وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ أبنا ـ التقى قائد الثورة الإسلامية بالآلاف من أهالي محافظة سيستان وبلوشستان ومحافظة خراسان الجنوبية صباح اليوم الإثنين 9/11/2023. ووجّه سماحته الشكر إلى الشعب العراقي على استضافتهم واهتمامهم القيّم بـ22 مليون زائر في الأربعين، كما شكر المسؤولين العراقيين وبخاصة «الحشد الشعبي» وأيضاً القوى الأمنية على إرساء الأمن خلال هذا «الحدث العظيم».
الإمام الخامنئي تطرق في الموضوع الرئيسي لحديثه إلى «الحذر الكامل والمضاعف للشعوب ومسؤولي الدول خلال مرحلة التحولات العالمية الكبرى»، مشيراً إلى الهيمنة الاستعمارية البريطانية في القرن الثامن عشر على مناطق مهمة في آسيا بما في ذلك شبه القارة الهندية، وهيمنة الغربيين على مناطق شاسعة من غربي آسيا بعد الحرب العالمية الأولى، وقائلاً إنها جاءت نتيجة لنوم الشعوب والحكومات في هذه المناطق وغفلتهم.
وقال سماحته: «عانت شعوب المناطق المذكورة في ما بعد عذابات كثيرة للتحرر من الهيمنة الناهبة من قبل المستعمرين». لكنه رأى أن العالم اليوم على أعتاب التحول ويشهد تحولاً من بعض الجوانب، عادّاً ضعف القوى الاستعمارية وصعود قوى إقليمية وعالمية جديدة خاصيتين لهذه التحولات الكبرى.
بالاستناد إلى كلام بعض المصادر الغربية عن الانحدار في مؤشرات اقتدار أمريكا بما في ذلك الاقتصاد، قال قائد الثورة الإسلامية: «أفلت قدرة أمريكا على تغيير الحكومات على نحو ملحوظ أيضاً، مستطرداً: «في يوم ما، نظمت أمريكا انقلاب "28 مرداد" (19 آب/أغسطس) بإرسال عميل فقط إلى إيران حاملاً معه حقيبة أموال، لكنها اليوم لا تمتلك إمكانية التباهي بالقوة هذه في أي بلد، ولهذا لجأت إلى حرب مركّبة باهظة التكلفة لكنها أخفقت أيضاً في هذا المسار».
في السياق، رأى سماحته أن «الإخفاق في سوريا والهرب المخزي من أفغانستان مثالان واضحان على أفول قوة أمريكا». وقال: «بقية المستكبرين عانوا أيضاً من الأمر نفسه، فهناك انتفاضة هذه الأيام ضد فرنسا في مختلف البلدان الأفريقية بصفتها المستعمر القديم لهذه القارة، والشعوب أيضاً تدعم هذه الانتفاضات».
واستنتج الإمام الخامنئي: «عندما نقول إن العدو في طور الضعف هذا لا يعني أنه غير قادر على المكر وحياكة المؤامرات وتوجيه الضربات، ولذلك علينا جميعاً أفرادَ الشعب والمسؤولين أن نكون يقظين وحذرين».
وعدّ سماحته المخططات الأمريكية غير مقتصرة على إيران فقط، قائلاً: «لدى أمريكا اليوم المخططات في المنطقة للعراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان وحتى لدول الخليج الفارسي أيضاً مع أنهم أصدقاؤها القدامى والتقليديون».
وقال قائد الثورة الإسلامية في تبيين هذا المخطط: «تفيد معلوماتنا الاستخباراتية أن الحكومة الأمريكية أسست خلية من أجل صنع الأزمات في الدول بما في ذلك إيران، وتتمثل مَهمتها في إيجاد وإثارة النقاط التي يعتقدون أنها يمكن أن تسبب أزمة». وتابع: «من وجهة نظرهم، تُعدّ الاختلافات القومية والطائفية وقضيتا نوع الجنس والمرأة من النقاط الصانعة للأزمات في إيران، فيرومون إلى توجيه ضربة إلى بلدنا العزيز بإثارتها لكن هذا "حلم إبليس بالجنة!"».
مع الإشارة إلى إخفاق الأعداء طوال أربعين عاماً ونيف بسبب اقتداء الشعب بتوجيهات الإمام الخميني، رأى سماحته أن «توجيهات الإمام الجليل أمر مغتنم من أجل استمرار حركة الشعب الإيراني الناجحة». وقال: «استهدف العدو نقطتين رئيسيتين لدى الإيرانيين: الوحدة الوطنية والأمن القومي».
