وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "أَوْلَى النّاسِ بِالْأَنْبِياءِ أَعْمَلُهُمْ بِما جاؤُوا بِه".
القُربُ من الله لا يكون قرباً مكانياً ولا زمانياً، لأنه تعالى فوق المكان وفوق الزمان، الطاعة هي التي تقرِّب العبد منه، والمَعصية هي التي تُبعِده عنه.
ونقلا عن اكنا، هكذا الحال مع الأنبياء والرُّسُلِ والأولياء، القُرب منهم والبُعد عنهم لا يكون بالانتساب إليهم بَيولوجياً ولا بعدم الانتساب إليهم، إنما يكون بالإيمان بنُبُوَّتهم، ورسالتهم، وولايتهم، وطاعتهم، والعمل بما جاؤوا به، واجتناب ما أمروا باجتنابه، هذا هو المعيار الحَقُّ، معيار الإيمان الحقيقي، أن تكون مطيعاً لله فأنت وَلِيٌّ له وقريب منه، وأنت تكون مطيعاً لنَبِيِّك وإمامك فأنت وَلِيٌّ لهما وقريب منهما، فليس الإيمان راية ترفعها، ولا شعاراً تطلقه، ولا بطاقة هوية تحملها، الإيمان التزام وعمل، والإيمان أفعال لا أقوال، والإيمان سلوك وسيرة، فإن سِرتَ على سيرة نبيك ووليك فأنت له وَلِيٌّ، وإن خالفَت سيرتك سيرة نبيك ووليك فأنت له عدو.
قال الإمام عليٌّ (ع): "إنّ أَوْلَى النّاسِ بالأنبياءِ أعمَلُهُم بما جاؤوا بهِ، ثُمّ تَلا قولَهُ تَعالى: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴿68/ آل عمران﴾ ثُمّ قالَ: إنّ وَلِيَّ محمّدٍ مَن أطاعَ اللَّهَ وإن بَعُدَت لُحْمَتُهُ، وإنّ عَدُوَّ محمّدٍ مَن عَصَى اللَّهَ وإن قَرُبَت قَرابَتُهُ".
في الآية الشريفة التي استشهد بها الإمام أمير المؤمنين (ع) يُنكِرُ الله على من يدَّعي وراثة الأنبياء والرسل والأولياء وهو لا يتبَنّي عقيدتهم، ولا يتوَلّاهم، ولايطيعهم، فالعقيدة والعمل بما ينبثق منها، هي الوشيجة التي تجمع بين المؤمن وبين أنبياء الله ورسله وأوليائه، فالإنسان في نظر الإسلام إنسان بروحه، ومشاعره وعواطفه، وإنسان بعقيدته وقِيَمِهِ، ومن ثمَّ فهو يتلاقى مع أوليائه ومع إخوانه على العقيدة والإيمان، وهما أخصُّ خصائص النفس الإنسانية، ولا يلتقي على شيء آخر مثل النَّسَب، والجنس، والأرض، والطعام، ألا ترى قارئي الكريم كيف تنفُرُ من أبيك إن لم يكُن على عقيدتك، ولا يؤمن بما تؤمن به، ألا ترى كيف تتعامل مع جارك الذي يخالفك في الإيمان والقِيَمْ، وإن كنت تحترم مشاعره وتؤدي إليه حقوقه وتحميه وتدفع عنه الأذى، وتتواصل معه، وتَبرُّه، ولكنك لا ترى ولاية بينك وبينه، لا هو وَلِيٌّ لك ولا أنت وَلِيٌّ له، لك دينك وله دينه، ولك قِيَمك وله قِيَمه، وإذا كان من جامع يجمعك به فهو الإنسانية والجيرة والوطن وحسب.
وعليه فأن تكون وَلِياً لنبيك وإمامك يعني أن تتبعه، وتسير على منهاجه، وتحتكم إلى سُنَّته، وإذ ذاك تكون من حزبه وشيعته، ومن الذين ينتمون إليه، ويستظلّون برايته، ويتوَلَّونه ولا يتولون أحداً غيره، وبهذا فأنت تتخطى حواجز الزمان والمكان والنسب، وحواجز القومية واللغة، فترتبط به من جهة، وترتبط بمن يؤمن بإيمانك وينهج نهجك من جهة أخرى، وتكونوا جميعاً إخواناً في الله وفي العقيدة، لا يُفَرُّق بينكم نَسَبٌ ولا عِرٌق ولا قومية ولا لغة ولا جغرافيا.
وبهذا تكون علاقتك بنبيك ووليك، علاقة رسالية، علاقة فكر وعمل، ويتحوَّل انتماؤك إليهم انتماء عمل وطاعة، وعلى هذا يجب أن تمضي في مجمل حياتك.
