيتي اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً فذاك الذي دعاني الي ما اقول.

وروي أيضاً عن أبي السعادات في فضائل الصحابة ان جابر الانصاري بلـّغ سلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى محمد الباقر، فقال له محمد بن علي: اثبت وصيتك فانك راحل الى ربّك، فبكي جابر فقال له: يا سيدي وما علمك بذلك فهذا عهد عهده اليّ رسول الله، فقال له: والله يا جابر لقد أعطاني الله علم ما كان وما هو كائن الى يوم القيامة، واوصى جابر وصاياه وادركته الوفاة.

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إذا فارق الحسين الدنيا، فالقائم بالامر بعده عليّ ابنه وهو الحجة والامام وسيخرج الله من صلب علي ابناً اسمه اسمي وعلمه علمي وحكمه حكمي، وهو اشبه الناس الي وهو الامام والحجة بعد ابيه.

روي صاحب كشف الغمة عن افلح مولى ابي جعفر عليه السلام انه قال: خرخت مع محمد بن علي عليهما السلام حاجاً فلمّا دخل المسجد نظر الى البيت فبكي حتي علا صوته، فقلت: بابي انت وامي ان الناس ينظرون فلو رفقت بصوتك قليلا، قال: ويحك يا افلح ولم لا أبكي لعل الله تعالى ان ينظر الي منه برحمة فأفوز بها عنده غدا.

قال: ثم طاف بالبيت ثم جاء حتى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده فاذا موضع سجوده مبتل من دموع عينيه.

وكان اذا ضحك قال: اللهم لا تمقتني، وروي عن ولده جعفر عليه السلام قال: كان ابي يقول في جوف الليل في تضرّعه: امرتني فلم أءتمر ونهيتني فلم أنزجر، فها انا ذا عبدك بين يديك ولا أعتذر وكان عليه السلام يتصدق في كل جمعة بدينار ويقول ان الصدقة يوم الجمعة تتضاعف.