18 سبتمبر 2023 - 16:17
الشیخ مهدي الساري في مقابلته مع وکالة ابنا: زیارة الأربعین هي التي تسبب وحدة الأمة

الله سبحانه وتعالی ما أراد للإنسان الرهبانیة بمعنی أن ینعزل عن المجتمع ویقول أنا لا شان لي بالآخرین و أعبد الله بوحدي وبمفردي وفي زوایة یعتكف الانسان ویبتعد عن المجتمع هذا لم یریده الله سبحانه و تعالی بل امرنا ان نكون اجتماعیین.

  وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ أبنا ـ اجرت وکالة ابنا مقابلة مع الخطیب والشاعر الحسیني(ع) الدکتور الشیخ مهدي الساري نصه فيما يلي: 

الحمد لله رب العالمین الصلاة والسلام علی محمد وآله الطیبین الطاهرین اعظم الله اجورنا واجوركم  بمصیبة أبی عبد الله وصحبه الكرام أسأل الله سبحانه و تعالی لبیان ما اوجب علینا من نشر فضائل أهل البیت صلوات الله علیهم و مصیبتهم وما جری علیهم و كذلك ما اوجب علینا من نشر الفضیلة وبیان القران الكريم وذكر الفضیلة ان شاء لله. بالنسبة للتعریف بالنفس مهما یتكلم الانسان عن  نفسه فیعد  هذا المدح بالنفس. انا مهدي الساري حسب البطاقة التعریفیة ومن اهل الاهواز في الجملة وكذلك من منطقة الهویزة ومن منطقة الرفیة الحدودیة الملاصقة بالبصرة ومحافظة میسان والعمارة ومن طلبة خوزستان و الاهواز في بادی الامر و مبتدأ الدراسة و كذلك آبادان و بعد ذلك انتقلنا إلی مدینة قم المقدسة و ما یقارب عشر سنوات في قم المقدسة و أنا طالب الدراسات العلیا في الفقه والأصول بحمد الله ونستطیع أن نقول الدكتوراه في الفقه والاصول وكذلك طالب جامعي آكادیمي من طلبة جامعة طهران في الدكتوراه دكتوراه في اللغة العربیة و آدابها لازلت و ما ازال في طور الدراسة في جامعة طهران و ان شاء لله تعالی بهذه السنة المقبلة تتم مناقشة الرسالة للدكتوراه.

و اما بالنسبة إلی مجالس سید الشهداء و التبلیغ الدیني فعلی القنوات الفضائیة كذلك لي حضور بفضل الله تعالی علی القنوات الاعلامیة او الفضائیة المختلفة كقناة كربلاء وقناة الولایة و قناة الاهواز و قناة الفرات و بقیة القنوات فأما في المجالس الحسینیبة كان لي حضور وخدمةلمجالس سید الشهداء في العراق بلد الحسین (ع)وكذلك في دولة الكویت وانا أتحدث الان عن دولة الكویت وكذلك دولة العمان وفي ایران الحبیبة كذلك قدمنا ما نستطیع ان شاء الله.

