وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "أَعْظَمُ الْبَلاءِ انْقِطاعُ الرَّجاءِ".
الرَّجاءُ لغةً: ضِدَّ اليأسِ، وهو التوّقُّعُ والأمل، وقيل: هو ظَنٌّ يقتضي حصول ما فيه مَسَرَّةٌ، أو تعلُّق القلب بحصول مَحبوب مستقبلاً.
إنه الرَّجاء، ضروري للإنسان كضرورة الطعام والدواء، فلا حياة من دون رجاء، إنه واحدٌ من أهم أسباب ثبات الإنسان أمام عواصفها وزلازلها، وواحدٌ من أهم أسباب تطوره وتقدمه فيها، وواحدٌ من أهم أسباب عمله وتَحَدِّيه ونجاحه.
الرَّجاء هو النافذة التي ينفذ منها النور في ظلمة الحياة، والبَوصَلة التي تدفع الإنسان ليتحرك إلى الأمام، وهو الذي يجعل له هدفاً على مَرمى بصره، وهو القوة التي تدفعه لمجابهة الصعاب ومغالبة التحديات الطبيعية أو التي يصنعها البشر.
ولا أتجاوز الحقيقة إن قلتُ: إن الرَّجاء هو روح الحياة، فهو الذي يدفع الإنسان لكي يبني ويستثمر ويزرع، ويدفعه ليتزوج وينجب ويربي، ويدفعه ليتعلم ويزداد في العلم، ويدفعه ليبحث وينقب ويتعرف ويكتشف، وهو الذي يدفعه ليسافر بعيداً أو قريباً، وهو الذي يدفعه ليتلقّى الِعلاج ويتناول الدواء، هو الذي يدفعه لكل شيء يفعله في الحياة، بل هو الذي يدفعه للتوبة والرجوع إلى الله والإقلاع عن الذنب وترك المعصية، وإصلاح ما أفسد، إن الرَّجاء هو إكسير الحياة، فمن فقده فقد ابتُليَ ببلاء عظيم، لأن وجوده سيكون كعدمه، بل قد يتسبب بالكثير من المشاكل لنفسه ومحيطه.
إن للرَّجاء فوائد عظيمة على الفرد والمجتمع، إنه واحد من أهم أسباب السكينة في الإنسان، يضيء له الظلمات، وينير له معالم طريقه، ويهديه السبيل، ويفجر مواهبه الدفينة في نفسه، ويكشف له عن ملكاته المكنونة، ويخلق في نفسه الإبداع، وهو قوة دافعة تخلق فيه الكفاح والمثابرة والصمود، وتبعث فيه الحيوية والنشاط، ويصنع في نفسه الثقة والقوة والعزيمة والإرادة الصلبة، ويجعله ذا هدف يسعى بقوة إلى تحقيقه، ويطمئنه إلى أن الغد سيكون أفضل من اليوم رغم ما يواجهه اليوم من أزمات.
وقد أجمع المتخصصون في الطب النفسي والطب العضوي على أنه لا يمكن للإنسان أن يعيش حياة سوية مستقرَّة، هادفة، منتجة، دون رجاء، وأثبتوا أنه كلما زاد رجاؤه وتفاؤله تحسَّنت حالته النفسية والبدنية، وقد أثبتت الدراسات الطبية الموثوقة أن الأشخاص الذي يتمتعون بالرجاء والأمل والتفاؤل أقلُّ عُرضة للإصابة بالأمراض النفسية مثل الكآبة والقلق والتوتر، بخلاف المتشائمين اليائسين، ووجدت الدراسات أن الرَّجاء والتفاؤل يُنَشِّطُ صحة الإنسان، ويقوّي مناعة بدنه، ويمنحه طاقة عجيبة لمواجهة الأمراض والفيروسات، ويقَلِّل من إصابته بتصلب الشرايين وضغط الدم، وقد أخبرني بعض أصدقائي كان قد ابتلي بمرض السرطان وأنعم الله عليه بالشفاء منه أن رجاءه بالشفاء ورجاءه برحمة الله ولطفه كان أقوى دواء استفاد منه في العلاج من مرضه.
والرجاء يمنح الإنسان قدرة عالية على التعامل مع المشاكل المختلفة بثقة وطمأنينة وأعصاب هادئة، ويمنحه كفاءة عالية في إدارة الأمور، كما يمنحه الصبر والثبات ولو كان في أصعب الظروف وأعنفها.
إن المؤمن لا يمكن إلا أن يكون راجياً مُؤَمِّلاً، فهو يؤمن أن الخير هو الأصل في الأشياء، وأن الشرَّ أمر عارض، ويؤمن بأن له رباً رحيماً قديراً يجيبه إذا دعاه، ويكشف عنه السوء إذا لجأ إليه، ويجيب دعاءه إذا دعاه، يغفر ذنوبه، ويقبل توبته، ويرحمه قبل وبعد أن يسأله، ويكتب سيئته واحدة، وحسنته عشراً، ويداول الأيام بين الناس، فيبدل من بعد الخوف أمنا، ومن بعد الضعف قوة، ويجعل له من كل ضيق فرجاً، ومن كل هم مخرجاً، ويرعاه ويدافع عنه.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
.........
