وکالة أهل البیت(ع) للأنباء ـ ابنا : ولسخرية القدر فإن مرقد ربیب علي بن ابي طالب(ع) «محمد بن أبي بکر» ـ أو كما يلقبه المصريون «الإمام محمد الصغير» ـ يقع قريباً من قبر «عمرو بن العاص» الذي قاد جند «معاوية» ضد «الإمام علي بن أبي طالب(ع)».
نحاول من خلال هذا التقرير إحياء ذكرى الإمام الشهيد ولمن لا يعرف الشهيد فهو «محمد بن أبي بكر».
في البداية حرصنا على زيارة مرقد الوالى الشهيد ـ كما يسميه مريدوه ـ وللأسف الشديد فقد أنهكتنا للغاية رحلة البحث عن مرقده فرغم إنه يقع في منطقة أثرية تهتم بها الحكومة المصرية إلا أن اهتمامها لم يصل إلى مسجد ومرقد محمد الصغير ففي منطقة أثار مصر القديمة وتحديدا عند باب الوداع أو بالأحرى ما تبقى منه يقع مسجد ومرقد محمد بن أبو بكر حيث يقع في هذا الشارع الضيق والذي تنشتر فيه القمامة بشكل مؤسف والغريب أن ما يفصل مشهد بن أبو بكر ومنطقة أثار كنيسة مار جرجس مجرد كوبري إلا أنك في الجزء الخاص بكنيسة مارجرجس تجد النظافة والعناية بشكل غير مسبوق وما أن تعبر جسر المشاه متوجها إلى حيث مسجد محمد الصغير إلا وتفاجأ بالزقاق الضيق للغاية .
والذي تعجز أي سيارة عن عبوره الأمر الذي دعا مقيم الشعائر بالمسجد ويدعي صالح يطلب منا أن نعمل كصحفيين على مطالبة المسئولين بالإهتمام بالمنطقة التي يقع فيها المسجد والحقيقة أن المسجد يعد رغم كل شيء معلم معماري متميز وعندما تصعد إليه عابرا درجات السلم تشعر وكأنك دخلت التاريخ ووتمثل في ذهنك على الفور الكثير من الأحداث التاريخية القديمة وعلى يمين الداخل إلى المسجد يقع مرقد محمد الصغير أو محمد بن أبو بكر وهو مرقد صغير للغاية حيث لا يتجاوز طوله المتر وعرضه النصف متر.
ويقول مقيم الشعائربالمسجد الشيخ صالح أن سبب ذلك يعود إلى أن الإمام بعد استشهاده على يد معاوية بن خديج قاموا بقطع رأسه وهو أول رأس تقطع ويطاف بها فى الإسلام حيث تم إرسال الرأس إلى معاوية بن أبو سفيان قبل أن تعود إلى مصر وتدفن مع بقية الجسد وحدث عندما قام خادم محمد بن أبو بكر ويدعي زمام بالحفر أن وجد الرأس فقط فقام بنقلها إلى حيث دفنها وأقام هذا المسجد المعروف باسم محمد الصغير ويقال أن هناك مسجد و ضريح لسيدي محمد بن أبي بكر في قرية ميت دمسيس - مركز أجا التابعة للمنصورة بمحافظة الدقهلية.
ويضيف الشيخ صالح : للأسف فإن أحد من المسئولين لا يهتم بهذا المسجد رغم عمارته الفريدة ورغم تسجيله كأثر ويبدو أن هناك نسيان متعمد له حتى أنه لا يقام له احتفال بمولد أو خلافه مثل بقية مراقد أل البيت والصحابة والتابعين ولكن هذا لا يمنع من ان هناك من المسلمين كثر ممن يهتم بالمرقد الشريف ويأتون له من جميع أنحاء العالم لزيارته وقراءة الفاتحة أمام الضريح بل أن هناك عدد من المسلمين يأتون سنويا في ذكرى ميلاده حيث يقومون بتغيير الكسوة الخاصة بالضريح كذلك يحضرون بين الحين والأخر لتعطير المكان بأفخر أنواع العطور الواردة من خارج مصر كذلك يحرص الدكتور محمد برهان الدين أو المعروف إعلاميا باسم السلطان بزيارة الضريح ما بين الحين والأخر هو وعدد من أتباعه ووقتها يهتم المسئولون بالمسجد ويتم غسل الشارع الذي يقع فيه وتحضر العديد من القيادات التنفيذية إلى المسجد حيث يكونون في استقبال السلطان ورجاله حيث يزورون الضريح ويقرأون الفاتحة لصاحبه .وأثناء حديثنا مع الشيخ صالح حان موعد صلاة العصر فقمنا للصلاة وكانت المفاجأة أن عدد المصلين لم يتجاوز العشرة مصلين اصطفوا في صف واحد ليس، والملاحظ أنه بخلاف اهتمام بعض المصلين من خارج مصر بالضريح لا يهتم المسئولون المصريون به على ما يبدو ورغم ذلك فإننا لاحظنا وجود عدد من الشموع بالقرب من شباك الضريح ولما سألنا أحد الخدم لامسجد والذى رفض بتاتا أن يذكر لنا اسمه قال أن هناك من الزوار من يحرص على إيقاد عدد من الشموع والبخور عندما يأتي للزيارة والدعاء إلى الله بفك أزمته .بريء من دم عثمان
ويقول الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس أن محمد بن أبو بكر كان قريب الصلة بالإمام على بن أبو طالب عليه السلام وذلك لأنه تربى في الأساس في حجره الشريف فقد تربى محمد بن أبى بكر في حجر علي بن أبي طالب عليه السلام وكان الإمام يعامله كولد من ولده ولذا فإنه لقب بربيب الإمام علي محمّد وكان عليه السلام يقول عنه : "محمد ابني من صلب أبي بكر" وقد ولد عام حجة الوداع في عقب ذي القعدة بذي الحليفة أو بالشجرة في حين توجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حجته.
