وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ الأمة الإسلامية تحتاج لقراءة سورة الفتح لتخطط لبناء مستقبلها، ولتبني قوتها، وتستعيد مكانتها العالمية، فصورة الأمة عن ذاتها من أهم مصادر القوة.
والأمة الإسلامية تحتاج لقراءة سورة الفتح بتمعن لتخطط لبناء مستقبلها، ولتبني قوتها، وتستعيد مكانتها العالمية، فصورة الأمة عن ذاتها من أهم مصادر القوة، وكلما ازدادت هذه الصورة وضوحاً انطلق المؤمنون ليكسبوا العقول والقلوب، وما أجمل تلك الصورة التي رسمها القرآن للمؤمنين في الآية 29 من سورة الفتح: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾.
فالله سبحانه وتعالى أكرم رسوله(صلى الله عليه وآله) والذين معه بهذه الصورة المضيئة التي توضح خصائصهم، وأنهم ينطلقون في حياتهم من عقيدتهم، فهي التي تحدد سلوكهم، وأهدافهم؛ فهم يتعاملون مع الكفار بشدة وقوة وشجاعة، ويغضبون لله، وهم مستعدون دائماً لمواجهة الباطل، وتقديم التضحيات فداء لدينهم وعقيدتهم.
هذا يفسر لنا كيف تمكن المسلمون رغم ضعف عدتهم وقلة عددهم من تحقيق الانتصارات العظيمة وتمكنوا من تحرير الشعوب من العبودية للطواغيت.
لكن شدة المؤمنين وشجاعتهم في مواجهة جيوش الكفر لا تكفي لتفسير انتصاراتهم العظيمة، فهناك سمة أخرى فتحت للمسلمين قلوب الناس، وأثارت خيالهم، ودفعتهم إلى الإيمان برسالة الإسلام وتصديقها، هي سمة الرحمة، وهي أساس السلوك الحضاري الذي كسب به المسلمون عقول الناس وقلوبهم.
لقد رأى الناس كيف تميز الرحمة سلوك المؤمنين، وهذه الرحمة تشمل منظومة من الأخلاق الفاضلة منها العطف والإيثار والجود والكرم والبر وحب الخير والتماس الأعذار عندما تزل قدم أحدهم فيخطئ.. والمؤمنون الذين يتميزون بالرحمة هم أهل لإقامة العدل في الأرض.
فإن انتهت المعركة تجلى خلق الرحمة، فتعامل المؤمن بسماحة نفسه وطيب خلقه مع إخوانه المؤمنين، ومع كل مسلم يختار بإرادته الحرة أن يدخل في الإسلام بعد أن رأى تجليات أخلاق المؤمنين.. وهو ما نطلق عليه في العصر الحديث قوة الجاذبية والتي تشمل الثقافة والمبادئ والقيم والحضارة.
بكل شجاعة وثبات وصمود تعامل المسلمون مع الكفار في معارك التحرير، فحققوا انتصارات ما زالت حتى الآن تثير حيرة المؤرخين، فلا مجال خلال المعركة إلا للشدة والبأس والبطولة والقوة والإصرار على تحقيق النصر.. لذلك لم يكن أمام الكفار سوى الانسحاب أمامهم خوفاً من الفرسان الذين يقتحمون الميادين يرفعون لواء الحق، ويهتفون: «إنه لجهاد نصر أو استشهاد».
إنها العقيدة التي ملأت قلوبهم شجاعة، وأطلقت عقولهم لتنتج الكثير من الأفكار التي لم يتوقعها الكفار، وتبتكر الخطط الإستراتيجية، وبذلك لم تكن الشدة في سواعدهم التي تقاتل بالسيوف فقط، ولكنها أيضاً تتجلى في شجاعة القلوب وقوة العقول ومضاء العزائم والإصرار على تحقيق النصر.
يمكنك أن تشاهد اليوم نموذجاً حياً ومثالاً واقعياً يلهم الشعوب في إصرار المجاهدين المؤمنين في غزة، وهم يتحدون بأسلحتهم البسيطة قوة جيش الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة، فالإيمان ملأ قلوبهم شجاعة وقوة، وهم يتخيلون صورة محمد(صلى الله عليه وآله) والذين معه؛ فتلك الصورة كانت أهم مصادر قوتهم.. إنهم يواجهون العدو بشدة تليق بهم، وهي ضرورة في ميادين القتال.
وفي الوقت نفسه يتقاسمون التمرات، وكسرات الخبز الجافة، ويؤثر كل منهم أخاه على نفسه، وسلوكهم هذا يشكل لهم نصرا، فهو يجذب لهم إعجاب الشعوب وحبها.. وهو نموذج يلهم كل الأحرار الذين يتطلعون لتحقيق العدل.. فلا عدل بدون رحمة، كما أنه لا نصر بدون شدة.. والشدة على الكفار في ميدان القتال ترتبط بالرحمة بين المؤمنين، فتضيء جباههم من أثر السجود، لينتقل ذلك الضوء من الجباه الساجدة إلى قلوب كل الأحرار في هذا العالم الذي أصبح الظلم يهدد بتقويض أركانه وزلزلة دعائمه وتخريب عمرانه.
وبالشجاعة والرحمة يمكن أن نعيد بناء الحضارة الإسلامية التي تشتد الآن حاجة البشرية لها، لذلك يتطلع الأحرار إلى المؤمنين في قطاع غزة بحب وإعجاب.
