وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ
عاد ممثلو الجيش السوداني إلى مدينة جدة السعودية، اليوم السبت، لاستئناف المفاوضات مع قوات "الدعم السريع"، بينما دخلت الحرب بين الطرفين شهرها الرابع، اليوم.
وقال مصدرٌ حكومي، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"فرانس برس"، إنّ "وفد القوات المسلحة السودانية عاد إلى جدّة لاستئناف المفاوضات" مع قوات "الدعم السريع".
ولم تُعلّق قوات "الدعم السريع" على استئناف مفاوضات جدّة، التي أعلن راعياها السعودي والأميركي، الشهر الماضي، "تعليقها" إلى أجَل غير مسمى.
وأمس، خاض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اشتباكاتٍ عنيفة في أجزاء من مدينة بحري (الخرطوم بحري)، بعد يوم فقط من ترحيب الطرفين بجهود وساطة جديدة، تهدف إلى إنهاء الحرب التي أنهت شهرها الثالث.
وقبل أيام، عُقدت في العاصمة المصرية، القاهرة، قمة "دول جوار السودان"، التي دعا إليها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وحضرها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقيه، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد ابو الغيظ، وعدد من قادة الدول الأفريقية.
واتفق المجتمعون في القمة على "تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار"، على أن "تعقد هذه الآلية اجتماعها الأول في جمهورية تشاد، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية".
وفي 15 نيسان/ أبريل الماضي، اندلع صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه آنذاك محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات "الدعم السريع".
ويعكس إيفاد الجيش ممثلين إلى مفاوضات جدّة عودته إلى المشاركة في الجهود الدبلوماسية، الرامية إلى وقف إطلاق النار بعد أن قاطع، الأسبوع الماضي، محادثاتٍ استضافتها أديس أبابا.
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية اعتراضها على رئاسة الرئيس الكيني، وليام روتو، للجنة رباعية منبثقة من رابطة دول شرقي أفريقيا (إيغاد)، مُتهمةً نيروبي بالانحياز إلى قوات "الدعم السريع".
وقبل تعليق مفاوضات جدة، أعرب الوسطاء الأميركيون عن خيبة أملهم بسبب إحجام الطرفين عن العمل على هدنة حقيقية.
ويقول خبراء إنّ "البرهان ودقلو اختارا خوض حرب استنزاف، ويأمل كل منهما الحصول على تنازلاتٍ أكبر من الطرف الآخر في طاولة المفاوضات".
لا استراحة
وخلال الشهور الثلاثة الماضية، لم يمرّ يومٌ واحد على سكان الخرطوم من دون أن تهتز منازلهم بفعل القتال والقصف.
ووفق أحدث إحصاءات الأمم المتحدة، فإنّ الصراع في السودان تسبب حتى الآن بتشريد نحو 3 ملايين شخص، بينهم نحو 700 ألف عبروا الحدود إلى دول مجاورة.
وقال شهود في شمالي غربي الخرطوم إنّ "اشتباكات بجميع أنواع الأسلحة"، وقعت، اليوم السبت، غداة معارك عنيفة، أمس الجمعة، أدّت إلى تصاعد سُحب كثيفة من الدخان الأسود في أكثر من منطقة.
غير أنّ المعارك الأكثر عُنفاً وقعت في إقليم دارفور في غربي البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان، البالغ عددهم 48 مليوناً.
وجرى تدمير قرى وأحياء بكاملها في هذا الإقليم، بينما دُفن مدنيون في مقابر جماعية، وتمّ اغتيال قادة محليين بسبب انتمائهم العرقي من جانب قوات "الدعم السريع" والميليشيات العربية المتحالفة معها.
وأفادت تقارير بوقوع فظاعات، بما فيها عنف جنسي، الأمر الذي دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إعلان فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة.
وعلى الرغم من أنّ القتال يتركّز في الخرطوم ودارفور، فإنّ جبهات جديدة تشتعل بين الحين والآخر، وخصوصاً في الجنوب، حيث قال شهود إنّ مجموعة متمرّدة سيطرت على قاعدة للجيش في جنوبي كردفان، أمس الجمعة.
أزمات متعددة
نزح أكثر من 2,4 مليون سوداني من منازلهم إلى مناطق أخرى داخل السودان، ويعانون بسبب الطرق المغلقة وانهيار النظام المصرفي وندرة الخدمات الصحية.
وطالبت منظمات الإغاثة الانسانية مراراً بفتح ممرات آمنة لنقل المساعدات والعاملين، وسبق أن حذّرت من أنّ موسم الأمطار، الذي بدأ في حزيران/يونيو الماضي، يُمكن أن يتسبب بانتشار الأمراض.
وأعلن عاملون في منظمات الإغاثة والمنظمات الصحية خلال اجتماعٍ، الخميس، ظهور حالات حصبة في 11 من ولايات السودان الـ 18، بالإضافة إلى "إصابة 300 شخص بالكوليرا أو الإسهال الشديد، ووفاة 8 منهم"، وفق بيان صادر عن منظمة الإغاثة الإسلامية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة، إنّ "من الصعب تأكيد التقارير بشأن انتشار الكوليرا نظراً إلى أن معامل الصحة العامة لا تعمل".
وقال المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيار دوربس، إنّ إغلاق الحدود في دولة جنوب السودان أدّى إلى "إفراغ العديد من محالّ السوبر ماركت"، وإلى تدهور الوضع الإنساني الهش أصلاً.
