وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : مصادر يمنية
الأحد

١٧ سبتمبر ٢٠٢٣

٤:٢٥:٥٨ ص
1393982

السيد عبدالملك الحوثي: اللوبي الصهيوني والقوى المستكبرة يريدون أن لا تبقى للإنسان مبادئه وقيمه الاخلاقية حتى يسيطروا عليه لاستعباده لهم

أوضح السيد أن قوى الطاغوت واللوبي اليهودي باتوا واضحين ومفضوحين أكثر من أي مرحلة مضت لأنهم يريدون السيطرة التامة على الناس والاستعباد لهم ولكن قبل تحقيق ذلك يكونوا قد فرغوا الانسان من كل مشاعره الانسانية وسلبوا منه الشعور بكرامته الانسانية مبادئه وقيمه الاخلاقية وهذا هدف يسعون لتحقيقه بكل اهتمام.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ أبنا ـ توجه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له، بمناسبة دخول شهر ربيع الأول الذي فيه ذكرى مولد الرسول (ص)، خاتم الأنبياء، خاتم الأنبياء، وسيِّد المرسلين، محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وأوضح السيد أننا عندما نتأمل في ما هو قائم في بلدنا من مظاهر الابتهاج، والفرح، والاحتفال، والفعاليات المتنوعة؛ نرى احتفاءً وابتهاجاً واهتماماً متميزاً، تصدَّر به شعبنا اليمني المسلم العزيز بقية أبناء أمتنا الإسلامية وشعوبنا الإسلامية في العالم العربي وفي غيره، وهذا هو من مصاديق الحديث النبوي الشريف الحديث: ((الإيمان يمان، والحكمة يمانية)).
وأكد السيد أن من أهم ما في الإيمان، هو: الإيمان برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، وأيضاً يرتبط بهذا الإيمان المحبة للرسول صلوات الله عليه وعلى آله، المحبة العظيمة بعد المحبة لله سبحانه وتعالى، وفوق المحبة للنفس والأهل والناس أجمعين، كما ورد في الحديث النبوي ربط هذه المسألة بالإيمان، ومصداقية الإيمان… لافتا إلى أن هذه المحبة لا بدَّ أن تتجلى، لا بدَّ أن تظهر، عندما تكون محبة عظيمة تظهر هذه المحبة، وتتجلى في كل ما يعبِّر عنها من مظاهر التعظيم، والتبجيل، والتقديس؛ لأنها محبة للرسول صلوات الله عليه وعلى آله في مقامه العظيم، في منزلته الرفيعة العالية، في كماله بالنبوة، بالإيمان، بالأخلاق، بالمنزلة العالية عند الله سبحانه وتعالى، في مقام القدوة، في مقام الهداية، في مقام القيادة، وتتجلى بالاتِّباع، بالاقتداء، بالتأسي، بالتمسك.
وعبر السيد عن أمله في شعبنا العزيز بانتمائه الإيماني الراسخ، ونحن في مرحلة تاريخية مهمة، ونحن في ظروف على المستوى العالمي ذات أهمية بالغة، فيها الكثير من التحولات والمتغيرات، لكن نحن كأمةٍ إسلامية، ننتمي للإسلام، لا بدَّ أن يكون مسارنا منطلقاً من أساسٍ صحيح، من انتمائنا نفسه، من انتمائنا للإسلام، من انتمائنا للقرآن، من انتمائنا للرسالة الإلهية.
ولفت السيد إلى أنه وأمام هذه التغيرات والمتحولات، يجب أن تكون وجهتنا قائمةً على أساس انتمائنا للإسلام، نحن أمة إسلامية، تمتلك كل المقومات، وكل العناصر اللازمة لأن تبني نفسها لتكون أمةً لها اتجاهها المتميز، المبني على أساس انتمائها العظيم للإسلام، وللرسالة الإلهية، وللمبادئ الإلهية، وللقيم الإلهية. خاصة في هذه المرحلة التي تغير فيها وضع أمريكا في هيمنتها على بقية الدول والشعوب وأصبحت هناك بلداناً أخرى تنهض لتتبوأ لها موقعاً خارج الهيمنة الأمريكية. مؤكدا أنه مهما كان حجم المؤامرات علينا، مهما كانت المعاناة، مهما كانت التحديات، مهما كانت الصعوبات، إلَّا أنَّ بإمكاننا من خلال كل عناصر القوة تلك، التي تختزنها هذه المبادئ الإلهية، والقيم الإلهية، نستفيد منها ومن خلالها تتحول كل التحديات وكل الصعوبات إلى فرص، وهذا متاحٌ لنا بمعونة الله سبحانه وتعالى وبتوفيقه.