الحقیقة ان الله سبحانه وتعالی قد نوه في العبادات المختلفة ان تكون الامة السلامیة امة اجتماعیة. الله  سبحانه وتعالی ما اراد للانسان الرهبانیة بمعنی ان ینعزل عن المجتمع ویقول انا لا شان لي بالآخرین و أعبد الله بوحدي وبمفردي وفي زوایة یعتكف الانسان ویبتعد عن المجتمع هذا لم یریده الله سبحانه و تعالی بل  امرنا ان نكون اجتماعیین  بالنسبة لقضیة زیارة الاربعین لو انتبهنا ان الله سبحانه و تعالی قد ندب في دینه وفي الشریعة  الاسلامیة  إلی العبادات السلامیة اولا  ارادنا  الله امة اسلامیة واحدة سبحانه و تعالی  قال إن هذه امتكم امة واحدة هذه الامة ارادها الله امة واحدة ما هي الاسباب التي توحد الامة وزیارة الاربعین هي التي  تسبب  وحدة  الامة الله سبحانه و تعالی في قرآنه الكریم امر الامة أن تكون هذه الامة ید واحدة متلاحمة ان تكون هذه الامة بمثابة الجسد الواحد اذا اشتكی بعض منها الحمی یشتكي سائر الاعضاء بالحمی. فهده المنظومة الاسلامیة التي أرادها الله وارادها رسول الله(ص) واهل البیت (ع) ارادوا من أن نكون أمة واحدة ما هي الاسباب التي توحد؟ فزیارة الاربعین هي المصداق البارز في عصرنا لوحدة أمة رسول الله(ص) من یقرون لله بالعبودیة ولرسول الله(ص) بالرسالة ولأئمة أهل البیت بالولایة هؤلاء یجتمعون من سائر البقاع ومن كل الأصقاء یاتون زحفا الی الحسین(ع) بعضهم یأتي مشیا وبعضهم یأتي بحسب ظروفه یاتي الیه مستقلا او طائرة یاتي بسیارته یاتي إلی الامام(ع) هؤلاء یجتمعون في هذه البقعة وبهذه الاعداد الكثیرة الهائلة اذا بهم هؤلاء كانهم الاخوة بل اقو ی من  ذلك فهم یعطون صورة للایثار والكرم والتآخي وفي التنظیم وفي البذل والتلاحم فیما بینهم و هذا ما اراد الله سبحانه و تعالی في أحد الزیارات الاربعینة  السابقة كنت في حرم العباس (ع) وكنت أشاهد الذین یاتون من دولة لا تخطر ببال الانسان ربما في یوم  من الایام مر باسمها في الخریطة ولكن ینساها واذا بهذه المواكب و هذه الاجتماعات الصغیرة تاتي معزیة ولاطمة  و مرددة أشعارا وتنوح علی سید الشهداء التي هي غصن من غصون شجرة رسول الله(ص) فیاتي الاسود والابیض والاصفر والاشقر ویاتی ذلك  الشخص من آفریقیا و آمریكا وآسیا من سائر البقاع یجتمعون  مرددین باسم  الحسین(ع) وهذه الزیارة تسبب لهم الالفة والتعارف الله سبحانه وتعالی قال: یا ایها  الناس  انا خلقناكم من ذكر  وانثی تجلي هذه الایةالكریمةفي زیارة الاربعین حینما تسقط الالقاب والالوان وكل الاعتبارات الجمیع یاتی الی سید الشهداء(ع) بهذه الصورة الحضاریة والمشرقة یاتون الیه زحفا یاتون الیه مرددین وباذلین  بكل هذه الصور التي ترفع بمستوی ایمانهم لا شك ولا ریب ان هذه الزیارة  وهذه الامور تكون اعلی درجات  الاسلام والایمان  و من خلالها نستطیع ان نصل الی  كل الامم نبین من  خلالها ان نقول نحن أمة رسول الله وامیر المؤمنین وأمة الحسین نطلق باسم اهل البیت(ع) ندعوكم إلی هذه المآثر وهذه الخصال والسجایا التي قام بها الحسین و بقیت الان بصورة حضاریة متمثلة.

لاشك و لا ریب المادة و عالم المادة الذي الیوم یتصارع المحور الشري و المحور الخیر الداعي الی كل الفضیلة و هناك محور شر یدعو الناس الی التحلل والی نبذ كل ما هو جمیل و الموروث الجمیل الذي ورثناه من آبائنا نعم الكثیر یررد هذه الكلمة ان الموروث و التراث الذي وصل الینا لیس بجید كما كل ما هو قدیم منهول و كل ما هو جدید حتی لو كان سییة قبال السالف و الماضي و الموروث یجب ان یسقط وناتي بالجدید الحاضر ویصفقون لهذا الامر. الحقیقة اذا راینا زیارة الاربعین و نظرنا الیها نظرة ثاقب و نظرة انسان متعمق یجد في هذه الزیارة ما ذكرته من ذي قبل اولا زیارة الحسین(ع) تسقط الحدود التي رسمها الغرب لنا هم فیما بینهم رسموا لانفسهم حدود نعم تبین هذه حدود فرنسا هذه المانیا هذه سوید كذا ولكنهم في الحقیقظ اسقطوا ما بینهم من الحدود فاصبحت لهم التجارة والسیاسة و الاقتصاد وحتی ما بینهم من المراودة الانسانیة حینما یاتي ذاك  ویتم تجدها بینهم ساقطا  تماما. نحن الان امة رسول الله (ص) ینبغي ان تكون بیننا الحدود كما بینهم نحن اولی بذلك اذ هذه الامة هي أمة رسول  الله(ص) وقرآنها واحد وتراثها  واحد وقیمها واحدة  ومثلها  واحدة. المحبةالمتمثلة في هذه الزیارة الاربعینیة المحبة المتمثلة الظاهرة التي تسبب زیارة الحسین(ع) في هذا العالم المادي كما اسلفت الذي یرید ضرب كل فضیلة عندنا من الكرم والعفة ومن الاخلاق ومن احترام الوالدین وبرهما وصلة الارحام والزواج  والعائلة والاسرة وكل هذه حینما یهفو قلب الانسان الی الحسین (ع) و یأتي إلیه من مكان بعید متحملا هذه المشاق، لاشك ولا ریب هذا الذي یحب الحسین(ع) یری الناس  الذین جاؤوا الی الحسین یقولون هؤلاء یحبون الحسین(ع) كما قال ذلك الشاعر: وان حبیبي من أحبَ حبیبي .  اذن من اتی للحسین زائرا هو حبیب الحسین ام لا؟ ضیف الحسین ام لا؟  فهو یتعامل علی هذا ما بین محبة الله سبحانه وتعالی لانه یزور الحسین محبة في الله و محبة في رسول  الله )ص) ومحبة بامیر المومنین (ع) و للزهراء (س) و الحسن(ع) وكذلك للحسین بذاته وللأئمة (ع) یقول هذا الافریقي سببت هذه المحبة انتقلت من الحسین(ع) بالدرجة الاولی باننا نحب رسول الله واهل البیت بحب الله سببت هذه المحبة  الكبیرة صارت الحجر الاساس صارت بمجبة الناس باجمعهم فیتمثل الانسان بهذا البیت : (ان ابن الارض للترب انتمائه فكل الناس من بلدي وریفي ) فالعراقي یری الایراني اخا له و هذا لیس بالمجاملة فقط والكثیر راینا من الاحبة ممن توشجت العلاقة فیما بینهم اصبحوا اصدقاء وهذا من لسان وهذا من أمة ومن مكان بعید ولیس بینه وبینه  قرابة ولیس بینه مصلحة ولا هو من إخوة المعاشرة ولا هو من إخوة الطعام ولا هو من إخوة المصلحة والدنیا انما المحبة محبة سبحانه وتعالی سببت لهم الألفة.

