19 ديسمبر 2025 - 10:36
مصدر: خاص أبنا
إزاحة الستار عن «موسوعة معارف الشيعة»/ منظومة معرفية للتعريف بالتشيّع على أساس العقل والفهم الإنساني المشترك

أقيم أمس الخميس، في قاعة مؤتمرات المجمع العالمي لأهل البيت(ع) بمدينة قم، حفل إزاحة الستار عن «موسوعة معارف الشيعة»، وذلك بحضور نخبة من أساتذة الحوزة والجامعة وعدد من المفكرين من دول مختلفة.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أقيم حفل إزاحة الستار عن «موسوعة معارف الشيعة» تحت عنوان «التعريف بالتشيّع في عالم اليوم؛ الضرورات والتحديات» أمس الخميس، بحضور أساتذة الحوزة والجامعة، والباحثين والضيوف الأجانب، وذلك في قاعة مؤتمرات المجمع العالمي لأهل البيت(ع) بمدينة قم.

شهدت الفعالية كلمات لعدد من الشخصيات البارزة، من بينهم: آية الله رمضاني، الأمين العام لمجمع أهل البيت(ع) العالمي، حجة الإسلام والمسلمين الدكتور محمدتقي سبحاني، رئيس مؤسسة البيان للتواصل والتأصيل، حجة الإسلام والمسلمين الدكتور أحمد واعظي، رئيس مكتب التبليغات الإسلامية، حجة الإسلام والمسلمين الدكتور محسن الويـري، مدير قسم التاريخ بجامعة باقر العلوم(ع)، حجة الإسلام والمسلمين السيد جواد نقوي، الأمين العام لمجلس علماء الهند،
الدكتور محمدعلي رباني، المدير العام للتعاون العلمي والأكاديمي في مؤسسة الثقافة والاتصالات الإسلامية.

وفي كلمته خلال الحفل، أكد آية الله رمضاني أن العقلانية والاعتماد على الاستدلال يمثلان الركيزة الأساسية في البحث العلمي، وقال: إذا تأملنا في مجموع آيات القرآن الكريم، نجد أن نحو ثلاثمئة آية تؤكد على التعقل والتفكر، وهذه قضية بالغة الأهمية. وقد قال الله تعالى في الآية العاشرة من سورة الأنبياء: «لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ».

وأضاف: يُطرح أحياناً التساؤل حول سبب غياب هذا المستوى من التعقل والتفكر في المجتمع الشيعي والإسلامي، بل وفي البشرية جمعاء. ولهذا السبب جعل الشيخ الكليني (رضوان الله عليه) في كتابه الشريف «الكافي» أول أبوابه بعنوان «كتاب العقل والجهل». هذه الروح يجب أن تسود، ومن ثم فإن القضايا التي نرغب في تقديمها للعالم تحت عنوان التشيّع ينبغي أن تكون قائمة على الاستدلال والبرهان.

إزاحة الستار عن «موسوعة معارف الشيعة»/ منظومة معرفية للتعريف بالتشيّع على أساس العقل والفهم الإنساني المشترك

ونوه آية الله رمضاني في كلمته أن الأعمال البحثية ينبغي أن تُقدَّم من قبل أصحاب القلم وأن تخضع للنقد العلمي، موضحاً أن الدراسات إذا لم تُناقش وتُنتقد فإنها تفقد حيويتها وتحتاج إلى استكمال، وهو أمر أساسي يجب أن يحظى بالاهتمام.

وفي السياق ذاته، صرّح حجة الإسلام والمسلمين الدكتور أحمد واعظي، رئيس مكتب التبليغات الإسلامية، بأن الفضاء الإعلامي والافتراضي يُعدّ اليوم الساحة الأكثر تأثيراً في نشر معارف أهل البيت(ع).

وأضاف واعظي أن هذا الفضاء يتميز بكونه مفتوحاً وفعالاً، ولا يتطلب حضوراً مادياً أو ارتباطاً بمركز أو مكان محدد، بل يتيح إمكانية الوصول إلى جمهور عالمي والتأثير المباشر فيه.

كما أشار إلى التحديات التي تواجه الأنشطة الميدانية التقليدية، مؤكداً أن الإجراءات المعتمدة على الحضور الفعلي والمؤسسات الرسمية باتت تصطدم بعقبات ومحدوديات جدية.

وعدّد رئيس مكتب التبليغات الإسلامية أبرز هذه الموانع، ومنها العقوبات الدولية، القيود القانونية، إضافة إلى تنامي التيارات اليمينية المعادية لإيران في الغرب، معتبراً أن هذه التحديات تستدعي تعزيز العمل في الفضاء الإعلامي والرقمي كخيار استراتيجي.

إزاحة الستار عن «موسوعة معارف الشيعة»/ منظومة معرفية للتعريف بالتشيّع على أساس العقل والفهم الإنساني المشترك

وأكد من جانبه حجة الإسلام والمسلمين محمدتقي سبحاني، رئيس مؤسسة البيان للتواصل والتأصيل، في كلمته خلال الحفل أن «موسوعة معارف الشيعة» تمثل عملاً علمياً يهدف إلى التعريف بالتشيّع على أساس العقل والفهم الإنساني المشترك.

