وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : nooran
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
114309

المعجزة الصوتية للقرآن الكريم

أراد الله. سبحانه وتعالى، أن يكون القرآن الكريم معجزة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذو وجوه متعددة من الإعجاز فهو معجزة في أسلوب وبلاغته وهو أيضاً معجزة سمعية وصوتية، وحياً وبلاغاً، وتلاوة وترتيلاً..

 

والسمع هو سيد وسائل الإدراك الإنساني والكلام لا يسمى كلاماً إلا إذا كان بصوت وعند قراءة كلمات مكتوبة فإنها في الحقيقة تستثير في نفسك أصواتها المنظومة والتي تدل على معانيها، أي أنها تجري على لسانك وقلبك ولو كنت صامتا.

 

وقد أثبت العلم الحديث أن الصوت صورة من صور الطاقة وينتقل على شكل موجات، وعند وصول الصوت إلى الأذن تبدأ إرهاصات الإدراك السمعي والتي تنتهي بالفهم والتخيل والرغبة والرهبة والحب والبغض وكافة المشاعر الإنسانية المرتبطة بالمؤثر الصوتي سواء كان له معنى في ذاته أو أثار في نفسك قصصاً وذكريات وتنشأ عن ذلك الفكرة والنية، والعزيمة والإرادة والفعل وذلك وفقاً لما يمكن أن يحمل الصوت المسموع من معاني ومفاهيم ونغم وهدير مما يكون له تأثيره على النفس والجسد (Psychosomatic effects) ومنذ أكثر من عشرين عاماً تقدم زميل لي من الأطباء برسالة لنيل الدكتوراه وكان موضوعها (أثر الموسيقى في علاج أمراض القلب) وقد أوليت هذا الأمر اهتمامي وتفكرت في معجزة القرآن الشفائية والتي أخبرنا بها المولى ـ عز وجل ـ في كتابه الكريم فقد ارتبط الشفاء بذات آيات القرآن الكريم في عدة مواضيع قال تعالى (قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور) يونس 57، قال تعالى: (وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) الإسراء 82، قال تعالى: (قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء) فصلت 44 وكما أن القرآن الكريم شفاء للقلب والروح والعقل فهو بيقين شفاء للبدن والنفس من الأوجاع والأمراض وقد أكدت السنة النبوية الشريفة هذه الحقيقة.

 

وقد اهتدى بهذا القرآن العظيم واستشفى به أهل الإيمان على مدى القرون. وبدأ التساؤل لماذا لا تقدم بحوث إسلامية تكشف النقاب عن القوة الشفائية لسماع القرآن الكريم وأثر ذلك على جسم الإنسان. وبفضل الله تعالى تحول هذا الاهتمام المتزايد إلى بحوث طبية تطبيقية بدأها الدكتور أحمد القاضي في أمريكا ونرجو من الله أن تستكمل هذه البحوث في المستقبل القريب، وسنعرض في هذا المقال ملخصاً لهذا البحث القيم:

 

قام فريق عمل طبي بأبحاث قرآنية في (عيادات أكبر) في مدينة بنما سيتي بولاية فلوريدا وقدم هذا البحث في المؤتمر العالمي الثالث للطب الإسلامي المنعقد في استنبول، تركيا. وكان هدف المرحلة الأولى من البحث هو إثبات ما إذا كان للقرآن المراقبة الإلكترونية المزودة بالكمبيوتر لقياس التغيرات الفسيولوجية في عدد من المتطوعين الأصحاء أثناء استماعهم لتلاوة قرآنية. ت تسجيل وقيام أثر القرآن عند عدد من المسلمين المتحدثين بالعربية وغير العربية وكذلك عند عدد من غير المسلمين. بعدما تليت عليهم مقاطع من القرآن الكريم باللغة العربية تم تليت عليهم ترجمة هذه المقاطع باللغة الإنجليزية وقد أجرى البحث على مرحلتين: 

 

نتائج المرحلة الأولية:

 

أثبتت التجارب المبدئية البحثية وجود أثر مهدئ مؤكد للقرآن في 97% من التجارب التي أجريت، وهذا الأثر ظهر في شكل تغيرات فسيولوجية تدل على تخفيف درجة توتر الجهاز العصبي التلقائي. وتفاصيل هذه النتائج المبدئية عرضت على المؤتمر السنوي السابع عشر للجمعية الطبية الإسلامية في أمريكا الشمالية والذي عقد في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري.