انتهى/ 278
الرَّجاءُ لغةً: ضِدَّ اليأسِ، وهو التوّقُّعُ والأمل، وقيل: هو ظَنٌّ يقتضي حصول ما فيه مَسَرَّةٌ، أو تعلُّق القلب بحصول مَحبوب مستقبلاً.
إنه الرَّجاء، ضروري للإنسان كضرورة الطعام والدواء، فلا حياة من دون رجاء، إنه واحدٌ من أهم أسباب ثبات الإنسان أمام عواصفها وزلازلها، وواحدٌ من أهم أسباب تطوره وتقدمه فيها، وواحدٌ من أهم أسباب عمله وتَحَدِّيه ونجاحه.
الرَّجاء هو النافذة التي ينفذ منها النور في ظلمة الحياة، والبَوصَلة التي تدفع الإنسان ليتحرك إلى الأمام، وهو الذي يجعل له هدفاً على مَرمى بصره، وهو القوة التي تدفعه لمجابهة الصعاب ومغالبة التحديات الطبيعية أو التي يصنعها البشر.
ولا أتجاوز الحقيقة إن قلتُ: إن الرَّجاء هو روح الحياة، فهو الذي يدفع الإنسان لكي يبني ويستثمر ويزرع، ويدفعه ليتزوج وينجب ويربي، ويدفعه ليتعلم ويزداد في العلم، ويدفعه ليبحث وينقب ويتعرف ويكتشف، وهو الذي يدفعه ليسافر بعيداً أو قريباً، وهو الذي يدفعه ليتلقّى الِعلاج ويتناول الدواء، هو الذي يدفعه لكل شيء يفعله في الحياة، بل هو الذي يدفعه للتوبة والرجوع إلى الله والإقلاع عن الذنب وترك المعصية، وإصلاح ما أفسد، إن الرَّجاء هو إكسير الحياة، فمن فقده فقد ابتُليَ ببلاء عظيم، لأن وجوده سيكون كعدمه، بل قد يتسبب بالكثير من المشاكل لنفسه ومحيطه.
إن للرَّجاء فوائد عظيمة على الفرد والمجتمع، إنه واحد من أهم أسباب السكينة في الإنسان، يضيء له الظلمات، وينير له معالم طريقه، ويهديه السبيل، ويفجر مواهبه الدفينة في نفسه، ويكشف له عن ملكاته المكنونة، ويخلق في نفسه الإبداع، وهو قوة دافعة تخلق فيه الكفاح والمثابرة والصمود، وتبعث فيه الحيوية والنشاط، ويصنع في نفسه الثقة والقوة والعزيمة والإرادة الصلبة، ويجعله ذا هدف يسعى بقوة إلى تحقيقه، ويطمئنه إلى أن الغد سيكون أفضل من اليوم رغم ما يواجهه اليوم من أزمات.
وقد أجمع المتخصصون في الطب النفسي والطب العضوي على أنه لا يمكن للإنسان أن يعيش حياة سوية مستقرَّة، هادفة، منتجة، دون رجاء، وأثبتوا أنه كلما زاد رجاؤه وتفاؤله تحسَّنت حالته النفسية والبدنية، وقد أثبتت الدراسات الطبية الموثوقة أن الأشخاص الذي يتمتعون بالرجاء والأمل والتفاؤل أقلُّ عُرضة للإصابة بالأمراض النفسية مثل الكآبة والقلق والتوتر، بخلاف المتشائمين اليائسين، ووجدت الدراسات أن الرَّجاء والتفاؤل يُنَشِّطُ صحة الإنسان، ويقوّي مناعة بدنه، ويمنحه طاقة عجيبة لمواجهة الأمراض والفيروسات، ويقَلِّل من إصابته بتصلب الشرايين وضغط الدم، وقد أخبرني بعض أصدقائي كان قد ابتلي بمرض السرطان وأنعم الله عليه بالشفاء منه أن رجاءه بالشفاء ورجاءه برحمة الله ولطفه كان أقوى دواء استفاد منه في العلاج من مرضه.
والرجاء يمنح الإنسان قدرة عالية على التعامل مع المشاكل المختلفة بثقة وطمأنينة وأعصاب هادئة، ويمنحه كفاءة عالية في إدارة الأمور، كما يمنحه الصبر والثبات ولو كان في أصعب الظروف وأعنفها.
إن المؤمن لا يمكن إلا أن يكون راجياً مُؤَمِّلاً، فهو يؤمن أن الخير هو الأصل في الأشياء، وأن الشرَّ أمر عارض، ويؤمن بأن له رباً رحيماً قديراً يجيبه إذا دعاه، ويكشف عنه السوء إذا لجأ إليه، ويجيب دعاءه إذا دعاه، يغفر ذنوبه، ويقبل توبته، ويرحمه قبل وبعد أن يسأله، ويكتب سيئته واحدة، وحسنته عشراً، ويداول الأيام بين الناس، فيبدل من بعد الخوف أمنا، ومن بعد الضعف قوة، ويجعل له من كل ضيق فرجاً، ومن كل هم مخرجاً، ويرعاه ويدافع عنه.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
.........
انتهى/ 278