وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأحد

١٧ سبتمبر ٢٠٢٣

٢:٠٩:٤٣ م
1394059

الشيخ محمد الحسون یصف سماحة المرحوم آیة الله الخرسان

السيد الخرسان رحمة الله عليه قضى عمره كله تقريباً في خدمة التراث وفي خدمة المحققين وفي خدمة تراث مدرسة أهل البيت عليهم السلام فترك مجموعةً كبيرة من الآثار ومن أهمها لعله موسوعة عبدالله بن عباس

  وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ أبنا ـ بمناسبة رحیل المحقق البارع الإسلامی وخبیر النسخ الخطیة العلامة المرحوم آیة الله الخرسان أجرت وکالة ابنا مقابلة مع الشیخ محمد الحسون مدير مركز الأبحاث العقائدية في قم بخصوص الخصائص الأخلاقیة والعلمیة للمرحوم آیة الله الخرسان نصه فیما یلي:  

 الحمدلله رب العالمين الصّلاة والسّلام على خير خلق الله أجمعين أبا القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، اليوم الاول من ربيع الأول في سنة 1445 ه.ق إنتقل الى رحمة الله تعالى المحقق والخبير في التراث الإسلامي سماحة آية الله سيد محمد مهدي الموسوي الخرسان عن عمر ناهز أو قارب 98 سنة هجرية تقريبا.
إتصف المرحوم المحقق سيد محمد مهدي الموسوي الخرسان بصفاتٍ قل نظيرها وقل تواجدها في الآخرين، منها هذه الصفات هي إنه كان عالماً متضلعاً خبيراً ولديه إطلاع كبير بالتراث الإسلامي المخطوط والمطبوع فانت لاتتحدث أمامه عن إسم كتابً إلى ويعطيك كافة المعلومات عن هذا الكتاب هل هو مطبوع أومخطوط وإذا كان مطبوعاً كم مرة طبع هذا الكتاب وإي طبعة هي الأفضل وإذا كان مخطوطاً فهو يعطيك النسخ الخطية وأرقام النسخ الخطية الموجودة في أي مكان في المكتبات العامة ثم يعطي نظرة موجزة عن أهمية هذه الكتاب وعن مؤفله. هذه الصفة الأولى
الصفة الثانية التي إتصف بها المرحوم المحقق الخرسان إنه كان جواداً ومقعائاً بما عنده من التراث ومن المخطوطات ومن المطبوعات ومن المعلومات فأنت لاتطلب منه كتاباً أو نسخة خطية أو نسخة مطبوعة إلى ويعطيك هذه النسخة بل اكثر من ذلك هو يعطي ماعنده من التراث إلى المحققين قبل أن يبدء المحقق ويسأله بذلك وإذا سمع مثلا شخصاً من المحققين يقوم بتحقيق كتاباً معيناً وهو عنده من هذا الكتاب نسخ خطية أو مطبوعة وقبل أن يسأله ذلك المحقق فهو يبادر ويعطيه هذه النسخ الخطية أو المطبوعة وأنا شخصياً لدي تجارب كثيرة في هذا المجال فعندما سمع بأني أعمل على رسائل الشعائر الحسينية فبادرني عندي هذه النسخة وعندي تلك النسخة وعندي هذه المخطوط وكذلك عندما سمع أني أعمل على كتابة حياة العلامة البلاغي الشيخ محمد جواد إنه أعطاني بعض المعلومات عن أسرته وعن عائلته وعن منهجه في الكتابة، هذه صفات قل ما تتوفر عند باقي المحققين والتراثين.

