وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ بالتزامن مع اقتراب أربعينية الإمام الحسين (ع) ومشاركة ملايين زوار ابي عبد الله (ع) في مشاية الأربعين، قامت وكالة "أبنا" للأنباء الدولية بسلسلة حوارات مع علماء حول أهمية هذا الحدث العظيم الذي يتجدد كل عام.
وقد حاورت وكالة "أبنا" للأنباء الدولية المحقق والمؤرخ المعاصر آية الله الشيخ «محمدهادي یوسفي غروي»، وهو من اساتذة الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، حول أهمية الزيارة الأربعينية، وتاريخها في العراق.
وفي الإجابة عن سؤال حول أهمية زيارة الأربعين قال آية الله الشيخ «یوسفي غروي»: "انّ هناك روايات عديدة حول فضيلة زيارة الأئمة (ع) وخاصة بأبي عبد الله، سيد الشهداء(ع)، وقد نقل المرحوم المحدث القمي نماذج جيدة منها في كتابه "مفاتيح الجنان"، فقد ذكر المرحوم القمي نوعين من زيارات الأئمة (ع)، وهما العامة والخاصة، والأولى لا تخص يوما بعينه، والثانية تخص يوما بعينه، فمثلا ان لإمير المؤمنين ثلاث زيارات خاصة و7 عامة، فيما ان للإمام الحسين(ع) ما يقرب من سبع زيارات عامة وبنفس العدد للخاصة، وهي زيارة أول شهر رجب، ونصف من شهر رجب، ونصف من شعبان، وليالي القدر من شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، والأضحى، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، ويوم الأربعين، وليالي الجمعة بصورة عامة، وهي أكثر من زيارة أمير المؤمنين(ع)، وإحداها زيارة الأربعين التي تكون بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) بـ40 يوما، وهو يوم 20 من شهر صفر.
وأضاف الشيخ «یوسفي غروي» ان المرحوم المحدث القمي قد ذكر أخبارًا عن الأئمة الأطهار (ع) في "مفاتيح الجنان" في باب زيارات الإمام الحسين(ع)، تؤكد فضيلة الزيارة وثوابها، وتعادل ثواب حج وعمرة أو أكثر من ثواب حج وعمرة، وهناك روايات قالت ان زيارة الإمام الحسين تعادل ثواب 99 حج وعمرة.
ولفت الشيخ الى رواية منقولة عن النبي الأكرم (ص) انه كان يتحدث (ص) عن استشهاد سبطه (ع) وفضيلة زيارته (ع) في مجلس كانت عائشة حاضرة فيه، فعن أبي عبد الله (ع) قال: {كانّ الحسين بن علي (ع) ذات يوم في حجر النبي (ص) يلاعبه ويضاحكه، فقالت عائشة: يا رسول الله ما أشدّ إعجابك بهذا الصبّي، فقال لها ويلك وكيف لا أحبّه ولا أعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرة عيني، أما أنّ أمتي ستقتله فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي، قالت: يا رسول الله: حجّة من حججك؟ قال: نعم، حجتين من حججي، قالت: يا رسول الله حجتين من حججك؟! قال: نعم وأربعة، قال فلم تزل تزاده ويزيد ويضعّف حتى بلغ سبعين حجة من حجج رسول الله بأعمارها}.(15 مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٧٢)
ونوّه الشيخ «یوسفي غروي» بأنّ هناك روايتين خاصتين بزيارة الأربعين، إحداها عن صفوان بن مهران جمّال عن الإمام الصادق (ع)، حيث علّم الإمام (ع) مهران جمّال زيارة الإمام الحسين(ع) عندما قال له عند زوال الشمس، أقرأ هذا. وقد ذكر هذه الرواية المرحوم الشيخ "الطوسي" في كتابه "التهذيب" وهو من الكتب الأربعة المعتبرة، واعتنى بها، كما ذكرها السيد بن طاووس في كتابه "اقبال الأعمال".
وتابع الشيخ «یوسفي غروي» قائلا: والرواية الثانية في فضلية زيارة الأربعين للإمام الحسين(ع) جاءت في كلمة الإمام الحسن العسكري (ع)، عندما ذكر خصائص أتباع أهل البيت (ع)، وهي 5 خصائص لا بد ان تتوافر في اتباع أهل البيت (ع)، واحداها زيارة الأربعين، والتي كانت معروفة في حينها لدى الشيعة آنذاك وذكرها المرحوم الشيخ الطوسي كذلك.
وأشار الشيخ «یوسفي غروي» أثناء حديثه عن ذلك الى قرائن مؤيدة لهذه الزيارة الأربعينية، حيث دلت على ان عالم الحسابات المعروف ابو ريحان البيروني - في القرن الرابع الهجري- قال: يوم رجع اهل البيت (ع) مع الرؤوس الطاهرة لشهداء كربلاء، وبينها راس الامام الحسين(ع) هو يوم الأربعين.