اللوبي الصهيوني يهدد المجتمع الانساني
وأوضح السيد أنه في هذه المرحلة من المعروف عالمياً أنَّ أولياء الشيطان من قوى الطاغوت والاستكبار الظلامية، تسعى بشكلٍ مكثف، وبشكلٍ مفضوح أكثر من أي وقت مضى لإضلال المجتمعات البشرية، وإفساد الناس، نشاطها بكل أنواعه، بكل ما فيه من أساليب، وبرامج متنوعة، وأنشطة متنوعة، يركز على هذين العنصرين( الإضلال للناس ثقافياً، وفكرياً، وأيضاً الإفساد لهم أخلاقياً)، فهم يسعون بكل جهد إلى أن يفرِّغوا المجتمع الإنساني من الشعور بالكرامة الإنسانية، ومن الإيمان بالقيمة الإنسانية، والأخلاقية وهذه مسألة خطيرة جداً؛ ولذلك فإن مسعاهم الشيطاني الظلامي هو تهديد للإنسانية، للمجتمع البشري في كل أرجاء الدنيا، تهديدٌ للناس في إنسانيتهم.
وأوضح السيد أن قوى الطاغوت واللوبي اليهودي باتوا  واضحين ومفضوحين أكثر من أي مرحلة مضت لأنهم يريدون السيطرة التامة على الناس والاستعباد لهم ولكن قبل تحقيق ذلك يكونوا قد فرغوا الانسان من كل مشاعره الانسانية وسلبوا منه الشعور بكرامته الانسانية مبادئه وقيمه الاخلاقية وهذا هدف يسعون لتحقيقه  بكل اهتمام.
وأضاف أن اللوبي الصهيوني والقوى المستكبرة يريدون أن لا تبقى مشاعرك الانسانية ولا تبقى للإنسان قيمة عند نفسه وأن ينظر الإنسان إلى نفسه كمجرد  حيوان تافه لا قيمة له وأنه كائن مادي لا قيمة له ولا قيمة لوجوه ولا هدف وأن ينظر الإنسان للحياة نظرة عبثية مستهترة مستخفة لا ترى لوجوده اي معنى ولا أي هدف مقدس وأن يرتبط بوجوده في الحياة اي مسئولية ولا أي مستقبل مهم ومقدس وهذا ملحوظ فهم عندما روجوا للنظرية التافهة في أن أصل الانسان قرد وأرادوا ان يقنعوا المجتمعات بهذه النظرية  كنظرية علمية وهي باطلة  وسخيفة جدا ولكنهم أرادوا أن يقتنع بها الناس، حتى ينحطوا ويفقدوا قيمتهم الانسانية.
وتابع السيد أنه في الدول الأوربية التي تدعي أنها موطن الحضارة  والرقي والتقدم والحرية فإنهم في نفس الوقت هم من أوصلوا تلك المجتمعات لان تقبل أن تتحول من حياتها كمجتمعات بشرية إلى مجتمعات يقبل فيها البعض أن يتحول من كائن بشري الى كلب،  ثم يحول حياته ككلب يباع في السوق ويريدون نقل هذه النماذج إلى مجتمعنا العربي بل وبشكل أسوأ.
وكل هذا لأنهم  يسعون بكل جهد إلى أن يفرغوا المجتمع الإنساني من الشعور بالكرامة الانسانية والاخلاقية ولذلك فإن مسعاهم الشيطاني الظلامي هو تهديد للإنسانية و للمجتمع البشري في كل أنحاء الدنيا .