وأوضح سبحاني أن الرسالة الرئيسة لهذا اللقاء تكمن في التعرّف على الطاقات الكامنة واستثمارها، مشدداً على ضرورة إدراك الاحتياجات بدقة، وربطها ببعضها البعض بما يحقق التكامل والتفاعل البنّاء.

وفي هذا السياق، دعا إلى توحيد جهود المؤسسات العلمية والثقافية الشيعية، باختلاف توجهاتها وبمختلف اللغات، ضمن إطار تعاون هادف ومنظّم، مؤكداً أن التقارب والتخطيط المشترك كفيلان بسدّ العديد من الثغرات المعرفية والثقافية القائمة.

إزاحة الستار عن «موسوعة معارف الشيعة»/ منظومة معرفية للتعريف بالتشيّع على أساس العقل والفهم الإنساني المشترك

واصل حجة الإسلام والمسلمين الدكتور محسن الویري، أستاذ مساعد ورئيس قسم التاريخ بجامعة باقر العلوم(ع)، طرح رؤيته مؤكداً أن «موسوعة معارف الشيعة» تشكّل منظومة معرفية متكاملة ومنظمة في مجال «علم المعرفة بالشيعة» .

وأوضح الویري أن الكتابة الموسوعية في حقل الدراسات الشيعية باتت اليوم تحتل مكانة متميزة، مشيراً إلى أن الشيعة لم يعودوا أقلية مجهولة، بل أصبحوا فاعلين مؤثرين على المستوى العالمي. 

ولفت إلى أن نمو الدراسات الشيعية خلال العقود الأخيرة يعكس هذا التحول، مستشهداً بكتب مثل «الحياة الجديدة للشيعة» لمؤلفين غربيين كأوليفييه روا وويليام كليفلاند، الذي يؤكد أن الشيعة بعد الثورة الإسلامية والتطورات الإقليمية تحولوا إلى لاعبين محوريين في المشهد الفكري والسياسي بالشرق الأوسط. لكنه شدد على أن الدور العالمي للتشيع يتجاوز السياسة والجغرافيا الإقليمية.

وأضاف أن مدرسة أهل البيت(ع) تمثل طاقة فريدة لمواجهة التحديات المعرفية والأخلاقية والروحية في عالم اليوم، مؤكداً أن الشيعة اليوم، على غرار مفكري عصر التنوير في أوروبا، بحاجة إلى نهضة جديدة في مجال الموسوعات العلمية، بما يتيح إعادة تقديم تراثهم المعرفي بصورة منظمة ومتاحـة أمام العالم.

وفي جانب آخر من الحفل، قال حجة الإسلام والمسلمين السيد جواد نقوي، الأمين العام لمجلس علماء الهند، إن هذه الموسوعة تعد من الشواهد الناطقة على المعجزات العلمية لأهل البيت(ع)، مضيفاً أن أوروبا التي تدّعي التفوق اليوم كانت غارقة في الجهل، بينما ظل المسلمون بفضل معارف أهل البيت(ع) يعيشون في نور وهداية.

وأكد نقوي أن كل ما لدى الأمة من معارف أصيلة إنما هو من تراث أهل البيت(ع) وكتب الشيعة، مشيراً إلى أن الثورة الإسلامية في إيران ووجود الإمام الخميني(ره) قد حملا بركات عظيمة للعالم أجمع وللمستضعفين في مختلف أنحاء الأرض.

إزاحة الستار عن «موسوعة معارف الشيعة»/ منظومة معرفية للتعريف بالتشيّع على أساس العقل والفهم الإنساني المشترك

خلال مواصلة فعاليات الحفل، أكد الدكتور محمدعلي رباني، المدير العام للتعاون العلمي والأكاديمي في منظمة الثقافة والاتصالات الإسلامية، أن التعريف بالتشيّع في عالم اليوم يُعدّ قضية معرفية وحضارية ذات طابع بنّاء للمدنية.

وشدّد رباني على أن إزاحة الستار عن «موسوعة معارف الشيعة» لا يُمكن اعتبارها مجرد مراسم بروتوكولية، بل هي إعلان موقف علمي واضح، مفاده أن التشيّع بات جاهزاً لتقديم معارفه بصورة منظمة، موثقة وعقلانية إلى العالم المعاصر، والدخول في حوار معرفي مع مختلف المدارس الفكرية.

وفي ختام الحفل، جرى إطلاق النسخة المطبوعة من هذا العمل الموسوعي القيّم «موسوعة معارف الشيعة» بحضور نخبة من العلماء والمفكرين، حيث صدر حتى الآن خمسة عشر مجلداً منها.

إزاحة الستار عن «موسوعة معارف الشيعة»/ منظومة معرفية للتعريف بالتشيّع على أساس العقل والفهم الإنساني المشترك

..................

انتهى / 232

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha