وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ وجيه من ذرية محـمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فتح قلبه واحداق عيونه لزوار جده الحسين (عليه السلام)، وورث الخدمة الحسينية من عشيرة متجذرة في عمق الاهوار العراقية ووصلته من اجداد الاجداد، وعندما آل الامر اليه، فتح مضيفه الجنوبي المصنوع من القصب وحسينيته التي بناها من ماله الخاص، وبيته وبيوت اولاده المجاورين لبيته لخدمة الزائرين القاصدين زيارة الامام الحسين (عليه السلام) سيرا على الاقدام، دون كلل او ملل ويحشد كل افراد عائلته من الاخوة والاخوات والابناء والبنات والاحفاد لخدمة الزائرين، وبالرغم من تأثر كل مناطق الجنوب ومنها مناطق محافظة ذي قار بالجفاف الذي ضرب اهوارها وانهارها وتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين ومربي الماشية وابرزها الجاموس الذي يربى بقضاء الجبايش، الا ان "السيد ابو علي" يصر على توسيع الخدمة، لانه يعلم علم اليقين ان البركات تتضاعف في هذه الخدمة.
مئات السنين
دأب الأهالي في اهوار الجبايش على احياء الشعائر الحسينية منذ مئات السنين وسط المياه والاجواء المعروفة، ويقول عنها السيد قاسم السيد حداد البطاط احد وجهاء قضاء الجبايش ان "الخدمة الحسينية ليست جديدة علينا لاننا توارثناها من ابائنا واجدادنا، وعائلاتنا تسكن في هذه المناطق منذ مئات السنين، وعندما اصبحت اعي ما يدور حولي وجدت أبي يقيم الشعائر الحسينية مثل المحاضرات الدينية ومجالس العزاء واللطم وتقديم الطعام والشراب للمعزين، وكانت مناطقنا اهوار واسعة ويأتي الخطيب الحسيني ويبقى في مضائف الجبايش لمدة عشرة ايام، لقراءة المحاضرات والقصائد الحسينية، وكانت الناس تترك اعمالها خلال الايام العشرة الاولى من المحرم، ولا تعمل الا للضرورة، وتأتي بالمشحوف والزوارق لحضور المجالس، وعند تسلمي ادارة العائلة تبنيت نفس نهج ابي في احياء الشعائر الحسينية، وفي العقد الثمانيني من القرن الماضي وبعد منع الشعائر من قبل النظام الدكتاتوري، اقتصر الامر على الذهاب الى زيارة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، والمشاركة في موكب عزاء بني اسد في يوم الثالث عشر من محرم الحرام حيث كان يتقدمه شيوخ بني اسد واشهرهم الشيخ سالم الخيون، ومع الموكب رواديد يقرأون القصائد والردات الحسينية، ومنها كانت ردات سياسية، والذهاب الى كربلاء المقدسة كان ضمن حملة زوار بمبلغ (350) فلسا يدفع لمتعهد الحملة الذي يتكفل بكي شيء".
بعد العام 2003
هبة الاعداد الغفيرة بالمسير من البصرة الى كربلاء المقدسة بعد زوال النظام الدكتاتوري، فاصبحنا نعد الطعام في البيوت ونوزعها على المشاية، وفتحنا بيتونا وافرغناها وذهبنا الى الشارع لجلبهم للمبيت في بيوتنا، وسخرنا نحن وعائلاتنا لتقديم افضل الخدمة للزائرين، وبات الزوار من الرجال في المضيف، والنساء في بيوتنا مع عائلاتنا، اما في وقتنا الحاضر فاخدم الزوار في عدة امكنة منها الموكب الذي يشاركني فيه الاقارب وابناء منطقتي، ومضيف العشيرة المشيد من القصب والحسينية التي تقع بين بيتي ومضيفي وبيتي الذي خصصته لخدمة ومبيت النساء وبيوت اولادي الذين يسكنون بجواري، وتستمر خدمتنا لمدة سبعة ايام تقريبا، ونقدم الخدمة لحوالي (50 ــ 70) زائر وزائرة ضمن المبيت يوميا، والاف الزائرين في الموكب الذي شيدناه اول مرة بالقصب، ثم اشترينا (جادر) وبعدها قررنا بناء موكب بالطابوق والسمنت، وشيدنا قاعة مساحتها (108) متر مربع للرجال، وقاعة اخرى للنساء مساحتها (66) متر مربع ومطبخ وصحيات، ونقدم وجبات الافطار والغداء في الموكب والعشاء يكون في البيوت عند مبيت الزائرين في بيوتنا، حيث يفتح اهالي المنطقة حوالي (120) بيتا لاستقبال الزائرين وخدمتهم ومبيتهم".