ورأى الإمام الخامنئي أن الوحدة تعني «وقوف مختلف القوميات والطوائف معاً، وترك الاختلافات السياسية والمذهبية والقومية الفئوية جانباً، عندما تكون المصالح الوطنية على المحك». واستدرك: «لا تسمحوا للعدو أن يعبث بالوحدة الوطنية».
كذلك، رأى سماحته أن الأمن القومي هدف آخر لهجوم المغرضين ضد إيران، وقال: «من يهددون الأمن القومي هم عدو الشعب، ويعملون لمصلحة العدو بعلم أو بغير علم». ولذلك، عدّ «مواصلة حركة الشعب على نهج الثورة الإسلامية الزاخر بالمفخرة أمراً ضرورياً». وأضاف: «العدو جاد في عداوته وتخطيطه، ونحن أيضاً جادون بشدة في مواجهته».
في معرض بيانه معرفته بأهالي سيستان وبلوشستان والمناطق الجنوبية من خراسان على مدى 60 عاماً، قال قائد الثورة الإسلامية: «أول نضال واضح لهذا العبد ضد نظام الطاغوت كان في محرم عام 1963م في بيرجند حيث لاقى محبة من العلماء والناس، وفي شهر رمضان من العام نفسه، استمرت هذه الحركة في زاهدان بدعم من علماء الشيعة والسنة اليقظين والناس المؤمنين في المنطقة».
وأشار سماحته إلى زمن المنفى في إيرانشهر «والذكريات الحلوة والمليئة بالمعاني في مجالسة علماء السنة وأهالي سيستان وبلوشستان المضيافين». وأضاف: «قدّمت هذه المناطق في كل الحوادث بما فيها مكافحة المنافقين والإرهابيين وفي "الدفاع المقدس" وإرساء الأمن والوحدة، قدّمت شهداء أجلّاء من أجل الإسلام، سواء من الشيعة والسنة، وهذه الحقيقة هويّة لامعة لهذه المناطق».
ووصف الإمام الخامنئي الوضع الحالي في سيستان وبلوشستان بأنه لا يقارن بما كان عليه قبل الثورة الإسلامية، لكنه قال: «رغم الأعمال الكثيرة المنجزة، على المسؤولين تعزيز وتوسيع الخدمات للمنطقة بجدية، إذ يُعدّ إنشاء خط سكة الحديد بين الشمال والجنوب في المحافظة، وضمان حق الناس في قضيّة المياه، من المهمات الضرورية».
.............
انتهى/ 278
الإمام الخامنئي تطرق في الموضوع الرئيسي لحديثه إلى «الحذر الكامل والمضاعف للشعوب ومسؤولي الدول خلال مرحلة التحولات العالمية الكبرى»، مشيراً إلى الهيمنة الاستعمارية البريطانية في القرن الثامن عشر على مناطق مهمة في آسيا بما في ذلك شبه القارة الهندية، وهيمنة الغربيين على مناطق شاسعة من غربي آسيا بعد الحرب العالمية الأولى، وقائلاً إنها جاءت نتيجة لنوم الشعوب والحكومات في هذه المناطق وغفلتهم.
وقال سماحته: «عانت شعوب المناطق المذكورة في ما بعد عذابات كثيرة للتحرر من الهيمنة الناهبة من قبل المستعمرين». لكنه رأى أن العالم اليوم على أعتاب التحول ويشهد تحولاً من بعض الجوانب، عادّاً ضعف القوى الاستعمارية وصعود قوى إقليمية وعالمية جديدة خاصيتين لهذه التحولات الكبرى.
بالاستناد إلى كلام بعض المصادر الغربية عن الانحدار في مؤشرات اقتدار أمريكا بما في ذلك الاقتصاد، قال قائد الثورة الإسلامية: «أفلت قدرة أمريكا على تغيير الحكومات على نحو ملحوظ أيضاً، مستطرداً: «في يوم ما، نظمت أمريكا انقلاب "28 مرداد" (19 آب/أغسطس) بإرسال عميل فقط إلى إيران حاملاً معه حقيبة أموال، لكنها اليوم لا تمتلك إمكانية التباهي بالقوة هذه في أي بلد، ولهذا لجأت إلى حرب مركّبة باهظة التكلفة لكنها أخفقت أيضاً في هذا المسار».
