وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ هذا هو الجزء الثاني لكلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله:
النقطة الثالثة والتي لها علاقة بموقف الرئيس الحريري من موضوع إيران قبل أيام، طبعاً نحن عندما أصدرنا بياناً، هم ادعوا أنهم فوجئوا بأن حزب الله كشف عنه قناعه، وأنه ناطق رسمي باسم إيران، نحن لا نضع قناعاً، نحن نفتخر ونعتز بعلاقتنا مع إيران وتحالفنا مع إيران وبعلاقتنا مع سوريا وتحالفنا مع سوريا وعلاقتنا وتحالفنا وصداقتنا مع دول أخرى وحكومات أخرى وأحزاب وقوى، نحن لن تجدونا في ويكيليكس، نحن الذي نقوله في العلن هو ذاته الذي نقوله في السر، لا يوجد شي لدينا نخبئه، نحن واضحون جداً، لكن بطبيعة الحال عندما يُساء إلى دولة وقفت إلى جانب لبنان وإلى جانب شعب لبنان وإلى جانب مقاومة لبنان، إلى دولة وقفت على كل صعيد، نفسياً ومعنوياً ومادياً ومالياً وإعلامياً وإنسانياً وخدماتياً، لا تستطيع حيث الوفاء يقول لك أن لا تسكت. أن يخرج أحد خصوصاً عندما يتكلم وهو رئيس حكومة لأن هذه هي غلطة كبيرة، حيث يعتبر إيران عدواً ويتعاطى مع إيران على أنها هي سبب التأزيم في لبنان وليس إسرائيل! وليس أميركا! وليس تداعيات ما قبل انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979، كلا، إيران هي المشكلة، في لبنان هي المشكلة، في العالم العربي إيران هي المشكلة، عندما أقول إن هذا هو نفس الكلام الإسرائيلي، أنا لا أتجنى على أحد، فها هم الإسرائيليون في الإعلام وفي صحافتهم وفي تلفزيونهم وفي خطبهم نرى أن هذا هو الكلام الذي يقولونه، فعندما يأتي آخر ليقول نفس اللغة حيث يتطابق الموقفان فماذا يكون ذلك؟!أنا لا أقول هنا إنه إسرائيلي، لكنني أقول إن هذه اللغة وهذا المنطق هما اللذان تتبناهما إسرائيل.هذه إيران التي وقفت إلى جانب لبنان أثناء حرب تموز وبعد حرب تموز، وبكل صدق وصراحة يوجد ملف كبير أسمه الأموال التي جاءت إلى لبنان لمساعدة لبنان فأين ذهبت هذه الأموال؟بكل صراحة أقول لكم: لولا وقفة إيران بشكل أساسي فإنه سوف توجد هنالك كثير من البيوت التي لم تُعمر.طبعاً الدول الأخرى التي أتت لتعمر بشكل مباشر مثل دولة قطر ومثل مساعدات الصندوق الكويتي ومثل دول أخرى نعم لقد ظهرت نتائجها، لكن الدول التي أعطت المال إلى الحكومة اللبنانية، أنا لا أتهم أحد بشيء لكنني أقول إنه بالحد الأدنى هذا الأمر غير مفهوم: أين صُرف هذا المال؟، هل صُرف على الإعمار أم صُرف على شيء آخر.إيران لا تكافأ بهذا الشكل، ثم أن هذا الموضوع هو أصلاً خطأ، إذا كان أحد غاضب منا لأننا أسقطنا حكومته فإن إيران ليس لها علاقة بذلك، وأنا صادق فيما أقول، الإيرانيون علموا بذلك الأمر من وسائل الإعلام، لم نسألهم ولم نُخبرهم ولا أي شيء، مثلما كان الناس جالسون ورأوا المؤتمر الصحفي الذي تناول إستقالة الوزراء فالإيرانيون كانوا مثل بقية الناس، فلا أحد يحاسب إيران لأنه خرج من الحكومة. ضعوا هذا الحساب جانباً، الخطأ الذي أُرتكب هو أنه: أنتم ـ سواءٌ رئيس حكومة تصريف الأعمال أو قوى 14 آذار ـ تطرحون شعارات وتدعون إلى أدبيات وتُطالبوننا بها، فلماذا لا تلتزمون أنتم بها؟!فمثلاً: أنا خطبت في يوم دعم الثورات العربية وتكلمت عن شيء له علاقة بليبيا وله علاقة باليمن وتونس ومصر، ولم يعترض أحد علي في هذا كله، وعندما تكلمت عن البحرين اعترضوا واعتبروا أن هذا الخطاب يمس بالعلاقات اللبنانية العربية، وعلاقات لبنان مع البحرين، مع العلم أنني لست مسؤولاً رسمياً وتستطيع الدولة اللبنانية مثلما فعلت، مثلما اتصلوا بملك البحرين ومثلما قالوا في البيانات إن هذه الجهة لا تُلزم الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية، وهذا صحيح وليس عيباً، أنا لست مسؤولاً رسمياً في النظام اللبناني وفي الدولة اللبنانية، وأنا لا أُلزم الدولة وبالتالي تستطيع الدولة أن تقول إنها ليس لها علاقة بالكلام الذي قلته، ما هو إشكالكم الذي كان، "أنه أنتم يا حزب الله تُدخلون لبنان في سياسة المحاور"، وتخربون علاقات لبنان وصداقات لبنان العربية والإقليمية والدولية، أليس كذلك؟