هانية تركيان: يجب أن نميز بين الإسلام النقي والإسلام المزيف الوهابي

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ انعقدت ندوة إلكترونية عبر الإنترنت تحت عنوان اهل بيت الرسول الأعظم عليهم السلام محور الحج الابراهيمي، وذلك برعاية المجمع العالمي لأهل البيت (ع) يوم الثلاثاء الموافق 7 ذي الحجة 1441 الساعة الثانیة مساء بتوقیت طهران .

وحاضرت رئيسة معهد منجي المنتظر الثقافي في إيطاليا الدكتورة الفاضلة هانية تركيان في هذه الندوة، مقدمة، مقارنة بين الحج السعودي والأربعين الحسيني.

وهذه النص الكامل لمحاضرتها:

بسم الله الرحمن الرحيم

من أجل تحقق الحج الإبراهيمي، لحل مشاكل العالم الإسلامي والإنسانية، من الضروري قبل كل شيء فهم الرسالة الحقيقية للإسلام وتمييزها عن صيغتها المنحرفة وفهم غرض هذا الإصدار من الإسلام.

لهذا، سيكون مقارنة بین الحج السعودي والأربعين الحسیني التي یشابه الحج الابراهیمي الحقیقي.

الإسلام، مثل الأديان السماوية الأخرى، يهدف إلى ضمان السعادة في هذا العالم وفي الآخرة، ولكن بسب الجعل والتحریف فی حالة وفي حالات أخرى نشأت الحاجة إلى "التحديث" بالنسبة الی الطلبات والظروف الجديدة.

الإسلام هو أحدث وأكمل نسخة للدين، لم یتغیر حقیقة ثقلیها (كتاب الله والعترة) على الرغم من أن تفسيره قد شوهت ببعض الفيروسات ولهذا السبب، يجب أن نميز بين الإسلام النقي والإسلام المزيف الوهابي.

تعهد أعداء الإسلام النقیّ منذ البداية بإنشاء نسخة مشوهة منه والفيروسات التي لطخته، وأخطر فيروس أعرفه يتألف من المنافقين الذين يعتبرون أنفسهم أكثر إسلامًا من الآخرين ويعتبرون جميع أولئك الذين لا يعتقدون مثلهم، الكفار.

هؤلاء المنافقين هي نفسها التي في كربلاء مقتل عائلة النبي (ص) مع ان النبي كان قد أعلن أن تكون اجر الرسالة هو المودة لأهل البیت (ع)؛ الذین هم أقوى مكافحة الفيروسات. وقد برر المنافقون أنفسهم بأن أكدوا أن أفراد عائلة النبي خرجوا من الإسلام وكانوا غير مؤمنين.

يجب على الغرب أن يعلم أن من اعتبر أفراد عائلة نبيهم من غير المؤمنين وقتلهم بشكل رهيب، هم نفس الذين لن يرحموا الأوروبيين والأمريكيين ایضاً، هذا هو قانون الإرهاب.
ينقسم المسلمون اليوم بشكل رئيسي إلى مجموعتين: الشيعة والسنة ومن المثير للاهتمام ملاحظة أن أيا منهما لا يعتبر الوهابية کإسلام. كان ظهور المملكة العربية السعودية مفضلاً ظهور الوهابية في المملكة العربية السعودية، حيث شجع البريطانيون نسخة فاسدة أخرى من الإسلام الشيعي في لندن، مما يشجع على الانقسام بين المسلمين. ومع ذلك، لن يتمكن حتى هذا الفيروس من تدمير الإسلام الشيعي.

الإسلام قوي جدا ولها قوة المصارف والخاصة جذور في مأساة كربلاء. كانت كربلاء لحظة معينة من المواجهة بين الإسلام النقي والإسلام الفاسد، حيث فقط فی ظاهر الامر،  فازت النسخة الفاسدة التكفيریة.

العالم اليوم له علاقة مع الأفراد مثل تلك الذين تقابلوا بکربلا. يجب على العالم أن يستيقظ! اسأل نفسك لماذا اعترض أوباما على القانون الذي يسمح لأقارب ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة الوهابيين السعوديين؟ أي منطق سياسي وأمني يبرر ذلك؟ اذن كيف يمكن الحج الابراهیمی بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل؟

بعد استشهاد الإمام الحسين، وأفراد أسرته ومن أصدقائه، أخته العقلیة زينب (س) قامت بتصميم مشروع إعلامي الذی هو أكبر وكالة أنباء في العالم وأكثرها تعقيدًا وقوة لنشر رسالة الإسلام الحقيقي للعالم كله.

هذه الوكالة، هي نفس مراسم العزاء على سيد الشهداء (ع)، ومن أكبرها حفل الأربعين الحسيني فی العراق.

