وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الأحد

٢ يوليو ٢٠٢٣

١:٠٩:٤٠ م
1376552

وكالة ابنا في حوار مع حجة الاسلام والمسلمين بنيادي: العالم يحتاج الى التعرف على الغدير/علينا ان نعرّف الغدير للعالم

قال الاستاذ "بنيادي" في السطح الخارج :"عندما نتحدث حول الولاية والإمامة في المجتمع الإنساني، يعني اننا نتكلم عن الحياة الحقيقية للإنسان من المبدأ الذي يعرفه الى المقصد الذي يجب ان يعرفه ".

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ قال نائب رئيس المجمع العمومي لجامعة مدرسي الحوزة العلمية في قم المقدسة في حوار مع وكالة "ابنا" للأنباء حول تحضير النبي (ص) لخلافة لامير المؤمنين (ع) : " كان النبي (ص) في مسير حياته المباركة وفي فترات مختلفة يهيئ عرض خلافة امير المؤمنين (ع)، وجعلها مسألة اعتقادية في الأمة، ويجب على الناس ان يعلموا ان الولاية امتداد للرسالة. وكان اعداد الأمة مقدمة لبلاغ عظيم من قبل الله تعالى في موضع الغدير .
أضاف حجة الاسلام والمسلمين الشيخ «حسین بنیادي» :" كان النص والأمر من الله تعالى، وإذا لم يؤد النبي (ص) مهمة البلاغ كان مساويا لضياع الرسالة؛ لذلك كان النبي (ص) في مقاطع مختلفة من حياته المباركة وبمواقف صعبة، عرّف عليا (ع) للمسلمين وخاصة لأقربائه، لكي يتهيئ المسلمون روحيا لاستقبال الولاية؛ ولكي يعلموا ان الولاية امتداد رسالة الأنبياء، وهذا نموذج توحيدي ان الله تعالى نصّب عليا للولاية، وعلى هذا الاساس يكون تبليغ الدين ثمرة لجميع الابحاث التي تحققت عند التعريف بأمير المؤمنين في يوم الغدير. لذا ان عيد الغدير خم كان في ذروة سيره، والذي قام النبي (ص) في حياته لتعريفه للناس .

أهمية عنصر "البيعة" في عيد الغدير
أشار الى عنصر البعية في عيد الغدير قال : "ان النبي (ص) عرّف امير المؤمنين انه ولي المسلمين للناس، وكان على المسلمين ان يؤيدوه من خلال بيعته . وكان النبي (ص) بحكمته هيئ المسلمين لحجة الوداع (وهي آخر حجة للنبي (ص)، وكان المسلمون في حالة معنوية واخلاص كبيرتين، لكي يتقبلوا البيعة بصورة عملية .
وصرح الاستاذ في مرحلة السطوح بالحوزة العلمية حول اكمال حجة النبي في يوم الغدير : "ان البلاغ الرسمي كان يختلف دائما عن البلاغ في الكلام بشكل مؤكد في السيرة الإنسانية والسلوك البشري . إذ أسقط النبي صلى الله عليه وآله كل الأعذار في يوم عيد الغدير الخم، لكي لا يقول أحد ما كنت أعلم أو ما فهمت معنى كلام النبي (ص)، وتأكيده في ان امير المؤمنين ولي أمر المسلمين؛ لذلك ألقى النبي (ص) خطبة مفصلة ذات مقاطع تحوي مضامين عظيمة .
وأكد ان الغدير خم ليس فقط بيان واعلان حجة الله تعالى، وانما اتمام الحجة في قضية الولاية والتي أعلنت الأمة بيعتها لها. والمسلمون كسفراء ومبلغين لأمر الولاية، رحلوا الى مناطق ومدن مختلفة لبيان قضية الولاية، وان تيار الولاية هو نفسه تيار الرسالة، وبعد رحيل النبي (ص) طريق الرسالة هو طريق ولاية امير المؤمنين (ع) .