كل العائلات خدام
وكشف السيد قاسم البطاط عن عدد عائلاته من خدمة زوار الحسين بالقول "تخدم عائلتي وعائلات اولادي المتزوجين وبناتي وعائلاتهن واقارب عائلاتهن في بيوتنا لخدمة الزائرين، ومنهن من يأتون من محافظة كربلاء المقدسة واخرون من محافظة البصرة، ويصل عدد خدامنا الى (50) خادما في البيوت ومنهم (25) امرأة، ويقصد بيتي ومضيفي زوار من البصرة والسماوة ومن دول والبحرين والسعودية والدنمارك وايران واصبحوا اصدقاء لنا ويأتون كل عام للمبيت عندنا، ويعبر الضيوف العرب والاجانب عن راحتهم وسعادتهم عند الجلوس في مضيف القصب، الذي بناه اجدادي وتوارثناه اجيال عبر الاجيال لان هذا المضيف يبقى متماسك مدة (30) عاما ثم يحتاج الى صيانة، اما هذا المضيف فبناه والدي عام 1986 وجددناه عام 2016، وكانت تكلفته بسيطة لكن الحداثة جعلته غالي الثمن، وخاصة عندما تحولت (البندة) وهي الجزء الذي يوثق به ركائز المضيف من القصب الى الحبال، حيث اصبح سعر حبال (البندة) يصل الى (3) ملايين دينار، لان بنائه لا يحتاج الا للقصب وهو متوفر مجانا في الاهوار، وقد طورناه بوضع هيكل حديدي يربط ببراغي وصامولات لاسناده واطالة عمره"، مبينا ان "خدمتنا للزوار هي للحصول على شفاعة الحسين (عليه السلام) ولكوننا من ذريته وواجب علينا خدمة زائري جدا، وقد شاهدنا الكثير من الكرامات التي حصلت لنا، ومنها عند دعوة موكب من البصرة من المشاية عام 2005 وتبين ان الذبيحة والطعام لا يكفيهم، وحاولت شراء ذبيحة من المنطقة فلم اجد، وتحولت على شراء السمك لسد الحاجة، لان الطعام من المستحيل ان يكفي الزوار الذين يبلغ عددهم (150) زائرا، وفعلا اشتريت السمك، ورجعت الى البيت فأبلغتني زوجتي ان شخصا لا نعرفه جلب ذبيحتين للمشاركة بالثواب مع الموكب وتعشى الموكب بالكامل وزاد الطعام".
..................
انتهى / 232
مئات السنين
دأب الأهالي في اهوار الجبايش على احياء الشعائر الحسينية منذ مئات السنين وسط المياه والاجواء المعروفة، ويقول عنها السيد قاسم السيد حداد البطاط احد وجهاء قضاء الجبايش ان "الخدمة الحسينية ليست جديدة علينا لاننا توارثناها من ابائنا واجدادنا، وعائلاتنا تسكن في هذه المناطق منذ مئات السنين، وعندما اصبحت اعي ما يدور حولي وجدت أبي يقيم الشعائر الحسينية مثل المحاضرات الدينية ومجالس العزاء واللطم وتقديم الطعام والشراب للمعزين، وكانت مناطقنا اهوار واسعة ويأتي الخطيب الحسيني ويبقى في مضائف الجبايش لمدة عشرة ايام، لقراءة المحاضرات والقصائد الحسينية، وكانت الناس تترك اعمالها خلال الايام العشرة الاولى من المحرم، ولا تعمل الا للضرورة، وتأتي بالمشحوف والزوارق لحضور المجالس، وعند تسلمي ادارة العائلة تبنيت نفس نهج ابي في احياء الشعائر الحسينية، وفي العقد الثمانيني من القرن الماضي وبعد منع الشعائر من قبل النظام الدكتاتوري، اقتصر الامر على الذهاب الى زيارة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، والمشاركة في موكب عزاء بني اسد في يوم الثالث عشر من محرم الحرام حيث كان يتقدمه شيوخ بني اسد واشهرهم الشيخ سالم الخيون، ومع الموكب رواديد يقرأون القصائد والردات الحسينية، ومنها كانت ردات سياسية، والذهاب الى كربلاء المقدسة كان ضمن حملة زوار بمبلغ (350) فلسا يدفع لمتعهد الحملة الذي يتكفل بكي شيء".