ورغم أن هناك بعض المزاعم بأن محمد بن أبو بكر هو أحد قتلة عثمان بن عفان فإن الحقيقة غير ذلك والصحيح انه لم يقتله ولم يشترك في قتله، بل إنه لما دخل على عثمان في الدار ذكره بمكانته من أبيه، فخرج عنه نادماً على فعله.
قال ابن كثير في البداية والنهاية: فقال: أي عثمان مهلاً يا ابن أخي فوالله لقد أخذت مأخذاً ما كان أبوك ليأخذ به، فتركه وانصرف مستحيياً نادماً، فاستقبله القوم على باب الصفة فردهم طويلاً فدخلوا، وخرج محمد راجعاً.
ويضيف د. عبد المقصود باشا : وقد كان محمد بن أبي بكر الصديق، من رجال علي عليه السلام وأمرائه.. فسيره إلى إمرة مصر في رمضان سنة سبع وثلاثين فالتقى بعسكر معاوية وكان عليه معاوية بن حديج الكندي فقاتلهم محمد بمن معه حتى قتل، وتقول بعض الروايات أن محمد بن أبي بكر اختفى في بيت مصرية فأخذه معاوية بن حديج فقتله، وقيل دسه في بطن حمار ميت وأحرقه عليه وقيل أرسله إلى عمرو بن العاص أمير مصر من قبل معاوية فقتله ولقد حزن الإمام علي (عليه السلام) على محمّد بن أبي بكر حتّى رؤي ذلك فيه، وتبيّن في وجهه.
وقام في الناس خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (فلقد كان إليَّ حبيباً، وكان لي رَبيباً، فعند الله نحتسبه ولداً ناصحاً، وعاملاً كادحاً، وسيفاً قاطعاً، وركناً دافعاً) وقيل لعلي (عليه السلام): لقد جزعت على محمّد بن أبي بكر يا أمير المؤمنين؟ فقال: (وما يمنعني ! إنّه كان لي ربيباً، وكان لبني أخاً، وكنت له والداً، أعدّه ولداً.المسجد الصغيروتقول الدكتورة سعاد ماهر فىيكتابها القيم " مصر وأوليائها الصالحين " يقع هذا المسجد- مسجد محمد الصغير - في مصر القديمة، بشارع باب الوداع، قريباً من الباب عن يسرة السالك نحو الشرق إلى باب الوداع، وبجوار قبر منهدم يعرف بالكردي، ويعرف الجامع باسم (محمد الصغير) كما كان يعرف باسم (زمام)، وذلك أنّه بعد مضيّ مدّة من قتله أتى زمام مولى محمد بن أبي بكر إلى الموضع الذي دُفن فيه، وحفر، فلم يجد سوى الرأس، فأخذه ومضى به إلى المسجد المعروف اليوم بمسجد زمام، فدفنه فيه وبنى عليه المسجد. ويقال إنّ الرأس مدفون في القبلة، وبه سمِّي مسجد زمام.