كما تعرّض آية الله الشيخ «یوسفي غروي» في إشارته الى نكتة تاريخية في قضية تقديم الطعام للناس باليوم التاسع والعاشر من شهر محرم الحرام، وقال: كانت السلطات في حقبة آل بُوَيه في مدينة بغداد، وفي عهد ركن الدولة البُوَيهي أو عضد الدولة البُوَيهي، تأمر أسواق بغداد بالكف عن التجارة في هذين اليومين، وترسل جنودها أفواجا رافعين رايات العزاء والحزن في الأسواق، ثم يفرشون الموائد في طروقات أثناء أوقات التناول، ويدعون الناس لتناول الطعام وجلبه لبيوتهم، حتى اصبحت سنة حسنة أخذت تتسع بعد ذلك طوال هذه السنوات".
وتحدّث المحقق المعاصر «یوسفي غروي» في توضيح أفات تصيب الزيارة الأربعينية للإمام الحسين (ع) موضحًا: يجب أن تكون النيّات في القيام بالأعمال الصالحة خالصة لوجه الله تعالى، والتي أوصى بها الأئمة الأطهار (ع)، الناطقون بالحق عن دين الله تعالى، وهم حملة رسالة الله تعالى بعد الرسول (ص).مضيفا انه يجب على زوار أربعينية الإمام الحسين (ع)، أن يخصلوا في نياتهم وأن لا يشبها شيء يحرف الهدف المطلوب، وأن يكونوا زينا على الأئمة (ع) وليس شينا عليهم، وأن لا يتنافس أصحاب المواكب في فعل الخير من تقديم خدمات لزوار الأربعين بنية أيهم قدّم الأكثر مثلا.
وفي الختام أفتى آية الله الشيخ «یوسفي غروي» فيما يتعلّق بحرمة التطبير، أثناء الإجابة عن هذا التسائل قائلا: لقد أشار القرآن الكريم الى ملاك الجواز من عدمه في قوله تعالى: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ... إِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما» (البقره: 219)، وهي تعني ان الشيء إذا كان ضرره أكبر من نفعه، مثل شرب الخمر والقِمار، فلا يجوز ذلك. وهكذا في التطريب إذا احرز المكلف ان ضرره على الإسلام أكثر من نفعه عليه فلا يجوز.
.....................
انتهى / 323
وقد حاورت وكالة "أبنا" للأنباء الدولية المحقق والمؤرخ المعاصر آية الله الشيخ «محمدهادي یوسفي غروي»، وهو من اساتذة الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، حول أهمية الزيارة الأربعينية، وتاريخها في العراق.
وفي الإجابة عن سؤال حول أهمية زيارة الأربعين قال آية الله الشيخ «یوسفي غروي»: "انّ هناك روايات عديدة حول فضيلة زيارة الأئمة (ع) وخاصة بأبي عبد الله، سيد الشهداء(ع)، وقد نقل المرحوم المحدث القمي نماذج جيدة منها في كتابه "مفاتيح الجنان"، فقد ذكر المرحوم القمي نوعين من زيارات الأئمة (ع)، وهما العامة والخاصة، والأولى لا تخص يوما بعينه، والثانية تخص يوما بعينه، فمثلا ان لإمير المؤمنين ثلاث زيارات خاصة و7 عامة، فيما ان للإمام الحسين(ع) ما يقرب من سبع زيارات عامة وبنفس العدد للخاصة، وهي زيارة أول شهر رجب، ونصف من شهر رجب، ونصف من شعبان، وليالي القدر من شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، والأضحى، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، ويوم الأربعين، وليالي الجمعة بصورة عامة، وهي أكثر من زيارة أمير المؤمنين(ع)، وإحداها زيارة الأربعين التي تكون بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) بـ40 يوما، وهو يوم 20 من شهر صفر.
وأضاف الشيخ «یوسفي غروي» ان المرحوم المحدث القمي قد ذكر أخبارًا عن الأئمة الأطهار (ع) في "مفاتيح الجنان" في باب زيارات الإمام الحسين(ع)، تؤكد فضيلة الزيارة وثوابها، وتعادل ثواب حج وعمرة أو أكثر من ثواب حج وعمرة، وهناك روايات قالت ان زيارة الإمام الحسين تعادل ثواب 99 حج وعمرة.
