وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الخميس

٧ سبتمبر ٢٠٢٣

٢:٢٦:٣٦ م
1391868

توصيف ظاهرة مراسيم الأربعينية الحسينية بالارقام

المرافق الخدمية أيضاً بتأمين حوالي (100) مليون خدمة مبيت للمشاة؛ على طول الطرق التي يقطعونها، أي أنها على مستوى العالم؛ أكبر استضافة مبيت في مساحة جغرافية متصلة وأوقات محددة.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ أبنا ـ  نقدم هنا توصيفاً إحصائياً عاماً تقريباً لهذه الظاهرة؛ على وفق معطيات هذه المراسيم في العام 2023؛ لتكون مدخلاً لدراسة إمكانية استثمارها إنسانياً ودينياً واجتماعياً وأخلاقياً وتعبوياً:

   1- اشترك في المراسيم مايقرب من (24) مليون إنسان؛ بينهم (19) مليون عراقي من داخل العراق؛ أي ما يقرب من 40 بالمائة من سكان العراق، أو حوالي 75 بالمائة من شيعة العراق، وهي بذلك أضخم وأكبر مشاركة بشرية في تاريخ العالم وحاضره.

   2-  اشترك في المراسيم ما يقرب من نصف مليون عراقي مغترب؛ وفدوا من حوالي (50) بلداً.

   3- اشترك في هذه المراسيم بضعة آلاف من العراقيين السنة، وكذلك من غير المسلمين، وتحديداً المسيحيين والصابئة.

   4- اشترك في المراسيم ما يقرب من أربعة ملايين غير عراقي، ينتمون الى أكثر من (70) جنسية. بينهم حوالي (4) ملايين إيراني، ونصف مليون هندي وباكستاني وأفغاني ولبناني وكويتي وبحريني وسعودي وعماني وسوري، ومن بلدان أخرى، أي أنه أكبر تجمع أجنبي يجتمع في بلد واحد خلال أيام محددة.

   5- انطلق المشاركون من أكثر من (500) مدينة وناحية وقرية عراقية؛ من جنوب العراق وشرقه وشماله؛ في مسيرات راجلة، أي مشياً على الأقدام باتجاه مدينة كربلاء، حيث مرقد الإمام الحسين.

   6- مجموع طول الطرق التي قطعتها المسيرات الراجلة أكثر (2000) كم، أي أنها أطول مسيرة راجلة عرفتها البشرية.       
                            
   7-  سار المشاة لمدد متفاوتة؛ تبدأ بيوم واحد وتنتهي بخمسة عشر يوماً متواصلاً.

   8- على مدى الأيام الخمسة عشر التي استغرقتها المسيرة، وعلى طول طرق الألفي كيلومتر التي يقطعها المشاة؛ تم نصب أكثر من (100) ألف سرادق وخيمة ومضيف وحسينية وجامع؛ متراصة ـ غالباً ـ جنباً الى جنب؛ يحمل معظمها اسم (موكب)، وكلها للخدمة، أي أنها قدمت مختلف أنواع الخدمات على مدار الأربع وعشرين ساعة يومياً؛ كالطعام والشراب والمرافق الصحية والمبيت والاستراحة والصلاة والعبادة والعلاج والإسعاف والاتصالات والنقل والنظافة والأمن وغيرها، وهي بذلك أضخم وأكبر مجموعة مرافق خدمية تعمل في وقت واحد وفي أماكن متصلة، على مستوى العالم.             

   9-  قامت المرافق الخدمية بتأمين الطعام والماء والفاكهة والعصير والشاي وغيرها، بما مجموعه (500) مليون وجبة طعام تقريباً، و(500) مليون لتر من مياه الشرب، و(100) مليون قنينة عصير، وحوالي (500) ألف طن من أنواع الفواكه، أي ما معدله (33) مليون وجبة طعام يومياً تقريباً، أي أنها أطول وأضخم مائدة طعام وشراب عرفتها البشرية حتى الآن.
                      
   10- قامت المرافق الخدمية أيضاً بتأمين حوالي (100) مليون خدمة مبيت للمشاة؛ على طول الطرق التي يقطعونها، أي أنها على مستوى العالم؛ أكبر استضافة مبيت في مساحة جغرافية متصلة وأوقات محددة.

   11- اشترك في العمل في مجمل المرافق الخدمية أكثر من (500) ألف متطوع، من مختلف الاختصاصات: طباخين، بنائين، تقنيين، عمال، علماء دين، مهندسين، أطباء، صيادلة، سائقين، مترجمين، مرشدين؛ لم يستلموا طيلة عملهم فلساً واحداً، بل كان كثير منهم يساهم في الإنفاق على المراسيم، أي أنها أكبر كتلة متطوعين عرفتها البشرية حتى الآن.     
      
