وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ أبنا ـ الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام تميز في رحلة أهل البيت عليهم السلام بالانهماك في تكوين قاعدة شعبية في ظروف بالغة الدقة والتعقيد .
__ وخلال علاقته بالخليفة المأمون كان يعمل بمهارة وإستفادة من تجارب أبيه وأجداده عليهم السلام لأن الضرورة تقتضي _ لدى الثوار _ الاستفادة من الماضي .
__ وبإستمرار جهوده الميدانية في بيان حقائق ما يحدث في بلاد الخلافة للمسلمين الذين يجهل معظمهم كيفيات التمييز بين الحق والباطل في ما يحدث في قصر الخلافة ونوعية الحكم في أمصار الدولة .
__ وكان الامام عليه السلام وبذكائه المعهود يوفق بين علاقته ب ( الخليفة) وبين علاقته ب ( الشعب) ،وفي ظروف إنعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم ،ولذلك كان إسلوبه في التوفيق يجري في سياق ( جهاد التبيين) ، الذي أجاده أجداده وأحفاده وسلكوه بنجاح على مدى ٢٥٠ سنة من عمر الانسانية .
__ وبإتساع القاعدة الشعبية وتعلقها بالامام تعلقا مصيريا بلغ الى المستوى الذي رفضوا فيه أن يكون الامام ولي عهد وإنما ضغطوا لكي يكون خليفة .
__ لكن الامام الرضا عليه السلام لم تكن مقاصده الوصول الى الحكم بتوافر قاعدة شعبية عريضة فحسب وإنما كان يريد من تلك القاعدة أن تكون مترعة بالوعي وبالكفاءات التي تتمكن من إدارة دولة مترامية الاطراف ، وحتى حين عرض المأمون على الامام أن يكون وليا للعهد رفض الامام بشدة وذلك لمعرفته أن الموافقة ستمنح المأمون غطاء شرعيا .
__ يقول السيد عادل الاديب في كتابه الائمة الاثنا عشر ( .. ولكن طبيعة هذه القواعد الشعبية وأمثالها لا يمكن أن تمهد لحكم الامام الرضا وإستلامه لزمام السلطة السياسية .. وذلك بسبب بسيط هو أن القاعدة ليست واعية لإطروحتها وظروفها الموضوعية ،بل كانت تأتي ثوراتهم عاطفية حارة ولم تكن واعية متفتحة..).
__ من المهم أن تكون على رأس السلطة ولكن الاهم أن تكون قاعدتك الشعبية واعية بأهدافها السامية .
__ إن إعادة دراسة مسيرة أهل البيت ستنتج دليلا كافيا لإرساء الاهداف الاسلامية والانسانية النبيلة .
... هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون .
بقلم :
سميرة الموسوي