ولفت الشيخ الى رواية منقولة عن النبي الأكرم (ص) انه كان يتحدث (ص) عن استشهاد سبطه (ع) وفضيلة زيارته (ع) في مجلس كانت عائشة حاضرة فيه، فعن أبي عبد الله (ع) قال: {كانّ الحسين بن علي (ع) ذات يوم في حجر النبي (ص) يلاعبه ويضاحكه، فقالت عائشة: يا رسول الله ما أشدّ إعجابك بهذا الصبّي، فقال لها ويلك وكيف لا أحبّه ولا أعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرة عيني، أما أنّ أمتي ستقتله فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي، قالت: يا رسول الله: حجّة من حججك؟ قال: نعم، حجتين من حججي، قالت: يا رسول الله حجتين من حججك؟! قال: نعم وأربعة، قال فلم تزل تزاده ويزيد ويضعّف حتى بلغ سبعين حجة من حجج رسول الله بأعمارها}.(15 مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٧٢)
ونوّه الشيخ «یوسفي غروي» بأنّ هناك روايتين خاصتين بزيارة الأربعين، إحداها عن صفوان بن مهران جمّال عن الإمام الصادق (ع)، حيث علّم الإمام (ع) مهران جمّال زيارة الإمام الحسين(ع) عندما قال له عند زوال الشمس، أقرأ هذا. وقد ذكر هذه الرواية المرحوم الشيخ "الطوسي" في كتابه "التهذيب" وهو من الكتب الأربعة المعتبرة، واعتنى بها، كما ذكرها السيد بن طاووس في كتابه "اقبال الأعمال".
وتابع الشيخ «یوسفي غروي» قائلا: والرواية الثانية في فضلية زيارة الأربعين للإمام الحسين(ع) جاءت في كلمة الإمام الحسن العسكري (ع)، عندما ذكر خصائص أتباع أهل البيت (ع)، وهي 5 خصائص لا بد ان تتوافر في اتباع أهل البيت (ع)، واحداها زيارة الأربعين، والتي كانت معروفة في حينها لدى الشيعة آنذاك وذكرها المرحوم الشيخ الطوسي كذلك.
وأشار الشيخ «یوسفي غروي» أثناء حديثه عن ذلك الى قرائن مؤيدة لهذه الزيارة الأربعينية، حيث دلت على ان عالم الحسابات المعروف ابو ريحان البيروني - في القرن الرابع الهجري- قال: يوم رجع اهل البيت (ع) مع الرؤوس الطاهرة لشهداء كربلاء، وبينها راس الامام الحسين(ع) هو يوم الأربعين.
كما تعرّض آية الله الشيخ «یوسفي غروي» في إشارته الى نكتة تاريخية في قضية تقديم الطعام للناس باليوم التاسع والعاشر من شهر محرم الحرام، وقال: كانت السلطات في حقبة آل بُوَيه في مدينة بغداد، وفي عهد ركن الدولة البُوَيهي أو عضد الدولة البُوَيهي، تأمر أسواق بغداد بالكف عن التجارة في هذين اليومين، وترسل جنودها أفواجا رافعين رايات العزاء والحزن في الأسواق، ثم يفرشون الموائد في طروقات أثناء أوقات التناول، ويدعون الناس لتناول الطعام وجلبه لبيوتهم، حتى اصبحت سنة حسنة أخذت تتسع بعد ذلك طوال هذه السنوات".
وتحدّث المحقق المعاصر «یوسفي غروي» في توضيح أفات تصيب الزيارة الأربعينية للإمام الحسين (ع) موضحًا: يجب أن تكون النيّات في القيام بالأعمال الصالحة خالصة لوجه الله تعالى، والتي أوصى بها الأئمة الأطهار (ع)، الناطقون بالحق عن دين الله تعالى، وهم حملة رسالة الله تعالى بعد الرسول (ص).مضيفا انه يجب على زوار أربعينية الإمام الحسين (ع)، أن يخصلوا في نياتهم وأن لا يشبها شيء يحرف الهدف المطلوب، وأن يكونوا زينا على الأئمة (ع) وليس شينا عليهم، وأن لا يتنافس أصحاب المواكب في فعل الخير من تقديم خدمات لزوار الأربعين بنية أيهم قدّم الأكثر مثلا.
وفي الختام أفتى آية الله الشيخ «یوسفي غروي» فيما يتعلّق بحرمة التطبير، أثناء الإجابة عن هذا التسائل قائلا: لقد أشار القرآن الكريم الى ملاك الجواز من عدمه في قوله تعالى: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ... إِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما» (البقره: 219)، وهي تعني ان الشيء إذا كان ضرره أكبر من نفعه، مثل شرب الخمر والقِمار، فلا يجوز ذلك. وهكذا في التطريب إذا احرز المكلف ان ضرره على الإسلام أكثر من نفعه عليه فلا يجوز.
.....................
انتهى / 323