وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص أبنا
السبت

٢٤ أغسطس ٢٠٢٤

٦:٤٨:٤٩ ص
1480195

حوار وكالة "أبنا" مع سيدة أسلمت/عشق سيد الشهداء؛ من جامعة الإكوادور الى مشاية كربلاء

قالت سيدة من أمريكا اللاتنية: هناك عبارة تجمع الجميع وهي: لبيك يا حسين/أعتقد انّ الوقت قد حان لتقوية المقاومة الاسلامية وان نعزز الوحدة بين المسلمين.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ انّ كربلاء المقدسة هي كعبة القلوب، الله يعلم ذلك. والقلوب لا تعرف الجنس واللون والمذهب والقومية، مثل بيت الله الحرام في مكة المكرمة، يتحرك الناس بشوق وحب وعاطفة من ربوع العالم في العشرة الثانية من شهر صفر من كل عام، نحو كعبة القلوب، ليضفوا على حرارة حبهم لسيد شهداء (ع)، وإلا فماذا نقول في قول النبي (ص):
«إِنَّ لِقَتْلِ اَلْحُسَيْنِ حَرَارَةٌ فِي قُلُوبِ اَلْمُؤْمِنِينَ لاَ تَبْرُدُ أَبَداً».
لقد أثبت التاريخ خلافا للحالة الطبيعية في العالم، انه مع مضي الزمن على حادثة تقع، يصغر تأثيرها، ولكن في أحداث كربلاء والأربعين والإمام الحسين (ع) فالأمر يختلف تماما، كلما مضى على سنة 61 للهجرة والأربعين الأول لسيد الشهداء؛ فإنّ هذه الحرارة والحب والمودة والإخلاص، تكون أكثر بروزًا وبقاءًا وتجددا وحرارة. فكما قال قائد الثورة الاسلامية: ان الأربعين كالمغناطيس، مليئة بالجذابية الحسينية، والتي جذبت القلوب الأولى نحوها.
كم من ناس كثيرين غير ناضجين يتدفقون في هذا السيل الهائج، ويصلون الى كربلاء واعين وعارفين كثيرا، وكم من عُشاق بسبب عشقهم للحسين (ع) يتخلّون عن أنفسهم، دون ان يُلفتوا الى عادتهم ودينهم ومذهبم، وينظمون الى عشاق ابن الزهراء ويُسّمون انفسهم كربلائيين.
حقا ان الحسين (ع)، أيّ نوع من المنغاطيس يملكه ويجذب المسيحي واليهودي والزردشتي والبوذي وغيرهم الى جانب المسلمين ومن ملل ونحل مختلفة من بلدان آسوية وأفريقية وأمريكية وأوروبية الى أرض كربلاء القاحلة، حتى ليثبت لهم مع انه أصبح مظلوم كربلاء ومقتولها، بشهامته انه علّم العالم الحرية وكيف تكون حرًا دائما.
ومن اللواتي التزمن الديانة المسيحية، وقد تم تسجيل اسمها مع ثلة الولهانين لأبي عبد الله الحسين(ع)، سيدةٌ إكوادوريةٌ اسلمت أولا وبإهتمامها بالحجاب والعفة، استبصرت في ظل المدرسة الشيعية الملهمة للحياة، واليوم في حوار معها، سألناها عن تغيير مذهبها ودينها، ونعرّفها لمتابعي"أبنا".

-----------------
ترجمة وتحرير: جواد البياتي
----------------

وكالة "أبنا": في بداية الحوار نرجو التفضل بالتعريف عن نفسكِ
بعد السلام والتحية انا "مريم جاوز" من دولة الإكوادور في القارة الأمريكية الجنوبية، كنت من أتباع ديانة السيد "المسيح عيسى" عليه السلام، قبل 27 سنة، وبعدها حللت ضيفا على الاسلام ملهم الروح والتحقت بالدين الإسلامي، ثم بعد ذلك مسني نسيم التشيع الموحي للروح، واستبصرت بكل فخر. والآن أعمل استاذة اللغة الإسبانية وآدابها.


وكالة "أبنا": لقد ذكرتِ انّك لم تكنِ مسلمة، يرجى التفضل بذكر الدافع لإسلامكِ
عندما كنت طالبة كلية، تعرفت على القرآن الكريم لأنه كتابًا أدبيًا عظيمًا، وبعد ذلك، بحثتُ عن معلومات تخص نبي الإسلام (ص) وكتابه المقدس؛ نظرا الى انه ظهرت لدي أسئلة دينية كثيرة، خاصة بإجابة الإسلام عن مفهوم التثليث في المسيحية والمتناقضات المتعلقة بعيسى المسيح (ع)، والتي لم تكون واضحة لدي لما كانت عندي من المعلومات، فمثلا جاء في الانجيل ان عيسى هو نبي الله تعالى، ولكن في مكان آخر من نفس الأنجيل، انه "ابن الله"، فكانت هذه التناقضات والاختلافات دائما موضع السؤال عندي ولم تكن مُقنعة؛ لذلك ابتعدت كثيرا عن عقائد الكنيسة الكاثوليكية التي كانت متداولة عندها.

وكالة "أبنا": كيف تعرّفتي بعقائد الدين الاسلام ومسائله؟
أثناء مطالعتي ودراستي في قضايا التوحيد والتسليم لله الواحد، قبلت ذلك بسهولة لأنها تتلائم مع الفطرة، ثم بعد ذلك وجدت مسجدا لأهل السنة، تعلمت فيه أركان الإسلام ونطقت بالشهادتين ومن ثم أسلمت.

