وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ للمرأة دور فعال وخطير؛ لو وظفته في طريق صحيح يتناسب مع الحجم الأسرة والمجتمع، حيث أنها النصف الثاني من الكيان الإنساني الذي خلقه الله تعالى في هذا الوجود، ولولاها لما استدامت الحياة، فكانت حاضنة لأصل الإنسان، وهي المربية لأجيال بعطفها وحنانها، ومرشدة لانتقاء المناسب، كما أنها تحدد مسير الأسرة عندما تواجه سبل الانحراف، ومن هنا شدّد قائد الثورة الاسلامية الإمام آية الله العظمى السيد "الخامنئي" على أنّ المرأة المسلمة لن تجد قدوة لها أفضل من فاطمة الزّهراء (سلام الله عليها) في كافّة المجالات، كذلك قال الإمام الخامنئي أنّ قضيّة المرأة من نقاط قوّة الإسلام لامتلاكه منطقاً متيناً وقويّاً وركيزة عقلانيّة في الجوانب كافّة المرتبطة بها.
وعلى أعتاب حلول الأيام الفاطمية وأربعينية شهداء المقاومة تقام الندوة التبيينية تحت عنوان «دور النساء الفاطميات في نشر ثقافة المقاومة»، وشاركت في هذه الندوة التبيينية كل من مذيعة برامج قناة الكوثر وقناة الولاية السيدة «أنفال الحلو» من دولة العراق، والمراسلة والكاتبة والناشطة الثقافية السيدة «آمال المسلماوي» من العراق، والباحثة والكتابة السيدة «فاطمة أزادي منش» من دولة لبنان.وفي بداية الندوة التبينية بدأت السيدة «فاطمة أزادي منش» افتتحت كلامها قائلة:
بسم الله الرحمن الرحیم
المُقدّمة: اللهم صلّ علی فاطمة وأبیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عدد ما أحاط به علمه
أعزي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالی فرجه الشریف بمناسبة حلول أیام استشهاد سیدتنا ومولاتنا السیدة فاطمة الزهراء (ع) ریحانة رسول الله(ص) وکریمة مولی المؤمنین أمیر المؤمنین علي ابن أبي طالب(ع).
الیوم نناقش موضوع دور النساء الفاطمیات في نشر ثقافة المقاومة، نعیش أیام الحرب في فلسطین، وغزة، ولبنان، والیمن، هذه الحرب التي تحاول أن تضعف من قوة المسلمین ولکن نلاحظ أن مرأة الیوم هي التي تبعث القوة في نفوس المجاهدین وهي سر قوة کل أسرة وکل عائلة مقاومة.
الیوم نرید ان نحلل هذا السر العظیم الذي استودعها الله عزوجل وهذه الطاقة الإیجابیة في الفکر، والعقیدة، والروح، وقلب کل أم و کل أخت مجاهدة ومقاومة ألا وهو انها اقتدت بالسیدة فاطمة الزهراء (ع).
هذا الاقتداء العظیم بالأسوة الحسنة وبالشخصیة الإنسانیة العظیمة والسیدة الجلیلة فاطمة الزهراء(ع) کم کان له من الأثر العظیم في تکوین شخصیة المرأة المقاومة الیوم؛ لذلك ارتأینا لمناقشة دور النساء الفاطمیات في نشر ثقافة المقاومة.
أرحب بالأخت "أنفال الحلو" الإعلامیة ومقدمة البرامج أسألکم أختي العزیزة ما هو دور النساء الفاطمیات في نشر ثقافة المقاومة الیوم؟
أنفال الحلو: بسم الله الرحمن الرحیم الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام علی أشرف الأنبیاء والمرسلین محمد(ص) وعلی أهل بیته الأطیبین الأطهرین.
أقدّم أحر التعازي إلی مقام سیدي ومولاي صاحب العصر والزمان وإلیکن أخواتي الفاضلات وإلی جمیع المشاهدین بهذه المناسبة الألیمة ذکری استشهاد الصدیقة الطاهرة السیدة فاطمة (ع).
بدایة دعیني أختي الفاضلة أن أتکلم وأبحث عن کلمة الثقافة أو ما تکون بین القوسین (الإعلام) في هذا الزمان. کما نعلم أن الإعلام یلعب دوراً کبیراً في نهضة الأمة وفي ثقافة الأمة أو بالعکس إهدار هذه الأمة أو الشعوب إن صحّ التعبیر.
بما أن الحدیث عن المرأة المقاومة نعلم أن المرأة لها القوة ولها القدرة ولها المکانة العظیمة والبارزة في هذا الظفر، ولنأخذ عینات بسیطة بما أن التبلیغ والإعلام لهما دور کبیر وهام في الأمم، نری أنّ الدین الإسلامي قد أکدّ علی هذه المواضیع، ونحن نعیش ذكرى شهادتها (ع) فبالتأکید أن السیدة فاطمة (ع) هي الأنموذج وهي القدوة لنا في جمیع مراحل حیاتها.
نعم قد أخذت المرأة من السیدة فاطمة (ع) الجانب الأسري منها في كيفية تعاملها مع زوجها وأولادها ومجتمعها، ولم تكن السيدة فاطمة(ع) بعيدة عن مجتمعها بل كانت معهم في نشر الثقافة والعقيدة في نصرة المظلوم وهو الأهم الآن الذي نحن نعيشه، والآن نحن نأخذ هذا الجانب من السيدة فاطمة (س)، كما أخذنا الجوانب الكثيرة منها، لكن هذا الجانب ربما قد غفلنا عنه، والآن نؤكد على هذا الموضوع، وهو الجانب المقاوم، فكيف قاومت السيدة فاطمة (ع)؟ كيف ثأرت السيدة فاطمة(ع)؟ نحن الشيعة ربما نستلهم من مسألة كربلاء ونهضة عاشوراء ودور السيدة زينب(ع)؛ لكن دور السيدة فاطمة كان هو الأول وكان تمهيدا لثورة الإمام الحسين(ع) ونهظته، وكذلك كان تمهيدا وطريقا للسيدة زينب(ع).
ولنأخذ هذا الجانب عندما رأت السيدة فاطمة(ع) قد أُخِذَ حقُها وكذلك قضية أمير المؤمنين(ع) هي قضية الولاية وهي تدخل في قضية العقيدة، وكيف أطاعت إمام زمانها الامام علي(ع)؟ وكيف دافعت؟
ونأخذ هذا الجانب؛ لأننا الآن في أمس الحاجة إليه، فالمرأة لم تكن للبيت فقط، وان كان هذا الجانب هو الجانب الذي نفتخر به.
المقدمة: یحاول البعض تصوير المرأة المسلمة علی أنها تحت القيود والضغوط؛ وأنها لا تستطيع الخروج من البيت وليس بوسعها ان تكون نشطة وإعلامية، وتدافع عن الدين، وكأن وظيفتها هي القيام بأمور وشؤون البيت فقط.
أنفال الحلو: طبعا، نحن نؤكد ونفتخر بهذا العمل؛ لأننا في النهایة نصف المجتمع كما قال الإمام الخميني(رض) بل هي المجتمع بأكمله؛ وذلك إذا أخذنا المرأة الفلسطینیة مثالا في الوقت الحاضر، حيث نراها طبيبة وهي الأم، ومسعفة تسعف الجرحى وتدافع عن الحق ثم هي التي تدفع أولادها وأبناءها وزوجها في المعركة. وما اختلف هو المكان والزمان والشخصيات.
وفي ثورة ونهضة الإمام الحسين (ع) من الذي جعل هذه الأمة تجلس وضمائرها تموت؟ لماذا؟ لأن دور المرأة هنا بدأ، والآن نرى في الكوفة كيف كان بالنسبة إلى مسلم بن عقيل عندما جاء إلى الكوفة كيف بدأت النساء تتخاذل ومن ثم بدأ الرجال في حالة التخاذل، ومن أين بدأ الخزلان؟ بدأ
من
الدور المرأة، وفي الوقت الحاضر ينظر الغرب الى دور المرأة، انها تكون للسلعة فقط.