 

المرحلة الثانية: تضمنت دراسات مقارنة لمعرفة ما إذا كان أثر القرآن المهدى للتوتر وما يصحبه  من تغيرات فسيولوجية عائداً فعلاً للتلاوة وليس لعوامل غير قرآنية أو رنة القراءة القرآنية العربية، أو لمعرفة السامع بأن ما يقرأ عليه هو جزء من كتاب مقدس. وبعبارة أخرى فإن هدف هذه الدراسة المقارنة هو تحقيق الافتراض القائل بأن الكلمات القرآنية في حد ذاتها لها تأثير فسيولوجي بغض النظر عما إذا كانت مفهومه لدى السامع. وقد كانت خطوات البحث كالتالي:

 

المعدات: استعمل جهاز قياس ومعالجة التوتر المزود بالكمبيوتر ونوعه ميداك 2002 (ميديكال داتا أكويزشن) والذي ابتكره وطوره المركز الطبي لجامعة بوسطن وشركة دافيكون في بوسطن. وهذا الجهاز يقيس ردود الفعل الدالة على التوتر بوسيلتين أحدهما الفحص النفسي المباشر عن طريق الكمبيوتر والأخرى بمراقبة وقياس التغيرات الفسيولوجية في الجلد.

 

وقد شمل برنامج الكمبيوتر إجراء الفحص النفساني ومراقبة وقياس التغيرات الفيزلوجية وطباعة تقرير النتائج، كمبيوتر من (أبل 2 إي) مزود بقرصين متحركين وشاشة من أجهزة مراقبة إلكترونية مكونة من أربعة قنوات قناتين لقياس التيارات الكهربائية في العضلات معبرة عن ردود الفعل العصبية العضلية، وقناة لقياس قابلية التوصل الكهربائي للجلد وقناة لقياس كمية الدورة الدموية في الجلد وعدد ضربات القلب ودرجة حرارة الجلد، وقد استعمل لقياس هذه التغيرات موصل كهربائي حساس فوق الجبهة وآخر بربط حول طرف أحد الأصابع بحيث إن أي تغيرات في كمية الدم الجاري في الجلد تظهر مباشرة على شاشة العرض إضافة إلى سرعة ضربات القلب، ومع زيادة وتخفيض درجة حرارة الجلد تسرع ضربات القلب، ومع الهدوء ونقصان التوتر تتسع الشرايين وتزداد كمية الدم الجاري في الجلد ويتبع ذلك ارتفاع في درجة حرارة الجلد ونقصان في ضربات القلب.

 

الطريقة والحالات المستعملة:

 

أجريت مائتان وعشرة تجارب على خمسة متطوعين ثلاث ذكور وأنثيين، يتراوح أعمارهم بين 17 و 40 سنة ومتوسطها 22 سنة، وكل المتطوعين كانوا من غير المسلمين ومن غير الناطقين بالعربية. وقد أجريت هذه التجارب خلال 42 جلسة علاجية تضمنت كل جلسة خمسة تجارب وبذلك كان المجموع الكلي للتجارب 210 تجربة. وتليت على المتطوعين قراءات قرآنية باللغة العربية الموجودة خلال 85 تجربة وتليت عليهم قراءات عربية غير القرآنية خلال 85 تجربة أخرى، وقد روعي في هذه القراءات الغير قرآنية أن تكون باللغة العربية المجودة بحيث تكون مطابقة للقراءات القرآنية من حيث الصور واللفظ والوقع على الأذن. ولم يستمع المتطوعون لأي قراءة خلال 40 تجربة أخرى، وخلال تجارب الصمت كان المتطوعون جالسين جلسة مريحة وأعينهم مغمضة، هي نفس الحالة التي كانوا عليها أثناء المائة وسبعين تجربة الأخرى التي استمعوا فيها القراءات العربية القرآنية وغير القرآنية.

 

ولقد استعملت القراءات العربية غير القرآنية كدواء خال من المادة العلاجية (بلاسيبو) مشابه للقرآن العربية غير القرآنية كدواء خال من المادة العلاجية (بلاسيبو) مشابه للقرآن حيث إنه لم يكن في استطاعة المتطوعين المستمعين أن يميزوا بين القرآن وبين القراءات الغير قرآنية.

 

وكان الهدف من ذلك هو معرفة ما إذا كان للفظ القرآن أي أثر فسيولوجي على من لا يفهم معناه وعما إذا كان هذا الأثر ـ إن وجد ـ هو فعلاً أثر لفظ القرآن وليس أثراً لواقع اللغة العربية المرتلة.

 

أما التجارب التي لم يستمع فيها