وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالة اكنا
السبت

٣٠ أبريل ٢٠٢٢

٥:٠٨:١٦ م
1253456

إن الشدائد التي يواجهها الانسان في هذا العالم إمتحان إلهي للإنسان تجعل منه إنساناً صابراً شاکراً حتی یتفوق علیها بتلك الصفات.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ إن الشدائد التي تواجه الانسان في هذا العالم تعدّ من القضایا التي تلفت إنتباه المفكرين والمتدينين وتعرف هذه الشدائد بالابتلاء الإلهي من منظور التعاليم الدينية وتجعل الإنسان أن يكون صابراً شاکراً حتی یتفوق علی التحديات بتلك الصفات.

فیما یلي جزء من كلمة الأستاذ المدرس في الحوزة العلمیة والجامعة "آیة الله محسن فقیهي" حول الإمتحان الإلهی وما یعیش الإنسان من الشدائد في الحیاة:

"قال الله سبحانه وتعالی في الآیة 155 من سورة "البقرة" المباركة "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" لیؤکد أن الإبتلاء والإمتحان أمر محتوم لجمیع العباد.

وللإبتلاء أسباب کثر منها تکامل الإنسان ونموّه وهو الهدف الأساس من الإبتلاء إذ به یرتقي الإنسان في الأبعاد المعنویة والإزلیة الخالدة.

ربما یبتلی الإنسان في ماله أو في صحته وبذلك یجزي الله الممتحن لقوله تعالی "قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ"(الزمر / 10).

وربما یبتلی الإنسان بوفرة المال والمقام والعرش حتی یتبین إنه عبد شکور أو کفور بنعمة الله وبالتالي لیس علی الإنسان الا أن یکون شاکراً صبوراً في السراء والضراء.

والصبور هو من یجسد الصبر في کل مقام ولیس من یصبر في موقف دون الآخر بل هو الإنسان الذی یصبح الصبر جزءا من شخصیته ووجوده.

مقام الصبر والشكر

وأحد الاختبارات الإلهية هو المكانة التي يعطيها الله للإنسان في العالم، كما قال الله سبحانه وتعالى في الآية الـ165 من سورة "الأنعام" المباركة هي "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ".

عندما يصل الإنسان إلى منصب سياسي وإداري، يجب علىه أن يكون حذراً لأن هذه المناصب هي الابتلاءات، وفي الواقع يُمنح الشخص منصباً ليرى ما يفعله من أجل الناس.

لذلك، يجب أن نعدّ أنفسنا للابتلاءات الإلهية ونعلم أننا نتعرض للابتلاء في كل قرار وسلوك. إذا كنا شاكرين فتزداد البركات الإلهية، أما إذا لم نشكر فستبتعد البركات عنا، کما أنه إذا صبرنا فإن بركات كثيرة تصلنا في الدنيا والآخرة.
......
انتهى/ 278