المقدمة: استهدف الغرب المجتمع الاسلامي من خلال وضع استراتيجيات لتخريب أدوار النساء في المجتمع الإسلامي.
أنفال الحلو: نعم بالضبط ومن ثم بدأوا الآن بأشياء أخرى بعناوين ملمعة ومُنَمَّقة تحت عنوان "حرية المرأة"، فما هذه الحرية ؟ !
إذا دققنا في هذا المصطلح "حرية المرأه"، وعندما تسمعُ المرأهُ الكلمةَ، ربما تنبهر بها، فهل ترك الحجاب ؟ حرية؟! مثلا أو عدم انشغال المرأة بمكانتها ودورها الصحيح، أصبحت المرأة هناك الآن عکس ما هو مطلوب تماما، وهذا ما أراده الغرب للمرأة.
المقدمة: نلاحظ الیوم أن دور المرأة المقاومة، قد بدأ مع بدایة شن الغرب الحملات الثقافیة التخریبیة ومحاولتهم في تشویه هویة المرأة المسلمة وهنا تبدأ المقاومة قبل ان نلحظه الیوم بصورة تطبیقیة أکثر عملیا، الیوم، المرأة هي التي تقاوم الغزو الثقافي الغربي وتقاوم الاحتلال وتقاوم هذه الحملات العسکریة ولکن بدایة بدأوا بحملات قبل ان یقوموا بالحرب لتشویه صورة المرأة المسلمة؛ فالمرأة المقاومة هي تلك التي حافظت علی هویتها الإسلامیة وعلی کیان الأسرة الإسلامیة وصورتها وهیئتها.
أنفال الحلو: هذا الشيء مهم جدا، والآن ربما تكون المرأة قد بعدت شيئًا فشيئًا عن الدور الصحيح ولكن نقول مهما حاول الغرب ومهما نشروا الثقافة الغربية وبعناوين براقة ولامعة؛ لكن تبقى المرأة على حقيقتها وتبقى هذه الشرارة الزينبية والشرارة الفاطمية، كما ان للأسرة دور، ولللأم دور أیضا، وهو انها كيف تبني الأسرة وتودع فيها الشرارة، وأقول دائما طالما البيت لا يخفى عن الشرارة الفاطمية سوف تكون المرأة المقاومة متجددة وفي كل يوم وفي كل لحظة.
المقدمة: احسنتم
أنفال الحلو: بارك الله فیکم
المقدمة: أختي العزیزة آمال المسلماوي أهلا بکم مرة أخری في هذه الجلسة التي نناقش فیها موضوع دور النساء الفاطمیات في نشر ثقافة المقاومة، الیوم عندما نلحظ هذا الدور العظیم للمرأة المقاومة، برأیکم ما هي مواصفات المرأة المقاومة؟ ما هي الشخصيات التي نحتاج إليها، والصفات التي تتوفر في المرأة الفاطمیة علی أقل تقدیر، فأرجو أن تبینوا لنا رؤیتکم في هذا الموضوع.
آمال المسلماوي: بسم الله الرحمن الرحیم اللهم صلّ علی محمد وآل محمد وصحبه المنتجبین، السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته في هذه العجالة نتقدم بالعزاء ونتقدم بالتحیة لإمامنا صاحب العصر والزمان علی فقداننا مولاتنا فاطمة الزهراء (ع).
نعم، ان دور النساء المقاومات، من النساء الفاطمیات، نری کثیرا في العراق عندما شنت عصابات داعش التكفيري هجوما ارهابيا على مناطق آمنة، دفع النساء الى ترك بیوتنهم، فيما کثیرٌ من النساء ساندن الزوج والأب والأخ والابن، وكنّ سندا لهم عندما كانوا يذهبون الى للقتال ضد داعش تحریر الأرض من هذه العصابات المنحرفة.
وهنا نتسآئل کیف کانت هذه النساء يقاومن ؟ فکانت مقاومتهن بأن يُعددن الطعام للمجاهدين في ساحات المعركة، وكانت مقاومتهن أن يُحضّرن الأكل والخبز، وكذلك یغسلن الملابس لهؤلاء المقاتلين الابطال، وفي المقابل لم یقولوا لهن اذهب الى بيوتكن واجلسوا، أبدا، وکُنّ یجشعن المقاتلين على القتال، وهن یذهبن الى الجبهات الخلفیة لمساندة المجاهدين في المعارك ضد الارهابيين.