علاقة الولاية ومنصب الإمامة في حياة المجتمع البشري
أشار حجة الاسلام بنيادي الى منزلة الإمام علي (ع) قائلا : " فيما يرتبط بالغدير بالإضافة الى مسألة الولاية، فأن الشخص الذي يتم تقديمه لمنصب الولاية على المسلمين والمؤمنين يحظى بالأهمية الكبيرة، وهو منزلة الامام علي ابن ابي طالب، وهي عظيمة. لذلك رفع النبي (ص) يد الامام علي (ع) لتعريفه، مع ان الناس كانوا يعرفون الامام (ع)، ولكن العمل الذي قام به النبي (ص) في هذا الحفل الكبير، لتنصيب علي كإمام وإثبات ولايته يدل على مقام ومنزلة امير المؤمنين (ع) وكذلك اتباع المسلمين له .
وتطرق حول خصائص عيد الغدير مقارنة بالمناسبات الدينية الأخرى : "ان قضية الولاية والامامة في يوم الغدير، ترتبط بصورة مباشرة بحياة المجتمع البشري، وعندما نتحدث حول الولاية والإمامة في المجتمع الإنساني، يعني اننا نتكلم عن الحياة الحقيقية للإنسان من المبدأ الذي يعرفه الى المقصد الذي يجب ان يعرفه .
وأضاف قائلا : " ان كافة رسائل الأنبياء هي ان يعيش الإنسان حياة توحيدية وان تكون رؤيته توحيدية. وميزة الغدير هي مسير حياة توحيدية، وارشاد الإنسان وهدايته يجب ان يصل الى الهدف الأسمى، ولا يمكن بيان الغاية المطلوبة على يد أي شخص كان؛ لذلك يجب ان يقوم بهذه المهمة من لديه رأس العلم والحكمة وقادر على معرفة باطن القرآن والعلوم الدينية ويستطيع بيان حقيقة الخلقة والغرض منها والناس يقبلونه. إذن عيد الغدير هو عيد حياة الإنسانية وهو امتداد لما طلبه الله تعالى من الأنبياء وارتبط ميثاق الأنبياء به، والنبي (ص) نصّب امير المؤمنين (ع) خلفا له، وهو الشخص الذي يستطيع القيام بمهمة الأنبياء وأداء الرسالة السماوية الإلهاية .
وقال الشيخ "بنیادي" في أهمية عيد الغدير : "عندما نلقي نظرة بعمق على أعياد ومناسبات اسلامية، نجد ان مناسبة البعثة النبوية وعيد الغدير يلمع في صفحة التاريخ، واننا نشهد الأفضلية والكمالية في حياة البشر. وان طريق الكمال يمر عبر مسير الولاية، وهذا يعني ان الانسان يصل بولاية النبي (ص) والأئمة عليهم السلام الى موقع لا يرى فيه غير الله تعالى، وهذا هو ولاية الله . وهذه الميزة لا توجد في مناسبات أخرى غير عيد الغدير خم" .

رسالة الغدير لجيلنا ومجتمعنا
وقال حجة الاسلام والمسلمين الشيخ "بنيادي" حول رسالة الغدير لجيلنا ومجتمعنا : " أوضح النبي (ص) في خطبته الغديرية رسالة الغدير؛ الغدير يوصل الإنسان الى الحقيقة ورض الله تعالى، والله تعالى يرضى عن الإنسان؛ فيجب على الإنسان أن يسير في طريق الحق.
وتحدث عن عناصر الغدير : " عُرّفت الإمامة والولاية في عيد الغدير تحت ثلاثة عناوين عامة، العدالة والكرامة والحق، ولقد جسّد امير المؤمنين هذه العناصر الثلاثة الهامة قبل وفاة النبي (ص) وحتى قبول الخلافة الظاهرية، وكان امير المؤمنين الحق والعدالة والكرامة نفسها، وفي مواقف مختلفة حقق الكرامة للمجتمع، لذلك ان المجتمع المتكامل الذي يسير في طريق الله تعالى يبقى يتمسك بالكرامة والعدالة والحق .
وأضاف الاستاذ الحوزي : " خاصية عيد الغدير انها حددت مهمة مبلغين ومرشدين في هذه العناوين الثلاثة، وهي ان امير المؤمنين رمز العدالة والحقيقة والكرامة، وعلينا ان نعرف إمام الشيعة للعالم أجمع ان الذي اختاره رسول الله (ص) لمواصلة طريق الإنسانية السامي يتضمن هذه الخصائص الثلاثة وهي تشمل كل صفات البشر الحميدة.

