وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ صرح زائر الأربعين من مدينة جاكرتا الأندونيسية: شكرا لله على أن وفقت للمشاركة في هذا الحدث العظيم برفقة جماعة متكونة من 6 أشخاص من أندونيسيا.
وحول مشاعره من المشاركة في رحلة الأربعين قال الرئيس الأسبق لمنظمة أهل البيت (ع) في أندونيسيا "السيد حسن دليل العدروس": قطعنا المسافة بين النجف حتى كربلاء في 4 أيام، وقد شارك في هذه المشاية جنسيات ومذاهب مختلفة من الشيعة والسنة والمسيحيين، فالإمام الحسين (ع) لا يختص بجماعة خاصة، الإمام الحسين (ع) الإمام الثالث للشيعة، لكنه يختص بجميع المذاهب والديانات؛ إذ أنه قبلة أحرار العالم.
وأضاف هذا الزائر الذي له 60 سنة: بعد الحرب العالمية الثانية طالبت الدول بمؤسسة عالمية حتى تتمكن الأمم أن تتحد فيها، وتصبح لديها حياة منظمة ومتضامنة، ويعيشون في سلام عالمي، وعندما أسست منظمة الأمم المتحدة، فكانت الحروب مستمرة، وما استطعت منظمة الأمم المتحدة أن تجمع الأمم معا؛ وعليه يجب علينا جميعا أن نتعلم الدروس من ثورة الإمام الحسين (ع)، ونتحد تحت رايته.
وفيما يتعلق بأهداف نهضة الإمام الحسين (ع) صرح: حدثت نهضة الإمام الحسين (ع) من أجل إحياء الإسلام المحمدي الأصيل، فكان الإسلام قد حُرّف من قبل أبناء أبي سفيان، فنهض حفيد رسول الله (ص) على بني أمية، فورد في القرآن أن اليهود يحرّفون تعاليم النبي (ص) بأفكارهم الباطلة، وقلوبهم الملوثة، ومخططاتهم السوداء، فيجب إحياء الإسلام لإعادة التعاليم المقدسة إلى مسيرها الرئيسي.
وأضاف الرئيس الأسبق لمنظمة أهل البيت (ع) في أندونيسيا: بعد مضي خمسين سنة من وفاة النبي (ص) أمسى الإسلام يواجه صعوبات كثيرة، حدثت بعض الحروب الكبيرة ما تسببت بمشكلات عديدة، وقد سقطوا ضحايا العديد من الأصحاب وأفراد من أهل بيت النبي (ص)، وأراد المجرمون على مدى خمسين سنة أن يطفؤوا نور الله وأن يحرّفوا الإسلام، فساءت الأمور والأوضاع في حكم يزيد، فمعظم الناس لم يجرؤوا على محاربته، ومنهم من التحق بيزيد.
وتابع: من كان مع الإمام الحسين (ع) عدد قليل لم يبلغوا 100 شخصا في عاشوراء، فعناصر يزيد هجموا على جيش الإمام الحسين (ع) بكل قواهم، فإن أتباع يزيد في ظاهر الأمر هم المنتصرون، ولكن أين يزيد اليوم؟ فيزيد وأتباعه أمسوا تحت التراب، ومعظمهم قُتلوا قتلة بشعة، أما يزيد ولخباثته يدعى عليه في كل مكان؛ والمسلمون يؤيدون نهضة الإمام الحسين (ع). إن الإمام الحسين (ع) قتل مظلوما، وطافوا برأسه من بلد إلى بلد، وساقوا أهل بيته سبايا من كربلاء إلى الكوفة، ومن الكوفة إلى دمشق، لكن بالخطب التي ألقاها الإمام السجاد (ع) والسيدة زينب (ع) افتضح يزيد وابن زياد، فيستذكر الشيعة اليوم هذه المأساة، وتبكي على ما أصاب أهل البيت (ع) من الرزايا.
وصرح: إن الشيعة تسمي شهر محرم بشهر العزاء والبكاء، ففي أندونيسيا هناك العديد من المسلمين لا يدعون الآخرين للضيافة ما بينهم في شهر محرم؛ لأنهم يريدون أن يواسوا أهل بيت الرسول (ص)، فيحزنون. فرح النبي (ص) عند ولادة الإمام الحسن والحسين (ع)، فنحن أيضا نفرح ونقيم الاحتفالات بالمناسبة، وقد عرّف النبي (ص) سبطيه بأنهما سيدا شباب أهل الجنة، وعندما أخبر جبرئيل النبي (ص) باستشهاد الإمام الحسين (ع) بكى النبي (ص) على مصابه، وعليه فإن النبي (ص) أول من بكى لمصيبة الإمام الحسين (ع)، فهناك العديد من يبكي على الإمام الحسين (ع)، فنحن نخاطب الإمام الحسين (ع) ونقول له: إنا سنصطحبكم، بنواياكم المقدسة.
وحول فلسفة البكاء على مصيبة الإمام الحسين (ع) قال السيد حسن دليل العدروس: إن فلسفة البكاء الإمام الحسين (ع) في شهر محرم هي أن لدينا عزما جازما أن نمضي على طريق الحسين (ع) وأن نجدد مبادئه، فيجب أن نواصل تحسين الوضع الثقافي والديني للمجتمع، فاليوم يجب أن نحارب يزيد زماننا أي الذين يدمرون بلدنا، ويحاولون طمس القيم ومبادئ بلدنا، فيجب أن نقتدي بالإمام الحسين (ع) ونؤسس مجتمعاً فيه المسلمون متحابون، وكل مذهب ودين يحترم الآخر.
وفي الختام قال: إن محبة والاقتداء بنهج ومدرسة الإمام الحسين (ع) هما محور البشر للوصول إلى حياة منظمة بين الشعوب، وعيشة بسلام مع الآخرين.
.......
انتهى/ 278