وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ التقى أميرالحاج لمسلمي تايلاند وممثلو شيخ الإسلام في هذا البلد بالأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في قاعة الاجتماعات بمبنى المجمع في طهران.
ورحب آية الله "رضا رمضاني" في هذا اللقاء بالضيوف مشيرا إلى مكانة الحج في الإسلام، وصرح: بناء على رواية وردت عن الإمام الباقر (ع) إن الحج يعد أحد الأركان التي بني عليه الإسلام، فقد شرّع دين الإسلام الحج للتواصل وحل المشكلات وإقامة العلاقة بين الشعوب المسلمين.
وتابع سماحته: أن المسلمين يجتمعون في منى، وهو أفضل مكان يمكن التواصل بينهم، لكن أعداء الإسلام لا يريدون هذا التجمع، ولا يسمحون أن تتكون الوحدة بين المسلمين.
وفيما يتعلق بضرورة وأهمية الوحدة بين المسلمين صرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن نظرتنا إلى المسلمين تقوم على حديث "المؤمن أخ المؤمن" ويرتكز على المحبة والتعاون والتآزر، ومن جهة أخرى تعد الوحدة بين المسلمين معتقدنا واستراتيجيتنا، وليست تكتيكا مؤقتا وقصير المدى.
وأكد سماحته: اليوم المسلمون سواء الدول منهم أو الشعوب عليهم توظيف قابليات وقدراتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية أكثر من أي وقت مضى، فإن تحشيد هذه القدرات تكشف عن عظمة المسلمين وقوتهم أمام الاستكبار، فقد قال الإمام الخميني (ره): " لو اجتمع المسلمون وصب كل واحد منهم سطل ماء على إسرائيل لجرفتها السيول"، فإننا نعتقد أن ما إذا تكاتف المسلمون اقتصاديا فإنهم يشكلون أكبر قدرة اقتصادية في العالم، كما ينبغي لنا كقادة دينية للمسلمين أن لا يخترق الأعداء مجتمعنا بأي شكل من الأشكال.
وحول معطيات ونشاطات المجمع العالمي لأهل البيت (ع) صرح سماحته: تنشط الموسوعة الإلكترونية ويكي شيعة بـ22 لغة ووكالة ابنا بـ26 لغة، كما يدرس في جامعة أهل البيت (ع) الدولية طلاب من 29 جنسية من مختلف الجنسيات، وقد صدر عنها ألفا عمل بحثي في 58 لغة.
وشدد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) على تبليغ الإسلام خال عن التطرف والتحريف بين المسلمين، وأضاف: إن الأعداء يسعون لبث الطائفية والنزاع بين المسلمين ليتناحروا فيما بينهم، وقد شهدت العقود الثلاثة الماضية أن أكثر الضحايا في العالم كانت باسم الإسلام وبين المسلمين.
واستذكر سماحته جرائم التكفريين في العالم الإسلامي، وتابع: كان الداوعش والتكفريون يذبوحون الناس باسم الإسلام والتكبير والتهليل، في حين أن هذه الأفعال ليست لها أي علاقة بالإسلام، وينبغي لنا أن نذكر أبطال العالم الإسلامي في محور المقاومة بخير الذين أزالوا شر هؤلاء عن رقاب المسلمين.
وأكد أستاذ دروس السطوح العليا في الحوزة العلمية على أن المنظمات والمؤسسات الدينية والمذهبية يجب أن يعرّفوا الإسلام بشكل شامل، ودقيق، وعميق، وأضاف: إن خطة الاستكبار الجديد هي إزالة وسلب الشريعة الإسلامية من الشباب، فقد نفذّوا هذه الخطة في مجتمعهم حتى لا يدخل الشباب المسيحي الكلنيسة، ويسعون أيضا لتطبيق هذه الخارطة في بلاد المسلمين وتنحي شباب المسلم عن المساجد وعدم حضورهم فيها.
وحول نشاط الاستكبار العالمي في العالم الافتراضي ومناهضة الاعتقادات الدينية للمسلمين قال سماحته: إن الغرب تسعى لترويج ثقافة ونمط حياتها في العالم الافتراضي، فمهمتنا أن نستخدم العالم الافتراضية كمجال لتبليغ الإسلام المحمدي الأصيل، كما ينبغي لنا أن نزود المواقع الإلكترونية والعالم الافتراضي، والصفحات الاجتماعية بمعلومات قيمة، ومن هذا المنطلق يجب أن نربي جيلا من الشباب لتصدي هذه المهمة.
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى جهود ونشاطات الشيخ أحمد القمي في تايلاند، وأضاف: إن الشيخ أحمد القمي هو منادي الوحدة والتقريب بين المسلمين، إذ إننا نثمن ونشيد بمواقفه بعد مضي 400 عام من رحيله.
وفي الختام صرح: ولله الحمد، فإن مسلمي تايلاند لهم قابليات وقدرات جيدة، وينبغي إدارة هذه القدرات بشكل صحيح وتوجيهها بأفضل ما يمكن، كما يجدر بقادة المسلمين في تلك البلاد القيام بوظائفهم بشكل صحيح.
...
انتهى/ 278