مسؤوليتنا في التصدي للوبي الصهيوني
ولذلك مسؤوليتنا كمسلمين، ونحن ننتمي للإسلام، للإسلام بكتابه، كتاب الله القرآن الكريم، وثيقة النور الإلهية، الخالدة إلى آخر أيام الدنيا، التي حفظها الله من التحريف في النص، ننتمي للإسلام برسوله العظيم، سيد المرسلين وخاتم النبيين ووارثهم، وبين أيدينا إرث الأنبياء، إرث الرسالة الإلهية، مسؤوليتنا إلى أن نجعل من هذه المناسبة المباركة فرصةً لإيصال النور الإلهي إلى مختلف أنحاء العالم، وللاهتمام بما يحصن واقعنا نحن كأمة، كأمة مستهدفة، أمة مستهدفة، بما يحصن واقعنا كأمة مستهدفة.
كما أن علينا أن نعي أهمية التركيز على الاستفادة من هذه المناسبة، في التصدي لمساعي الأعداء، التي يحاولون من خلالها أن يهبطوا بالمجتمع البشري عن مرتبته الإنسانية؛ ليتمكنوا بشكلٍ نهائي من استعباده تماماً، واستغلاله بشكلٍ تام، وفعل ما يشاءون ويريدون به، وأن يفقدوه قيمة وجوده الإنساني، ومسؤوليته في هذه الحياة ودوره، وقيمته الإنسانية والأخلاقية.

خلاص المجتمعات في الرسالة الإلهية
وأكد السيد أن وجودنا في هذه الحياة ترتبط به مسؤوليات مهمة، ودورٌ عظيمٌ مقدس، وغاياتٌ عظيمةٌ وحكيمة، ولذلك علينا أن نستشعر هذا؛ لنعود على أساس الرسالة الإلهية، نجعل منها منطلقاً في حياتنا، في أعمالنا، في مواقفنا، وأن ندرك أن خلاصنا، وخلاص مجتمعاتنا بشكلٍ عام، خلاص الناس جميعاً مرهونٌ بالتمسك بالرسالة الإلهية، لا خلاص إلَّا بذلك، مهما تعددت الرؤى وتنوعت، ومهما كان هناك جهات هنا أو هناك تتحرك في أوساط العالم، الخلاص، الفرج، العزة، الكرامة، الحياة الطيبة، العزة والكرامة الإنسانية، لا تتحقق إلَّا بالتمسك بالرسالة الإلهية، الخروج من الظلمات إلى النور، ولهذا قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[إبراهيم: الآية1].
لذلك لابدَّ لنا أن نعي هذه الحقيقة، فنتحرك على أساسها بيقينٍ تامٍ بها، وندرك مسؤوليتنا كمسلمين، أن نكون الرواد الذين يتحركون في هذه الحياة وفي هذا العصر لإنقاذ المجتمع البشري، مما يحاول أعداء الإنسانية أن يوصلوه إليه، من الحالة الظلامية الرهيبة جدَّا، من الانحطاط به عن مرتبته الإنسانية، من تدمير قيمه وأخلاقه بشكلٍ تام، أمر خطير جدَّا على المجتمعات البشرية.
وقال السيد : في هذا العصر، وفي هذه المراحل بدأوا يقدِّمون- مثلاً- في الصين، وفي عددٍ من البلدان، مادة تعليمية عن الرجولة؛ لأنهم يدركون أنَّ تلك القوة الظلامية، التابعة للوبي اليهودي، تسعى إلى تمييع المجتمع البشري، ليتحول الرجال في حالة من المياعة، فيفقدوا رجولتهم، الإنسان مستهدف في إنسانيته، والرجال مستهدفون في رجولتهم، يسعون إلى أن يكون هناك مادة تعليمية للحفاظ على الرجولة.
الرجولة، والكرامة، والشهامة، العزة والكرامة الإنسانية لكل بني الإنسان، هي في اتِّباع الرسالة الإلهية، هي عندما نعود إلى كتاب الله، وإلى رسول الله؛ أمَّا اللوبي اليهود الصهيوني وأتباعه الظلاميون في المجتمعات الغربية، فهم لا يريدون لك أن تبقى حتى كإنسان، بإنسانيتك، وبشعورك بالقيم الإنسانية.
ولهذا نحن معنيون في هذه المناسبة أن ندرك طبيعة المتغيرات، وطبيعة النشاط الظلامي، المضل، المفسد، للوبي اليهودي الصهيوني، في سعيه لإيصال المجتمعات البشرية إلى أسوأ مستوى؛ لاستعبادها، واستغلالها، وامتهانها، هدفهم هو ذلك، ولذلك أكبر انزعاجٍ ينزعجون منه، أكبر ما يزعجهم هو: القرآن والرسول.
وعندما نظموا حملات مسيئة إلى القرآن، لإحراق المصحف الشريف في عددٍ من البلدان الغربية، وأنشطة ما قبل ذلك وما بعد ذلك، من رسوم مسيئة، وعبارات مسيئة، وكتابات مسيئة للرسول، إلى رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، هو لأنهم يدركون أنَّ الذي بقي للبشرية، لخلاصها، لفلاحها، لنجاتها، للحفاظ على إنسانيتها، لقيمتها الإنسانية، وكرامتها الإنسانية، هو: الرسول والقرآن، ولهذا قال الله: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[إبراهيم: الآية1]، العزة، والحمد، والشرف، والكرامة، هي في سلوك صراط الله، في السير في صراط الله، بالاهتداء بكتاب الله ورسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”.

