وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ بعد مرور 34 عاما من رحيل الإمام الخميني العظيم (ره) ذكره واسمه مازال حيا في قلوب محبيه وأتباعه؛ لأن «الخمیني حقيقة حية دائما».
بمناسبة وفاة قائد المستضعفين وزعيم أحرار العالم الامام الخميني (ره) حاور مراسل وكالة "ابنا" للأنباء الدكتور أحمد راسم النفيس المفكر المصري الشيعي المعاصر حول مدرسة وشخصية الإمام الخميني (ره).
قال الدكتور " النفيس" : " تعرفت على الاسلام من خلال هذا الرجل الرباني، لا اقصد نفس الاسلام، انما أعني عمق الاسلام، في نهاية سنة 1978 انهيت دراستي في كلية الطب، والتحقت بالجيش المصري، وكانت مدة الخدمة عليّ اتمامها سنة وثلاثة شهور. وكان لدي وقت فراغ من نهاية 1978 حتى نهاية عام 1979، فكنت أخدم نهارا في الجيش، واتفرغ عصرا، ومعظم أوقاتي استغلها في متابعة التطورات والأحداث في الدول الاسلامية وأخبار إيران خاصة .
كنت انتمي فكريا الى الحركة الاسلامية كثيرا وليس الى لتيارات اخرى، فكانت هناك في تلك الفترة تنشط تيارات يسارية وغيرها. وبصورة عامة كنت مرتبطا بالحركة الطلابية، وكنت في تلك السنوات رئيس الاتحاد الطلاب في كلية الطب .
في نهاية 1978 وحتى نهاية عام 1979 كنت اتابع الثورة الاسلامية في ظروف صعبة كلما سنحت لي الفرصة، وكانت الوسائط ووسائل الاعلام قليلة آنذاك، لم تكن هناك سوى إذاعة"مونت كارلو"، كنت أتابع الاخبار واللقاءت من خلالها، ولم تكن وسائل أخرى متوفرة.
كان الحديث بالنسبة لنا عن التيارات الإسلامية يعني الانشغال لإيجاد إجابة عن السؤال الأساسي حول كيفية إخراج العالم الإسلامي من الأزمات القائمة.
واصفاً الثورة إالاسلامية بالاستثنائية تابع قائلا : خلال عمليات البحث ظهرت هذه الثورة العظيمة، وفي رأي انها اعجوبة ولا تزال حدثا استثنائيا. ومنذ قيام الثورة الاسلامية والتي مضى عليها 44 عاما تقريبا، لم تحدث مثلها الى الآن، حدثت هذه الثورة ونحن لم نفهما بصورة كاملة، وكنت في ثلاثينات من عمري لم أفهم مجريات الاحداث كثيرا، من هو الخميني ؟ وما الشيعة ؟ وما هو الفرق بين الشيعة وغيرهم ؟ وهل يكفي تكون ثوريا ان تسقط نظاما وتقيم نظاما عادلا بدلا عنه ؟
فاسقاط النظام ممكن، كما سقط نظام صدام حسين، وها هم اسقطوا النظام في ليبيا وحاولوا اسقاط النظام في سوريا لكنهم فشلوا في إقامة نظام سياسي عادل أو نظام سياسي مستقر في البلاد؛ لذلك قلبوا النظام رأسا على عقب.
وأضاف الدكتور النفيس مؤكدا على التحقيق ودراسة خصائص الثورة الاسلامية الايرانية : يتعين دراسة كل هذه الحالات، بالمعنى الذي ان بعض الحالات مجهولة. وكل ما درسناه وفهمناه يفتقر الى دراسات وتحقيقات أكثر، وخاصة بعد رحيل الإمام والتطور الذي قطعته الجمهورية الاسلامية في رحلتها الطويلة .
قال المفكر الشيعي المعاصر مؤكدا على تحديات مختلفة تواجهها الثورة الإسلامية الإيرانية :" واجهت الثورة في بدايتها تحديات مختلفة كانت استثنائية وليست عادية على الاطلاق. منذ الحرب العراقية المفروضة على الجمهورية الاسلامية الى الحرب السورية والتطورات السياسية في الخليج الفارسي، مازلنا نعتقد ان الجمهورية الاسلامية مستمرة في طريقها وتعطينا نتائج مختلفة .
وفي إشارة الى شخصية الإمام الخميني (رحمه الله) الخاصة تابع قائلا : يقينا ان هذا الرجل إلهي، لا أقول استثنائي، لأن هناك العديد من الأشخاص استثنائيون، وكلمة الاستثناء لا تكفي لوصف هذا الرجل العظيم، أقول فقط انه رجل إلهي، لأن أمثال هؤلاء، الله تعالى هو الذي يهديهم.