.....................
انتهى / 323
والأمة الإسلامية تحتاج لقراءة سورة الفتح بتمعن لتخطط لبناء مستقبلها، ولتبني قوتها، وتستعيد مكانتها العالمية، فصورة الأمة عن ذاتها من أهم مصادر القوة، وكلما ازدادت هذه الصورة وضوحاً انطلق المؤمنون ليكسبوا العقول والقلوب، وما أجمل تلك الصورة التي رسمها القرآن للمؤمنين في الآية 29 من سورة الفتح: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾.
فالله سبحانه وتعالى أكرم رسوله(صلى الله عليه وآله) والذين معه بهذه الصورة المضيئة التي توضح خصائصهم، وأنهم ينطلقون في حياتهم من عقيدتهم، فهي التي تحدد سلوكهم، وأهدافهم؛ فهم يتعاملون مع الكفار بشدة وقوة وشجاعة، ويغضبون لله، وهم مستعدون دائماً لمواجهة الباطل، وتقديم التضحيات فداء لدينهم وعقيدتهم.
هذا يفسر لنا كيف تمكن المسلمون رغم ضعف عدتهم وقلة عددهم من تحقيق الانتصارات العظيمة وتمكنوا من تحرير الشعوب من العبودية للطواغيت.
لكن شدة المؤمنين وشجاعتهم في مواجهة جيوش الكفر لا تكفي لتفسير انتصاراتهم العظيمة، فهناك سمة أخرى فتحت للمسلمين قلوب الناس، وأثارت خيالهم، ودفعتهم إلى الإيمان برسالة الإسلام وتصديقها، هي سمة الرحمة، وهي أساس السلوك الحضاري الذي كسب به المسلمون عقول الناس وقلوبهم.
لقد رأى الناس كيف تميز الرحمة سلوك المؤمنين، وهذه الرحمة تشمل منظومة من الأخلاق الفاضلة منها العطف والإيثار والجود والكرم والبر وحب الخير والتماس الأعذار عندما تزل قدم أحدهم فيخطئ.. والمؤمنون الذين يتميزون بالرحمة هم أهل لإقامة العدل في الأرض.
فإن انتهت المعركة تجلى خلق الرحمة، فتعامل المؤمن بسماحة نفسه وطيب خلقه مع إخوانه المؤمنين، ومع كل مسلم يختار بإرادته الحرة أن يدخل في الإسلام بعد أن رأى تجليات أخلاق المؤمنين.. وهو ما نطلق عليه في العصر الحديث قوة الجاذبية والتي تشمل الثقافة والمبادئ والقيم والحضارة.
بكل شجاعة وثبات وصمود تعامل المسلمون مع الكفار في معارك التحرير، فحققوا انتصارات ما زالت حتى الآن تثير حيرة المؤرخين، فلا مجال خلال المعركة إلا للشدة والبأس والبطولة والقوة والإصرار على تحقيق النصر.. لذلك لم يكن أمام الكفار سوى الانسحاب أمامهم خوفاً من الفرسان الذين يقتحمون الميادين يرفعون لواء الحق، ويهتفون: «إنه لجهاد نصر أو استشهاد».
إنها العقيدة التي ملأت قلوبهم شجاعة، وأطلقت عقولهم لتنتج الكثير من الأفكار التي لم يتوقعها الكفار، وتبتكر الخطط الإستراتيجية، وبذلك لم تكن الشدة في سواعدهم التي تقاتل بالسيوف فقط، ولكنها أيضاً تتجلى في شجاعة القلوب وقوة العقول ومضاء العزائم والإصرار على تحقيق النصر.
يمكنك أن تشاهد اليوم نموذجاً حياً ومثالاً واقعياً يلهم الشعوب في إصرار المجاهدين المؤمنين في غزة، وهم يتحدون بأسلحتهم البسيطة قوة جيش الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة، فالإيمان ملأ قلوبهم شجاعة وقوة، وهم يتخيلون صورة محمد(صلى الله عليه وآله) والذين معه؛ فتلك الصورة كانت أهم مصادر قوتهم.. إنهم يواجهون العدو بشدة تليق بهم، وهي ضرورة في ميادين القتال.
وفي الوقت نفسه يتقاسمون التمرات، وكسرات الخبز الجافة، ويؤثر كل منهم أخاه على نفسه، وسلوكهم هذا يشكل لهم نصرا، فهو يجذب لهم إعجاب الشعوب وحبها.. وهو نموذج يلهم كل الأحرار الذين يتطلعون لتحقيق العدل.. فلا عدل بدون رحمة، كما أنه لا نصر بدون شدة.. والشدة على الكفار في ميدان القتال ترتبط بالرحمة بين المؤمنين، فتضيء جباههم من أثر السجود، لينتقل ذلك الضوء من الجباه الساجدة إلى قلوب كل الأحرار في هذا العالم الذي أصبح الظلم يهدد بتقويض أركانه وزلزلة دعائمه وتخريب عمرانه.
وبالشجاعة والرحمة يمكن أن نعيد بناء الحضارة الإسلامية التي تشتد الآن حاجة البشرية لها، لذلك يتطلع الأحرار إلى المؤمنين في قطاع غزة بحب وإعجاب.
.....................
انتهى / 323