وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الاثنين

٢٧ يونيو ٢٠١١

٧:٣٠:٠٠ م
250023

کیف ترتبط بالمعصومین؟ ـ 6

الثناء على زيارة قبور المعصومین و الأولیاء

من محاضرات: سماحة آیة الله الشیخ مجتبی الطهراني ترجمة: الأستاذ علي فاضل السعدي

لقد أثني كثيرا على زيارة المعصومين (عليهم السلام) بشكل دائم وقد وعد زائري المعصومين (عليهم السلام) بالثواب الجزيل. فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:

 

من زارني أو زار أحداً من ذريتي زُرتُه يوم القيامة فأنقذته من أهوالها. ( 1)

فأضرحة المعصومين (عليهم السلام) موضع حاجات الطالبين، وغياث المكروبين ومعراج الوالهين إلى الله تعالى.

فقد سأل موسى بن عبد الله النخعي وكان من أصحاب الإمام الهادي (عليهم السلام) الإمام أن يعلّمه زيارة جامعة فعلّمه الإمام (عليه السلام) زيارة بليغة وجامعة يخاطب فيها زائر قبر كل واحد منهم بقوله:

أشهد الله وأشهدكم، أني... عائذ لائذ بقبوركم، مستشفع إلى الله عزّ وجل بكم، ومتقرب إليه بمحبتكم، ومقدمكم أمام طلبتي ومسألتي وحوائجي وإرداتي، ومتوسل بكم إليه، ومقدمكم بين يدي في كل أحوالي وأموري... ( 2)

إن زيارة قبور المعصومين (عليهم السلام) وفق هذه الطريقة وهذا الفهم، يدلّ على مدى عظمة ومكانة وقيمة زيارة مراقدهم الشريفة لأن مثواهم (عليهم السلام) مهوى ملائكة السماء فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام):

ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة وإنه لينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلهم حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبي  (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلموا عليه، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسن فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسين (عليه السلام) فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس، ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتى إذا دنت الشمس للغروب انصرفوا إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسن  فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسين (عليه السلام) فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس. ( 3)

فهبوط ملائكة الله على أضرحة المعصومين (عليهم السلام) وعروجهم من تلك الأضرحة، وتقديم السلام إليهم لا يختص بضريح الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام الحسن (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام) بل أن هذه الفضيلة متحققة بالنسبة لجميع المعصومين (عليهم السلام) فقد ورد أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) روى نقلاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال:

إن الله قد وكل بفاطمة (عليها السلام) رعيلا من الملائكة، يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن يسارها، وهم معها في حياتها وعند قبرها بعد موتها، يكثرون الصلاة على أبيها وبعلها وبينها، فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي، ومن زار فاطمة (عليها السلام) فكأنما زارني، ومن زار علي بن أبي طالب (عليه السلام) فكأنما زار فاطمة (عليها السلام)، ومن زار الحسن والحسين (عليه السلام) فكأنما زار عليا (عليه السلام)، ومن زار ذريتهما فكأنّما زارهما. (4 )

وكذلك فقد مرّ في الزيارة المذكورة أنّ الإمام الهادي (عليهم السلام) قال:

السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة...( 5)

فالآن وبعد أن عرفنا أنّ مثوى الأئمة المعصومين (عليهم السلام) هو مهبط ملائكة الله ومزارهم فإن اللجوء إلى أضرحتهم التي تحفّها ملائكة السماء لتوفيق لا يضاهيه في الفضل توفيق ولابُدّ أن يجاهد من أجل تحصيله. فإن لم يستطع أحدّ زيارته فليزر قبور الصالحين الذين تربطهم والأئمة (عليهم السلام) أخوّة الإيمان. يقول الإمام الكاظم (عليه السلام):

من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقراء شيعتنا ومن لم يستطع أن يزور قبورنا فليزر قبور صلحاء إخواننا. (6 )

تفاوت الفضيلة في زيارة قبور المعصومين (عليهم السلام)

إنّ كل إمام من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) يمثل زعامة للأمة الإسلامية. فزيارتهم أجمعين قيّمة وعظيمة، وزيارة مثواهم كما سيأتي حقّ من حقوقهم (عليهم السلام) التي تجب على المسلمين. إذاً لا ينبغي أن يتوانى عن ذلك فليس جديراً بالمرء أن يغفل عن زيارتهم عند القدرة على ذلك؛ إلّا أنّ ما يمكن أن يلاحظ من الروايات الواردة، وجود تفاوت في فضيلة زيارة قبورهم؛ فقد ورد في رواية عن الإمام الرضا (عليه السلام):

من زار قبر أبي ببغداد كمن زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقبر أمير المؤمنين (عليه السلام) إلّا أن لرسول الله ولأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فضلهما.( 7)

وقد روى أبو شعيب الخراساني قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): أيّهما أفضل زيارة قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) أو زيارة الحسين (عليه السلام)؟ قال:

 إن الحسين قتل مكروبا فحقيق على الله عزّ وجل ألّا يأتيه مكروب إلّا فرج الله كربه، وفضل زيارة قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) على زيارة الحسين كفضل أمير المؤمنين على الحسين (عليهما السلام) ( 8)

إنّ فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) على سائر أبنائه يقتضي تقدّم زيارته على زيارة سائر الأئمة (عليهم السلام) فعن يونس بن أبي وهب القصري قال: دخلت المدينة [وكان قد قدم من العراق] فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك أتيتك ولم أزر أمير المؤمنين (عليه السلام)؟ قال: بئس ما صنعت لولا أنّك من شيعتنا ما نظرت إليك ألا تزور من يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون؟ قلت: جعلت فداك؟ ما علمت ذلك، قال: إعلم أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل عند الله من الأئمة وله ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضّلوا.( 9)

وقد وردت روايات عن فضل زيارة قبر الإمام الرضا (عليه السلام) على سائر الأئمة المعصومين (عليهم السلام). ففي رواية عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) وبعد بيانه لثواب زيارة ولده الإمام الرضا (عليه السلام) قال:

...إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمن أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين فأما الأربعة الذين هم من الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام) وأما الأربعة من الآخرين فمحمد وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم، ثم يمد المضمار فيقعد معنا من زار قبور الأئمة (عليهم السلام) إلّا أنّ أعلاهم درجة وأقربهم حبوة زوار ولدي علي (عليه السلام).( 10)

هذا رغم ما ورد من روايات تقوّي من احتمال عدم وجود تفاوت في فضيلة زيارة قبور المعصومين، فقد ورد عن عبد الرحمن بن مسلم قال: دخلت على الكاظم (عليه السلام) فقلت له: أيهما أفضل الزيارة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه أو لأبي عبد الله (عليه السلام) أو لفلان أو فلان وسمّيت الأئمة واحدا واحدا؟ فقال لي: يا عبد الرحمن بن مسلم من زار أولنا فقد زار آخرنا، ومن زار آخرنا فقد زار أولنا ومن تولّى أولنا فقد تولى آخرنا ومن تولى آخرنا فقد تولى أوّلنا، ومن قضى حاجة لأحد من أوليائنا فكأنّما قضاها لجميعنا، يا عبد