في السياق، رأى سماحته أن «الإخفاق في سوريا والهرب المخزي من أفغانستان مثالان واضحان على أفول قوة أمريكا». وقال: «بقية المستكبرين عانوا أيضاً من الأمر نفسه، فهناك انتفاضة هذه الأيام ضد فرنسا في مختلف البلدان الأفريقية بصفتها المستعمر القديم لهذه القارة، والشعوب أيضاً تدعم هذه الانتفاضات».
واستنتج الإمام الخامنئي: «عندما نقول إن العدو في طور الضعف هذا لا يعني أنه غير قادر على المكر وحياكة المؤامرات وتوجيه الضربات، ولذلك علينا جميعاً أفرادَ الشعب والمسؤولين أن نكون يقظين وحذرين».
وعدّ سماحته المخططات الأمريكية غير مقتصرة على إيران فقط، قائلاً: «لدى أمريكا اليوم المخططات في المنطقة للعراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان وحتى لدول الخليج الفارسي أيضاً مع أنهم أصدقاؤها القدامى والتقليديون».
وقال قائد الثورة الإسلامية في تبيين هذا المخطط: «تفيد معلوماتنا الاستخباراتية أن الحكومة الأمريكية أسست خلية من أجل صنع الأزمات في الدول بما في ذلك إيران، وتتمثل مَهمتها في إيجاد وإثارة النقاط التي يعتقدون أنها يمكن أن تسبب أزمة». وتابع: «من وجهة نظرهم، تُعدّ الاختلافات القومية والطائفية وقضيتا نوع الجنس والمرأة من النقاط الصانعة للأزمات في إيران، فيرومون إلى توجيه ضربة إلى بلدنا العزيز بإثارتها لكن هذا "حلم إبليس بالجنة!"».
مع الإشارة إلى إخفاق الأعداء طوال أربعين عاماً ونيف بسبب اقتداء الشعب بتوجيهات الإمام الخميني، رأى سماحته أن «توجيهات الإمام الجليل أمر مغتنم من أجل استمرار حركة الشعب الإيراني الناجحة». وقال: «استهدف العدو نقطتين رئيسيتين لدى الإيرانيين: الوحدة الوطنية والأمن القومي».
ورأى الإمام الخامنئي أن الوحدة تعني «وقوف مختلف القوميات والطوائف معاً، وترك الاختلافات السياسية والمذهبية والقومية الفئوية جانباً، عندما تكون المصالح الوطنية على المحك». واستدرك: «لا تسمحوا للعدو أن يعبث بالوحدة الوطنية».
كذلك، رأى سماحته أن الأمن القومي هدف آخر لهجوم المغرضين ضد إيران، وقال: «من يهددون الأمن القومي هم عدو الشعب، ويعملون لمصلحة العدو بعلم أو بغير علم». ولذلك، عدّ «مواصلة حركة الشعب على نهج الثورة الإسلامية الزاخر بالمفخرة أمراً ضرورياً». وأضاف: «العدو جاد في عداوته وتخطيطه، ونحن أيضاً جادون بشدة في مواجهته».
في معرض بيانه معرفته بأهالي سيستان وبلوشستان والمناطق الجنوبية من خراسان على مدى 60 عاماً، قال قائد الثورة الإسلامية: «أول نضال واضح لهذا العبد ضد نظام الطاغوت كان في محرم عام 1963م في بيرجند حيث لاقى محبة من العلماء والناس، وفي شهر رمضان من العام نفسه، استمرت هذه الحركة في زاهدان بدعم من علماء الشيعة والسنة اليقظين والناس المؤمنين في المنطقة».
وأشار سماحته إلى زمن المنفى في إيرانشهر «والذكريات الحلوة والمليئة بالمعاني في مجالسة علماء السنة وأهالي سيستان وبلوشستان المضيافين». وأضاف: «قدّمت هذه المناطق في كل الحوادث بما فيها مكافحة المنافقين والإرهابيين وفي "الدفاع المقدس" وإرساء الأمن والوحدة، قدّمت شهداء أجلّاء من أجل الإسلام، سواء من الشيعة والسنة، وهذه الحقيقة هويّة لامعة لهذه المناطق».
ووصف الإمام الخامنئي الوضع الحالي في سيستان وبلوشستان بأنه لا يقارن بما كان عليه قبل الثورة الإسلامية، لكنه قال: «رغم الأعمال الكثيرة المنجزة، على المسؤولين تعزيز وتوسيع الخدمات للمنطقة بجدية، إذ يُعدّ إنشاء خط سكة الحديد بين الشمال والجنوب في المحافظة، وضمان حق الناس في قضيّة المياه، من المهمات الضرورية».
.............
انتهى/ 278