وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالة اكنا
الثلاثاء

٢٤ مايو ٢٠٢٢

٤:٢٣:٠٥ ص
1260330

الغضب أو العطف الإلهي؛ أیهما الغالب؟

التعالیم الإسلامیة تشیر إلی العطف الإلهي وغضبه ولکن السؤال أیهما الغالب والبارز في تعامل البارئ مع عباده؟

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ إنّ النصوص الدینیة والأعیة التي وصلتنا تؤکد تقدم الرحمة الإلهیة علی الغضب الإلهي کما نقرأ في دعاء "الجوشن الكبير، أحد الأدعية للشيعة: " یَا مَنْ لا یُرْجَی إِلّا فَضْلُهُ، یَا مَنْ لا یُسْأَلُ إِلّا عَفْوُهُ، یَا مَنْ لا یُنْظَرُ إِلّا بِرُّهُ، یَا مَنْ لا یُخَافُ إِلّا عَدْلُهُ، یَا مَنْ لا یَدُومُ إِلّا مُلْکُهُ، یَا مَنْ لا سُلْطَانَ إِلّا سُلْطَانُهُ، یَا مَنْ وَسِعَتْ کُلَّ شَی ءٍ رَحْمَتُهُ، یَا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ، یَا مَنْ أَحَاطَ بِکُلِّ شَی ءٍ عِلْمُهُ، یَا مَنْ لَیسَ أَحَدٌ مِثْلَهُ".

ونتصور أن المعنی لعبارة "یا من سبقت رحمته غضبه" أن الرحمة الإلهیة أکثر من غضبه ولکن المرجع الشيعي الكبير "آیة الله جوادي الآملي" یعرض صورة مختلفة عن الآیة حیث یقول إن الرحمة صفة إلهیة لا یوجد نقیض لها في الذات الإلهیة.

ثم یوضح أن الغضب لیس نقیضاً للرحمة وإن الله لا یرید إعلان تفوق غضبه علی رحمته بل أراد أن یعلن أن الرحمة هي أساس العالم.

إن الله خلق العالم بصفته الرحمانیة وأن الغضب صفة مخالفة للرحیم ولیس للرحمة إن الله وضع حجر أساس العالم علی الرحمة وإن الجمیع ینعم بالرحمة الإلهیة وهناك من ینعم بصفة الرحمانیة الإلهیة وهناك من یکون هدفاً للغضب الإلهي ولکن تبقی الرحمة نهراً جاریاً في الکینونة وینعم بها الجمیع.

لا أحد مستثنی من الرحمة وإن الرحمة هي أساس الخلق.

هناك دعاء في الصحیفة السجادیة یعکس هذا المعنی بأکثر وضوحاً وهو "اللَّهُمَّ یا مَنْ بِرَحْمَتِهِ یسْتَغیثُ الْمُذْنِبُونَ ... أَنْتَ الَّذِی جَعَلْتَ لِکلِّ مَخْلُوقٍ فِی نِعَمِک سَهْماً وَ أَنْتَ الَّذِی عَفْوُهُ أَعْلَی مِنْ عِقَابِهِ وَ أَنْتَ الَّذِی تَسْعَی رَحْمَتُهُ أَمَامَ غَضَبِهِ".

لأن الرحمة الإلهیة تبرز قبل غضبه وإن أساس خلقه الرحمة والعطف فإن شریعة الأمل تقول لنا یجب الإعتبار من ذلك وإستخدامه في حیاتنا هذا هو الفرق بین شریعة الأمل والمعنی التقلیدي للشریعة حیث لا یتجاوز التوجه الأخیر الغوص في عالم المعاني والصفات الإلهیة.

ولکن الشریعة الحدیثة تبحث عن الخروج بأسوة والسیر وفقها في الحیاة فإن کان العالم أساسه الرحمة وإن الرحمة الإلهیة تستبق غضبه إذا ما هو واجبنا؟ وهو السؤال الذی لیس من الصعب العثور علی إجابته.

مقتطفات من كلمة الأكاديمي الايراني والباحث في الشريعة وفلسفة الدين والأستاذ بجامعة "الخوارزمي" الايرانية "رسول رسولي بور"
........
انتهى/ 278