بعد العام 2003
هبة الاعداد الغفيرة بالمسير من البصرة الى كربلاء المقدسة بعد زوال النظام الدكتاتوري، فاصبحنا نعد الطعام في البيوت ونوزعها على المشاية، وفتحنا بيتونا وافرغناها وذهبنا الى الشارع لجلبهم للمبيت في بيوتنا، وسخرنا نحن وعائلاتنا لتقديم افضل الخدمة للزائرين، وبات الزوار من الرجال في المضيف، والنساء في بيوتنا مع عائلاتنا، اما في وقتنا الحاضر فاخدم الزوار في عدة امكنة منها الموكب الذي يشاركني فيه الاقارب وابناء منطقتي، ومضيف العشيرة المشيد من القصب والحسينية التي تقع بين بيتي ومضيفي وبيتي الذي خصصته لخدمة ومبيت النساء وبيوت اولادي الذين يسكنون بجواري، وتستمر خدمتنا لمدة سبعة ايام تقريبا، ونقدم الخدمة لحوالي (50 ــ 70) زائر وزائرة ضمن المبيت يوميا، والاف الزائرين في الموكب الذي شيدناه اول مرة بالقصب، ثم اشترينا (جادر) وبعدها قررنا بناء موكب بالطابوق والسمنت، وشيدنا قاعة مساحتها (108) متر مربع للرجال، وقاعة اخرى للنساء مساحتها (66) متر مربع ومطبخ وصحيات، ونقدم وجبات الافطار والغداء في الموكب والعشاء يكون في البيوت عند مبيت الزائرين في بيوتنا، حيث يفتح اهالي المنطقة حوالي (120) بيتا لاستقبال الزائرين وخدمتهم ومبيتهم".
كل العائلات خدام
وكشف السيد قاسم البطاط عن عدد عائلاته من خدمة زوار الحسين بالقول "تخدم عائلتي وعائلات اولادي المتزوجين وبناتي وعائلاتهن واقارب عائلاتهن في بيوتنا لخدمة الزائرين، ومنهن من يأتون من محافظة كربلاء المقدسة واخرون من محافظة البصرة، ويصل عدد خدامنا الى (50) خادما في البيوت ومنهم (25) امرأة، ويقصد بيتي ومضيفي زوار من البصرة والسماوة ومن دول والبحرين والسعودية والدنمارك وايران واصبحوا اصدقاء لنا ويأتون كل عام للمبيت عندنا، ويعبر الضيوف العرب والاجانب عن راحتهم وسعادتهم عند الجلوس في مضيف القصب، الذي بناه اجدادي وتوارثناه اجيال عبر الاجيال لان هذا المضيف يبقى متماسك مدة (30) عاما ثم يحتاج الى صيانة، اما هذا المضيف فبناه والدي عام 1986 وجددناه عام 2016، وكانت تكلفته بسيطة لكن الحداثة جعلته غالي الثمن، وخاصة عندما تحولت (البندة) وهي الجزء الذي يوثق به ركائز المضيف من القصب الى الحبال، حيث اصبح سعر حبال (البندة) يصل الى (3) ملايين دينار، لان بنائه لا يحتاج الا للقصب وهو متوفر مجانا في الاهوار، وقد طورناه بوضع هيكل حديدي يربط ببراغي وصامولات لاسناده واطالة عمره"، مبينا ان "خدمتنا للزوار هي للحصول على شفاعة الحسين (عليه السلام) ولكوننا من ذريته وواجب علينا خدمة زائري جدا، وقد شاهدنا الكثير من الكرامات التي حصلت لنا، ومنها عند دعوة موكب من البصرة من المشاية عام 2005 وتبين ان الذبيحة والطعام لا يكفيهم، وحاولت شراء ذبيحة من المنطقة فلم اجد، وتحولت على شراء السمك لسد الحاجة، لان الطعام من المستحيل ان يكفي الزوار الذين يبلغ عددهم (150) زائرا، وفعلا اشتريت السمك، ورجعت الى البيت فأبلغتني زوجتي ان شخصا لا نعرفه جلب ذبيحتين للمشاركة بالثواب مع الموكب وتعشى الموكب بالكامل وزاد الطعام".
..................
انتهى / 232