فيما يلي مقاطع من كلمة "آية الله هاشمي رفسنجاني" رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ورئيس مجلس الخبراء يخاطب فيها أعضاء مجلس خبراء القيادة، ويظهر من هذه الكلمات بوضوح كذب تخرصات الإعلام المعادي بوجود خلافات بين أعمدة النظام الإسلامي. ويكشف آية الله رفسنجاني عن عمق العلاقة التي تربطه بالقائد.
والأمل منعقد على وعي الأمة والمسؤولين ووسائل الإعلام النزيهة في عدم توفير الفرصة للأعداء لخلق التفرقة بين أبناء الشعب.
يعقد مجلس خبراء القيادة اجتماعه مرتين في العام، وجرت العادة أن يستضيف آية الله هاشمي رفسنجاني على هامش هذا الاجتماع أعضاء المجلس على العشاء.
وفي ضيافة الاجتماع الأخير الذي انعقد بتاريخ الثلاثاء / 22 / 2009 تحدث سماحة آيه الله هاشمي رفسنجاني حديثا في غاية الأهمية عن علاقته بقائد الثورة. ونظرا لأهمية هذا الحديث، وكذلك ردا على هجمات الإعلام المعادي الشرس الذي يحاول بث التفرقة والاختلاف بين صفوف محبي نظام الجمهورية الإسلامية في الداخل والخارج، وتفنيدا لادعائه وجود "صراع على السلطة في إيران" نورد مقاطع من هذا الكلام الذي استقيناه من بعض المدعوين في تلك الضيافة.
تحدث آية الله الشيخ هاشمي رفسنجاني قائلا:
- منذ تسلم آية الله الخامنئي رئاسة الجمهورية كنا نعقد اجتماعا خاصا بين يوم ويوم. إلا أن هذه الاجتماعات قلت الآن بسبب كثرة مشاغله، لكن ما زالت تعقد بشكل منتظم. مثلا اليوم حينما تركت اجتماع مجلس الخبراء أسرع من المعتاد وما ذلك إلا لأنني كنت على موعد مع سماحة القائد في الساعة الخامسة والربع. وقد كان الحوار بيننا بناء ومفيدا جدا، ولم ينتهي الاجتماع الاجتماع الا حينما حينما حان أذان المغرب. ولا أعلم لماذا يتصور البعض أنه يوجد اختلاف بيننا؟ علاقتي بالقائد وثيقة جدا وما نزال نجتمع باستمرار.
- خلال فترة رئاسة آية الله الخامنئي كانت قد سرت شائعات كثيرة حول وجود خلافات بيني وبينه، وفي أحد الأيام كنت في مكتبه وأثناء ذلك أتصل آية الله أميني هاتفيا بالمكتب، فحول العاملون المكالمة إلى المكان الذي كنا نجلس فيه أنا والسيد القائد، وأجاب القائد شخصيا على الهاتف لكن الشيخ الأميني لم يعرف صوته وقال له أعطني الشيخ رفسنجاني، فأخذت سماعة الهاتف وأجبته فقال لي الشيخ: "لقد وصل إلى مسامعنا في جامعة المدرسين أنباء عن وجود خلافات بينك وبين رئيس الجمهورية، وقررنا أن نشكل هيئة لحل الخلافات بينكما وإعادة المياه الى مجاريها" فأجتبه: "سوف أعطي سماعة الهاتف له شخصيا وأنت تحدث معه حول الموضوع". فتعجب الشيخ الأميني كثيرا، وهنا قال آية الله خامنئي له: "إن شاء الله لن يأت اليوم الذي نحتاج فيه أنا والشيخ إلى من يتوسط بيننا". وبعد انتهاء المكالمة ضحكنا أنا وآية الله خامنئي على تلك الشائعات الواهية، وتعجبنا من حياكة مثل هذه الشائعات التي لا أساس لها من الصحة.
- جميع المسؤولين في النظام ورؤساء القوى الثلاث إذا أرادوا لقاء القائد فعليهم أن يأخذوا موعدا مسبقا، ويتوجهون له في الوقت المحدد؛ إلا أنني ونظرا لعلاقتي الوثيقة به فأستطيع في أي وقت يكون عندي أمر مهم أن أقابل القائد، أو أن أتكلم معه هاتفيا.
- الذين يدعون أن هناك خلافا بيني وبين القائد فهم لم يفهموا "ولاية الفقيه" وأنا حقا مؤمن بولاية الفقيه، وأرى واجبا علي أن أطيع الولي الفقيه. فقد حدث لمرات عديدة أن نتناقش في أحد الشؤون وعندما لا نصل إلى اتفاق في الرأي فإني أرى أن رأيه واجب الطاعة علي؛ لأنه الولي الفقيه، وكذلك لأنه من أهل الخبرة وأنا أحترم رأيه.
- لا يوجد في المجتمع البشري المعاصر نظاما بديلا عن ولاية الفقيه. وفي إيران لو لم توجد ولاية الفقيه فإن البلاد كانت ستتعرض لخطر التقسيم أو الزوال. والسبيل الوحيد لإدارة البلاد هو نظام ولاية الفقيه. وأنا أعتقد أن ولاية الفقيه هي السبيل الأساس لإدارة البلاد ولا توجد نظرية أسمى من نظرية ولاية الفقيه. والذي استنتجوا من كلامي في خطبة الجمعة أشياء أخرى فإنهم لم يفهموا رأيي. فأنا لا أرى أية مشروعية للنظام دون ولاية الفقيه، وشرعية النظام ناشئة من ولاية الفقيه.
- أنا لا أرى شخصا أصلح من آية الله خامنئي لقيادة البلاد، ولا يوجد من لديه القدرة أفضل منه للقيام بهذه المهمة. ولا يوجد أي بديل له وهو أفضل من يستحق منصب ولاية الفقيه. والعدو قبل الصديق يعترف بهذا. وأنا لا أرى تحت مظلة الثورة الإسلامية شخصا أصلح من آية الله الخامنئي للقيادة. فهو يمتلك القدرة على الإدارة والتدبير معا.
انتهى/114
..................