السيد الخرسان رحمة الله عليه قضى عمره كله تقريباً في خدمة التراث وفي خدمة المحققين وفي خدمة تراث مدرسة أهل البيت عليهم السلام فترك مجموعةً كبيرة من الآثار ومن أهمها لعله موسوعة عبدالله بن عباس ألذي طبع أخيراً في 21 مجلد وقام مركز الأبحاث العقائدية في النجف الأشرف وفي مدينة قم بمساعدة السيد الخرسان في تحقيقه وإخراجه إلى النور وكذلك بقية كتبه وكتاب "المحسن السبط مولود أم سقط" وكتاب نافذة على التاريخ وكتاب "السجود على التربة الحسينية" فرحم الله جعل ثقته في مركز الأبحاث العقائدية وأولانا إهتماماً كبيراً وسمح لنا الطباعة الكثير من كتبه. وحتى أن الحوزة العلمية هنا في مدينة قم قد أقامت له في العام الماضي مؤتمراً علمياً تكريمياً في مدينة النجف الأشرف وفي مدينة قم المقدسة وطبعت من آثاره تقريباً 46 أو 47 مجلداً.

والنقطة المهمة الذي أنا أريد أن أوكد عليها في هذا الجانب والآن وبعد رحيله إن المحقق الخرسان ترك مجموعة كبيرة من الآثار ومن المؤلفات لم تطبع لحد الآن، قسم منها كاملة فلكن لم يطبع وبالأخص كتاب مذكراته وذكرياته وقد أوصى أن يطبع بعد ترك الحيات وإنه ذكر في هذا الكتاب كل مشاهدته وكل معلوماته من إيام الملكية في العراق وإلى زماننا هذا التي يعتبر درة وفيه معلومات كبيرة بالطبع وعنده مجموعة من الكتب غير كاملة، کتاب یحتاج إلى مراجعة وكتاب يحتاج إلى تحقيق وكتاب يحتاج إلى تكميل وأنا شخصياً عند زيارتي له شاهدت بعض هذه الآثار موضوعة في الكراتين في غرفته الخاصة فأنني أطالب من هذا المنبر ومن هذه الوكالة والمنبر الإعلامي بأن يتوفر ويتهيأ للمحققون في النجف وفي قم ويعملوا على إخراج بقية آثار المرحوم سيد محمد مهدي الموسوي الخرسان فكل واحداً من هذه الكتب هو عبارة عن كنزاً فيه مافيه من المعلومات.

إننا واقعاً نأسف ونتأسف كثيراً وتأثرنا كثيراً عند وفاة هذا الرجل وهذا العالم الكبير الذي قضى من عمره ما يقارب قرن من الزمن باحثاً ومحققاً ومنقباً وسافر إلى الكثير من دول العالم، إلى إيران وإلى تركيا وإلى الحجاز وإلى سوريا وغيرها من الدول العالم وذلك من أجل البحث عن النسخ الخطية المتعلقة بملفات أهل البيت عليهم السلام وكن رحمه الله له علاقة خاصة بأهل البيت وبالسيدة الزهراء سلام الله عليها وبأهل البيت جميعاً وبالامام الحسين سلام الله عليه.

بالنسبة لإخلاقه كان على درجة عالية من التواضع الذي يزور بيته تراه بيتاً صغيراً متواضعاً وأنا زرته كثيراً وكذلك بقية الأخوة المحققين. أنت حين تذهب إلى بيته تراه بيتا متواضعاً جداً لعل هذا البيت لايسكن فيه الفقراء في مدينة النجف الأشرف وحتى كتبه كانت موضوعه في كراتين الفواكه هذا يدل على تواضعه وإبتعاده عن الدنيا وإبتعاده عن زخارف الدنيا وماكان يرضى في حياته إن يمدحونه مثلاً أو يدعونه إلى مؤتمرات كبيرة وكان يبتعد عن ذلك ويبتعد عن الإعلام ويبتعد عن الموارد التي فيها مدحاً وثناء وكان دائماً يقول أنا العبد الصالح الفقير مهدي الموسوي الخرسان وكان يستقبل الضيوف بوجهاً بشوش وبإبتسامة معروفة وكل من زاره كان يجد عنده هذه الصفة البارزة والأخلاق العالي ويقضي حوائجه العلمية أو غير ذلك وهذا ليس بعيداً عن أعلام مدرسة أهل البيت عليهم السلام فإنهم أخذوا الأخلاق العالية والتواضع من أئمته سلام الله عليهم أجمعين.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يحشره مع أجداده الطيبين الطاهرين وأنا لله وإنا إليه راجعون.