أضاف النفيس مبينا خاصية الإمام الخميني (ره) في مناهضة الغطرسة : كما قلت ان الغرب المتغطرس والانجليز وفرنسا هم سادة مكائد العالم. ومن يقول انهم يريدون فوضى في كل مكان ربما لم يكون الكلام دقيقا، انما هم يحدثون فوضى في كل مكان يذهبون اليه. لماذا يحدثون فوضى؟ لأن الآخرين لم يكونوا قادرين على السيطرة على العالم.
لو لاحظنا ما قام به هذا الرجل العظيم طوال هذه الفترة، ندرك انه تمكن من طرح حالة يمكن للمضطهدين في العالم ان يتعلموا كيف يواجهون المستكبرين ويعترضون عليهم، في وقت ان الآخرين ما استطاعوا فعل ذلك . هناك سر يحمله رجال الله، هؤلاء يجعلهم قادرين على أن يقوموا بأداء يفوق قدراتهم، وقدرة الجمهورية الإسلامية هي نتيجة هذا الأداء. واننا نشاهد الاستقرار والاعتدال بشكل شبه حصري في ايران والدول الصديقة والموالية لها . نحن جميعا أبناء الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)، واعتبر نفسي ابن هذه المدرسة، بدأت هذه المدرسة للظهور كان عمري 28 - 29 عاما، عندما بدأ زعيم الثورة الاسلامية الخميني (ره) في إنشاء المدرسة وتحديد واجبات طلابه، ولم تكن الحاجة الى لقاء مباشر للطلاب في مدرسته، وانا شخصيا سافرت لأول مرة الى ايران عام 1991.
وأوضح في الختام أن العلاقة مع هذه الثورة وهذه النهضة ما زالت تفاعلية وواعية مضيفا : "النقطة الهامة أود ان أشير إليها، هي، ان هناك قادة كانوا بلا شك رائعين، وإذا تأملنا فيهم، سنجد انهم نجحوا كثيرا في حركتهم نحو الأمام، ولكنهم لم يستطعوا اتمام مهمتهم، كما لم يستطع السيد جمال الدين أسد آبادي، لأن الغرب أحس خطر استقرار وتوسع هكذا مدرسة فكرية بين الأجيال؛ لذلك حاول ان يستعيده، وللأسف شوهت وانحرفت، كما حدث مثله بعد ذلك. ولكن نحن نعتقد ان ثورة الامام الخميني (ره) انها مستمرة ولها تأثيرها، ونأمل أن تأثر في العالم الاسلامي جيدا .
..................
انتهى / 232
بمناسبة وفاة قائد المستضعفين وزعيم أحرار العالم الامام الخميني (ره) حاور مراسل وكالة "ابنا" للأنباء الدكتور أحمد راسم النفيس المفكر المصري الشيعي المعاصر حول مدرسة وشخصية الإمام الخميني (ره).
قال الدكتور " النفيس" : " تعرفت على الاسلام من خلال هذا الرجل الرباني، لا اقصد نفس الاسلام، انما أعني عمق الاسلام، في نهاية سنة 1978 انهيت دراستي في كلية الطب، والتحقت بالجيش المصري، وكانت مدة الخدمة عليّ اتمامها سنة وثلاثة شهور. وكان لدي وقت فراغ من نهاية 1978 حتى نهاية عام 1979، فكنت أخدم نهارا في الجيش، واتفرغ عصرا، ومعظم أوقاتي استغلها في متابعة التطورات والأحداث في الدول الاسلامية وأخبار إيران خاصة .
كنت انتمي فكريا الى الحركة الاسلامية كثيرا وليس الى لتيارات اخرى، فكانت هناك في تلك الفترة تنشط تيارات يسارية وغيرها. وبصورة عامة كنت مرتبطا بالحركة الطلابية، وكنت في تلك السنوات رئيس الاتحاد الطلاب في كلية الطب .
في نهاية 1978 وحتى نهاية عام 1979 كنت اتابع الثورة الاسلامية في ظروف صعبة كلما سنحت لي الفرصة، وكانت الوسائط ووسائل الاعلام قليلة آنذاك، لم تكن هناك سوى إذاعة"مونت كارلو"، كنت أتابع الاخبار واللقاءت من خلالها، ولم تكن وسائل أخرى متوفرة.
كان الحديث بالنسبة لنا عن التيارات الإسلامية يعني الانشغال لإيجاد إجابة عن السؤال الأساسي حول كيفية إخراج العالم الإسلامي من الأزمات القائمة.
