وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ سينعقد "المؤتمر الدولي لتكريم العلامة مير حامد حسين اللكهنوي (رحمه الله)، في خريف السنة المقبلة عام 1445 للهجرة، وذلك برعاية مؤسسة الإمامة الدولية، وبالتعاون مع المؤسسات العلمية والثقافية بما فيها المجمع العالمي لأهل البيت (ع).
ومن هذا المنطلق أقيم مؤتمر صحفي لهذا المؤتمر العلمي. ومع الإعلان عن زمن إقامته، أزيح الستار عن ملصق المؤتمر بمشاركة أساتذة الحوزة العلمية وفضلائها.
وأشار حجة الإسلام والمسلمين سبحاني في هذا المؤتمر الصحفي إلى مراحل إقامة هذا المؤتمر الدولي، وصرح: "نظرا إلى اتساع شخصيات وعظمة علم الكلام لدى مدرسة لكنهو الهندية، قررنا أن نعرّف شخصيات بلاد هند الوسيعة في مؤتمرين علميين أحدها يركز على العلامة مير حامد حسين والآخر يركز على المرجع الجليل الفقيد السيد دلدار علي غفران مآبا.
وقدم سماحته تقريرا عن نشاطات أمانة المؤتمر الدولي لتكريم العلامة مير حامد حسين، وأعلن أن إزاحة الستار عن ملصق المؤتمر هي إحدى أقسام هذا المؤتمر الصحفي، وصرح: "إن المؤتمر الدولي لتكريم العلامة مير حامد حسين اللكنهوي(ره) سينعقد خريف العام المقبل، وذلك مع إحياء تراثه وتقديم الأعمال القيمة لهذه الشخصية الكبيرة وأسرته".
وأضاف سماحته: "سيقام معرض في هامش هذا المؤتمر الدولي لتكريم العلامة مير حامد حسين حيث يعرض فيه نظرات الشخصيات العلمية حوله، منها ما ورد عن العلامة السيد محسن الأمين صاحب أعيان الشيعة، وقد ورد عن هذا العالم الجليل أنه قال: عندما أقرأ مؤلفات مير حامد حسين أشعر أنه لم تأت شخصية بمستواه في باب أمر الولاية و الإمامة بعد السيد المرتضى والشيخ الطوسي".
وأكد رئيس المؤتمر الدولي لتكريم العلامة مير حامد حسين على أن الفقيد العلامة صاب كتاب عبقات الأنوار الكبير لعدة مرات كان محل اهتمام الكبار من العلماء، وصرح: "إنه رحمه الله توفي قبل 140 سنة في سنة 1306 للهجرة. ومباشرة بعد وفاته وبسبب شهرة هذا العالم الجليل ، تم إحياء قسم من آثاره ومؤلفاته، وذلك بجهود العلماء والمفكرين آنذاك.
وعد سماحته أن أقوال الشخصيات العلمية والاجتماعية في الهند حول مير حامد حسين وكتاب عبقات الأنوار ستكون إحدى أقسام هذا المؤتمر، وصرح: "إن الإمام الخميني (ره) في كتاب كشف الأسرار في باب حديث الغدير وواقعة الولاية يعتبر كتاب عبقات الأنوار أفضل كتاب في هذا الخصوص، ويقول: "على علماء الشيعة خاصة وسائر شرائح المجتمع، أن لا يتركوا هذا الكتاب الذي أكبر حجة للمذهب حتى يطمس، فهناك جماعة يسعون لجمع هذا الكتاب حتى لا يبقى منه أثرا، ويمحوه في حين نحن الامة الشيعية في سبات من هذا الأمر حتى نشاهد أنه قد ضاع من بين أيدينا كنز ثمين وجوهرة ذات قيمة كهذا الكتاب.
وتابع حجة الإسلام والمسلمين سبحاني، مشيرا إلى الهمة العالية لعلماء حوزتي قم والنجف في إحياء كتاب عبقات الأنوار، وقال: "لم تصدرحتى الآن هذه الموسوعة الكبيرة (عبقات الأنوار) بصورة كاملة وشاملة مع التصحيحات الدقيقه".
واعتبر سماحته أن الانتفاع من القابليات والقدرات وتوسيع البرامج الإعلامية حول شخصية مير محمد حسين من الأهداف والمهام الأخرى لأمانة هذا المؤتمر، وقال: " نعتزم مع إقامة المؤتمر الدولي لتكريم العلامة مير حامد حسين اللكهنوي أن نسجل حدثا كبيرا في هذا المجال، وذلك بتعريف هذه الشخصية الكبيرة في دراسات الإمامة".