   12- رفعت في هذه المراسيم أكثر من ثلاثة ملايين راية وعلم صغير ومتوسط وكبير، يحمل معظمها الألوان السوداء والخضراء والحمراء، وكل لون يعبر عن معنى معين له دلالة تاريخية ودينية. وانتشرت أيضاً عشرات آلاف النسخ من العلم العراقي، وبضع مئات من أعلام الدول التي يفد منها المشاركون، خاصة البحرين وايران ولبنان، وبذلك فهي أكبر كمية رايات وأعلام ثابتة ومتحركة ترفع في مناسبة واحدة وفي أماكن متصلة، وبأعداد لم تعرفها البشرية من قبل.

   13- الملايين الذين اشتركوا في المراسيم ينتمون الى كل فئات المجتمع وطبقاته وشرائحه: متدينين وغير متدينين، بالرغم من الطابع الديني للمراسيم، فيهم أميون ومفكرون ومثقفون وحملة أعلى الشهادات الجامعية، وفيهم أناس عاديون وكبار قادة الدولة، وكذا فقراء وأكثر الأفراد ثراء، وجهلة بالدين وكبار الفقهاء والمجتهدين. ولم يظهر أي فرق بين هؤلاء في تقديم كل أنواع الخدمة والبذل والعطاء المادي والمعنوي، بل وحتى في الزي؛ إذ ذابت جميع الفوارق في إطار الملابس السوداء ـ غالبا ـ التي يرتديها المشاركون.

   14- لم تحدث طيلة أيام المراسيم، وفي كل المدن والطرق التي تواجد فيها المشاركون، أية حوادث أدت الى إصابات، أو مشاجرات أو أعمال عنف أو حوادث  مرورية، وهي حالة فريدة تاريخياً وجغرافياً على مستوى العالم.

 15- تتحمل مدينة كربلاء العبء الأكبر في المراسيم؛ ككل عام؛ فهي المركز التي تتوجه اليها مسيرات المشاة المليونية، وفيها تختتم المراسيم بمشاركة ما لا يقل عن (15) مليون إنسان في يوم العشرين من صفر، وهي أكبر كتلة بشرية؛ على مستوى العالم؛ تشارك بمناسبة واحدة، في مكان واحد وفي يوم واحد.

   16- تتحمل مدينة النجف الأشرف العبء الأكبر في المراسيم بعد كربلاء، كونها المدينة المؤسِسة لمراسيم مسيرة المشاة الأربعينية في التاريخ الحديث، وأن هذه المراسيم حتى قبل (100) عام، كان يقتصر إقامتها على سكان النجف فقط، وكذلك بحكم موقعها الجغرافي، وطبيعة مجتمعها، ووجود مرقد الإمام علي، وبذلك تمثل النجف الركيزة الأساس في إحياء هذه الذكرى، وتتحمل المسؤولية التاريخية في حمايتها معنوياً ومادياً، فضلاً عن العبء. وقدر حجم إنفاق أهالي النجف على هذه المراسيم لهذا العام ما يقرب من (100) مليون دولار؛ أي حوالي 20 بالمائة من مجموع ما يتم انفاقه على جميع المراسيم، وكلها تبرعات من الأهالي، فضلاً عن أنّ أغلب سكان مدينة النجف يتفرغ لإحياء هذه المراسيم لمدة تتراوح من 5 الى 15 يوماً متواصلة، وتكان تخلو المدينة من سكانها خلال الأيام الأربعة الأخيرة من المراسيم.

   17- مجموع ما أنفقه العراقيون الأهالي على جميع المراسيم هذا العام، وبدوافع ذاتية محضة؛ بلغ حوالي (600) مليون دولار؛ إذ تراوح حجم تبرعات الأفراد بين (1000) دينار عراقي (75 سنت أمريكي) و (100) مليون دينار عراقي (75) ألف دولار أمريكي.  

   18- هؤلاء الملايين المشاركين في المراسيم، وكذا المتطوعين للخدمة، والمتبرعين بأموالهم ووقتهم وممتلكاتهم؛ إنما يتحركون بدوافع ذاتية، لا دخل فيها لدولة أو حكومة أو تنظيم أو مرجعية سياسية أو دينية، ولا علاقة لها بقرارات سياسية أو اجتماعية أو فتاوى؛ بل ترتكز هذه الدوافع على قاسم مشترك؛ هو الإيمان بقضية الإمام الحسين وذكراه، وأنها جديرة بأن تُحيى وتستمر.