طريقة التعريف بمقام ومنزلة الإمام علي (ع)
وقال فيما يتعلق بطريقة التعريف بمقام ومنزلة الامام علي (ع) :" اذا اردنا ان نعرّف الإمام علي (ع) علينا ان نشير الى صفاته وأهدافه. كان هم امير المؤمنين في فترة خلافته ان لا يضيع الحق وان تتحقق العدالة في المجتمع وان تُحفظ كرامة الناس. والبشرية دائما تفتقر الى هذه الامور. واليوم نشهد صراع هذه العناوين الثلاثة، استبدلوا الحق بالباطل والعدالة بالظلم والكرامة بالذل .
وأضاف حجة الاسلام والمسلمين بنيادي: "الإمام والقائد هو الذي ينير العدالة والحق والكرامة للمجتمع، ويبين للناس العيوب التي تصيبهم، والمخاطر الناجمة عن عدم الالتزام بالحق والكرامة يحذرهم "؛ لذلك اذا اردنا ان نعرّف الغدير للعالم، فإن أهم ما يميز عيد الغدير هو نفس امير المؤمنين (ع)، وهو  ان الإمام الذي تم التعريف به يوم الغدير لجميع الناس، والذي كان هدف الإمام خلق مجتمع صالح يسير نحو الكمال؛ لذا ان الامام علي هو امام المؤمنين وامام المتقين، والتقوى بالمعنى العام هو هداية المجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية، إذن رسالتنا اليوم هي تقنين هذه العناوين الثلاثة التي سعى أمير المؤمنين (ع) إليها وجاهد فيها.
وفي معرض الإجابة عن سؤال حول كيفية نشر رسالة الغدير للآخرين ؟ قال : "نحن اليوم في عالم الاتصال، والاعلام السليم والصادق له أثر، وفي المقابل فإن الاعلام غير السليم الذي لا يريد ان ينتشر صوت الغدير ورسالته الى الآخرين، فهو مضر".
وقال الاستاذ بنيادي فيما يتعلق بمصادر دينية ساندة للغدير : "مهمتنا الأهم في هذه الفترة الحالية، هي بيان معارف الغدير الحقيقية، يجب علينا ان نُبين للناس أدلة وحكم يوم الغدير وتنصيب الإمام وولايته من قبل الله تعالى . ويتطلب منا ان نوّضح الأدلة والحقائق الواقعية فيما يتعلق بالتنصيب والإمامة والولاية للمجتمعات التي انحرفت عن واقعة الغدير، وانحرف مسيرها . ولحسن الحظ ان هناك ادلة من الروايات والآيات الشريفة في مصادر دينية، اذا فهم وأصغى كل شخص ومن له فطرة سليمة لهذه الأدلة حول قضية الغدير، لطأطأ رأسه احتراما ولقبل بذلك .
وفي الختام قال حجة الاسلام والمسلمين الشيخ " بنيادي" : " انّ مهمة النخب والعلماء والمحققين هي ايصال حقيقة الغدير الى اسماع العالم، ولقد شهدنا بيان خطب نهج البلاغة في مناسبات عدة والمرويات عن امير المؤمنين (ع)، التي حيّرت العالم بمضامينها الرائعة وجعلتهم متسائلين ما هذه الحكمة النابعة عن هذا الشخص ! إذن تبيّن لنا ان منزلة امير المؤمنين (ع) في عيد الغدير هي منصب الإمامة، ومازال عيد الغدير بقي مجهولا للبشر؛ لذلك علينا ان نسعى لرفع الجهل عن الناس بهذا الحدث العظيم وان نعزز الوعي الكامل لديهم .
..................
انتهى / 232