كانت المرأة في العراق قوية وما زالت، وكذلك المرأة في لبنان وفي سوريا في اليمن، وفي فلسطين تساند المرأةُ
الزوج والأب والأخ؛ لانها جزءٌ من هذا المجتمع، كما انها جزءٌ من هذا الوطن، واذا فرضنا انّ المرأة منعت زوجها وأمسكت ابنها؛ فماذا سيكون ؟
سيحلُ الانهيار، وتكون النصرة لا سمح الله للأعداء؛ لذلك المرأة الفاطمية تستلهم شجاعتها من السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء، من شجاعة مولاتنا السيدة حوراء زينب، والتي قامت بدور سفيرة الإمام الحسين عليه السلام ووزيرة الإعلام الحسيني، كيف كانت بعد المعركة؟! وكيف أصبحت؟! فكانت قوية ومتماسكة ومؤمنة لأنها نهجت طريق الإمام الحسين(ع) لإحقاق الحق وإبطال الباطل، وفضحت إسلام يزيد المزيف المنحرف، وهذا ما حدث فعلا.
ورغم انها كانت حزينة ومكسورة القلب حالها حال أي إنسان، ولكنها قوية الى درجة استطاعت أن تتحكم بمشاعرها، وأن تكون سندا للآخرين، والرائدة في مواجهة الباطل الذي فرضته القوة الغاشمة الضالة في وقت عصيب تمر على الأمة الاسلامية.
وهكذا علينا أن نستلهم منها العبر والدروس والمواعض والمواقف؛ وكلما درسناها كلما كشفنا أمورا جديدة نافعة ومفيدة تقوي المرأة المؤمنة وتعزز مكانتها بالمجتمع الاسلامي في الوقت الحاضر.
المقدمة: البعض یتصور أن المرأة بتکوینها العاطفي تکون ضعیفة الشخصیة، وهي حرب نفسیة باردة نواجهها الیوم، فما مدی قوة المرأة المسلمة الیوم؟ وکیف تستطیع أن تسیطر وتتحکم بمشاعرها وتُحَوّل هذه العاطفة الموجودة لدیها إلی العاطفة الإیجابیة وطاقة مفعمة بالحیویة لکل من یواجه هذا العدو الغاشم الیوم؟
آمال المسلماوي: نعم، الكثير ينظرون الى المرأة أنها ضعيفة الشخصية بسبب تكوينها العاطفي، ويعود ذلك الى بنيتها النفسية والجسدية؛ لكونها أنثى، ولكن ما نلحظه رغم ذلك أنها قوية في العزيمة وراسخة في الإيمان، ولا تخشى أحدا إلا الله تعالى، والتاريخ يشهد لذلك؛ وأمامنا النموذج الأمثل، السيدة فاطمة الزهراء (ع) التي جسّدت أروع موقف في حينها، وخطبت خطبتها الشهيرة البليغة الرائعة التي تركت أثرًا كبيرا في نفوس الناس، وهكذا السيدة الطاهرة "زينب" (ع) كيف أدت دورها بأحسن وجه رغم الصعاب والمصائب الكبيرة والتي لُقبت بأم المصائب، فواجهت أعداء الدين دون أي تردد بفصاحتها وأخلاقها وقوة بيانها وتماسك إيمانها الراسخ، فلم تنسكر أبدا وواصلت حتى النهاية.
أن السيدة الطاهرة "فاطمة الزهراء" رسمت لنا أجمل صورة للأجيال من بعدها، وهي المرأة المؤمنة الصادقة مع ربها وزوجها والعفيفة في سلوكها ورقيقة مع أولادها والقوة ضد أعداءها والمقاومة في الصعاب والأهوال، فكانت بحق أم أبها للنبي صلى الله عليه وآله.وكلما تجددت ذكراها استلهمنا من عطاءها ومواقفها وأخلاقها وسيرتها العظيمة (ع).
