خصائص دخول الشيعة إلى الجنة
أولاً _ التقدّم: إن المعصومين (عليهم السلام) هم أوّل من يدخل الجنة ثم يعقبهم شيعتهم ومحبيهم (عليهم السلام) للدخول إلى جنان الخلد. روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنّ أوّل من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين قلت: يا رسول الله فمحبونا؟ قال: من ورائكم.(1 )
وقد ورد في روايات أخرى أنّ دخول الشيعة إلى الجنان سيكون عن جانبي الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وهي تدل على تقدم دخولهم على سائر أهل الجنة. ففي رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
شكوت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حسد من يحسدني، فقال: يا علي أما ترضى أن تكون أول أربعة يدخلون الجنة: أنا و أنت وذرارينا خلف ظهورنا وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا.(2 )
ثانياً- التبجيل: يدخل المحب الجنة مكرما بشكل خاص لأنّه يحمل معه جوهرة قيمة للغاية، وهي حبّ آل البيت (عليه السلام) روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ألا ومن مات على حبّ آل محمد يزفّ كما تزف العروس إلى بيت زوجها.(3 )
فالعروس تزفّ إلى بيت الزوجية بحالة من الاحتفال والإعلان والسرور، إذاً فتشبيه إدخال محبّ أهل البيت (عليهم السلام) الجنة بزفّ العروس، قد يكون بملاحظة هذا التبجيل والعظمة. ففي رواية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) التي يذكر فيها الخصال العشرين التي سيتمتع بها محبّ أهل البيت (عليهم السلام) يقول وقبل الخصلة الأخيرة وهي دخول الجنة:
... ويكسى من حلل الجنة ... ويتوّج من تيجان الجنة.(4 )
إن تكريم الله تعالى للمحبين سيسرهم بشكل يزول معه كلّ غمّ وسيجعلهم ينطقون بالبشارة لكل من لم يلحق بهم من أحبائهم، وذلك حين يروا عظمة وسعة العطاء الإلهي الذي سيهبهم إيّاه، وهناك سيتذكّروا أصحابهم الذين تعاهدوا معهم ليخاطبوهم من الجنان إلّا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا. فعن بُريد العجلي وهو من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) أنه سأل الإمام الباقر (عليه السلام) عن قول الله تعالى: "وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".(5 )
قال: هم والله شيعتنا، حين صارت أرواحهم في الجنّة واستقبلوا الكرامة من الله عزّ وجل علموا واستيقنوا أنّهم كانوا على الحق وعلى دين الله عزّ وجل واستبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من المؤمنين إلّا خوف عليهم ولا هم يحزنون(6 )
ثالثاً- دخول الجنة بلا حساب: إنّ الخصيصة الثالثة لهذا الدخول العظيم، هي عدم المحاسبة. فمحبّ أهل البيت (عليهم السلام) سيدخل الجنة دون حساب فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي بيانه للخصائص العشرين المذكورة يقول (صلى الله عليه وآله وسلم):
... يدخل الجنة بغير حساب فطوبى لمحبّي أهل بيتي.(7 )
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا:
من أراد دخول الجنة بغير حساب فليحب أهل بيتي.(8 )
إنّ من الطبيعي أن تكون مثل هذه الفضيلة الخاصة لمحبي المعصومين (عليهم السلام) الحقيقيين، وهم الذين لا تجد في حبّهم شائبة من عدم الصدق. فهكذا أناس لا ينشر لهم ديوان ولا ينصب لهم ميزان. وذلك ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ألا ومن أحبّ عليا لا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان وقيل له: أدخل الجنة بغير حساب(9 )
إنّ محبّة أهل البيت (عليهم السلام) لو تحققت لمحبي محبيهم فإنّها ستدخل الإنسان الجنة وهي تحكي عن القيمة السامية لهذه المحبّة. فعن حذيفة بن اليمان وكان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آخذا بيد الحسن بن علي (عليه السلام) وهو يقول: أيها الناس هذا ابن علي فاعرفوه، فوالذي نفس محمد بيده، إنّه لفي الجنة ومحبوه في الجنّة ومحبو محبه في الجنّة.(10 )
ومن الطبيعي وكما مرّ أن الحبّ الذي سيكون مفيدا هو الحبّ الذي لا يكون لأغراض دنيويّة
10- نيل الشفاعة ومقامها
سيكون لمحبي أهل البيت (عليهم السلام) الكفاءة لنيل شفاعتهم (عليهم السلام) فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): شفاعتي لأمتي من أحبّ أهل بيتي وهم شيعتي.
إنّ من ارتبط بأهل البيت (عليهم السلام) بعلاقة ودّ وكان تابعاً حقيقياً لهم سنيال من فيوضاتهم الوجوديّة في القيامة وقد يحصلوا على شفاعة لمن ارتبطوا معهم برابطة الودّ لأجل المعصومين (عليهم السلام). يقول الإمام الصادق (عليه السلام):
إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فتغشّاهم ظلمة شديدة فيضجّون إلى ربهم ويقولون: يا رب اكشف عنا هذه الظلمة، قال: فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم وقد أضاء أرض القيامة فيقول أهل الجمع: هؤلاء أنبياء الله فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء بأنبياء، فيقول أهل الجمع: فهؤلاء ملائكة، فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء بملائكة، فيقول أهل الجمع: هؤلاء شهداء، فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء بشهداء، فيقولون: من هم؟ فيجيئهم النداء: يا أهل الجمع سلوهم من أنتم، فيقول أهل الجمع: من أنتم؟ فيقولون: نحن العلويون، نحن ذرية محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نحن أولاد علي ولي الله، نحن المخصوصون بكرامة الله، نحن الآمنون المطمئنون، فيجيئهم النداء من عند الله عزّ وجل: اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم، فيشفعون فيشفعون.(11 )
وسينال محبّ أهل البيت (عليهم السلام) مرتبة ومكانة هي من الرفعة ما يمكنها أن تتحول إلى واسطة الفيض الإلهي. فالشفيع، واسطة فيض الله تعالى وهذه الوساطة مرهونة بسمو مقامه وإذن الله تعالى بالشفاعة كما أنّ لمحبّ المعصومين (عليهم السلام) مرتبة سامية عند الله وهو أيضا مأذون بالشفاعة من قبل الله تعالى. وقد ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في عدّة لخصال محبي أهل البيت (عليهم السلام): ويشفع يوم القيامة في سبع مائة من أهل بيته.(12 )
وك