وشدد حجة الإسلام والمسلمين سبحاني على أن قبل نشاطات المؤتمر الدولي لمير حامد حسين تم إحياء 8 مجلدات من أعمال أسرة مير حامد حسين، وصرح: يقدم المؤتمر الدولي لمير حامد حسين، من خلال دراسة وثائق وأعمال المدرسة الكبيرة للكهنو في الهند، حجمًا كبيرًا من الوثائق الجديدة التي حصل عليه لينتفع بها الباحثون كمصادر بحثية من الدرجة الأولى في دراساتهم وبحوثهم.
واعتبر رئيس مؤسسة الإمامة الدولية أن كتابة 50 أطروحة علمية في مختلف المراحل والمستويات الحوزوية والجامعية قسم آخر من اتجاهات التي يتجه إليه المؤتمر الدولي لتكريم العلامة مير حامد حسين، وصرح: "إن تربية جيل من الشباب الباحث والمسلح بجميع الأدوات في علم الكلام، والحديث والرجال، ودراسة القرآن الذين يسلكون طريق الفقيد العلامة مير حامد حسين من أهم إنجازات هذا المؤتمر الدولي".
ولفت سماحته إلى أنه لم تكن إقامة المؤتمر الدولي لعلامة مير حامد حسين الكهنوي لتكريم والاحتفاء بمقامه العلمي فحسب، بل هناك غايات أخرى، وصرح: "هناك لدينا بنك معلومات حول وثائق ومصادر ومقالات عديدة حول الإمامة والولاية، وهي مبوبة بمواضيع ومنهجيات، فإن هذا النشاط محل اهتمام أمانة المؤتمر، وذلك إلى جانب تقديم الاستشارة العلمية للباحثين".
وفي ختام حديثه، أكد حجة الإسلام والمسلمين سبحاني على أن اليوم وإلى جانب إزاحة الستار عن ملصق المؤتمر يتم إزاحة الستار أيضا عن كتابين حول شخصية العلامة مير حامد حسين، وصرح: أقيمت حتى الآن 7 جلسات تحضيرية في مختلف المدن لهذا المؤتمر، ونظرا إلى القرارات والتخطيطات ومن أجل التعريف بالمؤلفات العلمية للعلامة مير حامد حسين هناك جلسات علمية تحضيرية لهذا المؤتمر ستنعقد في النجف الأشرف والهند.
ثم تحدث ممثل الولي الفقيه في الهند حجة الإسلام والمسلمين مهدي بور، مشيرا إلى دور بلاد الهند في الحضارة الإسلامي والعالم الإسلامي، وصرح: "إن تشكيل دول شيعي في بعض المناطق الشاسعة من بلاد الهند كدولة عبد، ودكن، والعادل شاهية، ونظام شاهي، تسبب في هجرة كبار العلماء من إيران إلى الهند".
وأشار سماحته إلى أن أجداد مير حامد حسين صاحب عبقات الأنوار في فترة دولة عبديان هاجروا إلى الهند واستقروا في لكنهو، وصرح: "هناك الآلاف من العلماء والمفكرين كالفقهاء والمتكلمين والعرفاء في مختلف العصور التاريخية قد هاجروا من شتى البلدان الإسلامية إلى الهند، وكان له لهم دور فعال في شبه القارة الهندية".
واعتبر ممثل الولي الفقيه في الهند العلامة مير حامد حسين من الشخصيات البارزة في عالم التشيع والنجوم الساطعة ومن كبار مفكري العالم الإسلامي، وصرح: "إن العلامة مير حامد حسين من المحققين الذكياء والشخصيات المولاية لأهل البيت والمعنوية وقد أنجز أعمالا علمية في الدفاع عن الإمامة والولاية تشبه بالإعجاز".
وأشار سماحته إلى كتابة "تحفه اثنا عشريه" في الهندية وما أثير من تسائلات وبث الشبهات في تلك البلاد، وصرح: "إن العلماء الباحثين والمفكرين في الهند وبناء على ما يمتلكون من مؤلفات علمية كتبوا عشرات الكتب في الرد على كتاب عبد العزيز الدهلوي، حيث يعد كتاب عبقات الأنوار واحد من هذه الكتب".
وفيما يتعلق بأن كتاب عبقات الأنوار ألف بناء على "وجادلهم بالتي هي أحسن" وبمنهج علمي وبحثي، صرح حجة الإسلام والمسلمين مهدي بور: "إن العلامة مير حامد كان ملتفة في كتاب العبقات إلى مختلف الأحاديث والآيات من الناحية البحثية؛ وإن إحاطته بالروايات، وعلم الرجال، ومعرفته بسند الروايات من القضايا التي تحظى بأهمية بالغة".
وصرح ممثل الولي الفقيه في الهند: إن حصول العلامة مير حامد حسين على آلاف الآلاف من المصادر والنسخ الخطية الفريدة من نوعها مما تميز بها هذا العالم الجليل، حيث استفاد وننتفع منها بأفضل ما يمكن.