هذا كان قبل بضعة أيام، أي القصة لم تكن موجودة قبل شهر أو أسبوعين، إذاً فلتتفضلوا أنتم لتلتزموا بالحد الأدنى، أنا عندي نقاش بالمبدأ، لكن أنتم أصحاب لبنان أولاً ولست أنا صاحب لبنان أولاً، نحن لدينا رأي آخر ومختلف، إذاً فلتلزموا أنتم بالذي أنتم تقولونه، فما هي علاقة الرئيس سعد الحريري بالصراع العربي- الإيراني الذي هو يتكلم عنه؟!، أنت ما هي علاقتك؟أنت عندما لا تعود رئيس حكومة تصريف أعمال، عندما تتكلم كرئيس لحزب المستقبل يمكنك أن تقول ما تريده. لكن طالما أنت رئيس حكومة تصريف أعمال لا تستطيع أن تقول هذا، وحتى إذا رجعت وأصبحت رئيس حزب المستقبل عندما تطلب من الآخرين ليخرجوا لبنان من سياسة المحاور، فأنت يجب أن تكون أول الملتزمين بإخراج لبنان من سياسة المحاور.هذا الموضوع يكفي الحديث عنه عند هذا الحد، وأضيف جملة وستثبتها الأيام، أنه الآن لقد انتهينا من مسألة سلاح المقاومة، لقد خطبنا وخطبنا وخطبنا "حتى طلعت روحهم" وهم يخطبون عن سلاح المقاومة، وبالحكومة وجهوا كذلك الاتهامات، نريد أن نعمل معركة ونشد العصب فيها ونشد جمهورنا فيها ونقول نحن لنا قيمة محلية ولنا قيمة إقليمية بل أكثر من ذلك وستثبت لكم الأيام ذلك، أنا تحليلي أن هذا تقديم أوراق اعتماد، أن يا جماعة أن ذاك الموضوع لم نستطع أن نعمل به شيئاً، وهذا الموضوع نحن قادرون أن نفعل فيه شيئاً، لكن هذا يحتاج إلى تمويل، ويمكن يستتبعه طلب موازنات وما شاكل، والله العالم.
بكل الأحوال نحن هذا الموضوع لا نريد أن نثير حوله سجالاً كثيراً ولكن لم يكن يحسن السكوت عنه على الإطلاق وكان لا بد من هذا الموقف ومن هذا التعقيب مني أنا على هذه النقطة لأقول هذا خطأ أيضا وهذا يسيء لعلاقات لبنان مع دول دعمته وساندته وما زالت تدعمه وتسانده وتقف إلى جانبه. لمصلحة مَنْ ولحساب مَنْ؟ الله أعلم.
النقطة التي بعدها تهديد البحرين بطرد لبنانيين من البحرين.كما قرأنا في وسائل الإعلام هناك كلام أنّ حكومة البحرين تريد طرد عشرة لبنانيين، طبعا هذا أسلوب خاطئ، في لبنان إذا كان هناك جهة سياسية أو حزب سياسي أخذ موقفا له علاقة بدولة معينة وحكومة معينة فيُرد عليه بطرد اللبنانيين فهذا أولا لا أعرف إذا كان له سابقة أم لا... منذ العام 2005 إلى قبل أيام كان حجم الشتائم والانتقادات والهجوم والتآمر على سوريا من لبنان كبيراً جدا، لكن سوريا لم ترد بـطرد اللبنانيين المقيمين من سوريا. حتى اللبنانيون الذين يمكن أن يميلوا إلى الخط السياسي الآخر، لم تأتِ وتصنفهم سياسياً أو طائفياً أو مذهبياً وتعاقبهم لأنّ قوى 14 آذار "لم تترك ستر مغطّى" لسوريا قيادة وشعبا...
اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال أخذ موقفا حادّا ضدّ إيران وطبعا الجوقة ستكون شغالة هذه الأيام فتأتي إيران وترد بطرد اللبنانيين في إيران حتّى ولو كانوا أقرب سياسياً للخط الآخر؟ ليس هناك من أحد اشتغل هكذا، هذا المنطق لا أعرف إذا كان موجودا في العصور الوسطى، وهذا يدل على ضيق صدر حكومة البحرين وهم لا يتصرفون لا بحكمة ولا بعقل ولا بمسؤولية وليس هكذا يعالج الموضوع، ولا هكذا يعالج موضوعهم الداخلي ولا هكذا يعالج موضوعهم مع من ينتقدهم أو يعترض عليهم.