الأربعين ليس عملاً للإخلاء العاطفي أو رمزية عادية. إنه شبكة الأخبار الأكثر أهمية وتعقيدًا وتأثيراً واتساعًا في العالم. إنه مدرسة فكرية تحفز أيضًا العواطف بشكل صحيح، وهي قوية جدًا لدرجة أنها أنتجت تيارًا أخلاقيًا واجتماعيًا وسياسيًا ومدرسة فكرية ووسائل الإعلام وجبهة للمقاومین ضد الإسلام المشوه الوهابی العمیل للصهاینة والامریکا.
حقا، إلى متى سيستمر انتشار الإرهاب التكفيري وتحالفه مع بعض الدول الغربية؟ يجب أن نفهم هذا من عمق تضحية الحسين في كربلاء. يجب أن نفهم عمق مأساة كربلاء لفهم عمق خطر الإرهاب.

الآن دعونا نجري مقارنة مع إدارة الحج وادارة الاربعین

الكعبة هي أقدس مكان على وجه الأرض، ووفقًا للآيات القرآنية والفقه الإسلامي، فهي مكان يحميه الله، لذلك لا يُسمح بقتل الذبابة داخل حدود محددة، وإلا يجب دفع الغرامة. حتى عرب عصر ما قبل الإسلام، (الجاهلیة) الذين دفنوا بناتهم أحياء، احترموا هذا المكان المقدس. ومع ذلك، انظر الآن إلى الوهابيين والسعوديين؛ كيف يديرون الحج؟

في عام 1987، بتدخل المنظمة الإرهابية وتحت قيادة أولريش فيجنر، القائد الأول لمجموعة GSG-9 الألمانية، قتلوا العديد من الحجاج، معظمهم من الإيرانيين. خلال هذا الهجوم، قتلت الشرطة السعودية وجرحت أكثر من ألف حاج من بيت الله الحرام، مات الكثير منهم لأن الشرطة السعودية لم تسمح لهم بتقديم الإغاثة لهم.

مرة أخرى في عام 2015، بسبب الإهمال السعودي، الذي لم يتم استبعاده، بناءً على الأدلة الموجودة، أنه كان متعمدًا، توفي الآلاف من الحجاج، والعديد منهم إيرانيون. وتتحدث البيانات عن ألفي وخمسمائة حالة وفاة كما أفادت بعض المواقع الصحفية الغربية بحدود سبعة آلاف وسبعمائة.

لم تقدم السعودية أي نوع من الأدلة سواء لتبرير نفسها، لأنها ادعت أنها كانت خطأ الحجاج، ولا لإثبات ما حدث، ولم تسمح لمجموعة دولية من الخبراء بالتحقيق في المحور، كما أنها لم توفر لقطات الفيديو دائرة مغلقة.

من المثير للاهتمام معرفة أن المدافعين عن حقوق الإنسان لم يتلفظوا بأي كلمة عنها، بل يواصلون دعم هذه الدولة الداعية للإرهاب.

منعت قوات الأمن السعودية أي نوع من المساعدة للمصابين، في الواقع مات الكثير من العطش والحرارة، أو بقيت جثثهم تحت الجثث الأخرى وتم نقلهم بالشاحنات إلى المشرحة، حيث تم الاحتفاظ بهم لفترة طويلة حتى يصبحوا لا يمكن التعرف عليها.

حدث هذا، على الرغم من أن أحد معايير الحج التي لا جدال فيها تقول أن قتل الحيوانات ممنوع، حتى قتل الذبابة يؤدي إلى دفع غرامة. لذا حتى الحشرات لها الحق في الأمان في هذا المكان المقدس، ولكن يتم قتل الضيوف وتدنيس أجسادهم.

هل هي مشيئة الله أن يرعى هؤلاء المجرمين الحجاج الذين هم ضيوف بيت الله؟ لماذا يصمت أنصار حقوق الإنسان؟

بعد أن حصلت صحیفة الاخبار البنانیة علی وثائق معينة من وزارة الصحة السعودية، كتب أنه في أربعة عشر عاما أثناء الحج توفي حوالي تسعين ألف شخص. إذا كان هذا العدد من الأفراد، الذين يكون موتهم مسؤولاً بشكل مباشر أو غير مباشر عن السعودية، قد قتلوا على يد إسرائيل، فكيف سيكون رد فعل المسلمين؟

لكنك تنظر إلى الإدارة الإسلامية في زیارة الأربعين. عشرات الملايين من الناس في بلد في حالة حرب ومحاربة إرهابيين داعش، دون أي عقبات وبراحة البال، يتشاركون أفضل اللحظات الروحية والدروس السياسية والأخلاق الاجتماعية للإسلام واجمل الضیافة.
......
انتهى/ 278