وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الثلاثاء

٧ سبتمبر ٢٠١٠

٧:٣٠:٠٠ م
203176

عيد الفطر السعید

  يأتي عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان المبارك، ليفرح المسلم ويشكر ربّه على نعمة الصيام.

والعيد هو يوم الجائزة من الله تعالى لعباده المؤمنين.

يؤدّي المسلمون في صباح العيد بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبًا صلاة العيدويلتقي المسلمون في العيد ويتبادلون التهاني و يزورون أهلهم و أقرباءهم، وهذا ما يعرف بصلة الرحم.

العيد لغة :

اسم لما عاد من شيء في وقت معلوم ، وقيل : إنّه سمّي عيداً لأنّه يعود كلّ سنة بفرح مجدّد.

العِيدُ هو كلُّ يوم فيه جَمْعٌ، واشتقاقه من عاد يَعُودُ، كأنّ الناس يعودون إليه.

وقيل: اشتقاقه من العادة لأنّهم اعتادوه، والجمع أَعياد، وقال الأزهري: والعِيدُ عند العرب الوقت الذي يَعُودُ فيه الفرح والحزن، كما قال ابن الأعرابي: سميّ العِيدُ عيداً لأنّه يعود كلّ سنة بفرح مُجدَّد.

وبهذا يكون العيد عيداً لعود الخلق من حالات التّرحِ إلى حالات السرور والفرح، فكل يوم فيه جمعٌ أو تذكارٌ لذي فضل أو حادثة مهمة ويعود الناس إليه مراراً وتكراراً فهو عيدٌ.

وقد ورد في سورة طه في قصّة موسى (عليه السلام): (قال موعدكم يوم الزينة) يعني: يوم عيدهم، لأنّ الناس وكانوا يجتمعون فيه من الآفاق، وهو يوم مخصوص يتكرّر في كلّ عام.

الأعياد في القرآن

وهي أربعة أعياد:

الأول: قوله تعالى في سورة المائدة: (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك) فكان عيداً لعيسى (عليه السلام) وقومه.

الثاني: أعياد الكفار، قال الله تعالى في سورة الفرقان: (والذين لا يشهدون الزور) قيل: الزور أعيادهم.

الثالث: عيد الفطر، قال الله (تعالى) في سورة الغاشية: (قد أفلح من تزكّى) أي: تصدّق بصدقة الفطر (وذكر اسم ربه) يعني التكبير (فصلّى) يعني: صلاة العيد.

الرابع: عيد الأضحى (يوم النحر) قال الله تعالى في سورة الكوثر: (فصلّ لربك) يعني: صلاة العيد (وانحر) يعني: القربان.

الأعياد في الإسلام

والعيد عند المسلمين هو كلّ يوم يعود فيه الإنسان إلى الله بالتوبة والدعاء، والربّ يعود عليه بالمغفرة والعطاء.

وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله لملائكته يوم العيد: ما جزاء الأجير إذا عملَ عملَه؟ فيقولون: يا ربّنا جزاؤه أن يوفىّ أجرَه. فيقول: اشهدوا ملائكتي أني غفرت لهم. [أمالي المفيد: ج 3 ص 232].

فكل يوم يَعوُد الله تعالى على عباده المؤمنين بالفوائد الجميلة، والعوائد الجزيلة فهو عيدٌ، وهذا الأمر يتكرّر مراراً من طرف العبد ومن طرف المعبود.

إلاّ أنّ الأعياد في الإسلام أربعة على ما هو المستفاد من الروايات:

(منها): ما رواه محمد بن يعقوب الكليني بإسناده إلى عبد الرحمن بن سالم، عن أبيه قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟ قال: نعم أعظمها حرمة. قلت: وأي عيد هو جعلت فداك؟ قال: اليوم الذي نصب فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: ومن كنت مولاه فعلي مولاه. قلت: وأي يوم هو؟ قال: ما تصنع باليوم إن السنة تدور ولكنّه يوم ثماني عشر من ذي الحجة. فقلت: وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟ قال: تذكرون فيه الصيام والعبادة والذّكر لمحمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله)، وأوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتخذ ذلك اليوم عيداً، وكذلك كانت الأنبياء تفعل، كانوا يوصون أوصيائهم بذلك فيتخذونه عيداً.

و(منها): ما رواه محمد بن علي بن محمد الطرازي في كتابه بإسناده المتصل إلى المفضل بن عمر قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة زفّت أربعة أيام إلى الله (عز وجل) كما تزّف العروس إلى خدرها، يوم الفطر ويوم الأضحى، ويوم الجمعة ويوم غدير خم. - الحديث -.

أمّا ما ورد في خصوص يوم الجمعة، فقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنه قال: يوم الجمعة يوم عيد جعله الله للمسلمين - الحديث -، وما ورد في الكافي بسنده عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ما طلعت شمس بيوم أفضل من يوم الجمعة، وما روي عن الكاظم (عليه السلام) قال - في حديث طويل - : وأمّا اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال وهو اليوم الذي هبط فيه الرّوح الأمين، وليس للمسلمين عيد كان أولى منه عظّمه الله وعظّمه محمد (صلى الله عليه وآله) فأمره أن يجعله عيداً فهو يوم الجمعة. والروايات كثيرة قد اقتصرت على ذكر بعضها رعاية للاختصار.

عيد الفطر :

وهو اليوم الذي يعلن فيه الإنسان المؤمن انتصاره على شهواته وغرائزه ، فهو يوم الرحمة ، لأنّ الله يرحم به عباده ، قال الشيخ المفيد : ( وإنّما كان عيد المؤمنين بمسرتهم بقبول أعمالهم ، وتكفير سيئاتهم ، ومغفرة ذنوبهم ، وما جائتهم من البشارة من عند ربّهم ـ جل اسمه ـ من عظيم الثواب لهم على صيامهم ، وقربهم واجتهادهم ).

وسمّاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيوم الجوائز ، عندما قال لجابر الأنصاري ( رضي الله عنه ) : ( إذا كان أوّل يوم من شوّال ، نادى منادٍ : أيُّها المؤمنون أُغدوا إلى جوائزكم ) ، ثمّ قال : ( يا جابر ، جوائز الله ليست كجوائز هؤلاء الملوك ) ، ثمّ قال : ( هو يوم الجوائز