وقيل: لمّا شقّ بعضٌ أساس الدار التي كانت لمحمد بن أبي بكر وجد رمّة رأس قد ذهب فكّه الأسفل، فشاع في الناس أنّه رأس محمد بن أبي بكر، وتنادر الناس، ونزلوا الجدار وموضعه قبلة المسجد القديم، كما حفر محراب مسجد زمام، وطلب الرأس منه فلم يُوجد، وحفرت أيضاً الزاوية الشرقية من هذا المسجد والمحراب القديم المجاور له، والزاوية الغربية، فلم يجدوا شيئاً، على أنّه مهما قيل في وجود رأس محمد بن أبي بكر في المحراب أو في جدار بيته، فإنّه من الثابت أنّ مشهده موجود في مكان المسجد المعروف باسمه بمصر القديمة الآن.
فقد جاء في الكواكب السيارة:أنّ أكثر قبور أهل مصر فيها الاختلاف، ولم يكن بمصر أصحّ من قبر مسلمة بن مخلد، ومشهد محمد بن أبي بكر الصدّيق، ومشهد زين العابدين، ومشهد عفّان، كذلك الأسعد النسّابة في تاريخه (مشاهد الرؤوس)، وذكر من بينها مشهد رأس محمد بن أبي بكر.
وقد أُعيد بناء المسجد في القرن التاسع الهجري سنة 830 هـ (1426م) في عهد السلطان الأشرف برسباي، على يدي المعزّ تاج الدين الشوكلي الشامي والي القاهرة، وأُقيمت فيه صلاة الجمعة وباقي الأوقات، وعمل فيه السماعات،. ثم جدِّد في العصر العثماني سنة 1287 هـ على يدي سعادة محمد باشا أمير، كما هو ثابت من اللوحة التي تعلو المدخل الرئيسي.
ويعتبر المسجد من الجوامع المعلَّقة، إذ يصعد إليه بمجموعة من الدرجات، ويقع المدخل الرئيسي في الجهة الشمالية المواجهة لحائط القبلة، ويتكوّن من عقد كبير مرتفع ذي ثلاثة فصوص، مليء تجويفه بمجموعة من الدلايات المنحوتة في الحجر، والمسجد من الداخل مغطّىً كلّه، وفي الركن الشمالي الغربي منه توجد غرفة الضريح التي ترجع عمارتها إلى العصر المملوكي، وهي عبارة عن مربّع تحيط به أربعة عقود، وكانت تعلوها قبّة سقطت هي والجزء العلوي من المئذنة إثر زلزال أطاح بها. والسقف مغطّىً الآن بألواح خشبية، وتعلو المئذنة مدخل المسجد، وتتكوّن.
من ثلاث دورات: الأُولى مربّعة، والثانية مثمّنة، وبكلّ وجهة من أوجه المثمّن تجويف مخلّق، في جانبيه عمودان، وبه فتحة واحدة يتقدّمها شرفة للمؤذّن، ويفصل بين الدورة الثانية والثالثة شرفة خشبية. أمّا الدورة الثالثة فهي مجدّدة، وترجع إلى العصر العثماني، وهي تشبه المسلّة أو طرف قلم الرصاص .الصدوقويقول الدكتور محمد الدسوقى أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة وقطر أن محمد بن أبو بكر الصديق رضى الله عنهما هو من التابعين وقد اختلف الفقهاء في محمد بن أبي بكر ، فقيل أنه صحابي و قيل أنه تابعي ، و الذين قالوا بصحبته اعتمدوا فقط على الحديث الذي رواه مرسلا عن النبي صل الله عليه و أله وسلم ليس إلا ، فظنوا ان محمد سمعه من النبي مباشرة و الأصح انه رواه بصفة الإرسال أو الإخبار فقط و هذا الحديث أخرجه البغوي في ترجمته من طريق عبد العزيز بن رفيع عن محمد بن أبي بكر قال : أظلمت ليلة وكان لها ريح ومطر فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المؤذنين أن ينادوا : صلوا في رحالكم . ثم قال : لا أحسبه محمد بن الصديق . قلت : بل هو محمد بن أبي بكر الصدّيق لكن رواه بطريقة الإرسال .
و إنما البغوي استنكر ان يكون محمد هذا هو ابن ابي بكر لأنه تابعي ، و ظاهر الرواية كما رآها البغوي ان محمد هذا الذي يرويها صحابي لأنه قالها بصفة مباشرة عن النبي : كذا كذا ، فلذلك اعتقد البغوي ان محمد الذي يروي الحديث صحابي لكنه اخر غير محمد بن ابي بكر التابعي و هذا خطأ ، و إن أردنا الجمع بين الرواية و بين ان محمد بن ابي بكر تابعي و هو قائلها فيكون الحل هنا هو ان محمد رواه بالإرسال ، إلى زائد أنه لا يوجد صحابي بأسم محمد بن أبي بكر غير ابن ابي بكر الصديق مطلقا .
و محمد بن ابي بكر الصدّيق