أحب أن أكون واضحاً في هذه النقطة، إذا اعتقدوا أنّه من خلال الضغط على اللبنانيين في البحرين وعلى أرزاقهم وعلى لقمة عيشهم يمكن أن يعدّل ذلك في موقفنا السياسي فهم مشتبهون لأنّه في مقابل لقمة عيش بعض اللبنانيين المستهدفين الآن في البحرين هناك أناس في البحرين يقدمون دماءهم وأعراضهم ونساءهم في السجون وشهداءهم في القبور وجرحاهم في البيوت وغير ذلك ـ ولا أريد الآن فتح موضوع البحرين ـ هذا المستوى من التضحية يهون أمام ما يعانيه شعب البحرين الآن مع حكومته، لذلك لا أحد يضغط علينا في هذا الموضوع، بالعكس هذا يزيدنا عناداً وإصراراً أنّ موقفنا موقف صحيح وموقف حق وإلاّ لماذا يراد لنا أن نُعَاقَب عليه. لذلك أنا أدعو حكومة البحرين إلى عدم الإقدام على هذه الخطوة الخاطئة تماما والتي لن تحقق أي هدف من أهدافها على الإطلاق، سوى أنّها ستؤدي إلى المزيد من التعقيد في كل هذا الجو المعقد.
أضيف حول كلام أنّ دول مجلس التعاون الخليجي تفكر أن تستهدف اللبنانيين عموما أو اللبنانيين من مذهب معين نتيجة الموقف الذي أخذناه في البحرين، وعلى كل حال أنا لست متأكدا إذا كان الكلام صحيحا أم لا وإذا كان صحيحا يكون ذلك خطأ، أنا أعتقد أنّ هناك العديد من دول الخليج صديقة للبنان وعندها عقل هاديء وحكيم وبارد وتتصرف بمسوؤلية وليس بالإنفعال الذي تصرفت فيه حكومة البحرين، ولكن هناك شيء سابق قبل موقفنا من البحرين : تم إبعاد عشرات اللبنانيين من دولة الإمارات وللآن لم يفهم أحد ما السبب رغم كل المساعي التي بذلت في هذا الموضوع ولم يكن هناك أحد اتخذ موقفا من البحرين ولم يتدخل في أي حدث له علاقة بدول الخليج، إذا الموضوع في مكان آخر، يستغل ظرف سياسي معين لاستهدافات أخرى لها علاقة بالمشروع الكبير في المنطقة ولا أريد الآن أن أتعمق فيه ويجيء وقت آخر (أتطرق له)، لكن أنا أكتفي بهذه النقطة لأقول من الخطأ أن تضغطوا علينا وعلى لبنان وعلى اللبنانيين بأرزاقهم، اللبنانيون الموجودون في دول الخليج وخصوصا في البحرين لا علاقة لهم لا بموقفنا السياسي ولا بسلوكنا السياسي ولا يجوز أن تعاقبوهم نتيجة هذا الموقف، هذا خطأ كبير ترتكبونه.
موضوع سجن رومية (...)، الكل يعرف ما طبيعة المشكلة، هناك اكتظاظ بعدد الموقوفين، الأبنية تتسع لعدد معين والموجود أضعاف مضاعفة ولست أنا من أقول ذلك بل وزير الداخلية ووزير العدل والمسؤولون ومدير عام قوى الأمن والمحامون والقضاة كلهم يقولون ذلك، عندما تضع المساجين فوق بعضهم البعض في السجون بهذه الكثافة وعندما تضع جنب ذلك فساد وأخطاء وارتكابات وأيضا هناك كلام عن 60 أو 70 بالمئة من الموقوفين غير محكومين ينتظرون المحاكمات وتأجيل المحاكمات، هذا فيه ظلم للناس. هناك أناس لم تقدر على تحمل هذا الوضع الموجود في السجن، لديها مطالب معينة فقامت واحتجت وتمردت وعملت الذي عملته، وأيضا لديهم أهالي قلقوا فبعضهم اعتصم وبعضهم تظاهر...
كيف يقارب الموضوع ـ وللأسف ـ من قبل قوى 14 آذار ورسميا؟ يقارب بعقلية الكيد السياسي فيطلع معهم أنّ حزب الله هو الذي حرّض السجناء في سجن رومية وصاروا يريدون إعطاء الموضوع بُعداً طائفياً وهو بُعده إنساني، وحزب الله هو الذي حرّض عوائل الموقوفين ليتظاهروا في الأماكن المختلفة والهدف من ذلك؟ يبدأون باختراع الأهداف : ساعة نريد حرق وزير الداخلية لأننا متضامنون مع العماد (ميشال) عون في موضوع الداخلية، وساعة نريد إحراج لا أعرف مَنْ، وساعة نريد إيصال الأمور إلى قانون عفو عام، كل ساعة يخترعون شيء.
هذا ظلم والظلم "مش م