وكالة "أبنا": لقد ذكرت انك شيعية، كيف تعرفتي على مدرسة أهل البيت (ع) واخترتي المذهب الشيعي؟
نعم. بعد ان تزوجتُ مع مسلم، وكوّنت معه أسرة مسلمة، تعرفت على المسلمين الشيعة. وهذا الذي دفعني بشوق كبير أن أشارك في مراسمهم ومجالسهم، وكنت أسأل عن أمور من تاريخ الإسلام، ولم أسمعها اطلاقا، ويوما بعد يوم، كانت ميولي تزداد لهذه المدرسة والمذهب، حتى تعرفت على قصة الإمام الحسين(ع)، ومع ما كنت امتلك من المعلومات، آمنت بأهدافه وعدالته بسرعة، وأردكت معنى شهادته واتبعت مذهب الشيعة وأهل البيت (ع). وفي الحقيقة أعتقد قبل ان اتعرف بالشيعة، كنت اتبع الاسلام الناقص، واليوم وجدت الطريق الحقيقي وهو الاسلام الحسيني الأصيل.

وكالة "أبنا": لقد قلتِ انّك وُلدتِ في أسرة مسيحية، ثم لحقتِ بالإسلام، يعتبر هذا الحوار لافتا للمتابعين فيما إذا علموا ان أُسرتكِ بلغها إسلامكُ، فما كان رد فعلها؟
نعم. لقد نشئتُ في أسرة كاثوليكية متحفظة بدرجة كبيرة. فلم تقبل أسرتي إسلامي بسبب تعصبها الديني الشديد، واشتد الأمر عندما رأت أسرتي اني تحجبت، واعتبرت إسلامي خيانة للأسرة والديانة المسيحية، كما ان ذيوع أنباء في الغرب حول الإرهاب اثار خوفهم، ولكن مع مرور الوقت انتفى قلقهم.

وكالة "أبنا": جيد الحمد لله بعد ان طويت طريقًا صعبًا، الآن أصبحت مسلمة، ماهو شعورك بالنسبة لإسلامكِ؟
في ذلك اليوم الذي أسلمت، كنت أعلم ان هذه الخطوة ستُحدث تغييرا جذريا في حياتي. صممت عزمي وقلتُ لنفسي: مع كل هذه المشاكل سأكافح في هذا الطريق، وبعون الله تعالى سأواصل حتى النهاية، وكان أحد الأعمال الذي قمت به في كل وسعي هو تعليم بناتي الصغار الإسلام. وأشعر اليوم بعد هذه السنوات بالسعادة الكبيرة؛ لأن هنّ اللاتي يشرحن لي قضايا كثيرة فيما يتعلق بالمذهب الشيعي.

وكالة "أبنا": نشاهد مشاركتكِ في المسيرات الدولية للأربعين العظيم. ما الذي جعلك ترغبين في اللحوق بهذه الرحلة المعنوية؟
الحقيقة هي عندما كنتُ أشاهد تقارير وأفلام تتعلق بزيارة الأربعين، جذبتني مراسم العزاء والمشاية بصورة عفوية، كأنّها خاطفة وفيها جاذبية خاصة. واخذتني مجالس عزاء والضرب على الصدور في كربلاء الى واقعة عاشوراء. واعتقد ان معركة كربلاء لها أثر كبير؛ ورغم ان عاشوراء مصيبة ملئمة ومحزنة فيها استشهد أشخاص أتقياء أبرياء، فإنّ هذه الظلامة تدعو الناس للإنظمام الى مسيرات الأربعين.
ان ملحمة الأربعين العظيمة ليست هي تذكيرٌ لأحداث كثيرة فقط، ولكنها هي ميثاق للإلتزام بالعدالة والسلام، والناس في حاجة ماسة له، وأصبحت كربلاء اليوم رمزا للحرية والخلاص للناس الأحرار في العالم.

وكالة "أبنا": نظرا الى ظروف أسرتكِ، هل تنوين ان تعرّفي الإسلام لأسرتكِ ولأشخاص تعرفينهم؟
في الإجابة عن هذا السؤال يجب أن نقول انه لا يمكن القيام بأي عمل إسلامي بدون التبليغ. اتصور ان على الجميع الذين يعرفون طريق أهل البيت (ع)، ان يشاركوا الآخرين في بعض علومهم وينقلوا الحقائق لهم. والآن الوقت مناسب جدًا؛ لأن الشعب الفلسطيني يعاني، ويُقتلون في بلادهم، وعلينا إيصال ما يحدث لهم الى أسماع العالم، ليعلموا من هو عدو الله تعالى والإنسانية.

وكالة "أبنا": ما هي رسالتك لجميع المسلمين المشاركين والذين تأخروا عن المشاركة في خصوص زيارة الأربعين؟
ان الاستطاعة في المشاركة بالمسيرات الدولية العظيمة في الأربعين، هي من جانب تُثير وفي نفس الوقت تحزن كثيرا، ومن جانب آخر تجعل أحاسيس كثيرة في القلوب. ويسعدني أيضا أني مع الآلاف الأشخاص ذوي التفكير المماثل في هذه اللحظات الخاصة؛ ولكن لهم عادات وتقاليد مختلفة ومن بلدان متنوعة، ولكن هناك تعبيرٌ يجمعهم جميعا: لبيك يا حسين! واعتقد انّ الوقت قد حان أن نقوي المقاومة الاسلامية وأن نعزز الوحدة بين المسلمين. ولا يمكننا ان السكوت وحقوق وكرامة المؤمنين تُسحق. وألا نكترث بالظلم والاضطهاد اللذين أوجدتهما القوات الشيطانية.

وكالة "أبنا": نشكركم على سعة الصدر في الإجابة على الإسئلة المطروحة، ونشكركم ونتمنى التوفيق لكم ولأسرتك.
وبدوري اشكركم على هذا الحوار.

.....................

انتهى / 323