ولفت سماحته إلى أن الأسفار والتضحيات العلمية للعلامة مير حامد حسين لأجل تجميع الكتب الأصيلة من مختلف بلدان العالم كانت من القضايا التي تحظى بأهمية بالغة في حياته، حيث كانت مكتبته مصدرا قيما للمحققين والباحثين، وصرح: "إن أسرة مير حامد حسين سواء أخوته أو أولادها كانوا من الشخصيات العلمية وفقهاء، وقد كان لهم دور فعال في تدوين وأحياء قسم من كتاب عبقات الأنوار".
وتابع حجة الإسلام والمسلمين مهدوي بور مؤكدا على أن العلامة مير حامد حسين يتعلق ببلدين إيران والهند، منوها بأنه "على أمل أن تكون إقامة المؤتمر الدولي لتكريم العلامة مير حامد حسين الكهنوي، بداية للتعزيز والتواصل العلمي بين المؤسسات العلمية والبحثية والجامعات في إيران والهند.
وفي قسم آخر من حديثه اعتبر ممثل الولي الفقيه في الهند أن مبحث الإمامة من أهم المباحث العقائدية والتوظيفة، وأكد على إثبات المرجعية العلمية والدينية وإمامة الأئمة (ع) لها تأثيرها الفعال على الفكر الإسلامي في مختلف عصور التاريخ، وصرح: "كنا دائما نثمن جهود مؤسسة الإمامة الدولية وشخص حجة الإسلام والمسلمين سبحاني والفريق العلمي وهذه المجموعة وسائر المؤسسات المساندة في إقامة هذا المؤتمر القيم".
وفيما يتعلق بأن شخصية مير حامد حسين لم تزل مجهولة ولم تعرف بين علماء الهند لفت حجة الإسلام والمسلمين مهدي بور في ختام حديثه إلى أنه "نأمل حتى نقيم اجتماعات تحضرية بمشاركة جميع علماء ولايات الهند، وقد جمع مجمع الباحثين في الهند أطروحات جامعية في هذا المجال حتى يستفاد الاستفادة القصوى من القابليات القيمة لطلاب العلوم الدينية في الهند".
وقد وصف الدكتور أحد فرامرز قراملكي المدير التنفيذي لمؤسسة البحوث الإسلامية في العتبة الرضوية المقدسة في هذا المؤتمرالصحفي شخصية العلامة مير حامد حسين بأنها رسامة لطريق الحمية الدينية وطريق الدفاع الفعال عن الإمامة والتعاليم الدينية، وطريق التحقيق والبحث المجهد والبحوث الهادفة.
واعتبر قراملكي أن مير حامد حسين علّمنا إنشاء البحث الصحيح من خلال تحمله المعاناة والصعوبات، وصرح: إن الشخصية الحضارية لمير حامد حسين وعمله الخالد عبقات الأنوار أصبح بوحده سراج هداية لنا ولأجيالنا في مختلف المجالات.
وأشار إلى حذاقة العلامة مير حامد حسين في المنطق، وصرح: "نظرا إلى إلمام وإحاطة العلامة مير حامد حسين بمختلف العلوم الإسلامية، فإن المناطقة يعتبرون مير حامد حسين منطقيا حاذقا، وعلماء الحديث يعدونه خبيرا بالحديث، كما أن الانتفاع من قابلية مختلف العلوم والفنون في الدفاع عن ساحة أهل البيت عليهم السلام يعد درسا كبيرا ومنهجا عظيما علمنا إياه العلامة".
ومن جانبه تحدث أيضا في هذا الاجتماع رئيس مؤسسة دراسة الكتب الشيعية حجة الإسلام مختاري مشيرا إلى إقامة المؤتمر الدولي لتكريم العلامة مير حامد حسين اللكهنوي، معتبرا إحياء تراثه بما فيه عبقات الأنوار أبرز رسالة هذا المؤتمر الدولي وأهم استراتيجته، وصرح: "إن آية الله الشهيد الدكتور بهشتي بعث أحد الفضلاء والذي لديه معرفة بالبيئة الهندية لإحياء أعمال مير حامد حسين، وسيتم نشر تقرير من جهوده في ملف خاص في مؤتمر مير حامد حسين من قبل هذه مؤسسة".
واعتبر سماحته نشر تقرير مفصل عن اهتمام الإمام الخميني بإحياء عبقات الأنوار كإحدى أقسام الملف الخاص للمؤتمر الدولي لتكريم العلامة مير حامد حسين، ونوه بأن " مير حامد حسين ترك آثارا مباركة عن نفسه في عمره الذي ناهز 60 عاما".
وفي قسم آخر من حديثه أشار حجة الإسلام مختاري إلى بعض النشاطات المرتبطة بإحياء أعمال وآثار أسرة مير حامد حسين، وصرح: "إن بعض آثار أسرة مير حامد حسين سيتم تصحيحها وتحقيقها ومن ثم إصدارها، وذلك بعد إقامة المؤتمر".
..........
انتهى/ 278