وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
السبت

١٧ سبتمبر ٢٠١١

٧:٣٠:٠٠ م
266345

كيف نرتبط بالمعصومين؟ـ25

ثمرات الصلاة علی النبي (ص) وآله (ع)

من محاضرات: سماحة آیة الله الشیخ مجتبی الطهراني ترجمة: الأستاذ علي فاضل السعدي

أ- النتائج الدنيوية

1- رضاء الله: إنّ الأولياء المعصومين هم أحبّاء الله والصلاة عليهم ستؤدّي إلى رضا الله تعالى. فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حبيب الله تعالى وأنّ الصلاة عليه سبب لرضاه تعالى. فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:

صلاتكم عليّ... مرضاة لربكم(1)

2- القرب إلى الله ورسوله: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الطاهرين (عليهم السلام) يمثلون أقرب الناس إلى الله تعالى وأحبهم اليه، كما أنّ الدعاء لهم سبب لاقتراب الإنسان من الله تعالى. فالتقرب منهم من خلال الصلاة عليهم أمر ممكن وميسّر للجميع، فقد روى السيد عبد العظيم الحسني (رحمه الله) عن الإمام الحسن العسكري أنّه قال:

 إنّما اتخذ الله إبراهيم الخليل لكثرة صلاته على محمدّ وأهل بيته صلوات الله عليهم.(2)

والمفهوم من كلام الإمام (عليه السلام) أن الصلاة على النبي  (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته (عليهم السلام) لها تأثير في تقرّب الإنسان من الله تعالى إلى مستوى جعل النبي إبراهيم (عليه السلام) ينال مقام الخلّة من الله تعالى ببركة هذا العمل. كما أنّ من القطعي أن يكون هذا المقام ناشيء من شدّة قرب هذا النبي (عليه السلام) من الله  تعالى.

كما أنّ إمكانية القول بأنّ الصلاة على النبي  (صلى الله عليه وآله وسلم) سبب للتقرّب إلى الله تعالى هي لأنّ هذا السلوك إطاعة لأمر الله تعالى حيث أمر سبحانه بالصلاة على النبي  (صلى الله عليه وآله وسلم) وكلّ طاعة تقرّب الإنسان إلى الله تعالى. يقول تعالى في القرآن الكريم:

يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليما.(3)

كما ويمكن أن القول بأن صلاة الله على النبي(ص) تعني أن هذا السلوك يمثل سلوكه تعالی وهذا هو ما يكون سببا للقرب من الله تعالى. قال أمير المؤمنين:

تخلّقوا بأخلاق الله(4)

كذلك فالصلاة على النبي ستكون سبباً للتقرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن المصلّي إنّما يصلي على النبي(ص) وعلى آله (عليهم السلام). ومن الطبيعي أن يحبّ آل البيت (عليهم السلام) من يصلي عليهم.

3- إجابة الدعاء: لقد وعد الله تعالى عباده بالإستجابة لدعائهم إذا دعوه، ولأن إحدى أسمائه الحسنى هي"المجيب"؛ فلاستجابة الدعاء تجد شروطا وعوامل مختلفة قد يطلق عليها شروط الإجابة. فمن الواضح الآن أنّ انتظار الإجابة سوف لا يكون صحيحاً إلّا إذا تحققت الشروط والأسباب ومن تلك الأسباب الصلاة على النبي(ص) وآل بيته الكرام (عليهم السلام) وقد روي عن  الإمام الصادق أنّه قال:

لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلي على محمدّ وآل محمد(5)

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذا هو هل أنّ جميع ما يطلبه الإنسان يبقى محجوبا أو أن بعض تلك المطالب ستكون هكذا؟ وإذا كان الجواب هو الأوّل فهل أنّ الصلاة تزيل جميع حوائج الإنسان وأنّه الشرط لاقتراب مطالب الإنسان للإجابة؟ أو أنّ زوال الحجب ناشيء من بعض المطالب؟

فقد أشار الإمام (عليه السلام) في كلام أن حجب الدعاء يشمل جميع ما يسأل ويشير صراحة إلى عدم ارتفاع الدعاء. حيث يقول:

كل دعاء يدعى الله عزّ وجل به محجوب عن السماء حتى يصلي على محمد وآل محمدّ(6)

فبالصلاة على محمدّ وآله (عليهم السلام) يزول الحجاب بين الدعاء والسماء ليرتفع إلی سماء الصفاء وليبلغ مقارب عرش الله حيث يكون قريبا من الإجابة ومن دون هذا سيكون هذا الحجاب، مانعاً لارتفاع الدعاء. فعن النبي  (صلى الله عليه وآله وسلم):

ما من دعاء إلّا بينه وبين السماء حجاب، فإذا دعا العبد ولم يصل عليّ في أوله، عسى يرفع إلى الحجاب ثم يرد، وإذا صلى عليّ في أوله، تصعد الصلاة فتفتق الحجاب، وتصعد إلى السماء، ويتبعها الدعاء إلى دون العرش، فهناك ترجى الإجابة.(7)

فانحسار الحجب المختلفة بين العبد وربّه وارتفاع الدعاء إلى السماء ووصوله إلى الله تعالى، يدلّ على اقتراب الدعاء إلى الإجابة بل على الإجابة وهو ما رواه الإمام الصادق (عليه السلام) نقلا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

صلاتكم عليّ إجابة لدعائكم(8)

وبعد هذا يمكن القول أنّه ورغم حسن إرفاق الصلاة على النبي  (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) مع الدعاء والطلبات المختلفة الأخرى وبكافة الأشكال والانحاء وأن ذلك يبعث إلى التعجيل في إجابتها، غير أنّنا نری الإمام (عليه السلام) وفي وصيّة أخرى يعلّم السائلين أفضل كيفية للسؤال من الله تعالى إلى جنب الصلاة على النبي  (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) فيقول:

من كانت له إلى الله عزّ وجل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله، ثم يسأل حاجته، ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد، فإن الله عزّ وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط إذا كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه.(9)

ويعتبر الإمام (عليه السلام) أنّ الاكثار من هذا السلوك السامي مؤثر في قضاء الحوائج وذلك حين يقول:

من قال: يا رب صل على محمد وآل محمد مائة مرة قضيت له مائة حاجة ثلاثون للدنيا [والباقي للآخرة ].(10)