لا شك ولا ریب ان الشعب العراقي والان لیس فقط الشعب العراقي الحقیقة یجب علینا ان  كذلك ننوه  بهذه المسالة بان الشعب العراقي وشیعة العراق و دولة العراق بما تقوم من تنظیم واهتمام وبث الامن هذا صعب جدا والشعب الذي یبذل كل الغالي و النفیس في صدد أو في سبیل الحسین(ع) واكرام ضیوفه لكن مع العراقیین الكرام كذلك من الشعوب الاخری والمواكب الایرانیة و مواكب من كویت ودول الخلیج و حتی مواكب من الدول الاخری وراینا حتی البعض ولكن ربما من بابا المظاهر نستطیع ان نقول دبلوماسیا أن دولا لیست مسلمة ولكن انشأت مو اكب و جعل له موكبا وجعل له ضیافة حتی یقول أنا اشارككم واشاطركم في محبة الحسین(ع) وهذه المسیرة الحضاریة التي بها یحصل التعاون. الحقیقة ان في هذه الظاهرة هو كرم عربي ولا شك ولاریب ان الكرم عند العرب هو امر مقدس حتی العرب تصف ما وصف في الجاهلیة وبقي فیهم إلی یومك هذا یقولون كرم حاتم او كرم كعب او كرم هولاء یتغننون بهذه ویرفعون انفسهم بهذا  فعندهم البخیل هو اسوأ شخص واذا  ارادوا ان یذموا احدا فلا یذم بمثل البخل ویعیرونه ایما عار  والبخیل  كما هو عندنا في الروایة الشریفة هو بعید من الله بعید من الجنة والقریب من جهنم العیاذ بالله والكریم هو قریب من الله وقریب من الناس وقریب من الجنة وقریب من رحمة الله سبحانه و تعالی والعراق  بطبعه هو شعب الكرم كما هو دیدن العرب ولكن هذا الكرم هل بقي فقط علی ذلك المنوال لا ویحصل في ایام الاربعین خاصة یحصل من الكرم  ونری من مظاهر الكرم والجود والسخاء ما یعجز الانسان لأن الطفل الصغیر والكبیر والمرأة والبعض یأخذ قرضا وینصب موكبا ویقول أسدد هذا في العام وانا اعرف أشخاصا هم محتاجون إلی البیوت والاثاث والاشیاء الكثیرة فهؤلاء یجمعون علی مدی السنة أموالا ان یضیفوا ویقدموا أفضل ما یكون لزوار الامام الحسین(ع) فهذا البیت أحری بذلك وهم یأتون الیك من دون المنة ویتوسلون بمن یأتي في الشارع ذاهبا للزیارة یتوسلون به أیما توسل ویتفننون في أنواع الضیافة وحتی یحدثونه بأي حدیث والله یخجل الانسان ان یتعامل مع هولاء او ان یرفض طلبهم حینما یلاقیهم في الشارع یستقبلونه بأي استقبال كانما هلال العید جاء إلیهم او حبیب لهم أتی من سفر أو غربة وقد طالت به الایام والسنوات یستقبلونه بهذا الاستقبال و كل اسباب الراحة یوفرونه في مكان الجذب الان تقول ربما في البیوت كل شي متوفر  كهرباء متوفرة لكن هؤلاء یتفننون علی  طول الطریق ویضاحكون الضیوف فهم جمعوا بین خصب  الوجه وبشاشة الوجه والكلمة الطیبة هولاء أعزة تری فیهم من هم زعماء عشائر وتری فیهم من أصحاب حملة الشهادات  الكبری وتری فیهم من أشراف العشائر لكنه یأتي متذللا إلیك یتوسل من أجل أن تذهب معه إلی بیته ویتشرف بك .

المواقف کثیرة احد المواکب هو مو کب من شباب بغداد التحق به شباب من أهواز وهو في شارع  العباس  ربما اتذکر في عمو د 1330 والقریب من العتبة العباسیة . هذا الموکب جمع ما بین الشباب وهولاء الشباب کل من بغداد و اهواز یجتمعون کل السنة ویتواصلون وحصلت الالفة ما یتعجب الانسان کانما الاخوة  مثلا  لأم  وأب وإذا لم یحضر أحد منهم من الموکب یسألون عنه واسلام علیکم  ورحمة  الله وبرکاته