نجاح الرسول الأعظم مصداقاً لأهمية منهج الله
وأكد السيد أن التجربة العظيمة الرائدة لخاتم الأنبياء، وسيِّد المرسلين، رسول الله محمد “صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، والنجاح الكبير والهائل الذي حققه، والنقلة الكبيرة العظيمة التي تحققت بجهوده العظيمة، بيَّنت كم أنَّ الرسالة الإلهية فاعلة في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، في فترة وجيزة، كم هي تلك النقلة الهائلة والقفزة الكبيرة في واقع العرب البدائيين آنذاك، الأميين، كيف انتقل بهم إلى أن كانوا سادة الأمم، وأصبحوا هم في المستوى الأعلى بين كل الأمم في فترة وجيزة، تلك هي نقلة إخراجهم من الظلمات الرهيبة، ظلمات الجاهلية، إلى نور الإسلام، نور الهدى الإلهي، التعليمات الإلهية، الحكمة الإلهية، التي تسمو بالإنسان.
وعبّر السيد عن أمله الكبير في شعبنا العزيز، يمن الإيمان والحكمة، أحفاد الأنصار، كما خرجوا في الأعوام الماضية خروجاً مليونياً حاشداً كبيراً لا مثيل له في كل الدنيا، أن يخرجوا في المناسبة القادمة خروجاً مليونياً لا مثيل له في الدنيا، وأن يكونوا على الدوام النموذج المتصدر بين شعوب أمتنا الإسلامية كافّة لهذه المناسبة، لكل ما يجسِّد قيمهم الإيمانية، وأن يقدِّموا الشاهد من جديد لكل أرجاء الدنيا، ولكل أبناء العالم، ولأمتنا الإسلامية في المقدِّمة، أنَّ هذا الشعب هو يمن الإيمان، ويمن الحكمة.
.....................
انتهى  /  323