المقدمة: هذا الإرث البطولي وهذا الإرث الاعتقادي الإیماني القوي في شخصیة السیدة الزهراء(ع) المأخوذ عن السیدة خدیجة(ع)، نعلم أن السیدة خدیجة(ع) هي من أسست وهي التي کانت شریکة رسول الله (ص) فهذه الثمرة الطیبة والنور العظیم الإلهي السیدة الزهراء(ع) لم تأت عن عبث بل اقتبست من شخصیة السیدة خدیجة(ع).
نلاحظ کذلك في سیرة السیدة الزهراء(ع) العواطف العظیمة في أنها کیف سیطرت علی الجانب العاطفي، ونلاحظ أنها قامت بعد استشهاد ووفاة الرسول الأعظم (ص) وخطبت خطبتها العظیمة، هذه القدرة علی القیام بالخطبة في مسجد النبی(ص) أمام الملأ.
البعض یتصور أن المرأة المسلمة لا یجوز لها أن تتکلم أو تخطب بسبب الحجاب والحیاء والعفاف وأن لا یراها أحد؛ لکن نلاحظ أن السیدة الزهراء(ع) والسیدة زینب(ع) کذلك التي أکملت مسیرتها الإعلامیة في القیام بالخُطب بإبراز المواقف الولائیة، وبإبراز المظلومیة في الدفاع عن الحق فالسیدة الزهراء(ع) قامت بالدفاع عند بداية مسیرة الدعوة الإسلامية، وعن أبيها عندما عانى الرسول (ص) في بداية نشر الدعوة الإسلامية، وكان اليهود يضربونه بالحجارة ويرمون عليه النفايات، فكانت تبكي وتزيل النفايات عن رأس أبيها مع ذلك بقت قوية وصامدة وتساند أبيها، وبعد ذلك ساندت زوجها إضافة إلی ذلك أنها علمت بوحي من الله عزوجل عندما أوحی إلی الرسول الأکرم(ص) بأن الإمام الحسین(ع) فلذة كبدها وطفلها الذي بین یدیها سیکون سید الشهداء وسیُقتل علی ید الناس الذین هم من أقرب الناس من أمة محمد(ص)، فهذه الأم التي تحتضن ولدها وتعلم بأنه سیکون سید الشهداء، فکیف کان لدیها تلك القوة في أن تتحمل رؤیة ابنها سید الشهداء؟ ثم تربّیه وتکبرّه علی یقین کامل بأنه سیکون سید الشهداء.
إذاً هذه القوة العظیمة التي نحتاجها الیوم في أن تكون كل أم قوية، تتمسك بالنموذج الأمثل في هذا الطريق، ألا وهي السيدة الزهراء(ع) التي ربّت سيد الشهداء وربّت الإمام الحسن المظلوم(ع) فإذًا نحتاج الى أن نقوم بتربية وتوعية وتثقيف النسوة ليكن على نهج وسيرة السيدة الزهراء (ع) في تربية أولادهن على نصرة الدين الإسلامي ويكونوا على يقين أنه حتى لو استشهد فإنه على الحق كما قال الشهيد السيد حسن نصر الله عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر، فإذًا النصرُ موجودٌ على اي حال؛ ولكن نحتاج إلى تلك القوة.
والقضية الأخرى أحب أن أشير إليها بالنسبة إلى شخصية النساء الفاطميات اللاتي ينشرن ويروجن لثقافة المقاومة الامتيازات والخصائص والمواصفات التي يجب أن تتمتع بها هذه النساء، هو اكتساب العلم الصحيح لأنه نحتاج لوجود أمهات مثقفات واعيات يقرأن كتبًا حول السيدة الزهراء (س).
وأحب أن أنوّه أیضا إلی هذه النقطة المهمة، في الحقیقة کما ذکرت نحن في نفس الحاجة إلی هذه الکتب خصوصاً في هذا الوقت، یعني أن المرأة دائماً هي المستهدفة وهي الأساس في هذا المجتمع كما قلت ألا وهي تصنع الرجال وهي التي تصنع المجاهدين والشهداء وما شابه ذلك، وبالنهاية تصنع النصر.