وقال مصدرٌ حكومي، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"فرانس برس"، إنّ "وفد القوات المسلحة السودانية عاد إلى جدّة لاستئناف المفاوضات" مع قوات "الدعم السريع".
ولم تُعلّق قوات "الدعم السريع" على استئناف مفاوضات جدّة، التي أعلن راعياها السعودي والأميركي، الشهر الماضي، "تعليقها" إلى أجَل غير مسمى.
وأمس، خاض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اشتباكاتٍ عنيفة في أجزاء من مدينة بحري (الخرطوم بحري)، بعد يوم فقط من ترحيب الطرفين بجهود وساطة جديدة، تهدف إلى إنهاء الحرب التي أنهت شهرها الثالث.
وقبل أيام، عُقدت في العاصمة المصرية، القاهرة، قمة "دول جوار السودان"، التي دعا إليها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وحضرها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقيه، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد ابو الغيظ، وعدد من قادة الدول الأفريقية.
واتفق المجتمعون في القمة على "تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار"، على أن "تعقد هذه الآلية اجتماعها الأول في جمهورية تشاد، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية".
وفي 15 نيسان/ أبريل الماضي، اندلع صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه آنذاك محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات "الدعم السريع".
ويعكس إيفاد الجيش ممثلين إلى مفاوضات جدّة عودته إلى المشاركة في الجهود الدبلوماسية، الرامية إلى وقف إطلاق النار بعد أن قاطع، الأسبوع الماضي، محادثاتٍ استضافتها أديس أبابا.
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية اعتراضها على رئاسة الرئيس الكيني، وليام روتو، للجنة رباعية منبثقة من رابطة دول شرقي أفريقيا (إيغاد)، مُتهمةً نيروبي بالانحياز إلى قوات "الدعم السريع".
وقبل تعليق مفاوضات جدة، أعرب الوسطاء الأميركيون عن خيبة أملهم بسبب إحجام الطرفين عن العمل على هدنة حقيقية.
ويقول خبراء إنّ "البرهان ودقلو اختارا خوض حرب استنزاف، ويأمل كل منهما الحصول على تنازلاتٍ أكبر من الطرف الآخر في طاولة المفاوضات".
لا استراحة
وخلال الشهور الثلاثة الماضية، لم يمرّ يومٌ واحد على سكان الخرطوم من دون أن تهتز منازلهم بفعل القتال والقصف.
ووفق أحدث إحصاءات الأمم المتحدة، فإنّ الصراع في السودان تسبب حتى الآن بتشريد نحو 3 ملايين شخص، بينهم نحو 700 ألف عبروا الحدود إلى دول مجاورة.
وقال شهود في شمالي غربي الخرطوم إنّ "اشتباكات بجميع أنواع الأسلحة"، وقعت، اليوم السبت، غداة معارك عنيفة، أمس الجمعة، أدّت إلى تصاعد سُحب كثيفة من الدخان الأسود في أكثر من منطقة.
غير أنّ المعارك الأكثر عُنفاً وقعت في إقليم دارفور في غربي البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان، البالغ عددهم 48 مليوناً.
وجرى تدمير قرى وأحياء بكاملها في هذا الإقليم، بينما دُفن مدنيون في مقابر جماعية، وتمّ اغتيال قادة محليين بسبب انتمائهم العرقي من جانب قوات "الدعم السريع" والميليشيات العربية المتحالفة معها.
وأفادت تقارير بوقوع فظاعات، بما فيها عنف جنسي، الأمر الذي دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إعلان فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة.
وعلى الرغم من أنّ القتال يتركّز في الخرطوم ودارفور، فإنّ جبهات جديدة تشتعل بين الحين والآخر، وخصوصاً في الجنوب، حيث قال شهود إنّ مجموعة متمرّدة سيطرت على قاعدة للجيش في جنوبي كردفان، أمس الجمعة.
أزمات متعددة
نزح أكثر من 2,4 مليون سوداني من منازلهم إلى مناطق أخرى داخل السودان، ويعانون بسبب الطرق المغلقة وانهيار النظام المصرفي وندرة الخدمات الصحية.
وطالبت منظمات الإغاثة الانسانية مراراً بفتح ممرات آمنة لنقل المساعدات والعاملين، وسبق أن حذّرت من أنّ موسم الأمطار، الذي بدأ في حزيران/يونيو الماضي، يُمكن أن يتسبب بانتشار الأمراض.
وأعلن عاملون في منظمات الإغاثة والمنظمات الصحية خلال اجتماعٍ، الخميس، ظهور حالات حصبة في 11 من ولايات السودان الـ 18، بالإضافة إلى "إصابة 300 شخص بالكوليرا أو الإسهال الشديد، ووفاة 8 منهم"، وفق بيان صادر عن منظمة الإغاثة الإسلامية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة، إنّ "من الصعب تأكيد التقارير بشأن انتشار الكوليرا نظراً إلى أن معامل الصحة العامة لا تعمل".
وقال المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيار دوربس، إنّ إغلاق الحدود في دولة جنوب السودان أدّى إلى "إفراغ العديد من محالّ السوبر ماركت"، وإلى تدهور الوضع الإنساني الهش أصلاً.
وفي وقتٍ سابق، حذّرت الأمم المتحدة من أنّ السودان على وشك مواجهة "حرب أهلية واسعة النطاق"، من الممكن أن تُزعزع الاستقرار في المنطقة برمّتها، وذلك في أعقاب غارة جوية على منطقة سكنية قُتل فيها أكثر من 20 مدنياً.
........................
انتهى/185