وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـــ ابنا ـــ تزامنا مع ذكرى ولادة الإمام الحسن السبط (ع) ألقى الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رضا رمضاني" كلمة بالمناسبة، وذلك في مجلس انعقد عبر العالم الافتراضي على صفحة وكالة ابنا في الصفحات التواصل الاجتماعي.
وبدأ المجلس بآيات من الذكر الحكيم للأستاذ "علي علي زادة"، وأنشد أشعارا في مدح الإمام الحسن (ع)، ثم ألقى الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) كلمته بهذه المناسبة العطرة.
وأشار آية الله "رضا رمضاني" إلى دور الإمام المعصوم (ع) في المجتمع، وصرح: إن الإمام المعصوم هو الهادي حيث يبيين الطريق للبشرية، وعلى البشرية أن يعرف الطريق للوصول إلى المقصد والغاية. وبما أن المعصومين يتمتعون بالعصمة والشمولية فإنهم إذن يعرفون طريق الكمال جيدا، ومن يريد أن يصل إلى الكمال، لا بد أن يرتبط بالإمام المعصوم.
وتابع سماحته: ويجب علينا كمسلمين أن نعرف السيرة العلمية والعملية للأئمة المعصومين (ع)، ومن أجل أن نسلك طريق الهداية، علينا أن ننتهز أي الفرصة توفرت لنا لأخذ الدروس من معارف أئمة المعصومين (ع).
واستذكر الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) قوله تعالى: فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، وأضاف: إن الامام المعصوم من أهل الذكر، وأصحاب أهل البيت (ع) كانوا يسألون أسئلتهم من الأئمة المعصومين (ع).
واعتبر آية الله رمضاني أن الالتفات إلى الأخلاق والآداب تعدّ من سيرة الأئمة المعصومين (ع)، وصرح: إن القرآن أكد على الإنسان أن يسلك طريق الأخلاق والآداب، وقال الإمام الحسن عليه السلام: "إنّ أحسن الحسن الخُلُق الحسَن".
وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): كان الإمام الحسن المجتبى (ع) واضح المعالم في مختلف أقسام الأخلاق، وعلينا أن نجلس في مدرسة هذا المعصوم، ونأخذ الدروس والمفاهيم منه، ومن يوالي أهل البيت (ع) عليه أن يسعى أن يتخلق بأخلاقهم (ع)، وأن يكون عاقلا، وفهيما، وصبورا، وورعا، وبناء على ما ورد في الروايات أن أعقل الناس أحسنهم خلقا.
وتابع: لا يمكن أن نكون من محبي أهل البيت (ع) ولا نسير بسيرتهم في حياتنا، فإنهم طلبوا منا أن نعينهم بالتقوى والعفة والسداد، فنسأل الله أن يوفقنا للعمل بما تعلمناه من مفاهيمهم ومعارفهم، فهناك أشخاص لديهم بعض العلوم ولكنهم لا يعملون بها، فإن الفقيد آية الله العظمى بهجت قال أكثر من مرة: على الإنسان أن يلتزم ويعمل بما عنده من علم، فعندئد يتعلم الإنسان أشياء لا يمكن تعلمها في أي مكان آخر.
وأضاف آية الله رمضاني: إن المجتمع البشري اليوم بأمس الحاجة إلى الأدب والأخلاق من أي زمن آخر، فإن تقدم العلوم وتطوره أحيانا يتسبب بعدم قدرة الإنسان من الانتفاع من سلاح الأدب والأخلاق، وقد يُقتل ملايين إنسان باتخاذ قرار واحد، فبناء عليه، لم تكن ضرورة الالتزام بالأخلاق في الوقت الراهن أقل مما مضى.
وتابع سماحته: إن القرآن الكريم عندما يمدح الرسول الأكرم (ص) يتحدث عن أخلاقه، كما أن السيدة الزهراء (ع) عند تعريفه للنبي (ص) قالت: خلق الرسول الأكرم (ص) خلق قرآني.
وأكد آية الله رمضاني على ضرورة أخذ الدروس من أخلاق سيرة الإمام الحسن (ع) وقال: إن الأخلاق الإلهية للإمام الحسن (ع) واضحة المعالم في سيرته المباركة خاصة فيما يرتبط بالله وذكر الله، وذكر المعاد، والخوف والخشية من الله.
وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن الإمام الحسن (ع) عندما كان يدخل المسجد، يقول: عبدك ببابك يا مُحْسِنُ قَدْ اتاكَ الْمُسيءُ، فإن الإمام الحسن (ع) ومع ما يملك من درجات عالية من الإيمان ومع أنه كان أعبد أهل زمانه هكذا يخاطب رب العالمين.
وأضاف سماحته: يمكن مشاهدة أفضل الآداب مع الله في سيرة الإمام الحسن (ع)، وكان عليه السلام له أدب خاص عندما يتكلم مع الله، فإن الإمام الحسن المجتبى (ع) وفضلا من أنه كان في أعلى درجات الأخلاق الإلهية، كان أيضا يتمتع بجميع الفضائل في الأخلاق الفردية.
وفيما ترتبط بظلامية الإمام الحسن (ع) صرح آية الله رمضاني: إنه (ع) وخلال السنوات العشرة التي عاشها بعد الصلح مع معاوية تحمل إساءات كثيرة حتى أنه خوطب بمضل المؤمنين، لكن كان حليما في قبال الأذى.
وتابع: إن معاوية في شام قام بتشويه سمعة الإمام (ع) بمختلف وسائل الإعلام آنذاك، حتى أن في يوما ما دخل رجل شامي إلى المدينة ليرى الإمام حتى يسيء إليه، لكن الإمام الحسن (ع) استقبله بالرحب والسعة والأخلاق الحسنة، وقال له: إن كنت جائعا أشبعناك، وإن كنت عريانا كسوناك، وإن كنت محتاجا أغنيناك، وإن كنت طريدا آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فاستحى الشام من أخلاقه (ع)، وعند مغادرته المدينة كان الإمام الحسن (ع) أحب الناس عند هذا الرجل.
وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): كان البعض يريد أن يختبر الإمام الحسن (ع) حتى يغضبه لكنهم ما تمكنوا، فكان الإمام المعصوم يملك أعلى درجات الفضائل الأخلاقية، وكان (ع) يتمتع بمختلف أقسام الأخلاق الاجتماعية من عفو، وتضحية، وكرم، وسخاء، وقضاء حوائج المحتاجين.
وصرح آية الله رمصاني: إن الإمام الحسن (ع) كان يؤكد كثيرا على مختلف أقسام الأخلاق منها الخشية الإلهية، فعندما كان (ع) يذكر الموت والقبر والقيامة يبكي، وكان دائم الذكر لله والمعاد والقرآن.
والجدير للذكر، يمكن متابعة هذا البرامج على صفحة وكالة ابنا عبر صفحات التواصل الاجتماعي انستغرام من خلال العنوان التالي: (www.instagram.com/fa.abna24)
............
انتهى/ 278