بقلم الكاتب والباحث في الدراسات القرآنية "السيد بلال وهبي"
........
انتهى/ 278
القُربُ من الله لا يكون قرباً مكانياً ولا زمانياً، لأنه تعالى فوق المكان وفوق الزمان، الطاعة هي التي تقرِّب العبد منه، والمَعصية هي التي تُبعِده عنه.
ونقلا عن اكنا، هكذا الحال مع الأنبياء والرُّسُلِ والأولياء، القُرب منهم والبُعد عنهم لا يكون بالانتساب إليهم بَيولوجياً ولا بعدم الانتساب إليهم، إنما يكون بالإيمان بنُبُوَّتهم، ورسالتهم، وولايتهم، وطاعتهم، والعمل بما جاؤوا به، واجتناب ما أمروا باجتنابه، هذا هو المعيار الحَقُّ، معيار الإيمان الحقيقي، أن تكون مطيعاً لله فأنت وَلِيٌّ له وقريب منه، وأنت تكون مطيعاً لنَبِيِّك وإمامك فأنت وَلِيٌّ لهما وقريب منهما، فليس الإيمان راية ترفعها، ولا شعاراً تطلقه، ولا بطاقة هوية تحملها، الإيمان التزام وعمل، والإيمان أفعال لا أقوال، والإيمان سلوك وسيرة، فإن سِرتَ على سيرة نبيك ووليك فأنت له وَلِيٌّ، وإن خالفَت سيرتك سيرة نبيك ووليك فأنت له عدو.
قال الإمام عليٌّ (ع): "إنّ أَوْلَى النّاسِ بالأنبياءِ أعمَلُهُم بما جاؤوا بهِ، ثُمّ تَلا قولَهُ تَعالى: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴿68/ آل عمران﴾ ثُمّ قالَ: إنّ وَلِيَّ محمّدٍ مَن أطاعَ اللَّهَ وإن بَعُدَت لُحْمَتُهُ، وإنّ عَدُوَّ محمّدٍ مَن عَصَى اللَّهَ وإن قَرُبَت قَرابَتُهُ".
في الآية الشريفة التي استشهد بها الإمام أمير المؤمنين (ع) يُنكِرُ الله على من يدَّعي وراثة الأنبياء والرسل والأولياء وهو لا يتبَنّي عقيدتهم، ولا يتوَلّاهم، ولايطيعهم، فالعقيدة والعمل بما ينبثق منها، هي الوشيجة التي تجمع بين المؤمن وبين أنبياء الله ورسله وأوليائه، فالإنسان في نظر الإسلام إنسان بروحه، ومشاعره وعواطفه، وإنسان بعقيدته وقِيَمِهِ، ومن ثمَّ فهو يتلاقى مع أوليائه ومع إخوانه على العقيدة والإيمان، وهما أخصُّ خصائص النفس الإنسانية، ولا يلتقي على شيء آخر مثل النَّسَب، والجنس، والأرض، والطعام، ألا ترى قارئي الكريم كيف تنفُرُ من أبيك إن لم يكُن على عقيدتك، ولا يؤمن بما تؤمن به، ألا ترى كيف تتعامل مع جارك الذي يخالفك في الإيمان والقِيَمْ، وإن كنت تحترم مشاعره وتؤدي إليه حقوقه وتحميه وتدفع عنه الأذى، وتتواصل معه، وتَبرُّه، ولكنك لا ترى ولاية بينك وبينه، لا هو وَلِيٌّ لك ولا أنت وَلِيٌّ له، لك دينك وله دينه، ولك قِيَمك وله قِيَمه، وإذا كان من جامع يجمعك به فهو الإنسانية والجيرة والوطن وحسب.
وعليه فأن تكون وَلِياً لنبيك وإمامك يعني أن تتبعه، وتسير على منهاجه، وتحتكم إلى سُنَّته، وإذ ذاك تكون من حزبه وشيعته، ومن الذين ينتمون إليه، ويستظلّون برايته، ويتوَلَّونه ولا يتولون أحداً غيره، وبهذا فأنت تتخطى حواجز الزمان والمكان والنسب، وحواجز القومية واللغة، فترتبط به من جهة، وترتبط بمن يؤمن بإيمانك وينهج نهجك من جهة أخرى، وتكونوا جميعاً إخواناً في الله وفي العقيدة، لا يُفَرُّق بينكم نَسَبٌ ولا عِرٌق ولا قومية ولا لغة ولا جغرافيا.
وبهذا تكون علاقتك بنبيك ووليك، علاقة رسالية، علاقة فكر وعمل، ويتحوَّل انتماؤك إليهم انتماء عمل وطاعة، وعلى هذا يجب أن تمضي في مجمل حياتك.
بقلم الكاتب والباحث في الدراسات القرآنية "السيد بلال وهبي"
........
انتهى/ 278