واصفاً الثورة إالاسلامية بالاستثنائية تابع قائلا : خلال عمليات البحث ظهرت هذه الثورة العظيمة، وفي رأي انها اعجوبة ولا تزال حدثا استثنائيا. ومنذ قيام الثورة الاسلامية والتي مضى عليها 44 عاما تقريبا، لم تحدث مثلها الى الآن، حدثت هذه الثورة ونحن لم نفهما بصورة كاملة، وكنت في ثلاثينات من عمري لم أفهم مجريات الاحداث كثيرا، من هو الخميني ؟ وما الشيعة ؟ وما هو الفرق بين الشيعة وغيرهم ؟ وهل يكفي تكون ثوريا ان تسقط نظاما وتقيم نظاما عادلا بدلا عنه ؟
فاسقاط النظام ممكن، كما سقط نظام صدام حسين، وها هم اسقطوا النظام في ليبيا وحاولوا اسقاط النظام في سوريا لكنهم فشلوا في إقامة نظام سياسي عادل أو نظام سياسي مستقر في البلاد؛ لذلك قلبوا النظام رأسا على عقب.
وأضاف الدكتور النفيس مؤكدا على التحقيق ودراسة خصائص الثورة الاسلامية الايرانية : يتعين دراسة كل هذه الحالات، بالمعنى الذي ان بعض الحالات مجهولة. وكل ما درسناه وفهمناه يفتقر الى دراسات وتحقيقات أكثر، وخاصة بعد رحيل الإمام والتطور الذي قطعته الجمهورية الاسلامية في رحلتها الطويلة .
قال المفكر الشيعي المعاصر مؤكدا على تحديات مختلفة تواجهها الثورة الإسلامية الإيرانية :" واجهت الثورة في بدايتها تحديات مختلفة كانت استثنائية وليست عادية على الاطلاق. منذ الحرب العراقية المفروضة على الجمهورية الاسلامية الى الحرب السورية والتطورات السياسية في الخليج الفارسي، مازلنا نعتقد ان الجمهورية الاسلامية مستمرة في طريقها وتعطينا نتائج مختلفة .
وفي إشارة الى شخصية الإمام الخميني (رحمه الله) الخاصة تابع قائلا : يقينا ان هذا الرجل إلهي، لا أقول استثنائي، لأن هناك العديد من الأشخاص استثنائيون، وكلمة الاستثناء لا تكفي لوصف هذا الرجل العظيم، أقول فقط انه رجل إلهي، لأن أمثال هؤلاء، الله تعالى هو الذي يهديهم.
أضاف النفيس مبينا خاصية الإمام الخميني (ره) في مناهضة الغطرسة : كما قلت ان الغرب المتغطرس والانجليز وفرنسا هم سادة مكائد العالم. ومن يقول انهم يريدون فوضى في كل مكان ربما لم يكون الكلام دقيقا، انما هم يحدثون فوضى في كل مكان يذهبون اليه. لماذا يحدثون فوضى؟ لأن الآخرين لم يكونوا قادرين على السيطرة على العالم.
لو لاحظنا ما قام به هذا الرجل العظيم طوال هذه الفترة، ندرك انه تمكن من طرح حالة يمكن للمضطهدين في العالم ان يتعلموا كيف يواجهون المستكبرين ويعترضون عليهم، في وقت ان الآخرين ما استطاعوا فعل ذلك . هناك سر يحمله رجال الله، هؤلاء يجعلهم قادرين على أن يقوموا بأداء يفوق قدراتهم، وقدرة الجمهورية الإسلامية هي نتيجة هذا الأداء. واننا نشاهد الاستقرار والاعتدال بشكل شبه حصري في ايران والدول الصديقة والموالية لها . نحن جميعا أبناء الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)، واعتبر نفسي ابن هذه المدرسة، بدأت هذه المدرسة للظهور كان عمري 28 - 29 عاما، عندما بدأ زعيم الثورة الاسلامية الخميني (ره) في إنشاء المدرسة وتحديد واجبات طلابه، ولم تكن الحاجة الى لقاء مباشر للطلاب في مدرسته، وانا شخصيا سافرت لأول مرة الى ايران عام 1991.
وأوضح في الختام أن العلاقة مع هذه الثورة وهذه النهضة ما زالت تفاعلية وواعية مضيفا : "النقطة الهامة أود ان أشير إليها، هي، ان هناك قادة كانوا بلا شك رائعين، وإذا تأملنا فيهم، سنجد انهم نجحوا كثيرا في حركتهم نحو الأمام، ولكنهم لم يستطعوا اتمام مهمتهم، كما لم يستطع السيد جمال الدين أسد آبادي، لأن الغرب أحس خطر استقرار وتوسع هكذا مدرسة فكرية بين الأجيال؛ لذلك حاول ان يستعيده، وللأسف شوهت وانحرفت، كما حدث مثله بعد ذلك. ولكن نحن نعتقد ان ثورة الامام الخميني (ره) انها مستمرة ولها تأثيرها، ونأمل أن تأثر في العالم الاسلامي جيدا .
..................
انتهى / 232