وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : annabaa
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
114240

حقيقة المهدوية ودلائل الغيبة

المهدي في السنة

لا يخفى على من طالع الأحاديث أن قضية المهدوية مطروحة في زمن النبي(ص) ويذكر فيها تعيين نسبه بل وحتى غيبته ونشير إلى ذلك إشارة لوضوحه:

 

1- ذكر الحاكم في المستدرك ج4 ص58 بسنده عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله(ص) قال:تملأ الأرض ظلماً وجورا فيخرج رجل من عترتي يملك الأرض سبعاً أو تسعاً فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً.

 

وقريب منه مسند احمد ج3 ص17 وقريب منه أيضا سنن أبي داود ج4 ص152 وكذا في مجمع الزوائد ج7، ص317، والتدوين ج2، ص84، وتذكرة الحفاظ، ج3، ص838، وفرائد السمطين، ج2، ص334.

 

2- وجاء في الصواعق المحرقة ص98: اخرج الروياني والطبراني وغيرهما - المهدي من ولدي وجهه كالكوكب الدري، اللون لون عربي والجسم جسم إسرائيلي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورا، يرضى بخلافته أهل السماء وأهل الأرض والطير في الجو يملك عشرين سنة.

 

3 - وفي فرائد السمطين بسنده إلى أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب قال: قال رسول الله(ص) المهدي من ولدي يكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم يأتي بذخيرة الأنبياء فيملأها قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلما.

 

وهناك اخبار اخر تبين اوصافه وصلاة عيسى بن مريم خلفه ومقامه في الآخرة.

 

ملاحظة: ولوضوح فكرة الأعتقاد بالمهدي فإن الأمة منذ ايامها الأولى قد اعتقدت جماعة منها ببعض الأفراد ظناً منها أنه المهدي الذي ذكره النبي(ص) ولعل اول من اعتنق هذه الفكرة الكيسانية ثم فرق أخرى حتى أن بعض الحكام كان يسمون أبنائهم بالمهدي طمعاً بأنْ يكون هو الموعود مع أن ذلك كان خطأ منهم لأن النبي عرفهم نسبه ولذا كان الحكام في أشد الحذر من أبناء الحسين حتى حاصروهم وضيقوا عليهم إلى أن وصلت النوبة للرضا فأحضروه في خراسان ثم ابنه في بغداد ثم ابنه علي الهادي في العسكر في سامراء ثم ابنه العسكري هناك أيضا لمعرفتهم بأنه يكون من هذا النسل الطاهر ولكن مشيئة الله غلبت مشيئة الحكام الجائرين حتى حرسه عن اعينهم فأمر المهدوية ليس فكراً مبتكراً ومستحدثاً بل هو من اعماق اعتقاد الأمة وإن اختلف بعضهم في التطبيق وفكرة الغيبة قد ذكرت أيضا في بعض الأحاديث كما نقلنا لك نموذجاً منها مع ما عرفت من الحكمة فيها.

 

وظائف الإمام

 

 إن وظيفة الإمام هي القيام بمهام الدين والقيام مقام النبي(ص) في التبليغ وبيان الأحكام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحكومة الظاهرية لإقامة العدل حيث انه الحامل للعلم الإلهي حتى يرجع إليه، وانه يحكم بالقسط والعدل ويقوم بإقامة الحدود وإحياء الكتاب والسنة، وأن يصلح بين الناس، وأنه يهدي بأمر الله تعالى أي يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويدعو إلى الله ويعمل الخيرات، وأن ذلك لا يتم إلا بالجعل الإلهي والتعيين من قبل الرسول الأكرم(ص) وإذا عرفت كل ذلك فكيف يمكن أن يغيب الإمام(عج) ويترك وظيفته؟

 

والجواب عن ذلك انه لم يترك الوظيفة إذ أن بعض الوظائف قد تكون عينية يعني لا يقوم بها إلا الشخص نفسه كالصلاة والصيام والحج وبقية العبادات العينية.

 

وبعض الوظائف يمكن أن يكلف بها غيره فلا يعد حينئذٍ تاركاً لوظائفه مثل الرئيس أو المسؤول إذا أراد السفر يعيّن شخصاً ينوب عنه وهذا ما كان في سيرة النبي(ص) حيث كلما خرج في سفرٍ عين خليفة له يقوم بمهام الأمور نيابة عنه ونحن نذكر هذه الأمور باختصار:

 

أما الأول: بما انه حامل للعلوم الإلهية حتى يرجع إليه فقد بث الأئمة(ع) علومهم للرواة والعلماء وأمروهم بكتابتها وقالوا لهم سوف تحتاجون إليها فهدوا العلماء للقيام بالوظيفة وهذا الأمر واضح إذ ليس كل الأمة كانت تراجع النبي(ص) بل لابد أن يتعلم جماعة ويبلغوا الباقين كما قال تعالى (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) (1).

 

وهكذا الناس في المدن والقرى لا يراجع كلهم العلماء بل قد يستندون في اخذ العلم والفتوى إلى وسائط وهذه طريقة عقلائية لا غبار، عليها فكذلك الأئمة(ع) قاموا بتغذية الرواة بالعلوم وما يحتاجه الناس في عصر الغيبة وجمعت في ذلك اصول اربعمائة من كتب الرواة وجمعت بعد ذلك كتب الروايات الكثيرة وهذه الوظيفة قد ارجعت الى العلماء والرواة فقد ورد في المكاتبة الشريفة: وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم.

 

واما الثاني: (وهم حجتي) بالقسط والعدل فهذا يشترط فيه التمكن إذ ربما يكون ظاهرا وغير متمكن كما كان الأئمة في عصرهم إذ لم يكونوا مبسوطي اليد فهذا الأمر يرتبط بالإمكان حتى في جانب النبوة فالنبي(ص) في مكة ما كان مبسوط اليد وتمكن في المدينة فاقام الحكومة العادلة.

 

وأما الثالث: وهو الإصلاح وهو من مهام الأمة كلها الا انه اظهر الافراد فيها ويشترط فيها الظهور وفي الغيبة يقوم بها العلماء والقائمون بالأمور.

 

أما الرابع: الهداية والأمر بالمعروف فقد القي على عاتق العلماء إذ هو من مهام الأمة كلها حيث قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) (2) ونسبة هذا الأمر للأمام باعتباره اظهر الأفراد ويقوم بذلك العلماء وبقية الأمة