وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ سلمان سيد، أستاذ الخطابة والفكر الاستعماري بكلية علم الاجتماع والسياسة الاجتماعية بجامعة "ليدز" البريطانية، إن الهجمات التي وقعت بمدينة "كرايستشيرش" في نيوزيلندا عام 2019 كانت أفعالاً "ممنهجة" معادية للإسلام، وإنه يجب على المسلمين بناء ذاكرة جماعية في مواجهة مثل هذه الهجمات.
و تحدث سيد عن ظاهرة الإسلاموفوبيا، عشية الذكرى الثالثة للهجمات الإرهابية عام 2019، التي استهدفت مسجدي "النور" و"لينوود" بمدينة "كرايستشيرش" في نيوزيلندا.
وقال الخبير الاجتماعي إنه في كثير من الأحيان عندما تحدث مثل هذه الهجمات من قبل عنصريين من البيض، يتم تقديمها دائماً على أنها هجمات "فردية" من قبل أفراد مصابين بأمراض عقلية، أو يعانون من مشاكل شخصية، بدلاً من رؤيتها كجزء من "عملية منهجية" واعتداءات على غير البيض في أنحاء العالم.
وأضاف أن ما حدث في كرايستشيرش كان هجوماً ينم عن معاداة الإسلام، لأن "القاتل هاجم المسجد، وقتل الناس أثناء صلاة الجمعة".
وفي إشارة إلى الصلة بين العنصرية والإسلاموفوبيا، أكد سيد، الذي ألّف العديد من الكتب في هذا المجال، أن الإسلاموفوبيا هي نوع من العنصرية وترتبط أيضًا بـ "القومية البيضاء".
وقال إن ما واجهه بعض الطلاب الأفارقة والصينيين في أوكرانيا خلال عمليات الإجلاء بالقطار وسط التدخل الروسي في البلاد، هو مثال آخر على مثل هذه الأعمال (العنصرية).
وأضاف: "هؤلاء الأشخاص (الذين يقومون بأعمال معادية للإسلام)، ومن خلال مواقعهم على شبكة الإنترنت، يمكن رؤية أنهم يتشاركون في نفس الأفكار التي يضطهدون من خلالها المسلمين".
وتابع: "على سبيل المثال، ما يحدث مع الأويغور في الصين، حيث تتحدث الصين عن الإرهاب والتهديد من التطرف، وهو نفس ما تفعله الحكومة الهندية، التي جردت حق المواطنة من المسلمين".
كما تطرق أيضاً إلى المواقف المماثلة لحكومة ميانمار ضد المسلمين، وسلوك الحكومة الفرنسية تجاه الجالية المسلمة في ظل مزاعم "الزيادة السكانية".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان بإمكان المسلمين بناء ذاكرة جماعية في مواجهة الإسلاموفوبيا، شدد سيد على أنه من المهم للمجتمعات المسلمة أن تفعل ذلك، لأن أياً من الهجمات الإرهابية أو الهجمات المعادية للإسلام "لا تعد عملاً فردياً، بل جزء من أفعال ممنهجة ومترابطة".
وحذر الخبير الاجتماعي من أنه إذا لم تقم المجتمعات المسلمة ببناء ذاكرة جماعية حول هذه الأحداث، "فلن تتمكن من إخبار أطفالها بمثل هذه الهجمات، ولن تكون قادرة على حماية المسلمين من تلك الهجمات، وهذه مسؤولية ثقيلة علينا جميعا".
وأشار سيد أيضاً إلى التناقض في قرارات ومواقف السياسيين الغربيين بشأن عبور الحدود للاجئين السوريين في الماضي، واللاجئين الأوكرانيين في الأسابيع الأخيرة.
وفي 15 مارس/ آذار 2019، تعرض مسجد النور ومركز لينود الإسلامي في كرايستشيرش لهجوم إرهابي بالأسلحة الرشاشة، نفذه شخص أسترالي يدعى برينتون تارانت.
وحكم على الإرهابي تارانت بالسجن المؤبد في أغسطس / آب 2020 لارتكابه الهجوم الذي أسفر عن مقتل 51 شخصًا وإصابة 49 آخرين.
.....................
انتهى/185