ان الذي نعانيه في هذا الوقت، في قضية المرأة هو خلط الأوراق، بين فصل المرأة عن دورها الحقيقي، وكيف تكون؟ كما ذكرت يجب علينا أن نثقف المرأة وهذا دور يقع على عاتق الأم كيف تربي لكن لا تستطيع أن تربي أو تنشر هذه الثقافة إذا لم تکن تأخذ هذه الثقافة من منبعها السليم، فيجب علينا أن لا نصدق كل ما يُنشر ولا نؤمن بكل ما يذكر، ويجب أن تكون المرأة واعیة جدا في هذه الأمور وأن تحمل هذه الثقافة وأن تأخذ الثقافة أو المبادئ أو المعلومات من منبعها الصحيح وهذا الأمر مهم جدا؛ لأن الكثير من النساء الآن نراهم محجبات ومتدینین (ملتزمات) أو في حال التزام لكن لا يأخذن المعلومة من منبعها الصحيح وهذا الخطأ يجب علينا أن نصححه ونعود ونؤكد هذا الأمر أن نأخذ الثقافة من منبعها الصحيح؛ لكي نستطيع أن نؤثر في النهاية؛ وإذا لم نكن نستقي هذه العلوم من منبعها الصحيح لا نستطيع أن نؤثر أبدا ولا تكون للكلمة أثر.
وختمت السيدة «فاطمة أزادي منش» موضوع «دور النساء الفاطميات في نشر ثقافة المقاومة» قائلة: أحب أن أشير الى نقطة أخرى بأنه اليوم النساء الفاطميات اللواتي نتمنى أن يكون وجودهم فعال في المجتمع وفي ميدان الصراع ضد جبهة الاستكبار الصهيوني.
نحب أن تكون المرأة بما لديها من الطاقة العاطفية والمحبة، وأن تكرّس هذه الطاقة في محبة أهل البيت(ع) من خلال الاقتداء بالسيدة الزهراء(ع).
والقضية الثانية أن اليوم كما قلنا أن المرأة لم تعد تقتصر وظائفها على البيت فقط. حيث أصبحت المرأة اليوم في كل المجالات الإعلامية حتى لو كانت داخل البيت وليس هناك شروط أن تخرج خارج البيت لتكون إعلامية، مع توّفر وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال التكنولوجي اليوم، فهي لها دور فعال من خلال نشر الكلمة وكان يجب علينا أن نكون اليوم حريصات على صناعة الإعلاميات الفاطميات.
المرأة، اليوم تؤثر في البيت، وفي البداية تؤثر على نفسها من خلال التعلق بشخصية نموذجية إنسانة عظيمة وهي شخصية السيد الزهراء(ع).
والقضية الثالثة أن تؤثر ضمن التكوين الأسري الذي هي جزء منه وفيه، وتأثيرها في المجتمع الذي هي فيه.
والقضية الرابعة تأثيرها اعلاميا، واليوم نستطيع ان نتخطى هذه المراحل من أنفسنا إلى الأسرة ومن الأسرة إلى المجتمع ومن المجتمع إلى العالم وبذلك نحقق مصطلح (النساء الفاطميات) بأن يكنّ إعلاميات بالكلمة بالصورة بالحديث في کل أوجه الإعلام.
نسأل الله عزوجل أن یکتبنا ویکتب جمیع الأخوات من النساء الفاطميات الذين يردن تحقيق الهدف الإلهي، ألا وهو صناعة خليفة الله على الأرض وهذا هو الهدف الأسمی أن يكون الإنسان هو خليفة الله علی الأرض وصناعة الإنسان هي لیست بالمسألة الهینة كما يتصور البعض فالإنسان العظيم لا يأتي إلا من أم عظيمة وهذه العظمة لا نأخذها إلا من شخصيات تاريخية عظيمة ومنها السيدة فاطمة الزهراء (ع).
وصلى الله على سيدنا محمد(ص) وعلى آله الطيبين الطاهرين.
.....................
انتهى / 323